Tarajim Mashahir
تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر (الجزء الأول)
Türler
وكانت معيشته في بيته في غاية البساطة مع الترتيب، وما زال معظما مكرما محترما لدى كل من عرفه حتى توفاه الله سنة 1888 في منزله بدمشق، فأسف الناس عليه واستعظموا المصاب فيه وأبنه الكتاب والعلماء ورثته الجرائد في سائر الأقطار، رحمه الله.
الفصل الحادي والعشرون
عثمان باشا الغازي
شكل 21-1: عثمان باشا الغازي (ولد سنة 1832 وتوفي سنة 1900).
هو عثمان نوري باشا القائد العثماني الشهير، ولد في طوقات إحدى مدن سيواس في شمالي آسيا الصغرى. قدم الآستانة صغيرا، وكان شقيقه حسين أفندي أستاذ اللغة العربية في المدرسة الإعدادية هناك فأدخله في تلك المدرسة فتلقى فيها مبادئ العلم، ثم انتظم في سلك المدرسة الحربية فنبغ بين رفاقه، وخرج منها سنة 1853 ضابطا ملازما في فرقة الفرسان (سواري).
ولما انتشبت حرب القرم ألحق بأركان حرب عمر باشا القائد الشهير، وشهد مواقع كثيرة أظهر فيها بسالة استلفتت انتباه رؤسائه، فلما عاد من الحرب ترقى إلى رتبة يوزباشي في الحرس الشاهاني بالآستانة.
وكان عثمان باشا في جملة رجال العسكرية الذين توسطوا في إصلاح شئون الحوادث السورية عام 1860 وهو في رتبة بكباشي، واشتغل سنة 1866 في إخماد ثورة ظهرت في كريد، فارتقى على أثر ذلك إلى رتبة قائمقام، وعاد إلى الآستانة فارتقى هناك إلى رتبة أميرالاي، وترى مما تقدم أنه إنما كان يرتقي على أثر أعمال تؤهله للارتقاء.
وفي سنة 1874 أحرز رتبة لواء، وفي السنة التالية صار فريقا، وتولى قيادة الفيلق الخامس، وخرج لمحاربة الصرب ففاز في كل المواقع وعاد وقد حمل الصربيين على التماس الصلح كما سيأتي، فصدرت الأوامر السنية بترقيته إلى رتبة المشيرية مكافأة له.
وفي سنة 1877 انتشبت الحرب الشهيرة بين الدولة العلية والروس فتولى قيادة 68 طابورا و17 كوكبة و174 مدفعا، وحارب جند الروس في مواقع كثيرة، وفي هذه الحرب نال هذا القائد شهرته الكبرى. (1) حرب الروس
وسبب هذه الحرب أن البوسنة والهرسك في غربي بلاد الروملي تمردتا على الدولة العلية سنة 1875 وامتنع أهلهما عن دفع الرسوم الأميرية، وربما كان سبب ذلك متصلا بمطامع النمسا فيهما، وتفاقم أمر هذه الثورة حتى خيف منها على السلم العام، فاجتمع قناصل الدول العظمي في مستار بالهركس في سبتمبر سنة 1875 وأقروا على تسوية تقضي على الباب العالي ببعض الإصلاح وعلى الثائرين بالامتثال فلم يجد سعيهم نفعا، فأنفذت الدولة العلية جندها لإخماد الثورة بالسيف، فجرت مواقع كثيرة سفكت بها دماء غزيرة، ولكنها لم تقرر النصر لأحد الفريقين.
Bilinmeyen sayfa