أما عن السؤال الأول فقد أكد ابن الجزري اتصالهما قبل سفر أبي علي إلى حلب إذ قال: "إنه - أي أبا علي - صحب عضد الدولة، فعظمه كثيرًا، ثم لحق بسيف الدولة" (^١). لكن الدكتور شلبي نفى هذه الرواية واستبعدها مستدلًا بنصوص لابن جني في الخصائص والمحتسب يؤكد فيها التقاء ابن جني بالفارسي في الموصل سنة ٣٤١ هـ (^٢)، وأرى أنه ليس هناك ما يمنع أَن يكون الفارسي قد عرف عضد الدولة قبل أَن يمر بمدن العراق وآخرها الموصل التي التقى فيها بابن جني، ثم ذهبا معًا إلى حلب. إن معجم زامبارو (^٣) يبين الفترة التي حكم فيها عضد الدولة وهي بين ٣٣٨ - ٣٧٢ هـ منها الفترة التي حكم شيراز تحت وصاية أبيه ركن الدولة وتقع بين ٣٣٨ - ٣٦٧ هـ وفي سنة ٣٦٧ هـ دخل بغداد منتصرًا على ابن عمة عز الدولة بختيار بن عز الدولة، فليس من المستبعد إذًا أَن يكون أبو علي على صلة بعضد الدولة في شيراز قبل أَن يتوجه إلى حلب التي أخفق في التقرب فيها من سيف الدولة حيث وجد أَن ابن خالويه قد سد عليه هذا الطريق، كما قدمنا عند الحديث عن حياته فرجع إلى بغداد، ثم إلى شيراز ليتصل من جديد بعضد الدولة.
وعن السؤال الثاني فالقول فيه أنه سواء استقدم عضد الدولة أبا علي أم أَن الشيخ عزف عن البقاء في الشام، فهو قد وجد أن من الأوفق له أن يلحق بعضد الدولة لا سيما أنه على صلة به قبل ذلك.
وعن السؤال الثالث، فلقد انفرد الزبيدي بالقول: إن استقدام أَبي علي كان لتعليم أبناء "خسره" أخي عضد الدولة وتابعه في ذلك الدكتور عبد الفتاح شلبي (^٤). غير أن صاحب النجوم الزاهرة (^٥) لم يذكر لنا أخًا لعضد الدولة
_________
(^١) طبقات القراء ١/ ٢٠٧.
(^٢) انظر: أبو علي الفارسي ص ٥٨، الخصائص ١/ ٧٤، المحتسب ١/ ٣٤٠.
(^٣) زامباور: ٢/ ٣٢٢.
(^٤) أبو علي الفارسي ص ٦١.
(^٥) النجوم الزاهرة ٤/ ١٢٧.
1 / 32