293

Şiir ve Proza Sanatı Üzerine Yorumlar

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

Araştırmacı

الدكتور حفني محمد شرف

Yayıncı

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Yayın Yeri

لجنة إحياء التراث الإسلامي

وظاهر هذا الكلام يقتضي إثبات منار لهذه الطريق، ونفي الهداية به مجازًا، وباطنه في الحقيقة يقتضي نفي المنار جملة وتقدير المعنى أن هذه الطريق لو كان لها منار لكان لا يهدي به، فيكفف لا منار لها؟ كما تقول ملن تريد أن تسلبه الخير: ما أقل خيرك، فظاهر كلامك يدل على إثبات خير قليل وباطنه نفي الخير كثيره وقليله.
ومن أمثلة هذا الباب أيضًا قول الزبير بن عبد المطلب يمدح عملية بن عبد الدار، وكان نديمًا له طويل:
صبحت بهم طلقًا يراح إلى الندى ... إذا ما انتشى لم تحتضره مفاقره
ضعيف يحث الكأس قبض بنانه ... كليلًا على وجه النديم أظافره
وظاهر البيتين يقتضي أن للممدوح مفاقر لم تحضره إذا انتشى، وأن له أظافر تخمش وجه نديمه خمشًا خفيفًا. وباطن الكلام في الحقيقة نفي المفاقر جملة والأظافر بتة.
ومن هذا الباب قسم يوجب فيه المتكلم لنفسه شيئًا وينفيه بعينه عن غيره، أو ينفي عن موصوف ما صفة يوجبه لموصوف آخر،

1 / 378