============================================================
الفن الثاي علم البيان فللبناء على تناسي التشبيه لحق المبالغة. والاستعارة: تفارق الكذب بالبناء على التأويل، ونصب القرينة على إرادة خلاف الظاهر. ولا تكون علما لمنافاته الجنسية، إلا إذا تضمن نوع وصفية كحاتم. وقرينتها إما آمر واحد كما في قولك: "رأيت أسدا يرمي1، أو اكثركقوله: فإن تعافوا العدل والإيمانا فإن في أيماننا نيرانا أو معان ملتئمة كقوله: وصاعقة من نصله تنكفي ها على أرؤس الأقران حمس سحائب وهي باعتبار الطرفين قسمان؛ لأن احتماعهما في شيء إما ممكن نحو: "أحييناه1 في: أومن كان ميتا فأحيناد (الأتعام: 122) أي ضالا فهديناه، ولتسم وفاقية، وإما ممتنع كاستعارة اسم المعدوم للموجود؛ لعدم غنائه، ولتسم عنادية، ومنها: التهكمية والتمليحية، فللبناه: أي بسبب بناء الاستعارة على التأويل، وهو حعل آفراد المشبه به قسمين: متعارف وغير متعارف كما ذكر، وبسبب نصب القرينة على إرادة خلاف الظاهر، بخلاف الكذب، فإن الكاذب يتبرأ عن التأويل، ولا ينصب دليلا على خلاف ما قال، بل يتصبه على وفق ما قال. إذا تضمن: اي العلم نوع وصفية بسبب آمر خارج عن نفس مفهوم العلم كتضمن اسم حاتم الجود باعتبار اشتهاره بالجود فحينئذ تصح الاستعارة فتقول: رأيت حاتما وتريد الجواد، وعلى هذا القياس تصح استعارة اسم ما ورد بالبخل للبخيل، واسم سحبان المشهور بالفصاحة للفصيح. نيرانا: أي سيوفا تلمع كشعل النيران، فتعلق قوله: اتعافوا بكل واحد من العدل والإكمان قرينة على أن المراد بالنيران السيوف؛ لدلالته على أن جواب هذا الشرط: تحاريون وتلحون إلى الطاعة بالسيوف.
وصاعقة إلخ: آي رب صاعقة أي نار من نصل، آي حد سيف الممدوح، تقلبها على رؤوس الأقران حمس سحائب، أي أنامله الخمس الني هي في الجود وعموم العطايا سحاتب أي يصيبها على اكفائه في الحرب فيهلكهم ها، لما استعار السحائب لأنامل الممدوح وذكر أن هناك صاعقة، ويين أفا من تصل سيفه، ثم قال: على رؤوس الأقران، ثم قال: حمس، فذكر العدد الذى هو عدد الأنامل، فظهر من جميع ذلك أنه أراد بالسحائب الأنامل فاحييناه: استعار الاحياء من المعنى الحقيقى للهداية التي هي الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب، والإحياء والهداية مما يمكن اجتماعهما في شيء واحد. اسم المعدوم: واحتماع الوحود والعدم في شيء متنع.
Sayfa 102