Peygamberleri Aklamak
تنزيه الأنبياء
فإن ذلك مما يقال فيه أيضا بعدي ألا ترى أن القائل يقول دخلت الدار بعدي ووصلت إلى كذا وكذا بعدي وإنما يريد بعد دخولي وبعد وصولي وهذا واضح بحمد الله
يونس ع
مسألة فإن قيل فما معنى قوله تعالى وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وما معنى غضبه وعلى من كان غضبه وكيف ظن أن الله تعالى لا يقدر عليه وذلك مما لا يظنه مثله وكيف اعترف بأنه من الظالمين والظلم قبيح الجواب قلنا أما من ظن أن يونس (ع) خرج مغاضبا لربه من حيث لم ينزل بقومه العذاب فقد خرج في الافتراء على الأنبياء (ع) وسوء الظن بهم عن الحد وليس يجوز أن يغاضب ربه إلا من كان معاديا له وجاهل بأن الحكمة في سائر أفعاله وهذا لا يليق بأتباع الأنبياء (ع) من المؤمنين فضلا عمن عصمه الله تعالى ورفع درجته وأقبح من ذلك ظن الجهال وإضافتهم (ع) إليه أنه ظن أن ربه لا يقدر عليه من جهة القدرة التي يصح بها الفعل ويكاد يخرج عندنا من ظن بالأنبياء (ع) مثل ذلك عن باب التمييز والتكليف وإنما كان غضبه (ع) على قومه لمقامهم على تكذيبه وإصرارهم على الكفر ويأسه من إقلاعهم وتوبتهم فخرج من بينهم خوفا من أن ينزل العذاب بهم وهو مقيم بينهم فأما قوله تعالى فظن أن لن نقدر عليه فمعناه أن لا نضيق عليه المسلك ونشدد عليه المحنة والتكليف لأن ذلك مما يجوز أن يظنه النبي (ع) ولا شبهة في أن قول القائل قدرت وقدرت بالتخفيف والتشديد معناه التضييق قال الله تعالى ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله وقال تعالى الله يبسط الرزق لمن يشاء
Sayfa 99