Arap Düşüncesini Yenileme
تجديد الفكر العربي
Türler
فيروى أن الخليفة المأمون كتب إلى إسحاق بن إبراهيم ليمتحن القضاة والمحدثين، وقد جاء في رسالته ما يقطع به أن القائلين بقدم القرآن - أي القائلين بغير المذهب الذي يعتقد هو أنه الصواب - ليسوا مجرد مخالفين له في الرأي والمذهب، بل لا بد أن يكونوا «من حشو الرعية، وسفلة العامة ... وأهل جهالة بالله، وعمى عنه، وضلالة عن حقيقة دينه ...» وغير ذلك من نعوت؛ مما يدل دلالة مسبقة بما يعتزم أن ينزله على مخالفيه من تعذيب وإيذاء. وحسبنا أنه قد جعل نفسه في قضية فكرية كهذه خصما وحكما.
بدأت المحاكمة، فأحضر إسحاق بن إبراهيم جماعة من الفقهاء والقضاة والمحدثين - وكان بينهم أحمد بن حنبل - وقرأ عليهم كتاب المأمون مرتين، ثم توجه إليهم بالأسئلة واحدا واحدا. وستلحظ في النماذج التي نقدمها فيما يلي، كيف ضعف فريق أمام الهول المنتظر؛ فاستسلموا قائلين إننا نأخذ بما يأمرنا أمير المؤمنين أن نأخذ به، وظل فريق مستمسكا برأيه، لكن حتى هذا الفريق الثاني، تعرض للامتحان يوما بعد يوم، وفي كل يوم كان يضعف منهم واحد فتفك عنه الأغلال، حتى لم يبق آخر الأمر في قيده إلا اثنان، هما أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح. وستلحظ كذلك في هذه النماذج التي نقدمها مقدار الحيطة والحذر في إجابات الفقهاء الذين خضعوا للمحنة، كأنهم آثمون في ساحة القضاء، أرادوا إخفاء معالم إثمهم بالحذر الشديد في ضبط الإجابة وإيجازها، حتى لا تفلت منه لقطة زائدة قد تودي به إلى التهلكة.
دار الامتحان مع بشر بن الوليد على الوجه التالي:
إسحاق :
ما تقول في القرآن؟
بشر :
أقول القرآن كلام الله.
إسحاق :
أمخلوق هو؟
بشر :
Bilinmeyen sayfa