وأقول: ما مبرر التشنيع علي إمام اختار قولًا قال به معظم علماء، وله ذلك أدلة مقنعة؟.
(ز) نقل ابن حزم في الفصل عن الباقلاني أنه يقول: "جائز أن يكون في هذه الأمة من هو أفضل من رسول الله ﷺ ".
والذي وجدته في التمهيد للباقلاني في معرض الرد علي البراهمة الجاحدين للرسل:: "ثم يقال له: ما أنكرتم علي من قال من مثبتي نبوة الرسل أن الله تعالي ليس يفضل احد الشخصين علي الآخر المجانس له ابتداء، ولا لأجل جنسه، ولكن لأجل أنه مستحق للتفضيل بالرسالة وغيرها بعلمه والإخلاص في الاجتهاد .... فيكون التفضيل بالرسالة إذا أراد الله سبحان إرسال بعض عباده إلي باقي، لأنه أفضلهم وأكثرهم عملًا".
ويقول الإيجي في المواقف: "وأفضل الناس بعد رسول الله هو عندنا- يعني الشاعرة- وعند أكثر قدماء المعتزلة أبو بكر الصديق".
وابن حزم لم يبن أين وجد ما نقله حتي تعلم صحته من سقمه، مع أن ما وجدناه في التمهيد والمواقف يخالفه، فيغلب علي الظن أن ما نقله ابن حزم هو وهم أو تجنبي دفعته إليه سجيته. والله أعلم.
(ح) يقول ابن حزم في الفصل: "ومن العجيب أن هذا النذل الباقلاني قطع بأن داود خالف الإجماع في قوله بإبطال القياس. أفلا يستحي هذا الجاهل من أن يصف العلماء بصفته مع عظيم جهله؟ ولكن من يضلل الله فلا هادي له".
1 / 65