ـ[تلخيص المتشابه في الرسم]ـ
المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: ٤٦٣هـ)
تحقيق: سُكينة الشهابي
الناشر: طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق
الطبعة: الأولى، ١٩٨٥ م
عدد الأجزاء: ٢
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة التراجم]
Bilinmeyen sayfa
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
حدثنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ﵁ من لفظه، قال: الحمد لله الذي بفضله ونعمته تتم الصالحات، ولا إله إلا الله المحيط علما بكل المعلومات، وصلى الله على نبينا محمد أفضل البريات، وعلى إخوانه وأصحابه أجمعين وأزواجه الطاهرات، وتابعيهم بإحسان، وعليه من الله أعظم البركات.
ثم إني رسمت في هذا الكتاب، بتوفيق الله وعونه من أسماء المحدثين وأنسابهم، ومن الأسماء والأنساب التي يدونونها في كتبهم ما تشتبه صورته في الخطأ دون اللفظ، مفردا عما يقع الإتفاق فيه حال النطق به، والكتب له، إذ كنا قد فرغنا قبل من ذلك النوع في كتابنا الذي ألفناه في " المتفق والمفترق ".
وقد جعلت هذا المرسوم فصولا خمسة، كل فصل منها يشتمل على أبواب عدة، يتضمن كل باب تراجم كثيرة في الفصل الأول ما تشتبه صورته في الخط وتتفق حروفه في الهجاء، وفي الفصل الثاني ما يشتبه في الخط وهجاء بعض حروفه مختلف؛ وفي الفصل الثالث ما كان في بعض حروفه تقديم على بعض مع اتفاقها في الصورة؛ وفي الفصل الرابع ما يتقارب لإشتباهه وبعض حروفه مختلف في الصورة؛ وذكرت في
1 / 1
الفصل الخامس نوادر هذا الكتاب، ولخصت جميع ذلك وقيدته بذكر لفظ حروفه وشكلها، وتسمية شيوخ المذكورين الذين سمعوا منهم، وخالفيهم الذين صحبوهم، ونقلوا عنهم، وسياق بعض رواياتهم وأخبارهم.
والله تعالى أسأل التوفيق لما يحظى عنده، ويزلف لديه إنه سميع قريب.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي، ثنا محمد بن أبي سعيد السرخسي، ثنا أحمد بن محمد المنكدري، ثنا محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن المنذر قال: كان وكيع بن الجراح كثيرًا ما يتمثل بهذا البيت:
خلق الله للحديث رجالا ... ورجالا لآفة التصحيف
أنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي، أنا أبو احمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري اللغوي، أنا يحيى بن محمد بن صاعد، عن الحسن بن يحيى الأرزي قال: سمعت على بن المديني يقول: أشد التصحيف التصحيف في الأسماء.
أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب، ثنا أحمد بن إسحق النهاوندي بالبصرة أنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد، قال: حدثني محمد بن محمد بن يحيى القراب السجستاني، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي السمسار، قال: كنا عند سعيد بن أبي مريم بمصر فأتاه رجل فسأله كتابا ينظر فيه، أو سأله أن يحدثه بأحاديث فأمتنع عليه وسأله رجل آخر في ذلك فأجابه فقال له الأول سألتك فلم تجبني وسأل هذا فأجبته وليس هذا حق العلم، أو نحوه من الكلام. قال فقال ابن أبي مريم إن كنت تعرف الشيباني من السيباني، وأبا حمزة من أبي حمزة كلاهما عن ابن عباس حدثناك وخصصناك كما خصصنا هذا.
أخبرنا محمد بن الحسن الأهوازي، أنا أبو أحمد العسكري قال وجدت بخط عسل بن ذكوان: حدثني الحسن بن يحيى قال سمعت علي بن المديني يقول: كنا في مجلس الحديث فمر بنا أبو عبد الله الجماز فقال: يا صبيان إنكم لا
1 / 2
تحسنون أن تكتبوا الحديث، كيف تكتبون أُسَيدًا، وأَسِيدًا، وأُسَيِّدًا. فكان ذلك أول ما عرفت التقييد وأخذت فيه.
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي الحافظ النيسابوري، قال سمعت عبد الرحمن بن محمد بن محمود يقول سمعت أحمد بن العباس يقول سمعت أحمد بن حفص يقول سمعت أبي يقول قال إبراهيم بن طهمان: يا أبا عمر لولا التقييد لافتضحنا!
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي، ثنا يعقوب بن سفيان قال: قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول: كان يحيى بن سعيد يشكل الحرف إذا كان شديدًا، أو غير ذلك فلا.
أخبرني علي بن أحمد المؤدب، ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي، أنا الحسن بن عبد الرحمن، قال: قال أصحابنا: أما النقط فلا بد منه، لأنك لا تضبط الأسامي المشكلة إلا به. وقال: إنما يُشكَل ما يُشْكِل، ولا حاجة إلى الشَّكل مع عدم الإشكال. وقال الآخرون: الأولى أن يشكل الجميع.
1 / 3
ذكر الفصل الأول
وهو ما يتفق في الهجاء
ويختلف في حركات الحروف
1 / 5
بَابُ الْمُتَّفِقِينَ فِي أَسْمَائِهِمْ وَالْخِلافُ فِي آبَائِهِمْ
عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ، وَعَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ
أَمَّا الأَوَّلُ بِكَسْرِ اللامِ فَهُوَ:
عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ بْنِ لأْمِ بْنِ قُدَامَةَ بْنِ جَرْمٍ
أَبُو بُرَيْدٍ الْجَرْمِيُّ أَدْرَكَ زَمَانَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَلَمْ يَلْقَهُ، وَهُوَ مَعْدُودٌ فِيمَنْ نَزَلَ الْبَصْرَةَ رَوَى عَنْهُ: أَبُو قِلابَةَ، وَأَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلُ، وَمِسْعَرُ بْنُ حَبِيبٍ
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ، بِأَصْبَهَانَ، ثَنَا عبدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ، ثَنَا مِسْعَرُ بْنُ حَبِيبٍ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ الْجَرْمِيُّ،
1 / 6
أَنَّ أَبَاهُ وَنَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ أَتَوُا النَّبِيَّ ﷺ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ يُصَلِّي بِنَا، أَوْ مَنْ يُصَلِّي لَنَا؟ فَقَالَ: «يُصَلِّي لَكُمْ، أَوْ يُصَلِّي بِكُمْ، أَكْثَرُكُمْ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ، أَوْ أَكْثَرُكُمْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ»، قَالَ: فَقَدِمُوا، فَمَا وَجَدُوا أَحَدًا مَعَهُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا مَعِي، فَقَدَّمُونِي، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، وَأَنَا غُلامٌ عَلَيَّ شَمْلَةٌ لِي، قَالَ مِسْعَرٌ: فَأَنَا أَدْرَكْتُهُ يُصَلِّي بِهِمْ، وَيُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ لا يُنَازِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى مَضَى
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنَا عَاصِمٌ يَعْنِي الأَحْوَلَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: لَمَّا رَجَعَ قَوْمِي مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالُوا: إِنَّهُ قَالَ لَنَا: «لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قِرَاءَةً لِلْقُرْآنِ»، قَالَ: فَدَعَوْنِي، فَعَلَّمُونِي الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ وَأَنَا غُلامٌ وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ مَفْتُوقَةٌ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لأَبِي: أَلا تُغَطِّي عَنَّا اسْتَ ابْنِكَ؟
وَعَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ بْنِ الْخَرِبِ الْهَمْدَانِيُّ
كُوفِيٌّ سَمِعَ: عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانَ بْنَ رَبِيعَةَ رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ عَمْرٍو، وَالشَّعْبِيُّ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَمَانِينَ، وَهُوَ وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَدُفِنَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، هَكَذَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَمْرُو بْنُ سَلِمَةَ بْنِ خَرِبٍ لَيْسَ هُوَ وَالِدَ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، هُمَا اثْنَانِ كُوفِيَّانِ
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَنَّاطُ، ثَنَا
1 / 7
إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ بْنِ الْخَرِبِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: «مَنْ آلَى مِنَ امْرَأَتِهِ فَمَضَتْ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ فَإِنَّهُ يُوقَفُ حَتَّى تَبِينَ رَجْعَةً أَوْ طَلاقًا»
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُقْرِئُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدَانَ، ثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثَنَا مِسْعَرٌ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «مَنْ قَرَأَ الثَّلاثَ الأَوَاخِرَ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطَابَ، وَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ يُذْهِبُ كَثِيرًا مِنْ وَحَرِ الصَّدْرِ»
قَدْ رَوَى يَزِيدُ، عَنْ أَبِي زِيَادٍ أَيْضًا، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ:
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: " مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ إِلا بَيْنَهُمَا سِتْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، فَإِذَا قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ كَلِمَةَ هُجْرٍ خَرَقَ سِتْرَ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِذَا قَالَ: أَنْتَ كَافِرٌ فَقَدْ كَفَرَ أَحَدُهُمَا "
وَأَمَّا الثَّانِي بِفَتْحِ اللامِ فَهُوَ:
عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْهُذَلِيُّ
حَدَّثَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ
أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْخَشَّابُ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْهُذَلِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «مَاتَ الْقَاسِمُ، يَعْنِي ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ ابْنُ سَنَتَيْنِ»
1 / 8
وَعَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ
أَبُو سَعِيدٍ الْجُعْفِيُّ الْقَزْوِينِيُّ سَمِعَ: مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، وَدَاوُدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْعُقَيْلِيَّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْجَرَّاحِ الْقُوهُسْتَانِيَّ، وَأَبَا حُجْرٍ عَمْرَو بْنَ رَافِعٍ، وَالْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الطَّنَافِسِيَّ رَوَى عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ فَرُّوخٍ، وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَزْوِينِيُّونَ
أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَزْوِينِيُّ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ الْجُعْفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: كُنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي أَقْوَامٌ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ فَإِذَا أَتَوْكُمْ فَعَلِّمُوهُمْ»
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ
أَمَّا الأَوَّلُ بِكَسْرِ اللامِ فَهُوَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْجَدِّ أَبُو الْحَارِثِ أَحَدُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، مَنْ بَنِي الْعَجْلانِ، وَكَانُوا حُلَفَاءَ الأَنْصَارِ، شَهِدَ بَدْرًا، وَذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ صَاحِبُ الْمَغَازِي فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، يَوْمَ أُحُدٍ
1 / 9
أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَزَّازُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِذَلِكَ
وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ، نَا الْقَاسِمُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْجَوْهَرِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، فِي تَسْمِيَةِ مَنْ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بَدْرًا مِنْ بَنِي الْعَجْلانِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ الْمُرَادِيُّ الْكُوفِيُّ
حَدَّثَ عَنْ: عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وَصَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ
أَخْبَرَنِي هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ النَّجَّادُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ أَبُو قِلابَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلِمَةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْعَسَّالِ: أَنَّ يَهُودِيًّا قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ حَتَّى نَسْأَلَ هَذَا النَّبِيَّ، فَقَالَ الآخَرُ: لا تَقُلْ لَهُ نَبِيًّا، فَإِنَّهُ لَوْ سَمِعَ صَارَتْ لَهُ أَرْبَعُ أَعْيُنٍ، فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ [الإسراء: ١٠١]، فَقَالَ: «لا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا، وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ، وَلا تَسْرِقُوا، وَلا تَسْحَرُوا، وَلا تَأْكُلُوا الرِّبَا، وَلا تَمْشُوا بِبَرِئٍ إِلَى السُّلْطَانِ لِيَقْتُلَهُ، وَلا تَقْذِفُوا الْمُحْصَنَاتِ، وَلا تَفِرُّوا مِنَ الزَّحْفِ، وَعَلَيْكُمْ خَاصَّةَ يَهُودَ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ»، قَالَ: فَقَبَّلُوا يَدَهُ، وَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ، قَالَ: «فَمَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَتَّبِعُونِي؟» قَالُوا: إِنَّ دَاوُدَ دَعَا أَنْ لا يَزَالَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ نَبِيٌّ، وَإِنَّا نَخْشَى إِنِ اتَّبَعْنَاكَ أَنْ تَقْتُلَنَا يَهُودُ
1 / 10
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ الشَّاهِدُ، بِالْبَصْرَةِ، نَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نَا أَبُو الأَحْوَصِ، أَوْ ذَكَرَهُ، قَالَ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الْكُوفِيُّ وَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عِلانَ الْوَرَّاقُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَلالُ، نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يُنَادِي عَلَى الْمِنْبَرِ: " أَلا إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّنَا: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمُ "
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ
أَبُو الْعَالِيَةِ الْهَمْدَانِيُّ كُوفِيٌّ أَيْضًا، رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ قَوْلَهُ، وَزَعَمَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَنَّهُ الأَوَّلُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: لَيْسَ بِهِ، هُوَ رَجُلٌ آخَرُ، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَ مِثْلَ قَوْلِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ
أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الأَزْهَرِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، ثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، وَهُوَ ابْنَ مَعِينٍ، يَقُولُ: «عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْعَالِيَةِ، قَدْ رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ أَيْضًا»
قَالَ عَبَّاسٌ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى مَرَّةً أُخْرَى، يَقُولُ: أَبُو الْعَالِيَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ، يَرْوِي عَنْهُ ابْنُ إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، لَيْسَ هُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ
أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الأَكْبَرُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَرَابَا، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى، يَقُولُ:
1 / 11
«وَأَبُو الْعَالِيَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ يَرْوِي عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ، وَلَيْسَ هُوَ الَّذِي يَرْوِي عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ»
أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسْتَمْلِي، ثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَارِسٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلِمَةَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ، غَيْرُ الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَأمَّا الثَّانِي بِفَتْحِ اللامِ فَهُوَ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ
حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ
أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ الْبَزَّازُ، أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الطُّوسِيُّ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا ثُمَّ صَبَرَ عَلَيْهِ»
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ
حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ سَلَمَةُ
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْبَزَّازُ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، نَا الْوَاقِدِيُّ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الصَّيَّادُ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ،
1 / 12
ثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا خَطَبَ أُمَّ سَلَمَةَ، قَالَ: " مُرِي ابْنَكِ أَنْ يُزَوِّجَكِ، أَوْ قَالَ: يُزَوِّجُنَا ابْنُهَا "، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرٌ لَمْ يَبْلُغْ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنُ أَسْلَمَ الرَّبَعِيُّ
وَقِيلَ: الْجُهَنِيُّ الْمُرِّيُّ حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَعْفَرِيُّ
أَنْبَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْخُوَارَزْمِيُّ الْبَرْقَانِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَنْصُورٍ الْمُقْرِئُ الصَّائِغُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، بِمَدِينَةِ الرَّسُولِ ﷺ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بَعَثَ فَرْوَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُذَامِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ بِإِسْلامِهِ، وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ، وَكَانَ فَرْوَةُ عَامِلا لِقَيْصَرَ مَلِكِ الرُّومِ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ، وَكَانَ مَنْزِلُهُ عُمَانُ وَمَا حَوْلَهَا، فَلَمَّا بَلَغَ الرُّومَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِ حَبَسُوهُ، فَقَالَ فِي حَبْسِهِ:
طَرَقَتْ سُلَيْمَى مَوْهِنًا أَصْحَابِي ... وَالرُّومُ بَيْنَ الْبَابِ وَالْقِرْوَانِ
صَدَّ الْخَيَالُ وَسَاءَنِي مَا قَدْ أَرَى ... فَهَمَمْتُ أَنْ أُغْفِي، وَقَدْ أَبْكَانِي
وَلَقَدْ عَلِمْتَ أَبَا كُبَيْشَةَ أَنَّنِي ... وَسْطُ الأَعِزَّةِ لا يُحَسُّ بِشَانِي
1 / 13
فَلَئِنْ هَلَكْتُ لَتَفْقِدُنَّ أَخَاكُمُ ... وَلَئِنْ أُصِبْتُ لَتَعْرِفُنَّ مَكَانِي
وَلَقَدْ عَرَفْتُ بِكُلِّ مَا جَمَعَ الْفَتَى ... مِنْ رَأْيِهِ، وَبِنَجْدَةٍ وَبَيَانِ
قَالَ: فَلَمَّا أَجْمَعُوا صَلْبَهُ صَلَبُوهُ عَلَى مَاءٍ يُقَالُ لَهُ: عَفْرَاءُ بِفِلَسْطِينَ، فَلَمَّا رُفِعَ، قَالَ:
أَلا هَلْ أَتَى سَلْمَى بِأَنَّ حَلِيلَهَا ... عَلَى مَاءِ عَفْرَا فَوْقَ إِحْدَى الرَّوَاحِلِ
عَلَى نَاقَةٍ لَمْ يَضْرِبِ الْفَحْلُ أُمَّهَا ... مُشَذَّبَةٍ أَطْرَافُهَا بِالْمَنَاجِلِ
وَقَالَ:
بَلِّغْ سُرَاةَ الْمُسْلِمِينَ بِأَنَّنِي ... سَلْمٌ لِرَبِّي أَعْظُمِي وَبَنَانِي
"
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيُّ
حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ، رَوَى عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيِّ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمَأْمُونِ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، نَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الأَوْدِيُّ، ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: أَكْثَرُ مَا نَالَتْ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، أَنَّهُ رَأَيْتُهُ يَوْمًا، قَالَ عَمْرٌو: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْ عُثْمَانَ ذَرَفَتَا مِنْ تَذَكُّرِ ذَلِكَ، قَالَ عُثْمَانُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، وَيَدُهُ فِي يَدِ أَبِي بَكْرٍ، وَفِي الْحِجْرِ ثَلاثَةُ نَفَرٍ جُلُوسٌ: عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، وَأَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَلَمَّا حَاذَاهُمْ أَسْمَعُوهُ بَعْضَ مَا يَكْرَهُ، فَعُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ ﷺ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى
1 / 14
وَسَّطْتُهُ فَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ فِي أَصَابِعِي حَتَّى طُفْنَا جَمِيعًا، فَلَمَّا حَاذَاهُمْ، قَالَ أَبُو جَهْلٍ: وَاللَّهِ لا نُصَالِحُكَ مَا بَلَّ نَحْرٌ صُوفَهُ، وَأَنْتَ تَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَتَى ذَلِكَ»
ثُمَّ مَضَى عَنْهُمْ، فَصَنَعُوا بِهِ فِي الشَّوْطِ الثَّالِثِ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى إِذَا كَانَ الشَّوْطُ الرَّابِعُ نَاهَضُوهُ، وَوَثَبَ أَبُو جَهْلٍ يُرِيدُ أَنْ يَأْخُذَ بِمَجْمَعِ ثَوْبِهِ، فَدَفَعْتُ فِي صَدْرِهِ، فَوَقَعَ عَلَى اسْتِهِ، وَدَفَعَ أَبُو بَكْرٍ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عُقْبَةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ، ثُمَّ انْفَرَجُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ وَاقِفٌ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «أَمَا وَاللَّهِ لا تَنْتَهُونَ حَتَّى يَحِلَّ بِكُمْ عِقَابُهُ آجِلا»، قَالَ عُثْمَانُ: فَوَاللَّهِ مَا مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلا وَقَدْ أَخَذَهُ أَفْكَلٌ، وَهُوَ يَرْتَعِدُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «فَبِئْسَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ لِنَبِيِّكُمْ»، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ، وَتَبِعْنَاهُ خَلْفَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى بَابِ بَيْتِهِ، وَقَفَ عَلَى السُّدَّةِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «أَبْشِرُوا، فَإِنَّ اللَّهَ مُظْهِرٌ دِينَهُ، وَمُتِمٌّ كَلِمَتَهُ، وَنَاصِرٌ دِينَهُ، إِنَّ هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَرَوْنَ مِمَّنْ يَذْبَحُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ عَاجِلا»، ثُمَّ انْصَرَفْنَا إِلَى بُيُوتِنَا، فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قَدْ ذَبَحَهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِينَا
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَضْرَمِيُّ الأَفْطَسُ الْبَصْرِيُّ
حَدَّثَ عَنْ: مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، وَعُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، وَصَدَقَةَ بْنِ الْمُثَنَّى، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَوَى عَنْهُ: بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ السُّكَّرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ، وَغَيْرُهُمَا أَنَا ابْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، أَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، أَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ: وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الأَفْطَسُ يُكَنَّى بِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلًى لِلْحَضَارِمَةِ، مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنيِ مُوسَى، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي كِرَاءِ
1 / 15
الأَرْضِ، فَذَكَرْتُهُ لِيَحْيَى، فَقَالَ: قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ، وَقَدْ مَاتَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَبْلَ ذَلِكَ عَامًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ قَالَ أَبُو حَفْصٍ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، فَذَكَرْتُهُ لِيَحْيَى، فَقَالَ: قَدِمْنَا الْكُوفَةَ وَقَدْ مَاتَ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْفَرَّاءُ
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُصْمٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ مَعْبَدٍ الْفَرَّاءُ، قَالَ: " حَضَرَتْ رَجُلا الْوَفَاةُ فِي فَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَحَضَرَهُ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِالْمَوْتِ جَعَلَ يَقُولُ لَهُمْ: وَجِّهُونِي، وَجِّهُونِي، فَجَعَلُوا لا يَدْرُونَ مَا يُرِيدُ، فَلَمَّا خَافَ أَنْ يَعْجِلَهُ الْمَوْتُ عَنِ التَّوْجِيهِ، قَالَ: يَا هَؤُلاءِ، وَجِّهُونِي؟ قَالُوا: أَيْنَ نُوَجِّهُكَ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ:
إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي مِنْ كُلِّ فَجٍّ ... إِلَيْهِ وُجُوهُ أَصْحَابِ الْقُبُورِ
، قَالَ: فَبَكَى وَاللَّهِ الْقَوْمُ جَمِيعًا، ثُمَّ وَجَّهُوهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَمَاتَ "
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْحَارِثِيُّ
حَدَّثَ عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ رَوَى عَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ
أَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُؤَدِّبُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَعْيَنَ، نَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ الْخَلالُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ الْحَارِثِيُّ، نَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَخِيهَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ
1 / 16
رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاقِ وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا»
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْعَوْصِيُّ الْحِمْصِيُّ
حَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ
أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ الْعَطَّارُ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَبْهَرِيُّ الْفَقِيهُ، ثَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْقَاضِيُّ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْعَوْصِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَاهُ سَلَمَةَ حَدَّثَهُ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهِبٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «مَنْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ، وَالصَّغِيرَ، وَالْمَرِيضَ، وَذَا الْحَاجَةِ»
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ عَيَّاشٍ الْبَصْرِيُّ
حَدَّثَ عَنْ: أَشْعَثَ بْنِ بَرَازٍ الْهُجَيْمِيِّ، وَعِمْرَانَ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ رَوَى عَنْهُ: مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، وَحَمْدُونُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلْمٍ السِّمْسَارُ الْبَغْدَادِيُّ، وَأَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَوْصِلِيُّ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُبَيِّعَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ
أَمَّا الأَوَّلُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ فَهُوَ:
1 / 17
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رُبَيِّعَةَ السُّلَمِيُّ
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ عُبَيْدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ حَدَّثَ عَنْهُ: عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الأَوْدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَمَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ، وَعَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ، وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّحَّادُ الْفَقِيهُ، إِمْلاءً، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ، نَا عَفَّانُ، ثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُبَيِّعَةَ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ، فَسَمِعَ رَجُلا يُؤَذِّنُ، فَجَعَلَ يَقُولُ مِثْلَمَا يَقُولُ، فَلَمَّا بَلَغَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: «إِنَّ هَذَا لَرَاعِي غَنَمٍ أَوْ رَجُلٌ عَازِبٌ عَنْ أَهْلِهِ»، فَلَمَّا هَبَطْنَا الْوَادِي فَإِذَا رَاعِي غَنَمٍ، وَإِذَا شَاةٌ مَيِّتَةٌ، فَقَالَ: «تَرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا؟» قَالُوا: مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا، قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا»
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، نَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: ثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُبَيِّعَةَ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: آخَى النَّبِيُّ ﷺ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَاشَ الآخَرُ بَعْدَهُ سَنَةً ثُمَّ مَاتَ، فَلَمَّا جِئْنَا مِنْ دَفْنِهِ جَعَلْنَا نَتَكَلَّمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَا قُلْتُمْ؟» قَالَ: قُلْنَا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ أَلْحِقْهُ بِصَاحِبِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فَأَيْنَ صَلاتُهُ بَعْدَ صَلاتِهِ، وَأَيْنَ صِيَامُهُ بَعْدَ صِيَامِهِ؟! الَّذِي بَيْنَهُمَا أَبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ»
1 / 18
قَالَ شُبَابَةُ: قَالَ شُعْبَةُ، قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ: فَأَعْجَبَنِي هَذَا الْحَدِيثُ لإِسْنَادِهِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُبَيِّعَةَ، قَالَ: " كَانَ جَالِسًا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ، فَقَالَ عُتْبَةُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الرُّبَيِّعَةِ، أَلا تُعِينُنِي عَلَى ابْنِ أَخِيكَ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ يُعِينُنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ مِنْ عَمَلٍ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّبَيِّعَةِ: أَطِعْ أَبَاكَ! فَنَظَرَ عَمْرٌو إِلَى مِعْضَدٍ الْعَجَلِيِّ، فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: لا تُطِعْهُمْ، ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾ [العلق: ١٩]، قَالَ عَمْرٌو: يَا أَبَهْ إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ أَعْمَلُ فِي فِكَاكِ رَقَبَتِي، فَبَكَى عُتْبَةُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنِّي لَأُحِبُّكَ حُبَّيْنِ: حُبَّ الْوَالِدِ وَلَدَهُ، وَحُبًّا لِلَّهِ، فَقَالَ: يَا أَبَهْ، إِنَّكَ كُنْتَ آتَيْتَنِي مَالا فَبَلَغَ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَإِنْ كُنْتَ سَائِلِي عَنْهُ فَهُوَ هَذَا فَخُذْهُ لا حَاجَةَ لِي فِيهِ، قَالَ: يَا بُنَيَّ أَمْضِهِ، قَالَ: فَأَمْضَاهُ حَتَّى مَا بَقِيَ مِنْهُ دِرْهَمٌ "
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَادَ الْقَارِئُ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَصْبَهَانِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَرْقَدِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو، ثَنَا خَالِدٌ، يَعْنِي بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رُبَيِّعَةَ، قَالَ: قَالَ سَلْمَانُ: «لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ الأَوَّلُ حَتَّى يَتَعَلَّمَ مِنْهُ الآخَرُ، فَإِنْ مَاتَ الأَوَّلُ قَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْهُ الآخَرُ هَلَكَ النَّاسُ»
وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ، بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْبَاءِ وَسُكُونِ الْيَاءِ، فَجَمَاعَةٌ ذَكَرْنَاهُمْ فِي كِتَابِ: الْمُتَّفِقِ وَالْمُفْتَرِقِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزَّبِيرِ
1 / 19
أَمَّا الأَوَّلُ بِضَمِّ الزَّايِ وَفَتْحِ الْبَاءِ فَجَمَاعَةٌ مِنْهُمْ:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الأَسَدِيُّ
يُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ وَأَبَا خُبَيْبٍ وَهُوَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْهِجْرَةِ بِالْمَدِينَةِ، وَحَفِظَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَدِيثًا، رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَقَدْ كَانَ أَهْلُ الْحِجَازِ بَايَعُوا لَهُ بِالْخِلافَةِ بَعْدَ مَوْتِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي سَنَةِ أَرْبَعَةٍ وَسِتِّينَ، فَمَكَثَ عَلَى ذَلِكَ تِسْعَ سِنِينَ حَتَّى قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ.
أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ، نَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ اللَّيْثُ: وَفِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيُّ
مَوْلاهُمْ وَهُوَ وَالِدُ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَخُو فُضَيْلٍ الرَّسَّانُ، أَحَدُ شُيُوخِ الشِّيعَةِ كُوفِيٌّ، حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الْجَارُودِ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، وَصَالِحِ بْنِ مِيثَمٍ، رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْقَطَّانُ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، وَغَيْرُهُمَا
أَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، نَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْقَطَّانُ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الأَسَدِيُّ أَبُو أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
1 / 20