201

============================================================

السهيد شح معالم العدل والنوحيد وأما الأشعرية فاتفقوا على إثبات المعاني القديمة، ثم اختلفوا فنفاة الأحوال منهم يقولون: العلم هو نفس العالمية، والقدرة هي نفس القادرية، ثم هذه الصفة عندهم معلومة بنفسها موجودة لذاتها. وهذا هو مذهب الأشعري وابن كلاب(1)، وهو قول المحققين من متاخريهم.

فأما مثبتو الأحوال منهم فعندهم أن هذه الصفات أعني القادرية والعالمية والحيية مضافة إلى المعاني، وأن الله تعالى كما هو موصوف بهذه الصفات فهو موصوف بالمعاني، وهذا مذهب القاضي الباقلاني منهم، وهو قول الكرامية(2) فهذا تحصيل مذاهبهم بحسب الوسع.

واحتج المعتزلة على بطلان المعاني بأمور: منها ما يدل على نفيها مطلقا، ومنها ما يدل على نفي كل واحد منها على الخصوص.

1 عبد الله بن سعيد بن محمد بن كلاب، أبو محمد القطان البصري (245ه(: محدث، متكلم من العلماء يقال له "ابن كلاب". قال السبكي: وكلاب بضم الكاف وتشديد اللام، قيل: لقب بها لأنه كان يجتذب الناس إلى معتقده اذا ناظر عليه كما يجتذب الكلاب الشيء. له كتب، منها "الصفات وخلق الأفعال 1 و0الرد على المعتزلة(1.

الزركلي: الاعلام 90/4، كحالة: معجم المؤلفين 59/6.

2 الكرامية من فرق المرجئة أصحاب أبو عبد الله محمد بن كرام السجزي (255ه( يزعمون أن الايمان هو الاقرار والتصديق باللسان دون القلب وأنكروا أن يكون معرفة القلب أو شيء غير التصديق باللسان إيمانا، وزعموا أن المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مؤمنين على الحقيقة، وزعموا أن الكفر بالله هو الجحود والإنكار له باللسان، وقد غالوا في إثبات الصفات إلى أن انتهي الأمر بهم إلى التجسيم والتشبيه. الزركلي: الأعلام 14/7، الشهرستاني: الملل والنحل 159/1.

Sayfa 201