دفع زوج الخالة جيف بطبقه بعيدا وأنزل منديله صافعا إياه على الطاولة. «أوه، اللعنة ... سأذهب وأتحدث إليه.»
كانت الخالة إيميلي قد شرعت في الحديث قائلة: «حاول أن تصرفه ...» ولكنها توقفت وفمها نصف مفتوح. كان ثمة رأس عالق عبر الستائر التي تدلت في المدخل الواسع المؤدي إلى غرفة المعيشة. كان للرأس وجه كوجه طائر بأنف متدل نحيف وتعلوه كتلة من الشعر الأسود المنسدل كالهنود. غمزت إحدى عينيه الحمراوين المدمع بهدوء. «مرحبا بالجميع! ... كيف حال كل شيء؟ أتمانعون تدخلي؟» امتد صوته أجش عندما تبع جسمه النحيل الطويل رأسه في الظهور عبر الستائر. عدل فم الخالة إيميلي من نفسه بابتسامة باردة. «عجبا يا إيميلي، يجب ... أن ... معذرة؛ فقد ظننت أن قضاء أمسية ... أعني ... مع العائلة ... قد ... قد ... تكون ... مجدية. كما تعلمون، ذلك التأثير المنقي للمنزل.» وقف يهز رأسه خلف كرسي زوج الخالة جيف. «حسنا أيها الهرم جيفرسون، كيف حال السوق؟» وضع يده على كتف زوج الخالة جيف. «أوه حسنا. أتريد أن تجلس؟» «لقد سمعت ... أنني إذا كنت سآخذ نصيحة من محنك هرم ... أعني ... سمسارا متقاعدا ... سمسار كل يوم ... ها ها ... ولكني سمعت أن شركة إنتربورو رابيد ترانزيت تستحق شراء حصة صغيرة فيها ... لا تنظري إلي باحتقار يا إيميلي. سأغادر على الفور ... مرحبا، كيف حالك يا سيد ويلكينسون ... الأطفال يبدون في حالة جيدة. يا إلهي أهذا ابن ليلي هيرف الصغير ... ألا تتذكر ... يا جيمي ... قريبك جو هارلاند؟ لا أحد يتذكر جو هارلاند ... إلا أنت يا إيميلي وتتمنين لو نسيته ... ها ها ... كيف حال أمك يا جيمي؟»
انتزع جيمي الكلمات من حلق ضيق: «أفضل حالا بعض الشيء، شكرا لك.» «حسنا، عندما تعود إلى المنزل أبلغها محبتي ... ستفهم. لطالما كنت أنا وليلي صديقين مقربين حتى وأنا مصدر العار للعائلة ... إنهم لا يحبونني، إنهم يريدونني أن أرحل ... اسمع مني أيها الصبي، ليلي هي الأفضل من بين الجميع. أليست كذلك يا إيميلي، أليست هي الأفضل بيننا؟»
تنحنحت الخالة إيميلي. «إنها كذلك بالطبع، الأجمل، والأكثر ذكاء، والأكثر واقعية ... إن أمك يا جيمي إمبراطورة ... لطالما كانت أفضل من كل هذا. يا إلهي، أود أن أشرب نخب صحتها.»
أخرجت الخالة إيميلي الكلمات مطقطقة كالآلة الكاتبة: «يجب أن تعتدل في كلامك قليلا يا جو.»
مال فوق الطاولة، مارا بأنفاسه المعبأة برذاذ من الويسكي على وجه جيمي: «أوه، جميعكم تظنون أنني سكران ... تذكر ذلك يا جيمي ... هذه الأمور لا تكون دائما خطأ المرء ... الظروف ... إنها ... الظروف.» قلب كأسا ومشى مترنحا. «إذا أصرت إيميلي أن تنظر إلي باحتقار فسأغادر ... ولكن تذكر أن تبلغ ليلي هيرف محبة جو هارلاند حتى لو ذهبت إلى سبيل الهلاك.» ترنح خارجا عبر الستائر مرة أخرى. «أعلم أنه سيقلب الزهرية السيفرية يا جيف ... احرص على ألا يصيبه مكروه وأحضر له سيارة أجرة.» انفجر جيمس ومايسي في قهقهة عالية من خلف منديليهما. كان وجه زوج الخالة جيف أرجوانيا . «سأكون ملعونا إن وضعته في سيارة أجرة. إنه ليس قريبي ... إنه يجب أن يسجن. وفي المرة التالية التي ترينه فيها يمكنك أن تخبريه بذلك نيابة عني يا إيميلي، إذا جاء هنا في أي وقت وهو في تلك الحالة الكريهة مرة أخرى، فسألقي به خارج المنزل.» «جيفرسون يا عزيزي، لا طائل من الغضب ... لم يقع ضرر. لقد رحل.» «لم يقع ضرر! فكري في طفلينا. افترضي أن غريبا كان هنا وليس ويلكينسون. ماذا كان سيظن في بيتنا؟»
قال السيد ويلكينسون بصوت ناعق: «لا تقلقا من ذلك؛ فالحوادث تقع في بيوت أكثر العائلات المنضبطة.»
قالت الخالة إيميلي: «المسكين جو يصبح مجرد صبي لطيف عندما يكون في حالته الطبيعية. ولا تنس أنه في فترة من الفترات قبل بضع سنوات كان هارلاند كما لو أنه يحمل سوق التعامل خارج البورصة في قبضة يده. أطلقت عليه الصحف اسم ملك سوق التعامل خارج البورصة، ألا تتذكر؟» «كان ذلك قبل علاقته بلوتي سميثرس ...»
قالت الخالة إيميلي بصوت أشبه بسقسقة العصافير: «حسنا، ماذا عن الذهاب يا أطفال للغرفة الأخرى بينما نحتسي نحن القهوة.» «أجل، لقد كان يجب أن يذهبا قبل وقت طويل.»
سألت مايسي: «هل تعرف كيف تلعب لعبة 500 يا جيمي؟» «لا، لا أعرف.» «ما رأيك في ذلك يا جيمس، إنه لا يعرف كيف يلعب لعبة الجاك ولا يعرف كيف يلعب لعبة 500.»
Bilinmeyen sayfa