Amerika'da İlerici Hareket: Çok Kısa Bir Giriş

Marwa Cabd Fattah Shahata d. 1450 AH
11

Amerika'da İlerici Hareket: Çok Kısa Bir Giriş

الحركة التقدمية في أمريكا: مقدمة قصيرة جدا

Türler

شكل 2-1: ويليام جيننجز برايان، المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي عام 1896، و1900، و1908، وزعيم المزارعين الأمريكيين، وهو يستمتع بقضاء وقت ما بعد الظهيرة برفقة زوجته، ماري بيرد برايان، أمام منزلهما في دي ستريت، مدينة لينكولن، بولاية نبراسكا، في أحد أيام تسعينيات القرن التاسع عشر.

ومنذ ذلك الوقت حتى وافته المنية عام 1925، كان برايان أحد رموز السياسة والثقافة الأمريكية البارزين، كذلك كان مدافعا دائما عن مصالح المزارعين بالجنوب والغرب؛ أو «الشعب» من منظور الشعبويين والتقدميين. استطاع برايان - الذي امتلك صوتا رخيما مدويا في الاحتشادات الهائلة - إثارة حماسة الآلاف برسالته عن الأمل والتقدم. كذلك وجد برايان دائما في بيته الاستقرار والنصيحة السديدة؛ حيث كانت زوجته تتميز بالحكمة والذكاء على حد سواء. وعلى الرغم من النقد الظالم الذي وجه لبرايان لدفاعه في أواخر حياته عن التفسير الحرفي للكتاب المقدس في محاكمة سكوبس الشهيرة ب «محاكمة القرد» بولاية تينيسي عام 1925، فلم يكن أصوليا؛ بل كان مسيحيا يؤمن بمبادئ حركة الإنجيل الاجتماعي، وساعيا من أجل مجتمع أخلاقي أفضل. واءم برايان بين التفسير الحرفي للكتاب المقدس والالتزام التام بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية بدرجة لم يسبقه إليها أي زعيم وطني، وعندما عين في منصب وزير الخارجية بإدارة وودرو ويلسون عام 1913 - وهو أعلى منصب رسمي تولاه على الإطلاق - أبرم عدة معاهدات صداقة وتبادل تجاري، واستقال من منصبه مراعاة لمبادئه عندما خشي أن يخاطر ويلسون بخوض حرب بسبب مذكرة عدائية لألمانيا بعد غرق السفينة لوسيتينيا عام 1915. اعتمد برايان في مسيرته باعتباره رجل دولة وسياسيا ديمقراطيا على تكتل الجنوب (المؤيد للحزب الديمقراطي)، الأمر الذي انطوى على غض الطرف عن قوانين جيم كرو، لكنه كما ذكر كاتب سيرته الذاتية مايكل كازين:

كان أول زعيم من حزب كبير يدافع عن التوسيع المستمر لنطاق سلطات الحكومة الفيدرالية من أجل صالح الأمريكيين البسطاء من الطبقتين العاملة والوسطى ... لقد بذل جهدا خارقا - في الفترة التي تخللت سقوط جروفر كليفلاند وانتخاب وودرو ويلسون - لتحويل حزبه من معقل تأييد اقتصاد عدم التدخل إلى قلعة الليبرالية التي يمثلها فرانكلين دي روزفلت والمؤمنون بأيديولوجيته ممن أتوا من بعده.

مع ذلك، خسر برايان الانتخابات عام 1896، نال عدد أصوات يزيد نحو مليون صوت عن عدد الأصوات التي حصل عليها أي مرشح للحزب الديمقراطي في تاريخ الانتخابات، وما يماثل مجموع الأصوات التي حصل عليها كليفلاند وويفر في انتخابات عام 1892. لكن ماكينلي استقطب لصفه مئات الآلاف من المصوتين الجدد، فقد أقنعت الخطايا التي ارتكبها كليفلاند والكساد الطاحن مجموعة من أولئك المصوتين بإقصاء الديمقراطيين الذين يرون أنهم هم الملومون على تلك الأزمة الطاحنة - إن كان يمكن لوم أحد في الأساس على ذلك - حتى لو حل محل هؤلاء الديمقراطيين برايان ورفاقه. ما يقرب من أربعة من بين كل خمسة يحق لهم الانتخاب أدلوا بأصواتهم، وهي نسبة لم تتحقق مطلقا منذ ذلك الوقت. ألف برايان كتابا سماه «المعركة الأولى» عن الحملة الانتخابية، كان ذلك العنوان دقيقا؛ وذلك لأنه كان سيعود ثانية إلى الساحة هو وقوى الإصلاح الزراعي السياسية. قضت خسارته عام 1896 على حزب الشعب وما يمثله من قوة في الانتخابات الوطنية، لكنها لم تقض على اهتمامات المصلحين الزراعيين بالسياسة الأمريكية، أو على جهود تأسيس ائتلاف يضم المزارعين والعمال.

لكن كان هناك بعض الوقت أمام تلك التطورات حتى تأخذ مجراها. تعافى الاقتصاد بعض الشيء في عامي 1897 و1898، وكان السبب وراء ذلك ظهور التوجه الخاص بالتحالف والدمج اللذين قادهما أصحاب المصارف الاستثمارية وأباطرة السكك الحديدية وغيرهم من أصحاب الشركات الكبرى. لم يمثل ذلك التوجه بشرى سارة للعمال وعائلاتهم، لكنه أسهم في تحسين الصورة الاقتصادية الكلية. ومع تقويض المحكمة العليا الأمريكية للتشريعات المتعلقة بمكافحة الاحتكار والتجارة بين الولايات، سارت «حركة الدمج» بخطا سريعة حتى السنوات الأولى من القرن العشرين. كذلك تم «ترشيد» شركات السكك الحديدية، إذا استخدمنا تعبير مؤسسات وول ستريت، بهدف منع المنافسة على الطرق والرسوم. أما مصانع الصلب (أو أغلبها) فاتحدت معا لتكوين أول مؤسسة تجارية رأس مالها مليار دولار بالبلاد تحت اسم يو إس ستيل، ويعود الفضل في ذلك إلى جيه بي مورجان الذي كان مهندس عملية شراء مصانع أندرو كارنيجي. انتشرت الاتحادات الاحتكارية في مجال النفط والمطاط والنحاس ومجموعة كبيرة أخرى من الصناعات. لم يجن عمال المصانع والمناجم - وبصفة عامة العاملون بأجر الذين عملوا بتلك المؤسسات الكبرى - سوى بعض المنافع القليلة من عمليات إعادة الهيكلة تلك. من ناحية أخرى، لاحظ المزارعون أن أسعار المحاصيل بدأت في الارتفاع، فشرع الراغبون في تأسيس المزارع في الزحف غربا مرة أخرى عبر المناطق المرتفعة من السهول الكبرى بعد أن توقف ذلك منذ أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر.

لذلك لم يجد المزارعون والعمال - وهم الحلفاء الطبيعيون بطرق شتى في المواجهة المألوفة مع المؤسسات التجارية الكبرى - سببا واضحا لتوحيد جهودهم. كان الإصلاح الواسع النطاق لا يزال بعيدا. بدأ عمداء المدن ذوو الميول الإصلاحية يظهرون بالفعل على الساحة في بعض المدن، وأبرزهم جونز صاحب «القاعدة الذهبية» في مدينة توليدو وتوم جونسون في كليفلاند، وهما من مكافحي الفساد، عملا وتحدثا بكلمات حماسية تذكرنا كثيرا بلغة الشعبويين. وفي أغلب الأحيان، وعلى نحو دائم إلى حد بعيد في المدن الكبرى، كان بيع حقوق امتياز مد خطوط الترام بالرشوة، وتعيين المعارف في الوظائف العامة، وشراء السياسيين من قبل رجال الأعمال هي الأمور السائدة. وتطلب إصلاح حكومات المدن، ناهيك عن حكومات الولايات والحكومة الفيدرالية، صحافة يقظة بقدر أكبر ومرشحين أقوى كثيرا مما كان عليه الأمر في مطلع القرن العشرين. وفي غضون خمس إلى ثماني سنوات أخرى، سيأتي كل هذا: صحافة استقصائية وزعماء على مستوى الولايات وعلى المستوى الوطني متأهبون للإصلاح وحركة نقابات عمالية بدأت في تحقيق بعض الانتصارات، سواء على صعيد الإضرابات أم قوانين الولايات التي تحدد ساعات العمل المسموح بها للنساء يوميا وتمنع الأطفال من العمل في المصانع وغير ذلك.

عادة ما تصرف القضايا الوطنية الأنظار عن المشكلات الاقتصادية وتخدم مشكلات شقاقية تفرق الحلفاء السياسيين والاقتصاديين، حدث هذا عام 1898. تلك النزعة الأمريكية المتأصلة بشدة لخوض مغامرات إمبريالية، والتي كانت خامدة بعض الشيء لبضعة عقود، أوقظت بما صوره مروجو القضية الكوبية وبعض الدوائر الصحافية الأمريكية بأنه نضال لتحرير كوبا من قبضة الاستبداد الإسباني. احتشد الديمقراطيون والشعبويون في الكونجرس وفي أرجاء البلاد دعما لفكرة مساعدة المتمردين الكوبيين. أما الجمهوريون الأقل تعاطفا مع القضية، فقد تحمسوا لخوض الحرب بعد حادثة الانفجار الذي تسبب في تدمير البارجة البحرية يو إس إس ماين في ميناء هافانا في فبراير عام 1898، وهي الحادثة التي ألقي باللوم فيها على الإسبان، لكن بعد سنوات عديدة اتضح أن سبب الانفجار كان من داخل البارجة نفسها. دبر ماكينلي الحصول على تفويض من الكونجرس لإرسال قوات وسفن لمساعدة الكوبيين، وفي أبريل عام 1898 أعلنت الولايات المتحدة الحرب على إسبانيا.

دام الصراع لبضعة أسابيع فقط؛ فقد فتك الأسطول الأمريكي بوحدات الأسطول الإسباني في كل من كوبا والمستعمرة الإسبانية الكبيرة الأخرى، جزر الفلبين، التي تقع غرب المحيط الهادئ. أصبحت تلك الأجزاء - جنبا إلى جنب مع مستعمرات أصغر مثل جوام وبورتوريكو - تابعة لأمريكا. وعلى اليابسة، واجه الأمريكيون صعوبات أكبر؛ إذ اندلعت الحرب في واقع الأمر في الفلبين، ولم تكن بين الأمريكيين والإسبان - الذين تركوا البلاد سريعا - ولكن مع الفلبينيين، الذين من المفترض أن الولايات المتحدة جاءت لتحررهم. وقبل انتهاء الحرب في عام 1902، أودى «التمرد» الفلبيني بحياة ما يزيد على 4200 جندي أمريكي وعشرات الآلاف من الفلبينيين.

على الجانب الآخر، تمثلت أبرز النتائج في كوبا في هجمة عسكرية قام بها سلاح الفرسان تحت قيادة الشاب ثيودور روزفلت، الذي أنشأ كتيبة من مجموعة متنوعة من الأفراد أطلق عليها «الفرسان القساة». مضى ثيودور روزفلت وهو يمتطي جواده شاهرا سيفه لأعلى عند تل كيتل هيل بالقرب من سانتياجو (وليس تل سان خوان، كما كتب أحد الصحفيين)، ثم وصل إلى حكم نيويورك في انتخابات خريف عام 1898، ثم ترشح لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهوري عام 1900.

في تلك الأثناء، نصت معاهدة سلام انتزعتها الولايات المتحدة في باريس في أواخر عام 1898 على نقل السيادة على جوام وبورتوريكو والفلبين من إسبانيا إلى الولايات المتحدة. حصلت كوبا على استقلالها اسميا، لكن مواردها المالية وشئونها الخارجية خضعت لسيطرة الولايات المتحدة على مدى عقود لاحقة. وعندما عرضت المعاهدة أمام مجلس الشيوخ عام 1899، أيد الجمهوريون بوجه عام ضم الفلبين، في حين عارض الديمقراطيون والقلة المتبقية من الشعبويين القرار. أثار مناهضو الإمبريالية - وهم مجموعة متنوعة من مارك توين إلى أندرو كارنيجي ورجال حركة الإنجيل الاجتماعي البارزين - تساؤلات خطيرة، وخصوصا تلك الخاصة بقدرة جمهورية مثل الولايات المتحدة على حكم مستعمرة كالفلبين ومنع تطبيق وثيقة الحقوق على شعب الفلبين. لكن الإمبرياليين صدقوا على المعاهدة بفارق صوت واحد.

Bilinmeyen sayfa