وَكَانَ فِي احوال الخاقاني تنَاقض وَكَانَ يتَقرَّب الى الْعَامَّة فانحدر يَوْمًا فِي زبزبه الى دَار السُّلْطَان فراى جمَاعَة من الملاحين يصلونَ على دجلة فَصَعدَ وَصلى مَعَهم
وَولى ابْنه عرض الْكتب على الْخَلِيفَة (١) وَكَانَ مدمنا للشُّرْب ففسدت الامور بذلك وَكَانَ اولاده وَكتابه مرتفقون من الْعمَّال بِمَا يولونهم بِهِ الولايات ثمَّ يعزلونهم اذا راوا مطمعا فَاجْتمع بحلوان فِي خَان بهَا سَبْعَة عُمَّال ولاهم فِي عشْرين يَوْمًا مَاء الْكُوفَة وَكَانَ اذا ساله انسان حَاجَة قَالَ نعم وكرامة ودق صَدره وَكتب الى بعض الْعمَّال الزم وفقك الله الْمِنْهَاج وَاحْذَرْ عواقب الاعوجاج واحمل مَا امكن من الدَّجَاج فَحمل الْعَامِل دجاجا كثيرا وَقَالَ هَذَا دَجَاج وفره بركَة السجع
سنة ثَلَاثمِائَة
طَالب القواد الخاقاني باستحقاقهم فقصر وَاعْتذر فعزم المقتدر بِاللَّه على رد ابْن الْفُرَات فاشار مونس ان يولي عَليّ بن عِيسَى وَذكر ديانته وثقته وَقَالَ يقبح ان يعلم النَّاس ان الضَّرُورَة قادت الى ابْن الْفُرَات للطمع فِي مَاله فامر المقتدر الخاقاني ان يُكَاتب عَليّ بن عِيسَى بالحضور واظهر لَهُ الايثار لاستنابته لَهُ فَكَانَ الخاقاني يَقُول قد استدعيت على بن عِيسَى لينوب عَن عبد الله ابنى فِي الدَّوَاوِين ثمَّ ركب الى دَار السُّلْطَان فَقبض عَلَيْهِ وعَلى اسبابه
سنة احدى وثلاثمائة
قدم فِيهَا عَليّ بن عِيسَى من مَكَّة فقلده المقتدر وزارته وخلع عَلَيْهِ وَسلم الخاقاني اليه فصادره واسبابه مصادرة قريبَة وصان حرم الخاقاني
وَاعْتمد على عَليّ بن عِيسَى مَا اشْتهر عَنهُ من افاضة الْمَعْرُوف وَعمارَة الثغور والجوامع والمارستانات فِي سَائِر الاوقات ورد الْمَظَالِم بهَا وَكتب فِي ذَلِك كتابا اوله بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (٢) سَبِيل مَا يرفعهُ اليك كل وَاحِد من المتظلمين قبل النوروز من مظلمته ويدعى انه تلف بالافة من غَلَّته ان تعتمد فِي كشف حَاله على اوثق ثقاتك واصدق كفاتك حَتَّى يَصح لَك امْرَهْ فتزيل الظُّلم عَنهُ وترفعه وتضع الانصاف مَوْضِعه وَتحْتَسب من الْمَظَالِم بِمَا يُوجب الْوُقُوف عَلَيْهِ حَسبه وتستوفى الْخراج بعده من غير مُحَابَاة للاقوياء وَلَا حيف على الضُّعَفَاء واعمل بِمَا رسم لَك مَا يظْهر ويذيع ويشتهر ويشيع وَيكون الْعدْل بِهِ على الرّعية كَامِلا وللانصاف لجميعهم شَامِلًا ان شَاءَ الله
1 / 12