وجوابنا أن المراد أنه ليس له في تدبير مصالح العباد وما يكون صلاحا لهم في الدين شيء لان كل ذلك من قبله تعالى وليس المراد نفي صنعه وفعله وكيف يجوز ذلك وقد نصبه مبشرا ونذيرا وقال (لئن أشركت ليحبطن عملك) وأضاف له الطاعة ومدحه بضروب المدح وقوله تعالى من بعد (أو يتوب عليهم أو يعذبهم) يدل على ان المراد بذلك ما قدمنا لانه بين أن صلاحهم يحصل بالتوبة ولا يحصل بمحبته صلى الله عليه وسلم.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (واتقوا النار التي أعدت للكافرين) كيف يصح أن يصفها بأنها أعدت للكافرين ويقولون فيمن ليس بكافر من الفساق إنه يدخلها وكيف يصح من العباد اتقاء النار وهم يقهرون عليها. وجوابنا أن المراد بقوله (واتقوا النار) اتقاء المعاصي التي توجب استحقاق عقاب النار وذلك ظاهر اذا قيل للمرء اتق ربك واتق السلطان أن المراد اتقاء ما يؤدي الى تأديبهم فأما قوله (أعدت للكافرين) فلا يمنع من كونها معدة لغيرهم لان ذلك الشيء بحكمه لا ينفي ان ما عداه مثله وهذا كقوله تعالى في وصف النار (وسيجنبها الأتقى) ومعلوم ان من لا يوصف بذلك من الحور والاطفال يجنبون النار أيضا.
[مسألة]
Sayfa 78