============================================================
السهين شرح معالمر العدل والتوحيل المسلك الخامس القائلون بإثبات حالة للقديم تعالى في الأزل هي المتكلمية لا بد أن يقولوا بثبوت هذه التعلقات هذه الصفة- أعني الخبر والاستخبار والأمر والنهي وسائر هذه الإضافات - لأن هذه الحالة لا تعقل من دونها، فنقول: إما أن تحصل هذه التعلقات مع هذه الحالة فيما لا أول له أم لا، والأول باطل؛ لأنها لو كانت حاصلة في الأزل لكان قوله تعالى: (ولقد نادانا نوه)(1).
(وأوحينا إلى إبراهيم)(2). ( وآتينا داود زبورا)(3). وسائر الأخبار والقصص كذبا لا محالة؛ لأن الإخبار عن وقوع ما لم يقع في الماضي كذب، والكذب على الله تعالى محال: ولكان يجب أن يكون الأمر والنهي - كقوله تعالى: (أقيموا الصلاة)، (ولا تقربوا الفواحش ) - عبثا قبيحاب لأن الأمر والنهي لغير مأمور ومنهي قبيحان. والثاني أيضا باطل؛ لأن هذه التعلقات كالحقيقة في معقول هذه الصفة، فيكون حصول هذه الحالة من دون تعلقاتها محال: لا يقال: إن هذه الصفة بالإضافة إلى تعلقاتها كالعلم بالإضافة إلى تعلقاته، فكما جاز حصول العلم وإن فقد بعض متعلقاته كذلك الحال في الكلام.
لأنا نقول: هذا باطل لوجهين: أما أولا فهذا بناء منكم على أن العلم حقيقة مفردة ولها تعلقات مضافة إليها، ونحن لا نسلم ذلك، وإنما العلم عندنا هو نفس التعلق من غير زيادة أمر آخر، كما مر.
1 - سورة الصافات: آية 75.
2- سورة النساء: آية 164.
3- سورة النساء: آية 163.
Sayfa 251