Tahir Yazısında Zafer Kralının Övgüleri
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Türler
إذ ذاك إلى ما لا نهاية له فيستغرق نعمة واحدة جميع العمر في أداء شكرها فما ثم غير التشبث بذيل ما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليه بقوله لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ثم اعلم أيضا ان نعم الله تعالى لا تتناهى • قال الله تعالى وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها • وأفعال العباد محصورة فكيف يحيط ما يحصر بما لا يحصى • مثال آخر وهو أن في نفس الإنسان نعمتين وذلك أن الهواء الذي يتنشقه الإنسان من خارج يتبرد به القلب • وتتروح به الروح • فلو انحبس عنه ساعة مات الإنسان ولو كان دخانا أو غبارا أو نحو ذلك ويستمر مات الإنسان بل لا بد أن يكون معتد لا ليستريح به القلب والروح فهو نعمة وإذا دخل الهواء من خارج إلى بدن الإنسان فإنه نعمة إذا دخل الهواء من خارج إلى بدن الإنسان • ونعمة إذا خرج النفس من بدن الإنسان ففي كل نفس استرواح القلب والبدن الداخل يدخل ببرودة يتروح بها البدن والقلب • وتسكن بها الحرارة الغريزية • والأصح يخرج بالحرارة التي انحبست وإيهما انحبست ساعة مات الإنسان • وهو الذي لا يحتاج إلى دليل • فأي شكر يصور بأداء نفس من هذين النفسين • وقد قيل ان كل ساعة يتنفس فيها الإنسان ألف نفس • ففي كل يوم وليلة عدوا على الإنسان من النعم أربعة وعشرون ألف نعمة • ولا يقدر الإنسان أن يؤدي شكر نفس إلا بأمداد أنفاس فمن يقدر أن يؤدي شكر نفس واحد • لكن ما يدرك كله • لا يترك كله • وإذا كان كذلك فبالشكر يبلغ الوضيع في النسب • درجة الرفيع في الذنب • قال الله تعالى فإذا انفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسألون فيكون العبد الحبشي الشكور • أولى من الشريف الهاشمي الكفور • فإن من ابطأ به عمله • لم يسرع به نسبه • قال سلم الجعفر بن سليمان الهاشمي متولي مدينة النبي صلى الله عليه وسلم احذر أن يأتي غدا يوم القيامة رجل ليس به في الإسلام أب ولا جد فيكون
41ظ
أولى منك برسول الله صلى الله عليه وسلم كما كانت زوجة فرعون أولى بنوح ولوط عليهما الصلاة والسلام من فرعون وامرأتا نوح ولوط عليهما السلام أولى بفرعون من زوجيهما • إذا تأمل الناظر في هذا الكتاب حقيقة الشكر • وكيفية القيام بأدائه • ثم شاهد الشمائل الشريفة السلطانية وتدبر حركاتها السعيدة • وأقوالها السديدة • وأراءها الحميدة • وجدها منسوجة على منوال الشكر • فإن مولانا لم يسد الله إليه نعمة إلا والحمها بالشكر • وطرزها بألوان الذكر والفكر • وقلدها أعناق عباده ليكون له يوم القيامة أعظم ذخر • ومورد الشكر هو القلب واللسان والأركان • قال شعر • • أفادتكم النعماء مني ثلاثة • يدي ولساني والظهير المحجب • وأما لسان مولانا السلطان فلم يزل بأداء شكر نعم الله مشغولا في القرآن العظيم والتسبيح • وأراد الخير • والأمر بالمعروف • والنهي عن المنكر • وأما أياديه الشريفة فكأنها خلقت من أصل الجود ومعدن الكرم • وجوارحه منعكفة على طاعة الله تعالى • والجوارح واللسان أقوى دليل على ما في القلب • فإن الجوارح والأعضاء بمنزلة الخدم • والقلب هو السلطان • والخدم لا يتحرك • ولا يطرف طرفة عين إلا بإرادة القلب • كذا ذكر الإمام الغزالي رضي الله عنه ورحمه في كتاب احياء علوم الدين • وقال عليه الصلاة والسلام في حق المصلي الصابئ لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه • فأولا إن القلب مغمور بالله تعالى ما كانت الجوارح مشغولة بما هو رضي الله تعالى • قال شعر • • إن الكلام لفي الفؤاد وإنما • جعل اللسان على الفؤاد دليلا وقد تقرر أن صلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن فاسأل الله تعالى أن يورع
42و
لان يشكر نعمته التي أنعم بها عليه • وأن يوفقه لاكتساب المزيد من نعمه بالشكر كما أجرى نعم عباده على يديه • ويسدده فيما أنعم عليه وما أولى • ويصل نعم دنياه بنعيم أخراه فإن الأخرة خير من الأولى بمحمد واله فصل في الكرم والبذل والسخاء والإيثار • والجود • قال الله تعالى يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة • وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله حي كريم إذا رفع العبد يديه إليه أن يردهما صغرا حتى يصنع فيها خيرا • الكرم ضد اللؤم ويطلق على الخالق والمخلوق وهو في حقه تعالى من صفات ذاته فإنه سبحانه لم يزل كريما ولا يزال كريما ومعناه نفي الدناءة وتنزيهه سبحانه عما لا يليق بجنابه تعالى وتقدس وإذا أطلق على مخلوق فالمراد منه النفيس الخطير الحسن • ومنه قوله تعالى أجرا كريما • رزقا كريما • ومقام كريم • قال الجنيد رضي الله عنه الكريم الذي لا يحوجك إلى وسيلة وقيل هو الذي لا يرضى أن يرفع إلى غير ربه حاجة • وقيل هو الذي لا يخيب رجا الآملين • وقيل هو الذي إذا رفعت إليه حاجة عاتب نفسه كيف لم يبادر إلى قضائها قبل أن تسأله • قال بعضهم رأيت في سوق البصرة جنازة يحملها أربعة وليس معهم مشيع فقلت لا إله إلا الله سوق البصرة وجنازة رجل مسلم لا يشيعها أحد لأشيعها فتبعتها وصليت عليها فلما دفنوه سألتهم عنه فقالوا ما نعرفه وإنما أكثرتنا تلك المرأة وأشاروا إلى امرأة واقفة قريبا من القبر ثم انصرفوا فرفعت المرأة يدها إلى السماء ودعت ثم ضحكت وانصرفت فتعلقت بها وقلت لها أخبريني بقصتك فقالت إن هذا الميت ابني ولم يترك من المعاصي شيئا إلا فعله فمرض ثلثة أيام فقال يا أمي إذا أنا مت فلا تخبري الجيران
42ظ
بموتي فإنهم يفرحون بموتي ولا يحضرون جنازتي ولكن اكتبي على خاتمي لا إله إلا الله محمد رسول الله وضعيه في إصبعي وضعي رجلكي على خدي إذا مت وقولي هذا جزاء من عصى الله فإذا دفنتيني فارفعي يديكي إلى الله عز وجل وقولي اللهم إني رضيت عنه فارض عنه فلما مات فعلت جميع ما أوصى به فلما رفعت يدي إلى السماء ودعوت سمعت صوته بلسان فصيح انصرفي يا أمي فقد قدمت على رب كريم رحيم فرضي عني فلذلك ضحكت سرورا بحاله • وأما البذل فهو الإعطاء مطلقا • وأما الجود فقيل هو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي لمن ينبغي كإعطاء السلاح للمغازي • والكتاب للعالم • والثوب للعريان • والطعام للجائع • وإيصال كل محتاج إلى ما هو محتاج إليه • والحاصل أن حقيقة الجود تنزيل كل شيء في محله وهذا كما قال عيسى صلوات الله وسلامه عليه لا تضعوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها • ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم • وقال الشاعر • شعر • إذا أنت أكرمت الكريم ملكته • وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا • فوضع الندا في موضع السيف بالعلا • مضر كوضع السيف في موضع الندا • وأما السخاء فهو سماحة النفس وسهولتها عند البذل وبذل الرغائب في مواضعها وهو قريب من الجود غير أن السخاء غريزة • وفي مقابلته الشح • وفي مقابلة الجود والبخل • وفي مقابلة البذل الإمساك • وفي مقابلة الإعطاء المنع • وفي مقابلة الكرم اللوم • وأما الإيثار فهو تقديم الغير على النفس • وإعطاء الشيء لمستحقه مع كون المعطي أكثر استحقاقا • وأشد احتياجا • إليه وهذا أعلى المقامات • قال أبو يزيد البشطامي رضي الله عنه رأيت شابا من الزهاد جاء من بلخ فسألني عن الزهد فقلت إذا وجدنا أكلنا • وإذا فقدنا صبرنا • فقال هذه عادة الكلاب عندنا في بلخ لكن الزهد عندنا إنه إذا فقدنا شكرنا • وإذا وجدنا آثرنا
43و
وفي مثل هذا المقام نزل قوله تعالى ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة • قيل أهدي إلى واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأس شاة مشوي وكان مجهودا فوجه به إلى جاره فتداوله سبة أنفس ثم عاد إلى الأول فأنزل الله تعالى هذه الآية وفي رواية فقال إن أخي فلانا وعياله أحوج إليه منا فبعث به إليه فلم يزل يبعث به واحد إلى واحد حتى تداوله سبعة أبيات حتى رجع على الأول فنزلت وروى أبو هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصابه جهد فقال يرسول الله إني جائع فأطعمني فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى أزواجه هل عندكم شيء فكلهم قلن والذي بعثك بالحق نبيا ما عندنا إلا الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عندنا ما نطعمك هذه الليلة ثم قال من يضيف هذا هذه الليلة رحمه الله فقام رجل من الأنصار فقال أنا يرسول الله فإني به منزله فقال لأهله هذا ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرميه ولا تدخري عنه شيئا فقالت ما عندنا إلا قوت الصبية فقال قومي عليهم عن قوتهم حتى يناموا ولا يستطعموا شيئا ثم اشرحي فإذا اخذ الضيف ليأكل قومي كأنك تصلحين السراج فأطفئيه وتعالي نضع السنتنا لضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يشبع ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم • فقامت إلى الصبية فعللتهم حتى ناموا عن قوتهم ولم يطعموا شيئا • ثم قامت فأثردت وأسرجت • فلما أخذ الضيف ليأكل قامت كأنها تصلح السراج فأطفأته فجعلا يمضغان ألسنتهما لضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وظن الضيف أنهما يأكلان معه حتى شبع الضيف وباتا طاويين فلما أصبحوا عدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم • فلما نظر إليهما تبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لقد عجب الله من فلان وفلانة هذه الليلة فانزل الله تعالى هذه الآية • وروى أن أبا الحسن الأنطاكي رحمه الله اجتمع عنده نيف وثلاثون
43ظ
Bilinmeyen sayfa