103

وقد كتب - لعنه الله - كتابا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال فيه : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، سلام عليك . أما بعد : فقد اشتركت معك في الأرض ، فلنا نصف الأرض ، ولقريش النصف ، ولكن قريشا يعتدون .

وكتب(¬1)إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابا قال فيه : (( من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ، سلام على من اتبع الهدى . أما بعد : ف { إن الأرض لله يورثها من يشآء من عباده? والعاقبة للمتقين }(¬2).

فلما وصله كتاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أخفاه ، وكتب عن النبي - عليه السلام - كتابا وصله بثبوت الشراكة بينهما في الأرض ، وأخرج الكذاب - لعنه الله - ذلك الكتاب [الكذاب](¬3)إلى قومه ، فاقتنعوا بذلك .

وأما حاله مع من تبرك به(¬4): فقد روي عن مسيلمة الكذاب - لعنه الله - أن رجلا أتاه بمولود له ، فقال له يا أبا ثمامة : أريد أن تبارك لي في هذا المولود ، فمسح يده على رأس المولود ، فقرع المولود ، وقرع كل مولود له .

وجاءه رجل آخر ، فقال له يا أبا ثمامة : إني رجل ذو عيال ، وليس لي مولود يبلغ سنتين حتى يموت ، غير هذا المولود ، وهو ابن عشر سنين ، وولد عندي ولد أمس ، فأحب أن تبارك لي فيه ، وأن يطيل الله عمره ، فجعل له اللعين عمره أربعين سنة ، فانصرف عنه الرجل فرحا مسرورا ، فما انقضى ذلك اليوم حتى مات المولودان معا الكبير والصغير ، فلما ماتا قالت أمهما : فوالله ما لأبي ثمامة منزلة عند الله مثل منزلة محمد - صلى الله عليه وسلم - .

Sayfa 162