Susayanlara Uyarı
تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني
Türler
قوله : (( وانقلبت جيوشه منهزمة )) ، أي ورجعت جنوده على أعقابها ؛ لأن معنى الانقلاب هو الرجوع على الأعقاب . والجيوش هي الجنود والعساكر ، وهو جمع جيش ، وسمي الجند بالجيش لكثرة موجه وغليانه ، يقال(¬3): جاشت القدر تجيش إذا اشتد غليانها وهاج بعضها في بعض ، فصار عاليها سافلها وسافلها عاليها قوله : (( وذاك حين قتلوا مسيلمة )) البيت ، هذا منه إشارة إلى السبب الذي من أجله جمع أبو بكر الصديق القرآن ، وبيان ذلك : أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما توفي ، ارتدت العرب وارتدت بنو حنيفة ، وهم قبيلة مسيلمة الكذاب وطلب منهم أبو بكر - رضي الله عنه - الزكاة ، فامتنعوا فأهم ذلك أبا بكر ، وعظم الأمر على المسلمين ، فجيش أبو بكر - رضي الله عنه - جيوشا من المسلمين ، فأمر عليهم خالد بن الوليد المخزومي(¬4) - رضي الله عنه - ، وكان أمير بني حنيفة [حينئذ](¬1): مسيلمة الكذاب لعنه الله ، فتقاتل الفريقان تقاتلا شديدا لم يشاهد(¬2)المسلمون مثله قبل ، فانهزم المسلمون أولا ، فقتل منهم ألف ومائتان ، وقتل فيهم سبعمائة قارئ من حملة القرآن ، وفي ذلك قتل اليزيد بن الخطاب(¬3)، ثم ثار البراء بن مالك(¬4) - رضي الله عنه - مع من سلم من جيش المسلمين فرد الهزيمة .
وانهزم جيش مسيلمة الكذاب ، ودخلوا حديقة وأغلقوا بابها ، ثم حمل البراء بن مالك على درقته(¬5)وألقى بنفسه عليهم ، حتى صار معهم في الحديقة ، وفتح باب الحديقة للمسلمين فدخل المسلمون الحديقة ، وقتلوا مسيلمة الكذاب - لعنه الله - ، وقتلوا جيوشه إلا من أطال الله عمره ، وقتل من الكفار حينئذ عشرة آلاف .
Sayfa 154