Tanzih al-Ashab ‘an Tanaqqus Abi Turab
تنزيه الأصحاب عن تنقص أبي تراب
Yayıncı
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Türler
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: "روي عن علي ﵁ أنه قال: "لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري" فمن فضله على أبي بكر وعمر جلد بمقتضى قوله ﵁ ثمانين سوطا.." انتهى.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أيضا: "ورأس الفضائل العلم وكل من كان أفضل من غيره من الأنبياء والصحابة وغيرهم فإنه أعلم منه قال تعالى: ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ والدلائل على ذلك كثيرة وكلام العلماء في ذلك كثير.." انتهى.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في إعلام الموقعين: "ومعلوم أن فضيلة العلم ومعرفة الصواب أكمل الفضائل أشرفها". انتهى.
وإذا علم هذا فلا يخفى ما في هذا المقال السيئ من الفرى التي يستحق قائلها أن يجلد على كل واحدة منها حد الفرية ثمانين سوطا.
الأولى: تفضيل أُمهات المؤمنين على عمر ﵁.
الثانية: تفضيل أبي هريرة ﵁ على أبي بكر وعمر ﵄ بالعلم.
الثالثة: زعمه أن أبا بكر وعمر ﵄ ماتا ولم يحفظا القرآن كله. وهذا يقتضي تفضيل عدد كثير من الصحابة عليهما.
الرابعة: تفضيل علي ومعاذ وابن مسعود وابن عمر ﵃ على عمر ﵁ بالعلم والفقه.
الخامسة: تفضيل مرتبة البخاري في العلم على مرتبة أبي بكر وعمر وسائر الصحابة ﵃..
وأما قول أبي تراب فهل نقول أن أبا هريرة كان أفضل من أبي بكر كلا.
فجوابه أن يقال: من زعم أن أبا هريرة ﵁ غلب الصحابة كلهم بعلمه لزمه أن يقول إنه أفضل منهم كلهم لأن العلم رأس الفضائل وأكملها وأشرفها كما قرره شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى في كلامهما الذي تقدم ذكره قريبا. قال شيخ الإسلام أبو العباس: "وكل من كان أفضل من غيره من الأنبياء والصحابة فإنه أعلم منه قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ والدلائل على ذلك كثيرة وكلام العلماء في ذلك كثير". انتهى.
وإذا علم هذا فمن قال إن أبا هريرة أعلم من الصحابة كلهم وبعضهم أفضل منه فقوله متناقض كما لا يخفى.
31 / 70