صالحا } [ فصلت : 33 ] نزلت هذه الآية في المؤذنين ( قال صلى الله عليه وسلم : من أذن للصلاة سبع سنين محتسبا ) أي من غير أجرة ( كتب الله له براءة من النار ) رواه الترمذي وابن ماجه عن ابن عباس ( وقال صلى الله عليه وسلم : من أذن ثنتي عشرة سنة ) أي محتسبا ( وجبت له الجنة ) رواه ابن ماجه والحاكم عن ابن عمر . | وحكمة ذلك أن أكثر ما يعمر الإنسان من أمة النبي صلى الله عليه وسلم مائة وعشرون سنة ، والاثنتا عشرة هذه عشر هذا العمر ، ومن سنة الله أن العشر يقوم مقام الكل كما قال الله تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } [ الأنعام : 061 ] وأما حديث من أذن سبع سنين ، فإنها عشر العمر الغالب كذا قال بعض المحدثين . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من أذن خمس صلوات إيمانا ) أي تصديقا بأن الأذان من أمور الشريعة ( واحتسابا ) أي طلبا للأجر من الله تعالى ( غفر له ) بالبناء للمفعول ( ما تقدم من ذنبه ) أي من الصغائر رواه البيهقي عن أبي هريرة بإسناد ضعيف . والخمس صادقة بأن تكون من يوم وليلة أو من أيام ( وقال صلى الله عليه وسلم : ثلاثة يعصمهم الله تعالى من عذاب القبر الشهيد ) وهو يصدق على شهيد الآخرة فقط كمن قتل ظلما ، ولو بحسب الهيئة كمن استحق القتل بقطع الرأس ، فقتل بالتوسط مثلا ، ومن مات بغرق وإن عصى فيه ، بنحو شرب خمر بخلاف من غرق بسير سفينة في وقت هيجان الريح ، فليس بشهيد ، ومن مات بهدم أو حريق ، ومن مات غريبا وإن عصى بغربته كآبق وناشزة ، ومن مات في طلب العلم ولو على فراشه ، ومن مات مبطونا ، ومن مات بالطاعون ولو في غير زمنه أو بغيره في زمنه أو بعده حيث كان صابرا محتسبا ، ومن مات عشقا بشرط الكف عن المحارم حتى عن النظر ، بحيث لو اختلى بمحبوبه لم يتجاوز الشرع ، وبشرط الكتمان حتى عن معشوقه ، وكالمرأة التي ماتت طلقا ، ولو من زنى إذا لم تتسبب في إسقاط الولد وكذا من مات فجأة أو في دار الحرب قاله ابن الرفعة . ومعنى الشهادة لهم أنهم أحياء عند ربهم يرزقون كما قاله الحصني ويصدق أيضا على شهيد الدنيا والآخرة معا ، وهو من مات بسبب من أسباب قتال المشركين لإعلاء دين الله لا لرياء وسمعة بخلاف شهيد الدنيا فقط ، فلا يدخل في هذا الحكم وهو من مات في قتال الكفار مدبرا على وجه غير مرضي شرعا ، أو مات بقتالهم رياء وسمعة . ( والمؤذن ) أي لوجه الله تعالى لا لطلب أجر من أحد ( والمتوفى ) بفتح الفاء ( يوم الجمعة وليلة الجمعة ) قال بعضهم : فمن مات من المؤمنين يوم الجمعة أو ليلته إن عذب كان عذابه ساعة واحدة ، ثم ينقطع ولا يعود إلى يوم القيامة ، وكذلك ضغطة القبر والله أعلم . ( وقال صلى الله عليه وسلم : لو يعلم الناس ) وضع المضارع موضع الماضي ليفيد استمرار العلم ( ما في النداء ) أي التأذين ( والصف الأول ) أي من الفضل ( ثم لم يجدوا ) وفي رواية لا يجدوا بلا النافية ، وبحذف نون الرفع ، وهو ثابت لغة ( إلا أن يستهموا ) بتخفيف الميم ( عليه ) أي المذكور من الأذان والصف الأول ( لاستهموا ) والمعنى لو علموا فضيلة الأذان ، والصف الأول وعظيم جزائهما ، ثم لا يجدون طريقا يحصلونهما به لضيق الوقت ، أو لكونه لا يؤذن للمسجد إلا واحد لاقترعوا في تحصيلهما ( ولو يعلمون ما في التهجير ) أي التبكير بأي صلاة كان ولا يعارضه أمر الإبراد للظهر ، لأنه تأخير قليل ( لاستبقوا إليه ) أي التهجير ( ولو يعلمون ما في العتمة والصبح ) أي ما في صلاة العشاء والصبح في جماعة من الثواب ( لأتوهما ولو حبوا ) بفتح الحاء وسكون الموحدة ، أي ولو كان الإتيان مشيا على الركب واليدين رواه مالك وأحمد والبخاري ومسلم والنسائي وأبو داود عن أبي هريرة ( وقال صلى الله عليه وسلم : من سمع النداء ) أي الأذان ( فقبل إبهاميه ) أي بالفم ( فوضع ) أي الإبهامين ( على عينيه وقال مرحبا بذكر الله تعالى قرة أعيننا بك يا رسول الله ، فأنا شفيعه يوم القيامة وقائده إلى الجنة وقال صلى الله عليه وسلم : إذا كان ) أي جاء ( وقت الأذان فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء وإذا كان وقت الإقامة لم ترد دعوته ) قال النووي في الأذكار روينا عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن السني وغيرهم . وزاد الترمذي في روايته قالوا : فماذا نقول يا رسول الله ؟ قال : ( سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة ) اه . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من قال عند الأذان مرحبا بالقائلين عدلا ، مرحبا بالصلوات وأهلا ، كتب الله تعالى له ألف حسنة ، ومحا عنه ألف سيئة ، ورفع له ألف درجة وقال صلى الله عليه وسلم : من سمع الأذان ولم يقل مثل ما قال المؤذن فإنه يمنع من السجود يوم القيامة إذا سجد المؤذنون ) . | وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ) رواه مالك وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه . قال المناوي : إجابة المؤذن مندوب . وقيل واجب . قوله ما يقول ، ولم يقل مثال ما قال الماضي ليشعر بأنه يجيبه بعد كل كلمة ، ولم يقل مثل ما تسمعون إيماء إلى أنه يجيبه في الترجيع ، أي وإن لم يسمع . قوله مثل ما يقول المؤذن ظاهره أنه يقول مثل قوله في جميع الكلمات ، لكن وردت أحاديث باستثناء حي على الصلاة وحي على الفلاح ، وأنه يقول بينهما لا حول ولا قوة إلا بالله ، وهذا هو المشهور عند الجمهور ، وعند الحنابلة وجه أنه يجمع بين الحيعلة والحوقلة . وقال الأذرعي : وقد يقال الأولى أن يقولهما كذا قاله العزيزي نقلا عن العلقمي ، ثم قال العزيزي قلت ، وهو الأولى للخروج من خلاف من قال به من الحنابلة ، وأكثر الأحاديث على الإطلاق انتهى . وقال النووي في الأذكار إذا سمع المؤذن أو المقيم وهو يصلي لم يجبه في الصلاة ، فإذا سلم منها أجابه كما يجيبه من لا يصلي ، فلو أجابه في الصلاة كره ، ولم تبطل صلاته ، وهكذا إذا سمعه وهو على الخلاء لا يجيبه في الحال ، فإذا خرج أجابه فأما إذا كان يقرأ القرآن أو يسبح أو يقرأ حديثا أو علما آخر أو غير ذلك ، فإن يقطع جميع هذا ويجيب المؤذن ، ثم يعود إلى ما كان فيه ، لأن الإجابة تفوت ، وما هو فيه لا يفوت غالبا ، وحيث لم يتابعه حتى فرغ المؤذن يستحب أن يتدارك المتابعة ما لم يطل الفصل اه . ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل ) أي أهل مملكته ( ومؤذن حافظ ) قال سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني : ويجب على المؤذن الاحتراز عن اللحن في الشهادتين ، ويكون عارفا بالأوقات ، وأن لا يؤذن إلا بعد دخول الوقت إلا في الفجر خاصة ، ويحتسب بأذانه وجه الله تعالى ، ولا يأخذ على أذانه جزاء ، ويستقبل القبلة بوجهه في التكبير والشهادتين ، ويولي وجهه يمينا وشمالا في الدعاء إلى الصلاة ، وإذا أذن لصلاة المغرب جلس بين الأذان والإقامة جلسة خفيفة ، ويكره له أن يؤذن وهو جنب أو محدث ( وقارىء القرآن يقرأ في كل ليلة مائتي آية ) قال سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني : ويستحب أن لا ينام حتى يقرأ ثلاثمائة آية ليدخل في زمرة العابدين ، ولا يكتب من الغافلين فليقرأ سورة الفرقان والشعر ، فإن فيهما ثلاثمائة آية ، وإن لم يحسنهما قرأ سورة الواقعة ونون والحاقة وسورة الواقعة ، أي سأل سائل والمدثر ، فإن لم يحسنهن فليقرأ سورة الطارق إلى خاتمة القرآن ، فإنها ثلاثمائة آية ، فإن قرأ مقدار ألف آية كان أحسن ، وأكمل للفضل ، وكتب له قنطار من الأجر ، وكتب من القانتين وذلك من سورة { تبارك الذي بيده الملك } [ الملك : 1 ] إلى خاتمة القرآن ، فإن لم يحسنها فليقرأ مائتين وخمسين مرة { قل هو الله أحد } [ الإخلاص : 1 ] فإن مجموعها ألف آية أي وذلك مع البسملة ، وينبغي أن لا يدع قراءة أربع سور في كل ليلة { الم صلى الله عليه وسلم
1764 ; تنزيل السجدة } [ السجدة : 1 ] وسورة يس صلى الله عليه وسلم
1764 ; وحم صلى الله عليه وسلم
1764 ; الدخان وتبارك ، وإن قرأ معها سورة المزمل والواقعة كان أحسن . | كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ السجدة وتبارك الملك وفي خبر آخر حتى يقرأ سورة بني إسرائيل والزمر ، وفي خبر آخر حتى يقرأ المسبحات ، ويقال فيها آية أفضل من مائة ألف آية . |
1 ( الباب التاسع في فضيلة الجماعة ) 1
( وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني حبيبي رسول الله صلى الله
Sayfa 22