455

Tanwir el-Mikbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Yayın Yeri

لبنان

بربكم ﴿وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ﴾ إقراركم بِالتَّوْحِيدِ ﴿إِن كُنتُم﴾ إِذْ كُنْتُم ﴿مُّؤْمِنِينَ﴾ يَوْم الْمِيثَاق
﴿هُوَ الَّذِي ينزل على عَبده﴾ مُحَمَّد ﷺ ﴿آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ جِبْرِيل بآيَات مبينات بِالْأَمر وَالنَّهْي والحلال وَالْحرَام ﴿ليخرجكم﴾ بِالْقُرْآنِ ودعوة النبى ﷺ ﴿من الظُّلُمَات إِلَى النُّور﴾ من الْكفْر إِلَى الْإِيمَان وَيُقَال قد أخرجكم من الْكفْر إِلَى الْإِيمَان ﴿وَإِنَّ الله بِكُمْ﴾ يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿لرؤوف رَّحِيمٌ﴾ حِين أخرجكم من الْكفْر إِلَى الْإِيمَان
﴿وَمَا لَكُمْ﴾ يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿أَلاَّ تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ الله﴾ فِي طَاعَة الله ﴿وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ مِيرَاث أهل السَّمَوَات وَأهل الأَرْض يَمُوت أَهلهَا وَيبقى هُوَ وَيرجع الْأَمر كُله إِلَيْهِ ﴿لاَ يَسْتَوِي مِنكُم﴾ يَا معشر الْمُؤمنِينَ عِنْد الله فى الْفضل وَالطَّاعَة وَالثَّوَاب ﴿مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْح﴾ فتح مَكَّة ﴿وَقَاتل﴾ الْعَدو مَعَ النبى ﷺ ﴿أُولَئِكَ﴾ أهل هَذِه الصّفة ﴿أَعْظَمُ دَرَجَةً﴾ فَضِيلَة ومنزلة عِنْد الله بِالطَّاعَةِ وَالثَّوَاب وَهُوَ أَبُو بكر الصّديق ﴿مِّنَ الَّذين أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ﴾ من بعد فتح مَكَّة ﴿وَقَاتَلُواْ﴾ الْعَدو فِي سَبِيل الله مَعَ النبى ﷺ ﴿وكلا﴾ كلا لفريقين من أنْفق وَقَاتل من قبل الْفَتْح وَبعد الْفَتْح ﴿وَعَدَ الله الْحسنى﴾ الْجنَّة بِالْإِيمَان ﴿وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ بِمَا تنفقون ﴿خَبِيرٌ﴾
﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله﴾ فِي الصَّدَقَة ﴿قَرْضًا حَسَنًا﴾ محتسبًا صَادِقا من قلبه ﴿فَيُضَاعِفَهُ لَهُ﴾ يقبله ويضاعف لَهُ فِي الْحَسَنَات مَا بَين سبع إِلَى سبعين إِلَى سَبْعمِائة إِلَى ألفي ألف إِلَى مَا شَاءَ من الْأَضْعَاف ﴿وَلَهُ﴾ عِنْده ﴿أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ ثَوَاب حسن فِي الْجنَّة نزلت هَذِه الْآيَة فِي أبي الدحداح
﴿يَوْمَ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿تَرَى﴾ يَا مُحَمَّد ﴿الْمُؤمنِينَ﴾ المصدقين ﴿وَالْمُؤْمِنَات﴾ المصدقات بِالْإِيمَان ﴿يسْعَى نُورُهُم﴾ يضيء نورهم ﴿بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ على الصِّرَاط ﴿وَبِأَيْمَانِهِم﴾ وشمائلهم ﴿بُشْرَاكُمُ الْيَوْم﴾ تَقول لَهُم الْمَلَائِكَة على الصِّرَاط لكم الْيَوْم ﴿جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا﴾ من تَحت شَجَرهَا ومساكنها ﴿الْأَنْهَار﴾ أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن ﴿خَالِدين فِيهَا﴾ مقيمين فِي الْجنَّة لَا يموتون فِيهَا وَلَا يخرجُون مِنْهَا ﴿ذَلِك هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم﴾ النجَاة الوافرة فازوا بِالْجنَّةِ وَمَا فِيهَا ونجوا من النَّار وَمَا فِيهَا
﴿يَوْم﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة بعد مَا طفىء نور الْمُنَافِقين على الصِّرَاط ﴿يَقُولُ المُنَافِقُونَ﴾ من الرِّجَال ﴿والمنافقات﴾ من النِّسَاء ﴿لِلَّذِينَ آمَنُواْ﴾ للْمُؤْمِنين المخلصين على الصِّرَاط ﴿انظرونا﴾ ارقبونا وانتظرونا يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ﴾ نستضيء بنوركم ونجوز بِهِ على الصِّرَاط مَعكُمْ ﴿قِيلَ﴾ يَقُول لَهُم الْمُؤْمِنُونَ وَيُقَال يَقُول لَهُم الْمَلَائِكَة وَيُقَال يَقُول الله لَهُم ﴿ارْجعُوا وَرَآءَكُمْ﴾ خلفكم إِلَى الدُّنْيَا وَيُقَال إِلَى الْموقف حَيْثُ أعطينا النُّور ﴿فالتمسوا﴾ فَاطْلُبُوا ﴿نُورًا﴾ وَهَذَا استهزاء من الله على الْمُنَافِقين وَيُقَال من الْمُؤمنِينَ على الْمُنَافِقين فيرجعون فِي طلب النُّور ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُم﴾ يَقُول بني بَينهم وَبَين الْمُؤمنِينَ ﴿بِسُورٍ﴾ بحائط ﴿لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَة﴾ الْجنَّة ﴿وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَاب﴾ من نَحوه النَّار
﴿يُنَادُونَهُمْ﴾ من وَرَاء السُّور ﴿أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ﴾ على دينكُمْ يَا معشر الْمُؤمنِينَ ﴿قَالُواْ بلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ أهلكتم أَنفسكُم بِكفْر السِّرّ والنفاق ﴿وَتَرَبَّصْتُمْ﴾ تركْتُم التَّوْبَة من الْكفْر والنفاق وَيُقَال انتظرتم موت مُحَمَّد ﷺ وَإِظْهَار الْكفْر ﴿وارتبتم﴾ شَكَكْتُمْ بِاللَّه وبالكتاب وَالرَّسُول ﴿وَغرَّتْكُمُ الْأَمَانِي﴾ الأباطيل وَالتَّمَنِّي ﴿حَتَّى جَآءَ أَمْرُ الله﴾ وعد الله بِالْمَوْتِ على غير التَّوْبَة من الْكفْر والنفاق ﴿وَغَرَّكُم بِاللَّه﴾ عَن طَاعَة الله ﴿الْغرُور﴾ يَعْنِي الشَّيْطَان وَيُقَال أباطيل الدُّنْيَا إِن قَرَأت بِضَم الْغَيْن
﴿فاليوم﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ﴾ لَا يقبل مِنْكُم يَا معشر الْمُنَافِقين ﴿فِدْيَةٌ﴾ فدَاء ﴿وَلَا من الَّذين كفرُوا﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن وَلم يُؤمنُوا ﴿مَأْوَاكُمُ النَّار﴾ مصيركم النَّار ﴿هِيَ مولاكم﴾

1 / 457