============================================================
التمهيد فى أصول للدين المفهوم إلى ما يفهم دخوله تحت الاسم تحريف للكلم عن مواضعها، ولأن تلك الزيادة عندهم إذ لم تكن مستحقة بالعمل توجب تتغيص(1) نعمسة الجنة؛ إذ من زعمهم أن التفضيل يوجب للمنة، وهى تتغيص(1) وليست الجنة بدار تتغص فيها النعم.
ولأن إعطاء تلك الزيادة لو كان عندهم جائزا بدون الشفاعة لكان لا يجوز منعها؛ لأن منع ما يجوز إعطاؤه من غير أن يكون للمانع فيه منفعة أو دفع مضرة وينتفع به المغطى بخل عندهم، وطلب ما لا يجسوز نفعه طلب الامتتاع عن الظلم والجور والسفه (1)، ومن ظن أن الأنبياء وللمرسلين عليهم السلام والملائكة المقربين يسألون من الله تعالى ما هذا سبيله فهو كافر، والله الموفق.
ولا تعلق لهم بقوله تعالى: (ولا يشقعون الا لمن ارتضى) ([الأنبياء: 28]؛ لأن المؤمن بما معه من الإيمان والطاعات مرتضى ولن وجدت منه كبيرة، وقيل: معناه لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله تعسالى الشفاعة له، فلع زعمتم أن الله تعالى لا يرضى شفاعة صاحب الكبيرة؟(2) ولا تعلق لهم أيضا بقوله تعالى: (ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) ([غافر:18] لأن الظالم المطلق هو الكافر على ما مر، والله الموفق.
(1) بالنون والغين المعجمة.
(2) هكذا بالأصل.
(3) أى: شفاعة فى صاحب الكبيرة.
Sayfa 146