269

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والنوحيد لا يقال: إنه منبث في كل الجهات؛ فلهذا صح منه أن يفعل فيها هذه الأفعال. لأنا نقول: ان الأجسام المتفرقة لا يصح أن تكون قادرة عالمة؛ لافتقار القدرة والعلم إلى البنية المخصرصة.

وتمام تقرير الدليل بايراد شبههم وإبطالها: فمنها عقلية، ومنها سمعية.

أما الشبه العقلية فأربع: الشبهة الأولى قد ثبت أنه تعالى عالم بالأشخاص الجسمية عند وجودها، ثم تلك الأشخاص الجسمية ثابتة في علمه، فإذا كان البارئ تعالى عالما بها فلا بد وأن تكون صورها مرتسمة في ذاته، وما يرسم فيه الصور الجسمية لا بد وأن يكون جسما؛ لأن الصور الجسمية ها امتداد في الجهات وذهاب فيها، فيكون تعالى محلا هذه الصور، فيكون ذاهبا في الجهات كهي، فثبت أنه يلزم من كونه عالما بالأشخاص الجسمية أن يكون جسما.

وجوابه من وجهين: أما أولا فهذا بناء على أصل فاسد، وهو أن العلم عبارة عن انطباع صورة المعلوم في العالم، وهذا خطأ. بل العلم حالة نسبية إضافية بين العالم والمعلوم.

وأما ثانيا فنقول: من أين يلزم إذا كان عالما بالصور الجسمية أن يكون جسما، هل من حيث كونه عالما فقط أو من حيث كونه عالما بالصور الجسمية، فإن كان الأول فهو خطأ؛ لأنه لا يلزم من كونه عالما كونه جسما، وإن كان الثاني فهو باطل أيضا؛ لأنه لو لزم من كونه عالما بالصور الجسمية كونه جسما لزم من كونه عالما بالعرض أن يكون عرضا، وهذا باطل.

Sayfa 269