153

فهذا وجه ذكر القرآن هنا دون السنة في هذه الرواية التي هي مشهورة بين الأمة. مع أن السنة هي الدليل الثاني، والقرآن يدعو إلى اتباعها في قول الله تعالى: ] فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه [(1)[115])وقوله تعالى: ] من يطع الرسول فقد أطاع الله [(2)[116]) وقوله تعالى: ] وإن تطيعوه تهتدوا [(3)[117]). وقوله تعالى: ] وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى [(4)[118]).

فلو كان المقام في حديث الثقلين مقام ذكر الأدلة الشرعية لذكر السنة مع القرآن فيه لأنها الدليل الثاني، ولكن المقام مقام ذكر علم لا يخفى على طالب الحق ليقوم مقام وجود الرسول وحياته في أمته أمانا من الضلال، كما يشعر به تقدمة قوله: « إني أوشك أن أدعى فأجيب »، ولما كانت السنة المطهرة يخفى بعضها لأسباب سياسية تدعو إلى اختلاق أحاديث مكذوبة على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وكتمان أحاديث، حتى يصعب التمييز بين الصحيح وغيره، إلا لأعلام الحق، لم تقرن السنة بالكتاب في هذا الحديث، لأنها ليست لها خصيصته في تيسره لطالب الحق والنجاة من مضلات الفتن لعامة الناس وجمهورهم بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ما بقي التكليف.

Sayfa 157