الوازع- وهو جابر بن عمرو ١- أنه سمع أبا برزة الأسلمي ٢ ﵁ يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء، مسيرة شهر، عرضه كطوله..." ٣ الحديث.
وكذلك روي ٤ أيضا من حديث عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله ﵄ بإسنادين جيدين، روى الجميع الحافظ ضياء الدين المقدسي، في جمعه طرق أحاديث الحوض ٥، فامتنع حينئذ الجمع الذي ذكره الشيخ عز الدين ﵀ ٦، ولكن حديث ابن عمر ٧ وقع فيه اختصار (فدعه فيه) ٨ اقتضاه قصد من سمعه حينئد لما مع شغله عن إدراك جملة الحديث، فحصل الوهم فيه لعامة من بعده، وقد روى الحافظ ضياء الدين في الكتاب المذكور بسند جيد إلى سليمان بن بلال ٩، ثنا إبراهيم بن أبي أسيد ١٠، عن جده ١١، عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "إذا ١٢ أنا هلكت ١٣ فإني فرطكم على الحوض" قيل: يارسول الله، وما الحوض؟ قال: "عرضه مثل ما بينكم وبين جرباء وأذرح، بياضه بياض اللبن ... " ١٤ وذكر بقية الحديث.
وإبراهيم بن أبي أسيد هذا، قال فيه أبو حاتم: محله الصدق، ولم يتكلم فيه أحد" ١٥، وجده أبو أسيد - بفتح الهمزة وكسر السين- قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر:
_________
١ الراسبي. صدوق، يهم.
٢ نضلة بن عبيد، صحابي، غزا سبع غزوات.
٣ لم أقف على كتاب المقدسي في أحاديث الحوض، لكن الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه بسند المؤلف. (الإحسان ٨/١٢٦) .
٤ التعبير بصيغة التمريض أسلوب غير دقيق، لا سيما مع التصريح بجودة الإسنادين، ولا يراد احتمال أنها (روى) بالألف المقصورة، يعني المقدسي، لأن الياء في الأصل منقوطة.
٥ لم أقف على الكتاب المذكور، وعند مسلم رواية من حديث جابر بن سمرة، ولم أقف على رواية جابر بن عبد الله، ولا عبد الله بن عباس، بل ليست عند مسلم. (م٤/١٨٠١) .
٦ يورد الأحاديث بما يناقض قوله.
٧ يعني: أصل الحديث، وتقدم تحت رقم (١) .
٨ العبارة لم تتضح لي قراءتها، رغم الاستعانة ببعض المختصين في قراءة المخطوطات.
٩ التيمي، ثقة.
١٠ البراد، صدوق.
١١ روى عنه إبراهيم ولم يسمه، ولم أقف على تسمية له.
١٢ ١/ب.
١٣ إن صح هذا التعبير عن رسول الله ﷺ فالمراد به الموت، والعرب تستعمل هذه اللفظة بمعنى الموت، وإلا فإن من المعلوم أن رسول الله ﷺ أول الناجين.
١٤ تقدم أن المصنف عزا هذه الروايات إلى جمع المقدسي لطرق أحاديث الحوض.
١٥ الجرح والتعديل ٢/٨٨.
1 / 51