============================================================
التمهيد فى لصول الدين من الناس}(1) [المائدة: 67]، ولم يعرف فى أخلاقه سوء بل كان على ما و صف لا يدارى ولا يمارى، وماكان فاحشا ولا صخابا، وكان فسى الإشفاق بالمحل الذى عوتب عليه بقوله تعالى: (فتا تذهب نفسك عليهم حسرلت [فاطر:8]، وقوله: (قتعلك باخع تفسك [الكهف:6]، وكان فى للسخاء والكرم بحيث عوتب جليه بقوله: (ولا تبسطها كل البسطع [الإسراء:29] وفى الجملة كان النبى عليه السلام فى حلمه ووقاره، وزهده وسخائه، وآمانته وسداده، وشجاعته وعفافد، وصادق خبره وذكاء فهمه، وقلة تلونه وبارع حفظه، وقوله بجوامع الكلم اذا قال، وبمر اعاته بشرائط الصمت إذا صمت، وتصديقه المواعيد إذا وعد، وطهارة أخلاقه كلها صبيا وناشئا وكهلا بحيث يتبع أثاره أعداؤه(2)، ثم كانت هذه الأخلاق الفاضلة والشمائل الشريفة موجودة علسى طول الزمان وتصاريف الأحوال، لم يتغير فى شىء منها فى حالة ولا وجد منه ضد من أضدادها طول عمره، وكان ذلك دليلا على أن شيئا منها لم يكن عن تكلسف؛ إذ التخليق يأتى دونه الخلق، فكان جريه عليه السلام على ذلك فى الأزمننة والدهور دليلا أنها مواهب من الله تعالى له؛ ليكون اجتماعها كلها ولتتفاء أضدلدها دلالة صادقة له أنه المؤيد بقوة سماوية، والمكرم بمعونة إلهية ليشتغل بالقيام بما فوض إليه، وتحمل أعباء ما خمل عليه من أمور (1) واتمام الآية: (يا أيها للرمنول بلغ ما انزل الوك من ريك وإن لم تفعل فصا بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي للقوم الكافرين) [المايدة: 27] (2) ويقول الشاعر: *والفضل ما شهدت به الأعداء*
Sayfa 80