181

فإنه سلك في هذا البيت مسلك العامة في الهجاء؛ لارتكابه فيه الألفاظ الدنيئة والمعنى المستهجن، وكان قادرا على أن يأتي في هذا الباب بما هو أبلغ من هذه الكلمات المبتذلة التي لم يرض بها من

دونه من الشعراء! وأين هذا من قوله فيها وهو من محاسنها:

من محاسنها:

يا أخت معتنق الفوارس في الوغى...أخوك ثم أرق منك وأرحم

يرميه بأخته، وبالابنة، و(ثم): إشارة إلى المكان الذي يخلو فيه بالمكروه.

وإنما أخذ هذا المعنى من البيت الثاني وهو من محاسنها في الباب:

يرنو إليك مع العفاف وعنده...أن المجوس تصيب فيما تحكم

ومثل هذا المعنى لأبي تمام (الخفيف - قافية المتواتر):

لأبي تمام:

بأبي من إذا رآها أبوها...قال: حبا يا ليت أنا مجوس

ومن محاسنها قوله:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله...وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

يريد: أن العاقل يشقى وأن كان في نعمة؛ لتفكره في عاقبة أمره وعلمه بتحول الأحوال، والجاهل

ينعم في الشقاوة لقلة علمه وقلة تفكره، وقد قال البحتري في شعره بيتا (الطويل قافية المتواتر):

للبحتري:

Sayfa 181