355

Tanwir el-Mikbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Yayın Yeri

لبنان

بالفرية عَلَيْهِمَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى ﴿لَعَنَهُمُ الله﴾ عذبهم الله ﴿فِي الدُّنْيَا﴾ بِالْقَتْلِ والإجلاء ﴿وَالْآخِرَة﴾ فِي النَّار ﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا﴾ يهانون بِهِ
﴿وَالَّذين يُؤْذُونَ الْمُؤمنِينَ﴾ يَعْنِي صَفْوَان ﴿وَالْمُؤْمِنَات﴾ يَعْنِي عَائِشَة بالفرية ﴿بِغَيْرِ مَا اكتسبوا﴾ يَعْنِي مَا كَانَ مِنْهُم ذَلِك ﴿فَقَدِ احتملوا﴾ قَالُوا ﴿بُهْتَانًا وَإِثْمًا﴾ كذبا ﴿مُّبِينًا﴾ بَينا وَيُقَال نزلت هَذِه الْآيَة فِي حق زناة الْمَدِينَة كَانُوا يُؤْذونَ بذلك الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات فنهاهم الله عَن ذَلِك فَانْتَهوا
﴿يَا أَيهَا النَّبِي قُل لأَزْوَاجِكَ﴾ لنسائك ﴿وَبَنَاتِكَ﴾ يَعْنِي بَنَات النبى ﷺ ﴿وَنِسَآءِ الْمُؤمنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ﴾ يرخين عَلَيْهِنَّ على نحورهن وجيوبهن ﴿مِن جَلاَبِيبِهِنَّ﴾ من جلبابهن وَهِي المقنعة والرداء ﴿ذَلِك﴾ الَّذِي ذكرت من أَمر الجلباب ﴿أدنى﴾ أَحْرَى ﴿أَن يُعْرَفْنَ﴾ بالحرائر ﴿فَلاَ يُؤْذَيْنَ﴾ فَلَا يؤذونهن الزناة ﴿وَكَانَ الله غَفُورًا﴾ بِمَا كَانَ مِنْهُنَّ ﴿رَّحِيمًا﴾ فِيمَا يكون مِنْهُنَّ
﴿لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ المُنَافِقُونَ﴾ عبد الله بن أُبي وَأَصْحَابه عَن الْمُنكر والخيانة ﴿وَالَّذين فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ﴾ شَهْوَة الزِّنَا وهم الزناة ﴿والمرجفون فِي الْمَدِينَة﴾ الطالبون عُيُوب الْمُؤمنِينَ فِي الْمَدِينَة وهم الْمُؤَلّفَة ﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾ لنسلطنك عَلَيْهِم ﴿ثُمَّ لَا يجاورونك فِيهَا﴾ لَا يساكنون مَعَك فى الْمَدِينَة ﴿إِلاَّ قَلِيلًا﴾ يَسِيرا
﴿مَّلْعُونِينَ﴾ مقتولين ﴿أَيْنَمَا ثقفوا﴾ وجدوا ﴿أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تقتيلا﴾
﴿سُنَّةَ الله﴾ هَكَذَا كَانَ عَذَاب الله فِي الدُّنْيَا ﴿فِي الَّذين خَلَوْاْ﴾ مضوا ﴿مِن قَبْلُ﴾ من قبلهم من الْمُنَافِقين لما كابروا النَّبِيين وَالْمُؤمنِينَ أَمر الله أنبياءهم أَن يقتلوهم ﴿وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله﴾ لعذاب الله ﴿تَبْدِيلًا﴾ تغييرًا فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة فيهم فَانْتَهوا عَن ذَلِك
﴿يَسْأَلُكَ النَّاس﴾ أهل مَكَّة ﴿عَنِ السَّاعَة﴾ عَن قيام السَّاعَة ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّمَا عِلْمُهَا﴾ علم قِيَامهَا ﴿عِندَ الله وَمَا يُدْرِيكَ﴾ وَلم تدر ﴿لَعَلَّ السَّاعَة تَكُونُ قَرِيبًا﴾ سَرِيعا
﴿إِنَّ الله لَعَنَ﴾ عذب ﴿الْكَافرين﴾ كفار مَكَّة يَوْم بدر ﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا﴾ نَارا وقودًا
﴿خَالِدِينَ فِيهَآ﴾ فِي النَّار ﴿أَبَدًا﴾ لَا يموتون وَلَا يخرجُون مِنْهَا ﴿لاَّ يَجِدُونَ وَلِيًّا﴾ حَافِظًا يحفظهم من عَذَاب الله ﴿وَلاَ نَصِيرًا﴾ مَانِعا يمنعهُم من عَذَاب الله
﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ﴾ تجر ﴿وُجُوهُهُمْ فِي النَّار يَقُولُونَ﴾ يعْنى القادة والسفلة ﴿يَا ليتنا أَطَعْنَا الله﴾ بِالْإِيمَان ﴿وَأَطَعْنَا الرسولا﴾ بالإجابة
﴿وَقَالُواْ﴾ يَعْنِي السفلة ﴿رَبَّنَآ﴾ يَا رَبنَا ﴿إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا﴾ رؤساءنا ﴿وَكُبَرَآءَنَا﴾ أشرافنا وعظماءنا ﴿فَأَضَلُّونَا السبيلا﴾ فصرفونا الدّين
﴿رَبَّنَآ﴾ يَقُولُونَ يَا رَبنَا ﴿آتِهِمْ﴾ أعطهم يَعْنِي الرؤساء ﴿ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَاب﴾ مِمَّا علينا ﴿والعنهم لعنا كَبِيرا﴾ عذبهم عذَابا كَبِيرا
﴿يَا أَيهَا الَّذين آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ﴾ فِي إِيذَاء مُحَمَّد ﷺ ﴿كَالَّذِين آذَوْاْ مُوسَى﴾ قَالُوا إِنَّه آدر ﴿فَبرَّأَهُ الله مِمَّا قَالُواْ﴾

1 / 357