لقد استفاق الطفل النائم بين ذراعي المرأة ذات الثوب الأسود وقال لأمه: فلنذهب يا أم!
فابتسمت الأم ابتسامة عذبة، فابتسم الطفل وقال بهدوء: فلنذهب!
نهضت المرأة من جلستها واتجهت مع طفلها إلى كثيب الشاطئ؛ وعندما وقع نظرها على الأم الحزينة والولد الميت أدركت هول الموقف، فضمت إلى صدرها ولدها الحبيب ضمة ملؤها الحب والخوف.
عند هذا خرجت السامرية المنكودة الحظ من خمودها العميق، ووقفت أمام المرأة المعانقة ولدها وصرخت قائلة: لا تقتربي أيتها المرأة! لا تقتربي! لقد خطف البحر ولدي الوحيد، ولا يصعب عليه أن يخطف ولدك!
هو ذا جهبذ من جهابذة الشريعة يمر من هناك.
لقد نظر إلى المرأة الثكلى نظرة احتقار وتمتم قائلا: إنها لسامرية!
ثم حجب وجهه بيديه.
أما الطفل فقد تخلص برقة وخفة من عناق المرأة ذات الثوب الأسود، وانحنى فوق الجثة الصغيرة، ونفخ عليها ثلاث مرات، ثم أخذ يدها بيده وأنهضها عن الأرض ملأى بماء الحياة.
عند هذا تراجع القوم منذهلين أمام هذا المشهد الغريب!
أما والدة المنبعث من الموت فقد ترامت على قدميها بسكرة من سكرات الفرح العظيم وهتفت قائلة: أيتها المرأة! أيتها المرأة! ... من أنت؟ ... مبارك هو ابنك! ... مباركة أحشاؤك! ... ما هو اسمك؟ ... لأردده في كل حين وأحمد به الله!
Bilinmeyen sayfa