Tahir Yazısında Zafer Kralının Övgüleri
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Türler
20 ظ
ذو خط عظيم • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم • وفي رواية فسعوهم ببسط الوجوه والخلق الحسن وقال صلى الله عليه وسلم حسن الخلق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة وقال صلى الله عليه وسلم لكل ذنب توبة إلا سوء الخلق فإنه كلما خرج من ذنب دخل في ذنب • وقال عليه الصلاة والسلام ما حسن الله خلق إنسان وخلقه ليطعمه النار • حكى الإمام القشيري رحمه الله قال سأل بعض الملوك ندماؤه عن سر الأشياء فقال بعضهم المرأة السوء • وقال آخر الولد السوء وقال بعضهم الجار السوء • وقال آخر الخلق السوء • ثم شرع كل منهم يقيم الدليل على ما ادعاه حتى اتفقوا على التحاكم إلى قول من يلقونه إذا خرجوا من البلد للسيران فخرجوا فاستقبلهم رجل من أهل السواد معه حمار عليه جرار خزف فتحاكموا إليه فقال شر الأشياء الخلق السوء فطلبوا الدليل فقال لإن المرأة والولد والجار والصاحب يمكن الخلاص منهم بالموت أو الفراق والطلاق والخلق السوء لا خلاص منه لا في الدنيا • ولا في القبر • ولا في الآخرة • فاستحسنوا ذلك منه • وسلموا إليه • وأعجب به الملك • فقال ثمن علي فقال أطلب من صدقاتك • شيئا يزيدني ولا ينقصك • وينفعني ولا يضرك • فقال ما هو فقال إن المهرجان قريب والناس يهنئون مولانا الملك بقدوم المهرجان ويقومون له بالخدم والتقادم على جاري عادتهم فلتبرز مراسيمه أن لا يقدم إليه أحد تقدمة إلا معه جرة من جراري هذه ولا يقبل لأحد خدمة بدون جرة من جراري هذه فإن في ذلك نفاق بضاعتي ومنفعتي بما ليس فيه كبير ضرر لأحد فأجابه إلى ذلك وأمر فنودي أن لا يقدم أحد تقدمة إلا مع جرة من جرار فلان الفخار فشرع كل من أراد أن يقدم تقدمة يشتري من ذلك الرجل جرة فيبيع ذلك
21و
بما اختار ثم استقر الحال على أنه باع كل جرة بدينار وجعل يخالق الناس بخلق حسن فلا يرون لذلك مضضا بل يرغبون في منادمته • وكان للملك وزير سيء الخلق فقيل له في ذلك فقال جرة بنصف درهم فلتكن بدرهم او درهمين وأرسل إليه بذلك فأبى إلا بدينار فاضطرب الوزير إلى شراء الجرة ورضي بالدينار فقال الرجل ما كنت من معاملي أول سوق وأما الآن فلا أبيعها إلا بمائة دينار فغضب الوزير وساء خلقه وقال بالأمس لم اشترها بدينار فاشتريها بمائة دينار ثم تصبر وقرب وقت التقدمة واضطر الوزير فبذل مائة دينار فقال لا أبيعها إلا بألف دينار فاستشاط الوزير غضبا • وضاق عطنا • وساء خلقا • وتأخرت هدايا الناس لأنهم لا يهدون قبل الوزير ثم إن الوزير لم يجد بدا من شراء الجرة فبذل ألف دينار فقال الرجل لا أبيعك شيئا أصلا لا بقليل ولا بكثير فألح عليه وألجأه الاضطرار إلى التملق والخضوع له فقال له لا أريد له ثمنا إلا أن تحملني على رقبتك وتدخل بها على الملك وهي في يدي ففعل ذلك بالضرورة ودخل على الملك فلما وقع نظر الملك عليه ناداه وقال أيها الملك هذه نتيجة سوء الخلق فانظر ما أثقل حمله فاستحسن الملك منه ذلك وعزل الوزير وولى ذلك الرجل مكانه وقال إنه حكيم وسلم إليه ذمام أموره وقيل أن وزير أمن وزراء السلطان يمين الدولة محمود بن سبكتكين رحمه الله دخل عليه يوما فرآه مغتما فسأله عن سبب ذلك فقال إني نظرت اليوم في المرآة فلم يعجبني وجهي والملك ينبغي أن يكون حسن المنظر لتتوفر رغبة الرعية ومحبتهم فيه ويميل طبعهم إليه فإن الناس غالبهم مقيد بالصورة فقال الوزير يا مولانا السلطان أنا أدلك على ما تستعيد به أحرار الرعية • وتملك به باطنهم وظاهرهم • فقال وما هو قال حسن الخلق • واصطيادهم بالبر والإحسان • وربط أعناق الكبير منهم والصغير بحبال الجود والامتنان • وإذا فاتك حسن الصورة فتلاق ذلك
21ظ
بحسن السيرة فإنك إلى تحسين خلقك • أحوج منك إلى تزيين خلقك • فأعجبه ذلك واتخذه أمامه • فملك قلوب الناس وخلد ذكره الجميل إلى يوم القيامة • قال الشاعر • شعر• • يا حسن الوجه توق الخنا • لا تبدلن الزين بالسين • • ويا قبيح الوجه كن محسنا • لا تجمعن بين قبيحين • ولقد وفدت على أكابر ملوك زماني من الشرق والغرب وحاضرتهم وخدمت أكثرهم في بلاد الجغتاي • والخطأ • والهند • والعجم • والدشت • والروم • والترك • والعرب • ولازمت مباشرة الوظائف عندهم • إلى أن شملتني السعادة بالمثول بين يدي المواقف الشريفة • المولوية السلطانية • الملكية الظاهرية • نضر الله بهجتها • وحفظ عن الأسواء مهجتها • فلم تقف عيني على أحد من الملوك والسلاطين ولا على أحد من غيرهم أحسن خلقا وخلقا • ولا أبهى صورة • ولا أذكى سيرة من مولانا السلطان أما صورة وخلقا فذلك مشاهد لكل أحد لا يحتاج إلى دليل • وأما سيرة وخلقا فيكاد بألفاظه العذاب يخلب القلوب • وبحركاته الشريفة اللطيفة يستعبد الأحرار ويسلب العقول يحسن ويعتذر • ويعطي ويجزل • ويعقب العطاء الجزيل • بالوعد الوفي الجهل يجترئ عليه فيتلافا هفوات المجترئ بحسن خلقه • ويقصر في طاعته فيتدارك ذلك التقصير بالاعتذار عن المقصر ولما توفى الملك الأشرف وأوصى إليه شرع بعض المماليك الأشرفية يستطيل على الناس وكل من هو في حارة منهم أضمر لجيرانه سوءا وجعل يفتري ويجترئ عليهم وكان الناس يرفعون شكواهم لمولانا السلطان وهو إذ ذاك نظام الممالك الإسلامية فكان ينصحهم بالحسنى ويردعهم بأحسن عبارة ويجتهد في إصلاحهم بقدر ما يصل إليه يده ولسانه من الإحسان وقد قال الله تعالى
22و
من يضلل الله فلا هادي له فلم يجدوا لبرد غليلهم غير أن يتفقوا ويركبوا عليه ويرفعوه من البين فيصلوا إذ ذاك إلى أغراضهم الفاسدة • ويستطيلوا على المسلمين في دنائهم وأموالهم وحريمهم كيف ما أرادوا ويأبى الله ألا يتم نوره ولو كره الكافرون وكان رؤوس الأمراء غائبين في التجريدة التي جهزها الملك الأشرف قبل أن يحصل له المرض الذي مات فيه ثم إن الأجلاب اتفقوا على الوثوب على مولانا السلطان يوم يصعد إلى الخدمة وذلك يوم الخميس سادس عشر صفر سنة إثنين وأربعين وثمانمائة • وكان في منزله الشريف المعهود وتحت الكبش فاختلفت كلمتهم وأخبره بذلك واحد من أعيانهم قيل أنه كان اينال الذي كان عين لأمرة الحاج وسيأتي بيان أمره مفصلا فلم يركب مولان السلطان ذلك اليوم وأخذ حذره منهم ولما خاب سعيهم وعرفوا أن هذا القضية لا تخفى لم يسعهم إلا المجاهرة بالعصيان فتوجه لمحاصرتهم في القلعة ثم أنهم نزلوا إليه مذعنين وتمثلوا بين يديه بعد أن تفرقت كلمتهم • فكان من حسن أخلاقه الشريفة وكرم عاطفته أنه لم يعنفهم • ولم يقل لهم ما يؤلم خاطرهم • بل قال لهم يا أولادي أنا نصحت لكم • وكان قصدي حفظ دينكم وصيانة عرضكم • فأنتم فعلتم هذا بأنفسكم • ولم يزدهم على هذا • ونزلهم في داره وقال أنتم ضيوفي واحتفظ برعايتهم حتى قدم الامراء فتعاطى أمرهم فرقتان وسنذكر تفصيل ذلك وكيفيته • ومن أعلا أخلاق مولانا السلطان الشريفة • ومكارم شيمه المنيفة • التشبث بأذيال الشريعة المطهرة • والوقوف عند أوامرها • وتعاطي أسباب نصرتها مهما أمكن • وتلاوة كتاب الله تعالى ليلا ونهارا بالقراءات السبع • والفحص عن أوامره وأموره • وتأمل معانيه • والتفكر في دقائق أسراره ولطائف فحاديه • والتشبث بذيل العمل بما فيه • وهذا سر قول عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
22ظ
كان خلقه القرآن مع مراقبة أحواله • وملازمة أوراد الذكر والتسبيح • وقيام الليل والتهجد • والتعبد • والدوام على الطهارة ليلا ونهارا • حتى نقل عنه بالتواتر أنه لم يدخل عليه وقت صلوة في سفر ولا حضر إلا وبادر إلى أدائها على الوجه الأتم الأحسن في أفضل أوقاتها • وتقديمها على جميع المهمات • ولا يشغله عنا شاغل • ولم يضبط عليه أنه نام على غير وضوء بل إذا أراد النوم فإن كان على وضوء نام وإلا توضأ واضطجع الاضطجاع المسنون وهذا مقام لا يكاد يوفق إليه إلا أفراد الأولياء • حكى لي أخص خواص حضرته الشريفة الجناب القضائي الغرسي السنحاوي أحد بطائن الخير ورأس المخلصين الناصحين • قال كنت مرة في خدمة مولانا السلطان ببلاد الصعيد فأصابنا برد شديد • وشتاء عتيد • وكان مولانا السلطان جعل الله تعالى التقوى زاده • ورزقه الحسنى وزيادة • يتوضأ كل ليلة بعد أداء العشاء الأخرة ويأخذ مضجعه فيحصل له بذلك مشقة عظيمة من البرد اليابس فقلت له يا مولاي قد أديت ما عليك وصليت العشاء الأخرة والآن تأخذ مضجعك وليس في الوضوء كبير فائدة لأنك تنام فلم تتحمل هذه المشقة الكثيرة الضرر القليلة الجدوى فقال إني سمعت مرة العلماء والثقات أنه من توفى على الوضوء فإنه يموت شهيدا وينال درجة الشهداء • ومن نام على وضوء وأدركه الموت فكمن مات على وضوء وما يدريني أن هذه الليلة هل أعيش إلى صباحها أم لا • وربما تكون أخر الليالي من عمري فأنا أستعد لذلك فإن أدركني الأجل وقدر الله تعالى علي بلقائه في ليلتي فأكون على طهارة فأنال مرتبة الشهادة وأكون مستعدا للقاء به • ومن كان هذا أمله كيف لا يحسن أخلاقه • ولا يتهذب في أقواله وأفعاله • ومن استعد كل ليلة لحلول رمسه • كيف يغفل عن اصلاح نفسه • وهذه نبذة ما وقع الاطلاع عليه • وأما أحواله الشريفة التي لا يطلع عليها إلا الله تعالى وما هو
Bilinmeyen sayfa