233

Takhrij Dalalat

تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية

Soruşturmacı

د. إحسان عباس

Yayıncı

دار الغرب الإسلامي

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤١٩ هـ

Yayın Yeri

بيروت

لقريش والعرب قاطبة. أسلم عام الفتح، وقيل عام خيبر، وذكره بعضهم في المؤلفة قلوبهم، وفيمن حسن إسلامه منهم، ومات سنة سبع وخمسين وقيل سنة تسع وخمسين في خلافة معاوية.
فائدة لغوية:
«الطّنفسة»: في «المشارق» (١: ٣٤٠) يقال: بضمّ الطاء والفاء، وبكسرهما، وبكسر الطاء وفتح الفاء وهو الأفصح، وحكى أبو حاتم الكسر والفتح في الطاء، وأما الفاء فالكسر لا غير، وهي النمرقة، وهي بساط صغير.
الفصل السادس في بيان قولهم في عمر رضي الله تعالى عنه إنه أول من دوّن الدواوين وفرض الأعطيات
قلت: قد ثبت بما تقدّم من صحيح الحديث في صدر الباب أن النبيّ ﷺ أمر بكتابة الناس، وأنهم كتبوا في عصره ﷺ وأنه كان- ﷺ يقسم الفيء، وأن أبا بكر كان يعطي الناس الأعطيات. ثم اتفق أهل الأثر وأصحاب الأخبار والسير على أن عمر رضي الله تعالى عنه أول من وضع الديوان في الإسلام وفرض الأعطيات. وهذا غير مخالف لما تقدم، فإنهم يعنون أنه أول من دوّن الدواوين للعطاء ورتّب الناس فيها وقدّر الأعطيات، ولأن كتابة الناس في عصر النبي ﷺ إنما كانت في أوقات، نحو كتبهم حين أمر حذيفة رضي الله تعالى عنه بإحصاء الناس، ونحو كتب من تعيّن منهم في بعث من البعوث كما في خبر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وكذلك العطاء في عصره- ﷺ لم يكن في وقت معيّن ولا مقدارا معينا. فلما كانت خلافة عمر رضي الله تعالى عنه وكثر الناس، وجبيت الأموال، وفرضت الأعطيات، وتأكدت الحاجة إلى ضبطهم، وضع الديوان بعد مشاورته للصحابة رضي الله تعالى عنهم. وهذا كما قالوا في عثمان رضي الله تعالى

1 / 246