Peygamberleri Aklamak
تنزيه الأنبياء
موسى (ع) وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين أوليس ظاهر هذه الآية يدل على أن هارون (ع) أحدث ما أوجب إيقاع ذلك الفعل منه وبعد فما الاعتذار لموسى (ع) من ذلك وهو فعل السخفاء والمتسرعين وليس من عادة الحكماء المتماسكين الجواب قلنا ليس فيما حكاه الله تعالى من فعل موسى وأخيه (ع) ما يقتضي وقوع معصية ولا قبيح من واحد منهما وذلك أن موسى (ع) أقبل وهو غضبان على قومه لما أحدثوا بعده مستعظما لفعلهم مفكرا منكرا ما كان منهم فأخذ برأس أخيه وجره إليه كما يفعل الإنسان بنفسه مثل ذلك عند الغضب وشدة الفكر ألا ترى أن المفكر الغضبان قد يعض على شفتيه ويفتل أصابعه ويقبض على لحيته فأجرى موسى (ع) أخاه هارون مجرى نفسه لأنه كان أخاه وشريكه ومن يمسه من الخير والشر ما يمسه فصنع به ما يصنعه الرجل بنفسه في أحوال الفكر والغضب وهذه الأمور يختلف أحكامها بالعادات فيكون ما هو إكرام في بعضها استخفافا في غيرها ويكون ما هو استخفاف في موضع إكراما في آخر فأما قوله لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي فليس يدل على أنه وقع على سبيل الاستخفاف بل لا يمتنع أن يكون هارون (ع) خاف من أن يتوهم بنو إسرائيل لسوء ظنهم أنه منكر عليه معاتب له ثم ابتدأ بشرح قصته فقال في موضع آخر إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي وفي موضع آخر يا ابن أم إن القوم استضعفوني إلى آخر الآية ويمكن أن يكون قوله لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ليس على سبيل الامتعاض والأنفة أي الغيرة لكن معنى كلامه لا تغضب ولا يشتد جزعك وأسفك لأنا إذا كنا قد جعلنا فعله ذلك دلالة الغضب والجزع فالنهي عنه نهي عنهما وقال قوم إن موسى (ع) لما جرى من قومه من بعده ما جرى
Sayfa 80