154

Manzur Tacı

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

Türler

واختلف فيما يناله من المصائب والشدائد، فقيل: إنما يلزمه فيها الصبر لا الشكر، لأنه على النعمة، وقيل: يلزمه عليها أيضا، لأنه في خلال ذلك نعم؛ قال تعالى : {فعسى}، {وعسى}.

واختلف في الصابر والشاكر أيهما أفضل؟ فقيل: الشاكر لقوله تعالى: {وقليل من عبادي الشكور} الآية (سورة سبأ: 13).وفي نوح: {إنه كان عبدا شكورا} الآية (سورة الإسراء: 3)، وفي إبراهيم {شاكرا لأنعمه} الآية ( سورة النحل: 121)، وعن بعض الصالحين: ((لأن ينعم علي فأشكر أحب إلي من ابتلى فأصبر))، وقيل الصابر لأنه أعظم مشقة فيكون أعظم ثوابا وأرفع منزلة لقوله تعالى: {إنا وجدناه صابرا} الآية ( سورة ص: 44).

وقد كثر فضل الصبر في الآيات كما مر؛ والمختار أنهما متلازمان، لأن الشاكر لا يكون إلا صابرا، وبالعكس؛ فلابد من أربعة: العلم والعمل والإخلاص والخوف ليعلم الطريق وإلا فهو أعمى، ثم يعمل بالعلم وإلا فهو محجوب، ثم يخلص وإلا فهو مغبون، ثم لا يزال يخاف ويحذر وإلا فهو مغرور.

الباب السادس والعشرون

في ذنوب الأنبياء والملائكة -على الجميع السلام- وذكر بعض الذنوب والتوبة

أبو سعيد: يقال في الأنبياء ما قال الله فيهم، وينزهون مما نزههم عنه اتباعا لكتابه وتصديقا له، ونعلم أنهم صفوته، ومن أهل جنته، وأنهم لم يموتوا على معصية ولم يستقروا عليها، وأن خطاياهم وإن صدرت عن عمد لا على قصد عصيان الله -حاشاهم- هي في حقهم في حكم اللمم.

ومن سمع آية فيها ذكر معصية بعضهم ولم يعلمه نبيئا لم يسعه أن يشك فيها أنها من الكتاب، ولزمه السؤال عنه إلا إن احتمل التأويل ولم يبصر وجهه، وما صدر من إخوة يوسف -عليهم السلام- فليس بكبير؛ وقيل: كبير لكنه صدر منهم قبل النبوءة.

Sayfa 154