============================================================
علم البيان الفن الثابي واعلم أنه قد ينتزع من متعدد فيقع الخطا، لوجوب انتزاعه من اكثر، كما إذا انتزع من الشطر الأول من قوله: كما أبرقت قوما عطاشا غمامة فلما رأوها أقشعت وتحلت لوجوب اتتزاعه من الجميع؛ فإن المراد: التشبيه باتصال ابتداء مطمع بانتهاء مؤيس: والمتعدد الحسي كاللون والطعم والرائحة في تشبيه فاكهة بأخرى، والعقلي كحدة النظر وكمال الحذر وإخفاء السفاد في تشبيه طائر بالغراب، والمختلف كحسن الطلعة ونباهة الشأن في تشبيه إنسان بالشمس: واعلم أنه قد ينتزع الشبه من نفس التضاد؛ لاشتراك الضدين فيه، ثم ينزل منزلة التناسب بواسطة تليح أو قكم، فيقال للحبان: 1ما أشبهه بالأسد1، وللبخيل: "هو حاتم".
وأداته: "الكاف( و"كأن2 وامثل1 وما في معناه، والأصل في نحو الكاف أن يليه المشبه به، وقد يليه غيره نحو: واضرب لهم مثل الحياة الدليا كماء أثزلناه (الكهف: 45).
كما أبرقت إلخ: انتزاع وحه الشبه من بحرد قوله: "كما أبرقت إلخ" خطا؛ لوحوب اتتزاعه من جميع البيت؛ فإن مراد الشاعر تشبيه الحالة المذكورة في الأبيات السابقة بظهور الغمامة لقوم عطاش، ثم تفرقها وانكشافها بسبب اتصال ابتداء مطمع بانتهاء مؤيس، وذلك يوحب انتراع وحه الشيه من مجموع البيت لا من المصراع الأول فقط؛ لأنه مطمع فحسب، بل مع الثاي، لأنه مويس: إخفاء السفاد: وهو نزو الذكر على الأنشى. ونباهة الشأن: أي شرفه واشتهاره، وهو عقلى. عليح إلخ: أي إتيان ما فيه ملاحته وظرافته، وقوله: "قكم" أي سخرية واستهزاء. ليقال إلخ: كل من المثالين صالح للتلميح والتهكم، وإنما يفرق بينهما بحسب المقام، فإن كان القصد إلى ملاحة وظرافة دون استهزاء وسخرية بأحد فتمليح وإلا فتهكم.
في نحو الكاف: أى في الكاف ونحوها من مثل أو نحو أو شبه مما يدخل على المفرد، بخلاف "كان و"تمائل " واتشابه1، فإها بالمشبه، نحو: كأن زيد الأسد، وتماثل زيد وعمرو؛ لأن الأصل في "كان( وا مائل واتشابه" أن يذكر المشبه والمشبه به بعدها؛ لأن كل واحد منها عامل فيهما، والأصل في العامل أن يكون مقدما على معموله.
واضرب لهم إلخ: فإن المراد تشبيه حال الدنيا في هحتها ونضارها وما يتعقبها من الهلاك والفناء بحالة النبات الحاصل من الماء يكون أحضر ناضرا، ثم ييبس فيطيره الرياح كان لم يكن.
Sayfa 90