260

============================================================

الشبيد شح معالمر العدل والنوحيل الأول منهما أن كلامه تعالى قائم بنفسه، ويستحيل الكذب في الكلام النفسي على من يستحيل عليه الجهل؛ لأن الخبر يقوم بالنفس على وفق العلم، والجهل على الله تعالى محال، فالكذب محال. وهذا الاستدلال خطأ لوجهين: أما أولا فلأنهم ما أقاموا دلالة على أن من لا يكون جاهلا يستحيل أن يخبر بالخبر النفسي على سبيل الكذب، وهذه القضية غير معلومة بالضرورة، فلا بد من بيانها بإظهار الدلالة عليها، وهم ما أظهروها.

ال وأما ثانيا فهب أنا سلمنا أنه تعالى صادق في الخبر القائم بذاته، ولكن لم لا يجوز في الكلام الذي نسمعه ونقرأه أن يكون كذبا.

الوجه الثاني قالوا: إن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أخبر بامتناع الكذب على الله تعالى، وما أخبر به الصادق فهو صدق، فإذن امتناع الكذب على الله تعالى صدق، وهو المطلوب. وهذا أيضا ركيك جدا؛ لأن صدق الرسول متوقف على إظهار المعجزة عليه، واظهار المعجزة عليه قائم مقام تصديقه بالقول، وتصديق الله تعالى إياه إنما يدل على صدقه لو ثبت كون الله تعالى صادقا، إذ لو جاز عليه الكذب لم يكن الرسول صادقا، فإذن صدق الرسول مسبوق بالعلم بصدق الله تعالى ومستفاد منه، فلو استفدنا صدق الله من خبر الرسول لزم الدور، وهو باطل.

لا يقال: إن تصديق الله تعالى للنبي بإظهار المعجزة عليه لا يتوقف على العلم بكون الله تعالى صادقا، وتصديق الله تعالى للنبي هو بقوله: أنت رسولي. جار مجرى قول الرجل لغيره أنت وكيلي، والبائع لغيره بعت منك هذا المتاع. وهذا الصيغ وإن كانت إخبارات من جهة اللفظ إلا أنها إنشاءات من جهة المعنى، والأمور الإنشائية لا يتطرق إليها صدق ولا كذب؛ لأنها بمنزلة الأمر، وإذا ثبت ذلك فقول الله تعالى للنبي: أنت رسولي. يدل على رسالته

Sayfa 260