Tahir Yazısında Zafer Kralının Övgüleri
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Türler
15ظ
أدناها • وحكمني في أول أمري في رقاب الناس وأموالهم • وبلغ بي أن ولاني سلطنة الإسلام والمسلمين • ورفعني إلى منزلة لا يمكن في الدنيا أعلا منها • وجعلني سلطان ملوك مشارق الأرض ومغاربها • فصرت أخاطب نفسي بيا فلان ترى كيف تطيق أن تؤدي شكر أدنى أوفى نعمة من هذا النعم التي من الله تعالى عليك بها • أيا فلان احذر أن تقصر فيما تطول إليه يدك من إقامة حقوق الله تعالى وإجراء حدوده • وامتثال أوامره • والنهي عن زواجره • وإحياء سنة نبيه صلى الله عليه وسلم • وإقامة شعائر شرائعه • والحنو على عباده • والشفقة على خلقه • وأمة رسوله صلى الله عليه وسلم مهما • امكنك واعلم أن الله تعالى مسائلك عن هذا الخلائق كلهم كبيرهم وصغيرهم • غنيهم وفقيرهم • شقيهم وسعيدهم • قريبهم وبعيدهم • قال ثم أين أخذت في البكاء والتضرع • والابتهال إلى الله تعالى وسألته أن يودعني أن اشكر نعمه التي نعمها علي • وهذا بعينه عند الأولياء رضي الله عنهم هو مقام المراقبة والمحاسبة الذي هو أعلى مقامات الأولياء • قال أوشهنج هو معرب هوشنك وهو من قدماء سلاطين الفرس من عرف الابتداء شك • ومن عرف الانتهاء خلص • ومن عرف التوفيق خضع • ومن عرف الانفعال أناب للاستسلام • وهذه الحكاية كانت والدنيا قد انقلبت ظهرا لبطن وقد عصي بكري رئيس في حلب • واينال الحكمي في الشام وقد هرب الملك العزيز في القاهرة • واختفي اينال الاشرف • وتوجه طوغان الزردكاش فارا إلى من توجه إلى عرب الصعيد من الأشرفية صحبة المعز الأشرف السنقر يشبك المشد وخبط أمرهم وذلك في شهور سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وقد يحكي عنه غالب الجند والعسكر واختلفت بواطنهم وطابت أخلاقهم وتخالفت آراؤهم • فانظر أيها المتأمل كيف كان حال مولانا السلطان • زاد الله تعالى ملكه ثباتا • ورياض أفكاره بالله تعالى من أنهار انسه ومعرفته
16و
نباتا • في تفاقم تلك الأحوال • وتراكم هاتيك الأحوال • التي يطيش فيها الحليم • ويسفه فيها الوقور • مشغولا بمراقبة أحواله • مشغوفا بمراعاة ما به ومآله • عاملا بما قال له بن عباس رضي الله عنهما أفضل العدة • الصبر على الشدة • مطرحا الدنيا وأهلها • مكفأ على مناجاة مولاه • معاتبا نفسه هل تقوم بشكره أولاه • غير مبال بما سواه • متشبثا بأذيال قوله تعالى قال الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون • وهذه الحالة تدل على شدة منبره وثبات فؤاده • وصحة عزيمته • وقوة جفانه • وحسن توكله على الله تعالى • وتفويضه أموره اليه • وكمال ثقته بنصرته • وكأنه في هذه الحالة • كان مطالعا مغني قوله تعالى وأصب لحكم ربك فإنك بأعيننا • أذكرتني هذه الحالة بيت عنترة حيث يقول • شعر• ولقد ذكرتك والرماح نواهل • مني وبيض الهند تسفك في دمي • فوددت تقبيل السيوف لأنه • دقت كعارض ثغرك المتبسم • وهل معرفة النفس والرب وتزكيتها غير هذه الأحوال الشريفة • والأوصاف الكريمة والاستغراق في مشاهدة ما يفعله الله سبحانه الحكيم الذي يصرف أمور عباده على مقتضى حكمته وإرادته • وموجب مشيئته واختياره • واستسهال ما يرد من المحبوب بمزيد المحبة والرضا • وهذه الحركات السعيدة تدل على أعلى درجات العقل • وكمال الفضل • كما حكي أن قس بن ساعدة كان يغد على قيصر فيكرمه فقال له يوما يا قس ما أفضل العقل قال معرفة الرجل بنفسه • لا جرم ان الله تعالى المطلع على خفيات الضمائر • ومكنونات السرائر • دفع عنه ما يكره بأدنى لطيفة • وبلغه ما يرجوه من المقاصد الشريفة • حكى الإمام القشيري رضي الله عنه قال سئل بعض الصالحين عن سبب توبته وانقطاعه إلى الله تعالى فقال كنت رجلا ذراعا فاجتمع لي شغلان في ليلة واحدة سقي الزرع والذهاب إلى الطاحون لطحن الحنطة
16ظ
فحملت الحمار الحنطة وسقته فضل عن الطريق فبقيت متحيرا أن طلبت الحمار فاتني سقي الزرع وإن سقيت الزرع ضاع الحمار والحنطة وكانت ليلة الجمعة وبيني وبين البلد مسافة ليلة فتركت جميع الأشغال يفعل الله فيها ما يشاء وقلت امضي إلى صلوة الجمعة فلما رجعت من الصلوة فمررت بالزرع فإذا هو مسقي فسألت من سقاه فقيل لي جارك سقى زرعه فسلط عليه النوم فانخرق السك ودخل الماء إلى زرعك فجئت البيت فإذا الحمار والطحين في البيت فسألت من فعل ذلك فقيل ذهب الحمار إلى الطاحون فعرفه الطحان فطحن الحنطة وردها مع الحمار إلى البيت فقلت ما أصدق ما قيل من كان لله كان الله له وتفكرت في قوله تعالى قل الله ثم ذرهم فتوجهت إلى عبادته فكفأني بكرمه كل مؤنة والله الموفق والمعين • فصل في أهل هذه الصفات الحميدة • ومنبع هذه الخصال السعيدة اعلم أن جميع صفات الإنسان الحميدة هي نتيجة العقل الذي به يثيب الله تعالى وبه يعاقب • وبه يأخذ • به يعطي • فكل ما كان عقل الإنسان أتم كانت محاسن أخلاقه أعم • وكلما كان رأيه أصوب • كان في اقتناء مكارم الشيم أرغب • فلا بد من ذكر العقل وبيانه إذ هو الأصل ثم ذكر نتيجته وهو حسن الخلق محملا ثم بيان ما يتولد من حسن الخلق من الخصال المحمودة مفصلا • فنقول وبالله التوفيق العقل قسمان غريزي أي خلقي هو مناط التكليف يحدثه الله تعالى عند بلوغ الإنسان أما بألسن أو بالاحتلام فيجري عليه إذ ذاك قلم التكليف • ويدخل في حيز المخاطبين بالأحكام • ويترتب على الثواب والعقاب • والعقل الشافي بجري يكتسب بالتجربة وبواسطته يقال إن الشيوخ أكمل عقلا من الشبان • قيل من بيضت الحوادث لمته • وأخلقت التجارب لباس حدته • وارضعه الدهر من
17و
وقائع الأيام أخلاق درته • أراه الله تعالى لكثرة ممارسته • تصاريف أقداره وأقضيته • كان جديرا برزانة العقل ورجاحته • فهو في قومه بمنزلة النبي في أمته قال بعض الحكماء كفى بالتجارب تأدبا • وبتغلب الأيام عظة • وقالوا التجربة مرآة العقل • وقال الشاعر• • ألم تران العقل زين لأهله • ولكن تمام العقل طول التجارب • لكن قد يمن الله تعالى على من يشاء من أطفال عباده وشبابهم بعقل يبصرون به من المغيبات • ما لا يراه كثير من الشيوخ في المشاهدات • قال الله تعالى حكاية عن خليله عليه الصلاة والسلام ولقد أتينا إبراهيم رشده من قبل أي من قبل بلوغه أي صغيرا وهو هدا بيته إلى التفكير في الكواكب • واراءته ملكوت السموات5 والأرض وقال حكاية عن يحيى عليه الصلاة والصلام وأنبيناه الحكم صبيا • وقال تعالى وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نقشت في غنم القوم وكنا بحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان • قيل لحاكم إلى داود عليه الصلاة والسلام اثنان فقال أحدهما دخل غنم هذا إلى زرعي فأكله ولم يبق شيئا فأمر داود عليه السلام بالغنم لرب الزرع عوضا عن زرعه فخرجا من عنده فلقيهما سليمان عليه الصلاة والسلام فسألهما عن حالهما فأخبراه بذلك فقال عندي ما هو أوفق لهما من ذلك وهو أن يدفع صاحب الغنم لرب الزرع ينتفع بما فيها من در وصوف ونسل وغير ذلك ويتسلم رب الغنم الأرض فيزرعها ويربيها حتى تصير كما كانت فيدفعها لربها ويأخذ غنمه فأجرى الحكم على ذلك وكان سنه عليه الصلاة والسلام إذ ذاك إحدى عشرة سنة وناهيك بسيد المرسلين • وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم • الذي ربي يتيما • ونشأ غريبا • كيف رجح على أمته حين كان طفل • ونشأ وقد بغض إليه اللهو واللعب • وخفة ما كان عليه الجاهلية وذلك بعصمة أزلية وحفظ
17ظ
أزلي قال التوحيدي رحمه الله عليه شعر • كفاك بالعلم في الأمي معجزة • في الجاهلية والتأديب في اليتم • وحاصل الأمر أن من يهدي الله فهو المهتدي من صغره إلى كبره فيكون إذ ذاك الشاب أفضل من الشيخ وليس ذلك مخصوصا بالأنبياء عليهم السلام • ذكر في جامع الحكايات أن الهادي كان جالسا على السماط وحواليه أولاده وأحفاده وأولاد الأمراء والوزراء وكان على المائدة سكرجة فيها خردل لا يقدر أحد أن يشمه فضلا عن تناوله فقال الهادي لأولئك الصغار على سبيل المداعبة والمزح من لعق من هذا الخردل أعطيته خمسة آلاف درهم فلم يجسر أحد منهم أن يمد يده إليه وكان هرون الرشيد بينهم وسنه إذ ذاك خمس سنين فمد يده إلى السكرجة فأكل ما فيها عن أخره فتعجب الحاضرون منه وأمر الهادي بإحضار خمسة آلاف درهم فأعطاها لخادم الرشيد فلما انقضى المجلس أخذ الرشيد المال وذهب بأولاد الأمراء والوزراء إلى مكان خال وقال بايعوني على الخلافة حتى أفرق عليكم هذا المال فبايعوه بالخلافة ففرق المال عليهم وولي كل واحد منهم وظيفة من الوظائف • وولاية من الولايات والممالك • كل ذلك وخادم من خدام الهادي يشاهد هذه الأحوال من حيث لا يرونه ثم جاء إلى الهادي وقال له يا أمير المؤمنين إن ابنك هرون تولى الخلافة وبويع بها وفرق الولايات والوظائف وأخبره بما كان من الأمر فدعاه الهادي فحص عن أمره ثم قبله وقال ستبلغ هذا المقام إن شاء الله تعالى وكان كما قال • ولما ولي هرون الخلافة ولي كل من ولاه في ذلك السن ولاية ما ولاه • ووفى بما وعده • فانظر هل هذا بطول بخسه • أو كبر سن • أو ممارسة أحوال • أو مرور أيام • وإنما هذه الأمور عطايا ومواهب • من ذي الجلال والإكرام • ونقل أيضا عن الرشيد أنه في سنه ذلك أدعى رجل النبوة فضربه الهادي على رؤوس الأشهاد فجعل يصيح فقال له الرشيد اصبر
Bilinmeyen sayfa