36

Kelam Kitaplarına Bakmanın Haram Kılınması

تحريم النظر في كتب الكلام

Araştırmacı

عبد الرحمن بن محمد سعيد دمشقية

Yayıncı

عالم الكتب-السعودية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

Yayın Yeri

الرياض

فصل
وَأما إِثْبَات حُرُوف الْقُرْآن فَإِن الْقُرْآن هُوَ هَذَا الْكتاب الْعَرَبِيّ الْمنزل على مُحَمَّد ﷺ الَّذِي هُوَ سور وآيات وحروف وكلمات
من قَرَأَهُ فأعربه فَلهُ بِكُل حرف مِنْهُ عشر حَسَنَات
فَمن أقرّ بِهَذَا وَعلمه فقد أقرّ بالحروف فَلَا وَجه بعد ذَلِك لإنكاره وَلَا لمجمجته
وَمن أنكر هَذَا فَفِي الْقُرْآن أَكثر من مائَة آيَة ترد عَلَيْهِ فإجماع الْمُسلمين يكذبهُ وَسنة رَسُول الله ﷺ وَقَول أَصْحَابه ﵃ وَمن بعدهمْ بِكُفْرِهِ
فكم فِي الْقُرْآن من آيَة يَقُول فِيهَا إِن ﴿هَذَا الْقُرْآن﴾ وَهَذَا إِشَارَة إِلَى حَاضر
وَكم فِيهِ ﴿وَلَقَد صرفنَا فِي هَذَا الْقُرْآن﴾ ﴿وَلَقَد ضربنا للنَّاس فِي هَذَا الْقُرْآن﴾ وَكم فِيهِ من آيَة وَصفه فِيهَا بِأَنَّهُ عَرَبِيّ وَكم من آيَة تحداهم فِيهَا بالإتيان بِمثل هَذَا الْقُرْآن أَو بِسُورَة مثله وَكم فِيهِ من نِسْبَة الْآيَات إِلَيْهِ والسور والكلمات وَقد أوعد الله تَعَالَى من قَالَ هَذَا قَول الْبشر بإصلائه سقر
ورد على من قَالَ هُوَ شعر بقوله ﴿وَمَا علمناه الشّعْر وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِن هُوَ إِلَّا ذكر وَقُرْآن مُبين﴾
وَمن الْمَعْلُوم أَن الشّعْر إِنَّمَا هُوَ كَلَام مَوْزُون فَلَا يجوز نسبته إِلَّا إِلَى الْكَلَام المنظوم ذِي الْحُرُوف والكلمات
وَقد نفى الله تَعَالَى عَنهُ كَونه شعرًا وأثبته قُرْآنًا
وَمثل هَذَا كثير فلأي معنى يجْحَد الْحُرُوف بعد هَذَا مَعَ أَن لفظ الْحُرُوف قد نطق بِهِ النَّبِي ﷺ فِي أخباره وَجَاء عَن أَصْحَابه كثيرا وَعَن من بعدهمْ وَأجْمع النَّاس على عد حُرُوف الْقُرْآن وآيه وكلماته وَأَجْمعُوا على أَن من جحد حرفا مُتَّفقا عَلَيْهِ من الْقُرْآن فَهُوَ كَافِر
فَمَا الْجحْد لَهُ بعد ذَلِك إِلَّا العناد

1 / 66