Fransızların Mısır ve Şam Bölgelerini İşgali
ذكر تملك جمهور الفرنساوية الأقطار المصرية والبلاد الشامية
Türler
وكان في قلعة العريش ثمانماية مقاتل، وكان بينهم أحمد كاشف الكبير تابع عثمان بيك الأشقر، وإبراهيم بيك كاشف الحبشي، وفي ثاني الأيام أرسل إليهم أمير الجيوش أن يسلموا القلعة فلم يرضوا بذلك، فأمر بضرب المدافع وبقي الحصار على القلعة ثمانية أيام، ثم فرغت مونتهم وبارودهم، فأرسلوا يطلبون الأمان، فأعطاهم الأمان وأن يخرجوا من القلعة بغير سلاح ويحصل الصلاح ويفوزوا بالنجاح، فلم يرضوا بذلك، وبعد يومين حضر قاسم بيك المسكوبي بجملة عسكر وجبخانة، وبقي بعيد عن القلعة، وكان قصده أن في الليل يدخل بغتة، فبلغ أمير الجيوش وصوله، وربطوا عليه الطريق، وكبسوه ليلا وذبحوا عساكره، ولم يسلم منهم غير القليل، وقتل قاسم بيك وعدة من الكشاف والمماليك، وأخذوا كل ما كان معهم، وحينما بلغ ذلك الذين في القلعة حاروا في أمرهم وأرسلوا يطلبون الأمان بحيث يخرجون بسلاحهم، فأمر لهم أمير الجيوش بذلك، وخرجوا إلى قدامه فأطلق سبيلهم، وكل واحد منهم ذهب إلى بلاده، وأحمد كاشف وإبراهيم كاشف وجماعتهما طلبوا من أمير الجيوش التوجه إلى مصر إلى منازلهم وأعيالهم فأذن لهم بذلك، وأرسلهم مع بعض من الصلدات لأجل حمايتهم في الطريق، وساروا إلى القاهرة وأدخلوهم على قايمقام الجنرال دوكا، وشاعت أخبارهم في مصر، وحضرت خلايق كثيرة لأجل الفرجة عليهم، ودخلوا إلى دار الكنانة بكل ذل وإهانة راكبين الحمير بملابس رثة، ومن بعد مقابلة القايمقام وشيخ البلاد توجهوا إلى بيوتهم، وبعد ثلاثة أيام مات أحمد كاشف من قهره وتوارى في قبره.
وأما أمير الجيوش بعد تسلمه قلعة العريش وضع بها جانب من العسكر، وقد أرسلوا إلى علماء الديوان بأن يوزعوا الكتابات كما جرت لهم العادة.
صورة كتابة علماء الديوان للديار المصرية
لا إله إلا الله المالك الحق المبين، ومحمد رسول الله الصادق الواعد واليقين، نعرف آل مصر وساير الأقاليم: أن توجهت الفرنساوية إلى الديار الشامية وحاصروا قلعة العريش من عشرة في رمضان إلى سبع عشر، ووقعت مقاتلة عظيمة خارج القلعة، وكان في القلعة نحو ألف وخمسماية نفر غير من قتل خارجها، فلما طال عليهم الحصار وتهدمت أسوار القلعة من ضرب الفرنساوية بالمدافع عليها وتيقنوا بالهلاك، طلبوا الأمان من حضرة السرعسكر الكبير فأعطاهم الأمان الكافي، وسافر منهم نحو ثمانماية من ناحية الشول إلى بغداد، وأنعم عليهم حضرة السرعسكر بالحياة بعد أن تيقنوا بالهلاك، وهكذا أصحاب المروات، هؤلاء أعتقهم وأطلق سبيلهم وبعض الكشاف والمماليك الذين كانوا في القلعة نحو ستة وثلاثين جنديا طلبوا من حضرة السرعسكر أن ينعم عليهم برجوعهم إلى مصر إلى أعيالهم وبيوتهم، فأحسن إليهم وأرسلهم إلينا وإلى وكيله، ودخلوا عليه يوم الأحد في ستة وعشرين رمضان معزوزين مكرومين، وأرسل السرعسكر أن يوتي بإكرامهم إن داموا على عهدهم الذي حلفوا به بالعريش، وإن خانوا وهانوا فيحصل لهم من يده الانتقام، وأمر في الفرمان أن الجنرال دوكا يأمر التجار بالقوافل إلى بر الشام لينتفعوا بالمكاسب أصحاب التجارة، وينتفعوا سكان بر الشام ببضايع مصر حسب العادة السابقة؛ ليحصل الأمان بحلوله في تلك الأراضي.
وكتب إلى حضرة وزيره الجنرال إسكندر برتية فرمان يخبرنا ويخبر حضرة الوكيل بالحالة التي وقعت إلى عساكر إبراهيم بيك وبعض من عسكر الجزار المساعدين له، وأن الفرنساوية وجدوا في قلعة العريش مخازن رز وبقسماط وشعير، وثلاثماية رأس من الخيل الجياد، وحمير كثيرة وجمال غزيرة، اكتسبته جميعه الفرنساوية، ومع ذلك عندهم الصفح عن إخلاصهم عند قدرتهم عليهم، وهذا من صفات أصحاب المروة من الرجال الأبطال، فيا إخواننا لا تعارضوا الملك المتعال، واتركوا أنفسكم من القيل والقال، واشتغلوا في إصلاح دينكم والسعي في معاش دنياكم، وارجعوا إلى الله الذي خلقكم وسواكم. والسلام عليكم ختام.
الفقير عبد الله الشرقاوي ريس الديوان حالا
عفا الله عنه
الفقير محمد المهدي كاتم سر الديوان حالا
عفا الله عنه
الفقير السيد خليل البكري نقيب السادات الأشراف
Bilinmeyen sayfa