إصفهبذه [١] على خراسان، يأمره بالمصير إليه، وأمره أن يعرض جنده وأن [ينتخب] [٢] ثلاثين ألف رجل، وضمّهم إلى طوس، [٣] وكان في من أشخص معه برزافره [٤] عمّ كيخسرو، وابن لجوذرز، وجماعة من إخوته. وتقدّم [٥] كيخسرو إلى طوس أن يكون قصده لفراسياب وطراخنته [٦]، وحذّره من ناحية ببلاد الترك فيها أخ له يقال له: فروذ بن سياوخش، من بعض نساء الأتراك، كان سياوخش تزوّجها أيام صار إلى فراسياب، فولدت له فروذ، وأقام بموضعه إلى أن شبّ.
فكان من غلط طوس أن خالف كيخسرو، وذاك أنّه لمّا صار بالقرب من المدينة التي فيها فروذ، هاجت الحرب، وقتل فروذ. واتصل خبره بكيخسرو.
فكتب إلى برزافره عمّه كتابا غليظا يعلمه فيه ما ورد عليه من خبر طوس، ومحاربته فروذ، وقتله إيّاه. وأمره بتوجيه طوس إليه مقيّدا مغلولا. وتقدّم إليه في القيام بالعسكر، [٤٠] والتوجه إليه لوجهه [٧] . ففعل برزافره ذلك، وتولّى أمر العسكر، وعبر النهر المعروف ب «كاسرود» [٨]، وانتهى خبره إلى فراسياب. فوجّه إلى برزافره جماعة من إخوته وطراخنته لمحاربته. فالتقوا وفيهم فيران واخوته.
فاقتتلوا قتالا شديدا، وظهر من برزافره في ذلك اليوم فشل لما اشتدّ الحرب، وكثر القتلى، فهرب وانحاز بالعلم إلى رؤوس الجبال، واضطرب على ولد جوذرز أمرهم، فقتل منهم في تلك الملحمة، في وقعة واحدة، سبعون رجلا، وقتل بشر