قَالَت فَضَحكت فَمَا الدَّار احسن من ثغرها وَعلا صَوتهَا بالقهقهة ثمَّ قَالَت اي بنت عمي اي شىء اعجبك من حسن صنع الله بِي على العقوق حَتَّى اردت ان تتاسي مِنْهُ اني فعلت مَا فعلت بَاهل بَيْتك واسلمني الله اليك ذليلة فقيرة فَكَانَ هَذَا مِقْدَار شكرك الله على مَا اولاك فِي ثمَّ قَالَت السَّلَام عَلَيْكُم وَوَلَّتْ
فصاحت بهَا الخيزران انك عَليّ اسْتَأْذَنت وَالِي قصدت فَمَا ذَنبي
فَرَجَعت وَقَالَت لعمري لقد صدقت يَا اخيه وان مِمَّا ردني اليك مَا انا عَلَيْهِ من الضّر والجهد فَقَامَتْ الخيزران تعانقها وامرت بهَا الى الْحمام وخلعت عَلَيْهَا وَجَاء الْمهْدي فاخبر بِالْحَال فسر بذلك وَكَثُرت انعامه عَلَيْهَا وافرد لَهَا مَقْصُورَة من مقاصير حرمه
واقر حَامِد بِمِائَتي الف دِينَار وَلم يقر بغَيْرهَا وسلمت مِنْهُ
وَضرب المحسن مونس خَادِم حَامِد فاقر باربعين الف دِينَار دَفنهَا فِي دَاره بِالْمَدِينَةِ فَحملت
وصودر مونس الْفَحْل حَاجِب حَامِد على عشْرين ألف دِينَار وصودر مُحَمَّد بن عبد الله النضراني (١) صَاحبه وَالْحسن بن عَليّ الخصيب كَاتبه على ثَمَانِينَ الف دِينَار
وَاسْتعْمل الخصيب مَعَ حَامِد من المكاشفة مالم يَسْتَعْمِلهُ كَاتب مَعَ صَاحب فَرد ابْن الْفُرَات عَلَيْهِ مَا صادره بِهِ لذَلِك
واشخص ابْن الْفُرَات الْفُقَهَاء والقضاة وَالْكتاب فيهم النُّعْمَان بن عبد الله وَكَانَ قد تَابَ من عمل السُّلْطَان فَحَضَرَ بطيلسان وناظره ابْن الْفُرَات مناظرة طَالَتْ كَانَ عمد (٢) ابْن الْفُرَات ان قَالَ لَهُ الضَّمَان الَّذِي ضمنته من الخاقاني سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ لَا يمضيه الْفُقَهَاء وَالْكتاب لانه ضَمَان مَجْهُول وضمنت اثمان غلات لم تزرع فَقَالَ لَهُ حَامِد فقد علمت بِي كَذَلِك حِين ضمنتني اعمال بالصدقات والضياع بِالْبَصْرَةِ وكور دجلة فَقَالَ ابْن الْفُرَات الْغلَّة بِالْبَصْرَةِ يسيرَة وانما ضمنت الثَّمَرَة فَقَالَ حَامِد فَمن احل بيع الثَّمَرَة قبل ادراكها وحضره فِي الزَّرْع فَقَالَ المحسن لحامد هَذَا الكلوذاني كاتبك وَكتابه يشْهدُونَ عَلَيْك بِمَا اقتطعته فَقَالَ هَؤُلَاءِ كتاب الْوَزير الْآن (٣) هَوَاهُ
ولزمت الْفُرَات حججه حَتَّى قَالَ لَهُ حَامِد لم امضيت ضماني فِي وزارتك
1 / 35