أنظر إلى جبل تمشي الرجال به وانظر إلى القبر مايحوي من الصلف
وانظر إلى صارم الإسلام منغمدًا وانظر إلى درة الإسلام في الصدف
هذا غيض من فيض ذكرته ليدل على العديد من كلمات الثناء التي كان الباقلاني أهلاها، والتي لو سطرتها كلها في هذا الفصل لناء عن اتساعها وستتضح منزلته بين العلماء بصورة أبهى وأجلى عند ذكر مصنفاته ومناظراته، فهي خير شاهد له على منزلته العالية ومرتبته الباهرة.
الطعون التي قيلت فيه:
الباقلاني ﵀ كسائر الناس يوجد من يُعجب به فيثنى عليه، ويوجد من يبغضه أو لا يوافقه فيطعن فيه. وسننقل بعض ما قيل فهي محاولًا بيان وجهة من الصحة وعدمها. فكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا الرسول ﷺ، الذي لم تثبت العصمة لأحد من أمته بعده إلا لمجموعها. وممن طعن فيه:
١ - أبو حامد الاسفرائيني الفقيه الشافعي الكبير القدر المتوفي سنة ٤٠٦ هـ.
نقل السيد أحمد صقر عن فتاوى ابن تيمية في مقدمة كتاب "إعجاز القرآن" للباقلاني: أن أبا حامد الاسفرائيني كان ينهى أصحابه عن الكلام، وعن الدخول على الباقلاني. وكان يقول: إنه مبتدع يدعو الناس إلى الضلالة. وقال: إنه كان أبو حامد إذا سعى إلى الجمعة من قطيعة الكرخ إلى جامع المنصور يدخل الرباط المعروف بالروزي، ويقول لمن حضر: اشهدوا على بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، كما قاله أحمد بن حنبل، لا كما يقوله الباقلاني، وتكرر ذلك منه في جمعات وكان يقول: أنا بريء من مذهب الباقلاني وعقيدته.
1 / 54