İslam Felsefesi Tarihine Giriş
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Türler
3
وكلام صاعد نص في أن العرب لم يكن عندهم شيء من علم الفلسفة. وفي أن طبعهم خلو من التهيؤ لهذا العلم إلا شذوذا.»
لكن الشهرستاني المتوفى سنة 548ه/1155م يقول في كتابه «الملل والنحل» عند الكلام على الفلاسفة في الأمم المختلفة: «ومنهم حكماء العرب، وهم شرذمة قليلة؛ لأن أكثر حكمهم فلتات الطبع وخطرات الفكر، وربما قالوا بالنبوات.»
4
فالشهرستاني يرى أن العرب قبل الإسلام كان عندهم حكماء، هم شرذمة قليلة، وكان عندهم حكمة أكثرها فلتات الطبع وخطرات الفكر، ولا شك أن العرب في جاهليتهم كانوا يعرفون كلمة «حكمة» وكلمة حكماء.
ولم يبين صاحب كتاب «الملل والنحل» في هذا القول سبب قلة الحكماء عند العرب، ولم يرد ذلك إلى طبيعتهم على نحو ما صنع القاضي أبو القاسم صاعد، بل هو لم يرد ذلك إلى طبيعة العرب عندما ذكر آراء الناس في تقسيم أهل العالم فقال: «من الناس من قسم أهل العالم بحسب الأقاليم السبعة، وأعطى أهل كل إقليم حظه من اختلاف الطبائع والأنفس التي تدل عليها الألوان والألسن، ومنهم من قسمهم بحسب الأقطار الأربعة التي هي الشرق والغرب والجنوب والشمال، ووفر على كل قطر حقه من اختلاف الطبائع وتباين الشرائع، ومنهم من قسمهم بحسب الأمم، فقال: كبار الأمم أربعة: العرب، والعجم، والروم، والهند. ثم زاوج بين أمة وأمة، فذكر أن العرب والهند يتقاربان على مذهب واحد، وأكثر ميلهم إلى تقرير خواص الأشياء، والحكم بأحكام الماهيات والحقائق، واستعمال الأمور الروحانية، والروم والعجم يتقاربان على مذهب واحد، وأكثر ميلهم إلى تقرير طبائع الأشياء، والحكم بأحكام الكيفيات والكميات واستعمال الأمور الجسمانية.»
5
ولم يرد الشهرستاني ذلك إلى طبيعة العرب عند الكلام على آراء العرب في الجاهلية،
6
وسيأتي ذكر هذا النص في كلام الأستاذ أحمد أمين بك.
Bilinmeyen sayfa