النور : 3 ] وقال تعالى : { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } [ الحج : 23 ] وقال تعالى : { ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه } [ الحج : 03 ] وروينا عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما بنيت ; لمساجد لما بنيت له ) . رواه مسلم كذا في الأذكار . ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : المسجد بيت كل مؤمن ) رواه أبو نعيم عن سلمان بإسناد ضعيف ، لكن له شواهد أي فكل مسلم له فيه حق المأوى ، وفي رواية كل تقي لكن لا يشغله بغير ما بني له أفاد ذلك العزيزي ( وقال صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الرجل ملازم المسجد فاشهدوا له بالإيمان ) أي اقطعوا له ، فإن الشهادة قول صدر على مواطأة القلب اللسان على سبيل القطع ، وفي رواية أحمد والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري ، إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله يقول { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله } [ التوبة : 81 ] وهذا حديث صحيح وفي رواية يتعاهد المسجد ، والمراد باعتبار المساجد أن يكون قلبه معلقا بها منذ يخرج منها إلى أن يعود إليها ، ونقل بعضهم عن النووي ، أي أن يكون شديد الحب لها والملازمة للجماعة فيها ، وليس معناه دوام القعود فيها كذا أفاد العزيزي ( وقال صلى الله عليه وسلم : من تكلم بكلام الدنيا في المسجد أحبط الله عمله أربعين سنة ) قال ابن حجر الهيثمي في تنبيه الأخيار : وسن أن يقال لمن أنشد في المسجد شعرا غير مطلوب فض الله فاك ثلاث مرات ، ويندب تنزيه المسجد عن حديث الدنيا وخصومة ، ورفع صوت وشهر سلاح ويكره أن يتخذ منه محلا مخصوصا لا يصلى فيه غيره ، ويكره تدافع الإمامة ، بل يتقدم من له حق الإمامة . | وروى مسلم والترمذي والحاكم عن أبي هريرة خبر : إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا له لا أربح الله تجارتك ، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالته فقولوا له : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا . قوله يبتاع : أي يشتري . قوله فقولوا : أي ندبا . قوله لا أربح إنه دعاء بالخسران قوله ينشد بفتح أوله وسكون ثانيه وضم الشين المعجمة ، أي يطلب ، وفي هذا الحديث النهي عن نشد الضالة في المسجد ورفع الصوت فيه للإجارة ونحوها من العقود . قال النووي نقلا عن بعض العلماء : يكره رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره ، وأجاز أبو حنيفة ومحمد بن سلمة من أصحاب مالك رفع الصوت فيه بالعلم والخصومة وغير ذلك مما يحتاج إليه الناس ، لأنه مجمعهم ولا بد لهم منه . ثم قال العزيزي نقلا عن شيخه ينبغي أن لا يكره رفع الصوت بالموعظة فيه ، وهذا الحديث شاهد له وخطبة الجمعة وغيرها من ذلك ، وكذا جميع ما يستحب فيه رفع الصوت كالأذان والإقامة والتلبية والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والتكبير في العيد . ( وقال صلى الله عليه وسلم : إن الملائكة يتكرهون من المتكلمين في المسجد بكلام اللغو ) أي بالكلام الباطل . ( والجور ) أي الكلام المائل عن الحق ( وقال صلى الله عليه وسلم : شر البقاع ) أي بقاع البلدان ، وفي رواية شر البلاد ( أسواقها ) لما يقع فيها من الغش والأيمان الكاذبة ( وخير البقاع مساجدها ) وفي رواية شر البلدان أسواقها وخير بقاعها المساجد رواه الحاكم عن جبير بن مطعم ، وهو حديث صحيح ، وفي رواية شر المجالس الأسواق والطرق وخير المجالس المساجد ، فإن لم تجلس في المسجد فالزم بيتك رواه الطبراني عن واثلة بإسناد حسن ، ( وقال صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي قتادة وابن ماجه عن أبي هريرة قال العلقمي نقلا عن بعضهم : هذا العدد لا مفهوم لأكثره باتفاق ، واختلف في أقله والصحيح اعتباره ، فلا تتأدى هذه السنة بأقل من ركعتين ، واتفق أئمة الفتوى على أن الأمر في ذلك للندب . | ثم قال العزيزي وإذا جلس ناسيا أو ساهيا وقصر الفصل شرع له فعلها ، وتتكرر بتكرر الدخول ، ولو عن قرب ويكره أن يجلس من غير تحية بلا عذر ، وتحصل بفرض وورد وسنة لا بركعة وصلاة جنازة ، ويحرم بها قائما ولا يجلس فيها وهو ما اختاره الزركشي . وقال الإسنوي لو أحرم بها قائما ، ثم أراد الجلوس فالقياس عدم المنع ، وكذا الدميري والأول أوجه ( وقال صلى الله عليه وسلم ارتفعت المساجد شاكية من أهلها الذين يتكلمون فيها بكلام الدنيا ، فتستقبلها الملائكة فتقول ارجعي فقد بعثنا بهلاكهم . وقال صلى الله عليه وسلم : من أسرج سراجا في المسجد بقدر ما يدور في العين لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام ذلك الضوء في المسجد ( وقال صلى الله عليه وسلم : من بسط حصيرا ) وهو الخشن المنسوج المفروش ( في المسجد لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام ذلك الحصير في المسجد . وقال صلى الله عليه وسلم : من أخرج قذرة ) أي نجسا أو طاهرا ( من المسجد بقدر ما يدور في العين أخرجه الله تعالى من أعظم ذنوبه ) وفي رواية أن ذلك مهور الحور العين . وفي رواية : من أخرج أذى من المسجد بنى الله له بيتا في الجنة . ورواه ابن ماجه عن ابن سعيد بإسناد ضعيف . ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا مساجدكم كالطرق ) وهذا الحديث ساقط في بعض النسخ . |
1 ( الباب الثاني عشر في فضيلة العمائم ) 1
روى واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله
Sayfa 27