* بسم الله الرحمن الرحيم وبه التوفيق.
قال شيخنا الشيخ الإمام العالم العلامة الحبر الفهامة، مفحم المناظرين، قطب دائرة المتطببين، أوحد المجتهدين، أبو الهمم نور الدين، علي المناوي، متعنا الله بطول بقاءه، وزاد في عليائه، وأعاد علينا من بركاته وبركات علومه الزاخرة، وجمع لنا وله بين خيري الدنيا والآخرة بمحمد وآله * آمين. (1)
* بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد. (2)
الحمد لله مفيض الحكمة وفصل الخطاب بالإفضال، الذي خلق الإنسان وصوره على أحسن الصور والأشكال، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل مرسل أزيل به الإشكال، محمد الهادي لطريق الحق الماحي لطريق الضلال، وعلى آله وصحابته الأنجم الزواهر ما اخضر نجم في الغبراء وطلع في السماء نجم باهر.
وبعد فإن علم * الطب (3) قرين لعلم الأديان، وموضوعه أشرف مواليد الأركان، وغايته حفظ الصحة موجودة وردها * لبدن الإنسان مفقودة (4) فيالها من أمور قد شرف بها وتوفرت الدواعي عليه بسببها. * وقد اشتمل (5) الكتاب الموسوم بالفصول للإمام الأوحد أبقراط الموصل * للأصول (6) PageVW1P002A على جمل منه وأحكام محكمات مستندة للقياس والأمور المجربات، فشرعت في شرح له ممزوج بالأصل، مستوفيا للفائدة في كل فصل فصل، وقررت في الغالب على وجه يدفع اعتراضات أوردت عليه، وقد أصرح بالاعتراض وأضم جوابه إليه مقتبسا من شرحه للإمام العالم العلامة الشيخ علاء الدين بن * النفيس (7) ومن شرحه للشيخ الإمام ابن أبي صادق PageVW0P002A ومن شرحه لفيلسوف الزمان الآتي بالعجائب في هذا الشان جالينوس ومن شرحه للفيلسوف * الأستاذ (8) ابن القف مضيفا لذلك ما تيسر لي من الأبحاث من فضل الله تعالى منيل الخيرات. وسميته بتحقيق الوصول إلى شرح الفصول * ونسأل (9) الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ويعصمني من الزيغ والزلل ويوفقني لصالح القول والعمل، وإن ينفع به كما نفع بأصله وهو حسبنا PageVW1P002B ونعم الوكيل. هذا وينبغي أن نقدم أمام الكلام على المقالات التي رتب عليها الكتاب مقدمة، فنقول: الطب علم يقصد منه معرفة كيفية حفظ الصحة * حاصلة (10) وردها لبدن الإنسان مفقودة، وموضوعه بدن الإنسان من حيثية حفظ الصحة وإزالة المرض، وغايته أن يبلغ كل إنسان أجله المقدر له في الأزل، وذلك بأن يحمي رطوبته عن التعفين البتة وعن التحليل الزائد على المجرى الطبيعي، وبهذا يندفع ما قيل إذا كان الموت حقا فلا حاجة إلى علم الطب. فإن قيل إذا اقتضى علمه تعالى وقدرته وإرادته أن زيدا لا يمرض أو يمرض ويبرأ أو يمرض ولا يبرأ فإن كان الأول استغني عن الطب وإن كان الثالث لم يفد استعماله PageVW0P002B شيئا. وأجاب القرشي وابن القف بأنه يقال لهذا المعترض اترك الأكل والشرب لأن هذا المذكورات إن اقتضت حياته فلا يضره ترك الأكل والشرب، وإن لم تقتض هذه الأمور حياته لم يفده الأكل والشرب شيئا. فما أجاب به فهو جواب له ويظهر لي جواب آخر، وهو أن يقال PageVW1P003A أن هذه الأمور اقتضت صحة زيد مثلا * بمراعاته لأسباب تحفظ صحته عليه أو أنه يبرأ (11) بمراعاته لأسباب تزيل مرضه أو أنه لا يبرأ لعدم مراعاته لما يزيل مرضه من الأسباب. هذا والأقدمون كانوا يقدمون أمورا قبل الكلام على المقصود يسمونها الرؤوس الثمانية. الأول: الغرض لئلا يكون طلبه عبثا. الثاني: المنفعة ليحصل الاشتياق والنشاط للطالب ويتحمل المشاق. الثالث: السمة وهي عنوان العلم ليكون عنده اجمال ما يفصله. الرابع: من أي علم هو، ليطلب فيه ما يليق به. الخامس: من أي مرتبة هو، ليقدم على ما يجب وليؤخر عن ما لا يجب. السادس: القسمة أي التبويب، ليطلب في كل باب ما يليق به. السابع: الأنحاء والطرق التعليمية كطريق التركيب والعكس مثلا. مثال الثاني هو أن تنظر إلى الشيء الذي تريد علمه فتضعه في وهمك من أوله إلى أخره، ثم PageVW0P003A تبتدي من آخره راجعا بالعكس فتنظر في شيء شيء منه فيما لا يقوم ذلك الشيء إلا به إلى أن تنتهي إلى أوله. مثال ذلك الإنسان فإنك تقيم جملته PageVW1P003B في وهمك ثم تقول بدن الإنسان يتحلل إلى الأعضاء الآلية والأعضاء الآلية تتحلل إلى الأعضاء المتشابهة الأجزاء والأعضاء المتشابهة الأجزاء تتحلل إلى الأخلاط والأخلاط تتحلل إلى النبات الذي هو الغذاء، والنبات إلى * الاسطقسات (12) التي منها تركيب الأغذية وطريق التركيب مضادة لهذا المسلك، أعني * أنك (13) تبتدي من الشيء الذي انتهيت إليه بطريق التحليل، وتركب تلك الأشياء * التي (14) كنت حللتها بعضها إلى بعض حتى ينتهي التركيب إلى آخره. مثال ذلك أن تقول الاسطقسات يتركب منها النبات والنبات يتركب منه الأخلاط والأخلاط يتركب منها الأعضاء * المتشابهة الأجزاء والأعضاء المتشابهة الأجزاء يتركب منها الأعضاء (15) الآلية ومن الآلية يتركب جميع البدن. الثامن وهو تمام الرؤوس الثمانية المؤلف ليسكن قلب المتعلم. ولنذكر نبذة من أحوال أبقراط، فنقول هو إمام هذه الصناعة وهو أول من دون صناعة الطب وأظهرها. وكانت مدة حياته خمسة وسبعين سنة منها صبي متعلم ستة عشر سنة وعالم * معلم (16) PageVW0P003B تسعة * وخمسون (17) سنة، وله مصنفات كثيرة، PageVW1P004A ومن جملتها كتاب الفصول هذا، وهو يشتمل على تعريف جمل الطب ليكون قوانين في نفس الطب يقف بها على ما يتلقاه من أعمال الطب وهو يحتوي على جمل ما أودعه في سائر كتبه، وهذا ظاهر لمن تأمل فصوله. ثم اعلم أن هذا الكتاب قد غيرت ألفاظه من لغته الأصلية إلى لغة غيرها، فلذلك ربما يقع تعقيد في حصول المعنى، فإذا علم المراد في مثل هذه المواضع بالقرائن فيؤخذ. واعلم أيضا أن الله تعالى خلق قوة مدبرة للبدن وهي سبب لدرء المفاسد عنه وجلب المصالح إليه، وهي التي تسميها الأطباء الطبيعية. واعلم أيضا أن أحكام الطب في الأكثر أكثرية.
هذا والآن نشرع في المقصود بعون ذي القوة والجود، فنقول:
أما المقالة الأولى من المقالات السبع التي رتب عليها هذا الكتاب،
فهي تشتمل على فصول.
قال جالينوس أن معظم من فسر هذا الكتاب قالوا أن الفصل الأول منها صدر له سواء كان فصلا واحدا أو فصلين، لكن اختلفوا في المراد منه على أوجه كثيرة. قال القرشي والحسن منها أنه PageVW0P004A يجوز أن PageVW1P004B يكون مراده بذلك إقامة عذره في تصنيف الكتب لأن عمر الإنسان لا يفي بابتداع الصناعة الطويلة. ويجوز أن يكون مراده إقامة عذره في تصنيف هذا الكتاب على هذا الطريقة ليكون أسهل ضبطا، ويجوز أن يكون مراده بذلك إقامة عذر الطبيب إذا أخطأ، ويجوز أن يكون مراده حث المتعلم على * تحصيل (18) هذه الصناعة، ويجوز أن يكون مراده امتحان همة الطالب. ويظهر لك ما ذكر إذا تأملت فيما يقال لك الآن.
1
[aphorism]
قال أبقراط: العمر، وهو مدة بقاء النفس الناطقة مع الجسم،
[commentary]
قصير: إذ غالب الأعمار ما بين الستين والسبعين، وأطولها مدة مائة وعشرون سنة، وهذا هو العمر الطبيعي. والعمر لا يجاوز هذه المدة إلا نادرا. والله أعلم. تنبيه: اعلم أن هذا الحكم من الإمام إنما هو بحسب زمانه، وحينئذ فلا يرد الاعتراض بالأعمار الطويلة المنقولة في التواريخ المؤيدة بالكتب الإلهية كعمر السيد نوح عليه الصلاة والسلام، وأعمار غيره ممن وجد في سالف الدهور، وذلك لأن هذه الأعمار كانت موجودة قبل زمانه انتهى.
والصناعة: ملكة نفسانية تقتدر بها على استعمال موضوعات PageVW0P004B ما نحو غرض من الأغراض على سبيل الإرادة صادرة عن بصيرة بحسب الممكن فيها. وقال بعض العلماء هي ملكة حاصلة من * التمرن (19) على العمل، والمراد بها هنا الطب.
طويلة: وذلك لأن الطب مسائله تتغير بتغير تغيرات أبداننا، وهي متجددة على اللحظات. تنبيه: اعلم أن جالينوس قال إن العمر قصير بالنسبة إلى الصناعة والصناعة طويلة في نفسها. والذي ارتضاه القرشي أن العمر قصير في نفسه * والصناعة طويلة في نفسها وقيل المراد أن العمر قصير بالنسبة إلى الصناعة (20) والصناعة طويلة بالنسبة إلى العمر، فعلى هذا يكون قوله: والصناعة طويلة مستغنى عنه. ولا يلزم هذا على ما ذهب إليه جالينوس، إذا الصناعة عنده طويلة في نفسها ولا على ما اختاره القرشي وهو ظاهر، لكن يلزم قول القرشي أن تكون الصناعة طويلة بالنسبة إلى العمر والعمر * قصيرا (21) بالنسبة إليها.
والوقت ضيق: والمراد به الزمان الذي يتمكن الإنسان من صرفه إلى الاشتغال بالصناعة، وهو المراد بقول بعضهم * أنه (22) وقت التعليم. وقال جالينوس: المراد به وقت استعمال التدابير الجزئية ولا يخفى ضيقه بكل واحد من هذين المعنيين. أما على المعنى الثاني، فواضح، وأما PageVW1P005B على المعنى * الأول (23) PageVW0P005A فلكثرة الموانع من * الاشتغال (24) .
والتجربة : هي امتحان فعل ما يورد على البدن إما * لتحقق (25) دلالة القياس أو * لغيره (26) .
خطر: لشدة قبول أبداننا للفساد مع * شرفها (27) . وقال جالينوس أصحاب القياس فهموا من قوله: «القضاء» القياس، وهذا يكون من باب إطلاق اللازم وإرادة الملزوم. وقيل المراد الحكم على المريض بما يؤول إليه حاله من صحة أو عطب. وقيل المراد الحكم بموجب التجربة وبالجملة فذلك عسر شاق، وعسر القضاء وخطر التجربة يدلان على صعوبة إدراك هذه الصناعة لأن اكتسابها إنما يتم بهما. هذا آخر الفصل الأول عند القائلين به.
وقد ينبغي لك: أيها القارئ لكتابنا المتعلم منه. ابتدأ الفصل الثاني أن لا تقتصر: إذا كنت معالجا على توخي: أي تحري، وهو الاجتهاد في طلب فعل ما ينبغي: أن تفعله من التدبير الصواب دون أن يكون ما يفعله المريض ومن يحضره: من الخدام والعواد كذلك: وذلك بأن يكونوا مطيعين لما تشير إليه، وكذلك الأشياء التي من خارج: وذلك كالأخبار PageVW1P006A السارة ولقاء الأحبة ونحو ذلك. واعلم أن الفصل الثاني وإن كان ظاهرة المشورة فمقصود الإمام به الإخبار وحينئذ يكون PageVW0P005B مناسبا للفصل الأول، وذلك لأنه لما أخبر أولا بقصر العمر وطول الصناعة كأنه أخبر ثانيا بأن استعمالها عسر، ولما كانت هذه المقالة مشتملة على قوانين التغذية، وهي إنما تكون بعد نقص الفضول من الأمعاء وغيرها، فذكره لفصل يدل على ذلك مناسب.
2
[aphorism]
قال أبقراط: إن «كل ما يستفرغ من البدن» من الخلط الفاسد في كيفيته فقط على ما فهمه جالينوس واستدل على أن مراد أبقراط ذلك بتكريره لفظ النوع في هذا الفصل مرتين، وذلك لأن المراد من لفظ النوع في اللغة اليونانية المؤذي بكيفيته إذ لو كان مراده استفراغ المؤذي * بالكمية (28) لأتى بلفظ المقدار بدل لفظ النوع واستدل أيضا على ذلك باستعمال الإمام * لفظ (29) ينقى بدل * لفظ (30) يستفرغ الذي هو أعم إذ النقاء في اللغة اليونانية لا يكون إلا من الشيء المؤذي بكيفيته وذهب القرشي PageVW1P006B إلى أن مراده استفراغ المؤذي مطلقا واستدل على ذلك بقول أبقراط بعد ذلك، وإن لم يكن كذلك كان الأمر على الضد فإن معناه إن لم يكن المستفرغ من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن ضر ذلك، ولو كان الخلط الزائد في كميته مع صلاح الكيفية ليس من هذا النوع لكان PageVW0P006A استفراغه ضارا والواقع بخلافه فإنه نافع. فائدة: الامتلاء على ثلاثة أقسام. امتلاء بحسب القوة فقط وهو الزيادة في الكيفية فقط، وامتلاء بحسب الأوعية فقط وهو الزيادة في الكمية فقط، وامتلاء بحسبهما * معا (31) وهو الزيادة فيهما والاستفراغ حينئذ نافع.
[commentary]
«عند استطلاق البطن والقيء اللذين يكونان طوعا» وذلك بأن يكون سبب هذا الاستفراغ * الطبيعية (32) فقط ولهذا يسمى الاستفراغ الطوعي وإنما اقتصر فيه على استطلاق البطن والقيء لأنهما إذا كان المستفرغ منهما «من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن» وذلك بأن يكون ضارا «نفع ذلك» وكان الاستفراغ من المؤذي كثيرا «و» لهذا «سهل احتماله» على الطبيعة لأنها تكون مساعدة PageVW1P007A على خروجه غير * متشبثة (33) به تشبثها بالنافع وربما تأخر نفعه لأمر يتبعه كثوران حرارة وسحج في الأمعاء بواسطة خروجه وقد يكون خروجه ضارا وذلك إذا خرج دفعة فإنه يوجب أحوالا رديئة لكثرة ما يخرج من الأرواح حينئذ كخروج مادة الاستسقاء مثلا دفعة هذا «وإن لم يكن» المستفرغ «كذلك» بأن يكون من النوع الذي ينفع البدن «كان الأمر على الضد من ذلك» وذلك لأن PageVW0P006B خروج النافع * ضار (34) لا محالة والطبيعة تكون * متشبثة به (35) وإنما يخرج إذا عجزت عن إمساكه لانقهارها فلذلك يكون خروجه * غير (36) محتمل، وقوله «وكذلك خلاء العروق» من المؤذي بكيفيته فقط على ما فهمه جالينوس ومن المؤذي بما هو أعم من ذلك على ما فهمه القرشي إشارة إلى الاستفراغ الصناعي وإنما خص ذلك بخلاء العروق لأن غالب هذا الاستفراغ يكون بالفصد * وبالدواء المسهل (37) وكل * منهما (38) يلزمه خلاء العروق. والمعنى أن حكم الاستفراغ الصناعي حكم الطوعي فيما ذكر فإنها «إن خلت من النوع الذي ينبغي أن تخلو منه نفع PageVW1P007B ذلك وسهل احتماله، وإن لم يكن كذلك كان الأمر على الضد» تعليل هذا * يعلم (39) مما تقدم. تنبيه: اعلم أن النفع والسهولة إنما يدلان على نوع المادة بعد * خروجها (40) ، وإن أردت ما يدل على ذلك قيل « * فينبغي أن تنظر (41) أيضا في طبع الوقت الحاضر من أوقات السنة» وهي الفصول الأربعة «وفي» طبع «البلد» الذي حدث فيه المرض «وفي» طبع «السن» وهي أربعة وسيأتي بيانها عند الكلام على قوله «أحمل الناس للصوم المشايخ» «وفي التدبير» السالف للمرض وذلك بأن تنظر هل كان يستعمل PageVW0P007A الأدوية الحارة أم الباردة «وفي العادة» للمريض من الاستفراغ «وفي نوع المرض» أحار هو أم بارد وينظر أيضا في صنعته وما تقتضيه كالحداد والملاح مثلا «هل توجب» هذه الأشياء المذكورة «استفراغ ما هممت باستفراغه أم لا» توجب ذلك وهذا الاستفراغ وإن كان نافعا فشرطه عدم الإفراط فإن كل إفراط مذموم.
3
[aphorism]
قال أبقراط: «خصب PageVW1P008A البدن» أي زيادته في اللحم «المفرط» صفة للخصب «خطر لأصحاب الرياضة» أعني الذين اتخذوها حرفة * لأنهم (42) لا يتناهون في زيادة أبدانهم بكثرة التغذية بخلاف الرياضة المتخذة للمعيشة. والرياضة حركة إرادية يضطر صاحبها إلى النفس العظيم وعلة الخطر الرياضة، وخصوصا رياضة هؤلاء فإنها شديدة التسخين فتوجب * التحليل (43) في الرطوبات، فيلزمه زيادتها. والأعضاء في أبدان هؤلاء غيرة قابلة * للتمديد (44) ، فبقي أما انشقاق عرق أو انصباب الدم إلى بعض الأفضية أو خنق الحرارة الغريزية. وكل من هذه الأمور خطر. وهذا الوجه ارتضاه القرشي، وقال أنه الحق ويؤخذ منه عدم توجيه ما ذهب إليه ابن أبي صادق من أن أبقراط إنما خصص الخطر بأصحاب PageVW0P007B الرياضة ليفيد أنه في غيرهم أخطر. قال جالينوس، قد وصف أبقراط العلة التي لأجلها ينبغي أن ينقص هذا الخصب بقول «إذا كانوا قد بلغوا منه الغاية القصوى» وذلك بأن * تصير (45) أعضائهم غير قابلة للتمديد، «وذلك أنهم لا يمكن أن يثبتوا على حالهم PageVW1P008B تلك ولا يستقروا، ولما لم يمكن أن * يزدادوا (46) صلاحا» وذلك لأنه لما كانت الطبيعة التي في البدن تنضج الغذاء دائما وتنفذه إلى مواضعه وتقلبه دما. ثم توزعه في الأعضاء وتصلبه وتشبهه بها وجب لهذا أن يكون البدن إذا صار إلى حال لا يمكن معه أن تقبل أعضاءه الأصلية شيئا من الزيادة ولم يبق في العروق موضع لقبول ما ينفذ إليها من الغذاء.
[commentary]
"فبقي أن يميلوا إلى حالة هي أردى» من الحالة التي هم عليها وذلك بأن تنشق بعض عروقهم أو تنصب المادة إلى بعض الأفضية أو يختنق الحار الغريزي ويحصل الفساد كما تقدمت الإشارة إليه. واعلم أنه لو حصل لهؤلاء رعاف متوسط لانتفعوا به وانتقلوا عن حالتهم إلى ما هو أصلح منها. تنبيه: اعلم أن حصول هذا * الصلاح (47) إنما يكون بعد حركة الرطوبات وانبساطها ولا شك أنها حالة رديئة PageVW0P008A وإن أعقبها الصلاح المذكور. وحينئذ فلا ينافي حصول هذا الصلاح قول الإمام «فبقي أن يميلوا إلى حالة هي أردى» «فلذلك ينبغي أن ينقص خصب البدن» المفرط «بلا تأخير كما يعود البدن» إلى حالة PageVW1P009A هي أصلح من التي هم عليها، «فيبتدي في قبول الغذاء» بأن يتلقاه بالقبول والمحبة فلا يفسد. وأما كونه قابلا للغذاء فذلك أمر ثابت له دائما ويلزم هذا أيضا الأمن من الخطر * أيضا (48) . هذا: «ولا يبلغ من استفراغه» أي البدن عند تنقيصك له «الغاية القصوى فإن ذلك خطر» لإسقاطه القوة «لكن يكون» التنقيص «بمقدار احتمال طبيعة البدن الذي يقصد إلى استفراغه» لأن الأبدان منها * متخلخل (49) لا يحتمل من الاستفراغ إلا القليل، ومنها * متلززة (50) تحتمل ما هو أزيد من ذلك. ولما ذكر خطر المبالغة في التغذية والمبالغة في الاستفراغ في مثال جرى، أراد التعميم في ذلك. فقال «وكذلك أيضا كل استفراغ يبلغ فيه الغاية القصوى فهو خطر» لما تقدم «وكل تغذية أيضا تبلغ فيها الغاية القصوى» سواء كانت في القلة أو في الكثرة «فهي خطر» أما الكثرة فلأنه يلزمها عسر الهضم وفساده، وأما القلة فلأنه يخف PageVW0P008B معها البدن ويهزل. تنبيه: اعلم أن جالينوس قال: المراد من هذا الفصل الاستفراغ بحسب الكمية ومن PageVW1P009B الذي قبله الاستفراغ بحسب الكيفية كما تقدمت الإشارة إليه وحينئذ يندفع عنه ما ألزمه له بعض الشراح من أن الفصل الثاني يكون تكرارا. وهو مشتمل أيضا على بعض أحكام التغذية، وحينئذ فذكر هذا الفصل بعده مناسب.
4
[aphorism]
قال أبقراط: «التدبير» هو في اللغة مطلق التصرف وفي الاصطلاح التصرف في الأسباب الستة الضرورية ومراد أبقراط بالتدبير هنا التصرف في الغذاء من جهة ما يقل ويكثر ويغلظ ويلطف. والغذاء يقال، بحسب الصناعة، على الجسم الذي استحال حتى * فنيت (51) صورته وحدثت له صورة شيء من الأعضاء الإنسانية، وعلى الجسم الكائن في بدن الإنسان المعد لأن يكون غذاء * بالفعل (52) كالأخلاط، وعلى الجسم الذي من شأنه إذا ورد على البدن الإنساني أن يستحيل غذاء بالفعل كالخبز واللحم. وهذا الأخير هو المراد هنا وهو ينقسم إلى غليظ وإلى متوسط ولطيف. فالغليظ هو أن يكون المقدار القليل منه يغذو غذاء كثيرا. والمتوسط هو الذي يغذو قليله قليلا وكثيره كثيرا. واللطيف هو أن يكون المقدار PageVW0P009A الكثير PageVW1P010A منه يغذو غذاء يسيرا. قال القرشي والتدبير اللطيف له أربع مراتب: لطيف مطلقا، ولطيف جدا، ولطيف في الغاية، ولطيف في الغاية القصوى. ومثل للأخير بتناول ماء الشعير الرقيق. وقال بعضهم أنها ثلاثة: لطيف مطلقا، ولطيف في الغاية، ولطيف في الغاية القصوى. ومثل للأخير بترك الغذاء أصلا وحينئذ فقال «أما البالغ في اللطافة» من التدبير «فهو عسر مذموم في جميع الأمراض المزمنة لا محالة» وذلك لأن هذه الأمراض غليظة المواد عسرة الانفعال محوجة إلى مجاهدة الطبيعة ولا يمكن ذلك إلا إذا كانت قوية جدا وهذا محال مع هذا التدبير. تنبيهان: الأول المرض المزمن ما يجاوز أربعين يوما. الثاني أن هذا الحكم * مطلق (53) بخلاف الحكم في الأمراض الحادة وإلى ذلك أشار بقوله «والتدبير الذي يبلغ فيه الغاية * القصوى (54) من اللطافة في الأمراض الحادة» وهي القصيرة المدة * العظيمة (55) الخطر وبهذا يخرج عنه ما لا يكون فيه خطر كحمى يوم فلا يقال لها مرض مزمن ولا مرض حاد «إذا لم تحتمله قوة المريض» PageVW1P010B وذلك بأن لا يظن بقاءها إلى منتهاه «عسر مذموم». قال القرشي المرض PageVW0P009B الحاد بالقول المطلق هو ما من شأنه الانفصال في أربعة عشر يوما والقليل الحدة ما ينقضي فيما بعد ذلك إلى أحد وعشرين يوما * والحاد (56) جدا ما ينقضي فيما بين السابع والحادي * عشر (57) والحاد في الغاية القصوى ما ينقضي في الرابع فما دونه والذي ينقضي من أحد وعشرين * يوما (58) إلى الأربعين سماه بحاد المزمنات وسماه أيضا بالأمراض المتوسطة بين الحاد والمزمن. وقال ابن القف إن المتوسط هو ما ينقضي بعد المرض الحاد بالقول المطلق إلى الأربعين وسماه * بالمنتقل (59) أيضا، وذلك لأنه قسم المرض إلى ثلاثة أقسام: حاد في الغاية القصوى وهو الذي ينقضي في الرابع فما دونه وحاد في الغاية وهو الذي لا يتجاوز السابع وحاد غير بالغ في الحدة وهو الذي يمتد إلى أربعة عشر يوما والذي ينقضي فيما بين الرابع عشر إلى الأربعين هو المتوسط بين الحاد والمزمن. * والمنقول يؤيد الأول (60) . تنبيه: علم مما ذكرنا أنه المرض الحاد ينقسم إلى أربعة أقسام عند القرشي وإلى ثلاثة أقسام عند ابن القف * وأن (61) التدبير اللطيف مراتبه أربعة عند الأول وثلاثة عند الثاني كما تقدمت الإشارة إليه قريبا انتهى. وما يذكر الآن يؤيد قوله والتدبير PageVW0P010A الذي يبلغ فيه الغاية القصوى إلى آخره وذلك لأن خطره * حينئذ يكون (62) من باب أولى.
5
[aphorism]
قال أبقراط:«في التدبير اللطيف قد يخطئ المرضى على أنفسهم خطأ يعظم ضرره عليهم» إذا * ألزموا (63) لهذا التدبير وكانت شهوتهم لا تحتمل فإنها حينئذ تحملهم على إقدامهم على تناول أغذية رديئة فيشتد لذلك ضررهم «وذلك أن جميع ما يكون منه من الخطأ أعظم ضررا مما يكون منه في الغذاء الذي له غلظ يسير» والمعنى أنهم لو وسع لهم عند غلبة شهوتهم عليهم تناول غذاء له غلظ يسير لسكنت بذلك ولم تحملهم على تناول أغذية رديئة. قال القرشي وأشار بقوله بهذا في قوله «ومن قبل هذا صار التدبير البالغ في اللطافة في الأصحاء أيضا خطر لأن احتمالهم لما يعرض من خطأ بهم أقل» إلى ما ذكره في الفصل المتقدم كأنه قال ومن قبل أن تلطيف التدبير في الأمراض المزمنة رديء وفي الأمراض الحادة أيضا PageVW1P012 إذا لم تحتمله القوة مع أن المرض ينبغي فيه التلطيف فالتدبير البالغ في اللطافة في الأصحاء لا شك أنه خطر لأن احتمال الأصحاء لما يعرض من الخطأ بتلطيف التدبير أقل، وذلك لأن PageVW0P010B المرضى قواهم مشغولة بالمرض عن التصرف في الغذاء ولهذا قد يبقى واحد منهم مدة بغير غذاء لا يمكن بقاء الصحيح فيها ومن هذا يعلم جواب قوله بن القف من أن حكم الإمام بأن الأصحاء أقل احتمالا لخطأهم من المرضى خطأ والصواب العكس. تنبيه: اعلم أن ضرر الخطأ المذكور في صدر الفصل هو زيادة رداءة الأخلاط بسبب تناول الأغذية الرديئة وضرر الخطأ الثاني هو سقوط القوة بسبب ملازمة التدبير اللطيف «ولذلك صار التدبير البالغ في اللطافة في أكثر الحالات أعظم خطرا» وذلك لأن أكثر الأبدان صحيحة وبعض الأمراض مزمنة وبعضها حاد لا تحتمل القوة فيه * المبالغة (64) في التلطيف ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله ظاهرة.
6
[aphorism]
قال أبقراط: «أجود التدبير» أي أفضل التدبير الذي يستعمل في «الأمراض التي PageVW1P012A في الغاية القصوى» من الحدة وهي التي يأتي بحرانها في الرابع فما دونه «التدبير * الذي (65) في الغاية القصوى» لأن الظاهر بقاء القوة إلى هذه المدة. تنبيه: يوخذ من قوله * أجود التدبير (66) جواز استعمال ما له غلظ يسير في تدبير PageVW0P011A هذا المرض لكن لا في وقت المنتهى كما يرشد إليه ما ينقله من الكلام على الفصل الذي نذكره الآن مع أنه ابتدأ لمعرفة قانونين يعرف منهما التدبير في الأمراض الأول منهما معرفة مرتبة المرض.
7
[aphorism]
قال أبقراط: «إذا كان المرض حادا جدا» قال ابن أبي صادق مراده به الحاد الذي في الغاية القصوى «فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى» أعني أعراض المنتهى «تأتي فيه بديا». قال القرشي المراد منه الأيام الثلاثة الأول وقال جالينوس ينبغي أن يفهم منه الأيام الأربعة الأول، قال ابن القف وفي هذه العبارة إيهام شيء فاسد وهو أن المنتهى يأتي في الأيام الأول وهو إنما يأتي في الأيام الأخيرة ثم دفع * هذا (67) الإيهام بأن المرض إذا انقضى في هذه الأيام تكون مشتملة على الأوقات الأربعة PageVW1P012B أعني وقت الابتداء والتزيد والانتهاء والانحطاط، «و »حينئذ«يجب ضرورة أن تستعمل فيه التدبير الذي هو في الغاية القصوى من اللطافة» وذلك لئلا تشتغل الطبيعة عن الاستيلاء عن المرض «وإذا لم يكن» المرض «كذلك» وذلك إذا كان ألين من الحاد في الغاية القصوى كالحاد بقول مطلق وإلى ذلك أشار PageVW0P011B بقوله «ولكن كان يحتمل من التدبير» في الأيام الأول ما هو أغلظ من ذلك التدبير الذي هو في الغاية القصوى «فينبغي أن يكون الانحطاط» عن هذا التدبير المذكور «على حسب لين المرض ونقصانه» عن المرض الحاد في الغاية القصوى المراد بقوله في صدر هذا الفصل وإذا كان المرض حادا جدا وإلى ذلك أشار بقوله «عن الغاية القصوى» وبهذا يندفع أشكال أورد على المصنف وهو أن قوله ونقصانه عن الغاية القصوى لا يستقيم إذ المتقدم قوله المرض الحاد جدا لا الذي في الغاية القصوى. قال جالينوس PageVW1P013A يجوز أن يجعل قوله «وإذا * بلغ (68) المرض منتهاه» ابتداء فصل آخر ويكتب على حدة * ويجوز (69) أن يوصل بالفصل الذي قبله ويجعلا فصلا واحدا. واختار القرشي الثاني «فعند ذلك يجب أن تستعمل التدبير الذي في الغاية القصوى» من اللطافة لئلا تشتغل الطبيعة وقت استيلائها على المرض * بهم (70) فإن قيل إن هذا مخالف لما عليه الأطباء الآن لأنهم يستعملون في الابتداء تلطيف الغذاء كماء الشعير أو الجلاب وعند الانتهاء أمراق الفراريج وشيئا من لحومها فالجواب أن حكم الإمام بحسب طبيعة PageVW0P012A المرض واستعمال الأطباء لهذا التدبير إما لنفرة المريض عن الغذاء في وقت الابتداء أو لتقدم تخم وامتلاء أو لعطف الطبيعة على إنضاج المادة أو لأن المرض دموي أو بلغمي يرجون بترك الغذاء الاغتذاء من * ما (71) يصلح من مادتهما للتغذية أو لغير ذلك انتهى القانون الأول وما يذكر الآن يشتمل على معرفة القانون الثاني أعني معرفة قوة * المريض (72) .
8
[aphorism]
قال أبقراط: «وينبغي * أن تزن قوة المريض أيضا (73) » أي مع اعتبارك القانون الأول والمراد بالوزن PageVW1P013B هنا اعتبار حال القوة في القوة والضعف ويعرف ذلك بالنبض وصحة الذهن وشهوة الطعام وهضمه. تنبيه: لا يكفى معرفة مرتبة المرض عن وزن القوة، وذلك لأنها إذا ضعفت وخيف سقوطها في أي مرض كان، تصرف العناية إليها بالتقوية، والمعتمد عليه في ذلك هو المقايسة بين المرض والقوة «فيعلم إن كانت * تلبث (74) إلى وقت منتهى المرض وينظر أي الأمرين كائن، * أقوة (75) المريض تخور». قال في الصحاح: وخار الحر والرجل يخور خؤورة: ضعف وانكسر. «قبل غاية المرض ولا يبقى على ذلك الغذاء» المستعمل PageVW0P012B لزيادته في التلطيف وحينئذ يزيد في * تغليظه (76) «أم المريض يخور» قبل ضعف قوة المريض «وتسكن عاديته» فيقتصر على الغذاء المقدر بحسب قرب المنتهى ولا يزيد في تغليظه. قال جالينوس يجوز أن يجعل هذا الفصل والذي قبله والذي نذكره الآن فصلا واحدا.
9
[aphorism]
قال أبقراط: * «والذين (77) يأتي منتهى مرضهم بديا فينبغي أن يدبروا بالتلطيف بديا والذين يتأخر منتهى مرضهم فينبغي أن يجعل PageVW1P013B تدبيرهم في ابتداء مرضهم أغلظ ثم ينقص من غلظه قليلا قليلا * وكلما (78) قرب منتهى المرض وفي وقت منتهاه بمقدار ما تبقى قوة المريض عليه، وينبغي أن يمنع من الغذاء في وقت منتهى المرض فإن الزيادة فيه مضره» لأنها كالنجدة للعدو وأضر ما يكون في هذا الوقت. قال بن أبي صادق إن هذا الفصل يتضمن ما مضى له في الفصل المتقدم الدال على مرتبة المرض فالكلام على ذلك الفصل يغني عن الكلام على هذا والمناسبة بين ما سيذكر والفصل الذي تقدم اشتمال كل منهما على المنع من الغذاء.
10
[aphorism]
قال أبقراط: «وإذا كان للحمى» وهي حرارة غريبة * تنبعث (79) من أوعية الروح إلى جميع البدن وتضر بالأفعال PageVW0P013A وهذه منها ما يكون له «أدوار» والمراد بالدور هنا مجموع زمان الأخذ والراحة «فامنع من الغذاء أيضا» * تنبيه: يؤخذ من هذا أنه يجوز أن يحمل المنع من الغذاء في الفصل المتقدم على منع الغذاء أصلا في وقت الانتهاء وحينئذ يرجع الضمير في قوله «فإن الزيادة فيه» إلى المرض انتهى. وأما الحمى التي ليس لها أدوار فلا يمنع من الغذاء (80) «في * أوقات (81) PageVW1P014B نوائبها». النوبة عبارة عن الزمان الذي بين الأخذ والترك. وأول النوبة أولى بالمنع من الآخر. وعلة المنع ازدياد الحمى بحرارة الطبخ وإطالة النوبة باشتغال الطبيعة * عن (82) الإنضاج بالغذاء. تنبيه: الحمى المركبة * المعاقبة (83) للنوب لا يمنع الغذاء فيها وقت النوبة لكن الأولى أن يستعمل في وقت الأخف منها فإن تساوت ففي أبرد أوقات النهار هذا كله إذا لم يعرض ما يوجب الغذاء كضعف القوة فإن عرض وجب الغذاء ولو في البحران فحاصل هذا الفصل تقدير الغذاء بحسب الأوقات الجزئية وقد تقدم قبله ذكر قانونين لذلك الأول معرفة قوة المريض والأطباء متفقون على أنها تحصل بالحدس الصناعي والثاني معرفة مرتبة المرض وأكثر الأطباء على المنع من * معرفته ومن (84) معرفة الأوقات الجزئية قبل وجودها والإمام يرى بخلافه.
11
[aphorism]
قال أبقراط: «إنه يدل على نوائب المرض» الجزئية * أعني القانون الثالث (85) «وعلى نظامه» فسره جالينوس PageVW0P013B بكون المرض حارا جدا أو مطلقا أو قليل الحدة أو مزمنا وفسره القرشي PageVW1P015A بكون أدوار المرض وبحارينه في الأوقات التي يقتضيها طبع ذلك المرض في العادة. ثم قال وإنما لم يذكر أبقراط التقدير في الغذاء بحسبه فيما تقدم لظهور معرفته لمن عرف تقدير الغذاء بحسب القوة المذكورة فإن القوة إذا كانت قوية على المرض وأثرها ظاهر فيه كان ذلك المرض منتظما * بهذا (86) . وعلى التفسير الأول يكون قوله «ومرتبته» عطف تفسير * وهو القانون الثاني (87) . والأمور التي تدل على ذلك أربعة * أمور (88) الأول «الأمراض أنفسها». أما * دلالتها (89) على النوائب فلأن المرض إذا كان حمى صفراوية دل على أنها تنوب يوما ويوما لا. وأما على مرتبة المرض فإنه إذا كان المرض الصفراوي خالصا دل على أن مدته قصيرة. وأما على نظامه بالمعنى الذي قاله القرشي فهو أن المرض إذا كان حادثا عن مادة واحدة كانت نوائبه على نمط واحد «و» الأمر الثاني * من الأمور الدالة (90) «أوقات السنة» أعني الفصول الأربعة وفي حكمها السن والبلد والعادة مثلا إذا كان الوقت الذي حدث فيه المرض صيفا لازما لمزاجه PageVW1P015B الطبيعي دل على أنه يكون في الأكثر PageVW0P014A غبا وعلى أن مدته قصيرة وقس على ذلك «و» الأمر الثالث * من الأمور الدالة (91) «تزيد الأدوار بعضها على بعض» ومراده بالدور هنا النوبة. وتزيد النوبة يعرف من ثلاثة * أقسام (92) تقدم وقتها وطولها وشدتها وهذه الثلاثة إنما تعرف بالقياس إلى نوبة أخرى تقدمت في وقت معلوم فمتى * تقدم (93) وقت النوبة الثانية عن الأولى ولبثت زمانا أطول وكانت في ذاتها أشد فهي متزايدة نائبة كانت في كل يوم كما في الحمى النائبة «أو يوم تنوب ويوم لا» كما في حمى الغب «أو» تنوب «في أكثر من ذلك الزمان» كحمى الربع والخمس والسدس * وغير ذلك (94) ، فإن كانت النوبة متزايدة دلت على قصر المرض، وإن لم تكن متزايدة فإنها تدل على طول المرض. وأمأ دلالة التزيد على النوائب فمحال لتقدم العلم بها قبل العلم به. فلو توقفت عليه لزم الدور «و» الأمر الرابع * وهو تمام الأمور الأربعة الدالة (95) «الأشياء التي تظهر بعد» كعلامات النضج وذلك لأن حدوثها في أول المرض محال لأن النضج يتبع استيلاء الطبيعة على المادة * ولو (96) كانت الطبيعة مستولية في أول المرض لم يحدث وهذه الأشياء منها PageVW1P016A ما يدل على نضج مادة PageVW0P014B خاصة بعضو «مثال ذلك ما يظهر في أصحاب ذات الجنب» من النفث * وهو (97) ورم حار يكون إما في الحجاب الحاجز أو الغشاء المستبطن للصدر وهما خالصان، وإما في الغشاء المجلل للأضلاع والعضل الخارجين وهما غير خالصين «فإنه إن ظهر النفث فيهم بديا» وقد تقدم الكلام عليه عند قوله وإذا كان المرض حادا جدا فإن الأوجاع التي في الغاية القصوى تأتي فيه بديا « * منه أول المرض كان المرض قصيرا وإن تأخر ظهوره كان المرض طويلا (98) ». مهمة: إن ظهر النفث في اليوم الأول من المرض توقع النضج في الرابع والبحران في السابع وإن ابتدأ في الثالث أو الرابع ولم ينضج في الرابع نضج في السابع والبحران في الحادي عشر أو الرابع عشر بحسب قوة النفث والنضج، وإن تأخر عن ذلك فربما تأخر البحران في السابع عشر بل إلى العشرين والرابع والعشرين وقد يتأخر إلى الرابع والثلاثين إذا تأخر النفث عن السابع، وإنما اقتصر أبقراط فيه على الدلالة على مرتبة المرض لأن دلالته عليها دائمة ظاهرة «و» من الأشياء الدالة «البول والبراز والعرق» إذا ظهرت فيها علامات النضج «بعد» PageVW1P016B فإنها تدل على مرتبة المرض PageVW0P015A لكن هذه الدلالة غير دائمة ولذا قال «فقد تدلنا على جودة بحران المرض ورداءته وطول المرض وقصره». قال القرشي وذكره لجودة البحران ورداءته دخيل لأنه ليس من الأمور المستدل عليها هنا. ثم قال أيضا إن هذه الأمور لا تدل على النوبة. هذا وما يذكر الآن يشتمل على ما يختلف به تقدير الغذاء في الأصحاء والمرضى فيكون مناسبا لما تقدم لاختلاف الغذاء بسببه.
12
[aphorism]
قال أبقراط: « * المشايخ أحمل الناس للصوم (99) » لقلة ما يتحلل من أبدانهم ولعدم النمو فيهم. قال القرشي الصوم مصدر معناه الإمساك عن الأكل مدة مديدة * وهذا (100) مخالف لما في الصحاح، قال فيه الصوم الإمساك عن الطعم ويطلق، ويراد به الاكتفاء بالغذاء اليسير فعلى الإطلاق الثاني يصح قوله والمشايخ أحمل الناس للصوم. وأما الأول فلا يصح إلا أن يراد بالمشايخ الذين في أول سن الشيخوخة فإن المتناهين في الشيخوخة لا يحتملون تأخير الغذاء البتة. فائدة: اعلم أن * الأسنان (101) أربعة وذلك لأن البدن إما أن يكون متزايدا وهو سن النمو أو متناقصا مع ظهور ضعف القوة وهو سن * الشيخوخة أو مع عدم ظهور ضعف القوة وهو سن (102) الكهولة أو لا يكون زائدا أو لا ناقصا وهو PageVW1P017A سن الشباب PageVW0P015B وسن النمو ينقسم إلى خمسة أسنان وذلك لأن الأعضاء فيه إذا لم تكن مستعدة للحركة فهو سن الطفولية، وإن استعدت ولم يكمل نبات الأسنان بعد سقوطها فهو سن الصبى، وإن كمل ذلك ولم يبلغ الحلم فهو سن الترعرع، وإن بلغ ذلك ولم يتبقل الوجه فهو سن الرهاق، وإن بقل فهو سن الحداثة. فظهر من هذا * معنى (103) سن المشايخ ومن بعدهم في الاحتمال الكهول لإشتراكهم في العلة لكنها هنا أخف «والفتيان» وهم الذين سنهم من حين تبقل الوجه إلى آخر سن النمو «أقل احتمالا» * من الكهولة (104) «له» أي للصوم لأن التحلل من أبدانهم والنمو فيها ليسا في الغاية «وأقل الناس احتمالا للصوم الصبيان» وهو الذين سنهم دون سن الفتيان لكثرة التحليل في أبدانهم وزيادة النمو. فائدة: الصبى يطلق ويراد به من هو في سن النمو ويطلق ويراد به من تعدى الطفولية ويطلق ويراد به من * بلغ (105) إلى سن الترعرع ويطلق ويراد به غير البالغ «وما كان من الصبيان أقوى شهوة فهو أقل احتمالا له» لأن قوة الشهوة تدل على قوة الهضم الدال PageVW1P017B على توفر الحار الغريزي. قال القرشي موافقا لجالينوس ولو زيد في آخر هذا الفصل PageVW0P016A لفظة «لأن» ووصل به الفصل الذي بعده بحيث يصير فصلا واحدا لكان حسنا لأن الثاني كالتتمة له.
13
[aphorism]
قال أبقراط: «ما كان من الأبدان في النشوء» أي سن النمو «فإن الحار الغريزي» أطلق الحار وأراد به الجوهر القائم به الحرارة وهي الرطوبة الغريزية وذلك لأن الحار الغريزي يطلق * ويراد به نفس الكيفية أعني الحرارة الغريزية ويطلق (106) ويراد به ما ذكر أولا وهو «فيهم على غاية ما يكون من الكثرة» بخلاف الشباب فإن الجوهر القائم به الكيفية فيهم أقل وبهذا يندفع تناقض أورده بعض الأقدمين على هذا الفصل وهو أن الحرارة الغريزية في الشبان أقوى وأشد وذلك لأنه لا امتناع في أن يكون الجسم القائم به الحرارة الغريزية في الأحداث أكثر وتكون الحرارة الغريزية في أبدان الشبان أشد وأقوى. تنبيه: اعلم أن الحرارة الغريزية عند أرسطوا حرارة فلكية تفاض على البدن الحيواني عند فيضان نفسه وتفارقه عند مفارقتها له، وبه قال PageVW1P018A الشيخ. * وقال (107) جالينوس * إنها الحرارة العنصرية المستفادة من المزاج (108) وهي متساوية في الصبى والشباب لكن حرارة الشاب أقوى وأحد وحرارة الصبى ألين «و» لذلك «يحتاجون PageVW0P016B من الوقود» أي الغذاء «إلى أكثر ما يحتاجون إليه سائر الأبدان» لسهولة تحلل أبدانهم لرطوبتها ولاحتياجهم إلى زيادة النمو. هذا واعلم أن ابن القف أوجب أن المراد بالحار الغريزي * هو (109) الحرارة نفسها معللا ذلك بأنه لا يلزم من زيادة * هذا (110) الجوهر القائم به الحرارة زيادة الحاجة إلى الوقود لاحتمال أن تكون الحرارة الغريزية معه ضعيفة ويشكل عليه ما ذكره في البحث العاشر في الكلام على هذا الفصل وذلك لأنه علل قلة الحرارة الغريزية في المشايخ بما ننقله الآن وهي أنه إنما كان كذلك لأن الجوهر الحامل للكيفية فيهم قليل ويلزم من قلته ضعف الحرارة القائمة * به مع أنه صرح بالتعليل الذي ذكرناه في البحث الثاني لهذا البحث، انتهى. «فإن لم يتناول» المحتاج «ما يحتاج إليه من الغذاء ذبل بدنه ونقص» لكثرة التحليل وعدم ما يخلف بدله. «فأما (111) الشيوخ فإن الحار الغريزي» سواء PageVW1P018B أريد به الجوهر القائم به الحرارة أو الحرارة نفسها «فيهم قليل» لأن الوارد من الغذاء في أبدان هؤلاء أنقص من المتحلل «ومن قبل ذلك ليس يحتاجون من الوقود إلا إلى اليسير لأن حرارتهم تطفأ من الكثير» من الغذاء وسمي الغذاء وقودا لأنه يمد الرطوبة الغريزية القائم بها PageVW0P017A الحرارة الغريزية ومن قبل هذا أيضا ليست تكون الحمى في المشايخ حادة كما يكون في الذين في النشوء لأن أبدانهم باردة لتحلل الجوهر الهوائي منهم وغلبة الأجزاء الأرضية عليهم وكثرة ما يتولد؟ فيهم من البلغم وللرطوبات الغريبة وبهذا تكون بعيدة عن الاستعداد لقبول الحرارة الغريزية بخلاف الأبدان التي في النشوء وبهذا يندفع أشكال أورد هنا وهو أنه ينبغي أن يكون استيلاء الحرارة * الغريبة (112) على أبدان المشايخ أولى لضعف الحرارة الغريزية هذا وما يذكر الآن يشتمل على اختلاف تناول الغذاء بحسب اختلاف * الحرارة (113) الغريزية بحسب الفصول.
14
[aphorism]
قال أبقراط: «الأجواف» الجوف يطلق في اللغة على كل تجويف وفي اصطلاح الأطباء يقال لشيئين أحدهما المحيط بالرئة والقلب وهو الصدر PageVW1P019A ويسمى الجوف الأعلى والثاني المحيط بالمعدة والأمعاء والكبد وغيرهم ويسمى الجوف الأسفل. وبالجملة يكون في الشتاء والربيع «أسخن ما يكون بالطبع» وذلك بأن يكون الإسخان من الحرارة الغريزية نفسها فإنها تقوى في الباطن في هذين الفصلين والفصول أربعة PageVW0P017B شتاء وربيع وصيف وخريف ومراد الأطباء بها غير مراد * أرباب (114) الحساب النجومي فإن الربيع عند الأطباء من ابتداء نشوء الأشجار وظهور الأزهار إلى اشتداد الحر سواء تقدم على الربيع الحسابي أو تأخر. والخريف هو من ابتداء تغير الورق إلى الاصفرار وابتداء سقوطه إلى اشتداد البرد وما سواهما إن كان شديد الحر فهو الصيف وإن كان شديد البرد فهو الشتاء والربيع معتدل في الفاعلين أعني الحرارة والبرودة * لكنه زائد (115) في الرطوبة إذا لم يحدث فيه ما * يزيل الرطوبة الشتوية وكذلك الخريف إلا أنه خارج عن الاعتدال في اليبوسة (116) والصيف حار يابس، والشتاء بالضد. فائدة: الجسم إذا سخن باطنه برد ظاهره وبالعكس. وهو المراد عندهم بالتعاقب واختلف في سببه. فقال أرسطو PageVW1P019B إن الحرارة تهرب من خارج إلى داخل للبرد الخارجي فتنمو هناك ورد بأن الحرارة الغريزية انتقلت إلى داخل بانتقال الجوهر القائمة هي به * وهو (117) الرطوبة الغريزية. وقال آخرون سببه أن الهواء الخارجي يكثف الجلد فيمتنع تحلل البخار الدخاني فيحتبس ويقوي لذلك الحرارة PageVW0P018A ورد هذا أيضا بأن هذه فضلة وهي إذا احتبست ضرت. وقال الرازي إن هذا غلظ في الحس وذلك لأن ظاهر الجسم يكون باردا في الشتاء لبرد الهواء الخارجي فيحس بحرارة في الباطن ورد بأنا نرى شهوة الطعام والهضم في زمان الشتاء أقوى. قال القرشي والحق في ذلك أن كل جسم له قوة مسخنة أو مبردة لجميعه فإنه * إذا (118) أصاب ذلك الجسم كيفية مضادة لتلك الكيفية منع تأثيرها في الظاهر وحينئذ يبقى تأثيرها في الأجزاء الباطنة فقط فيقوى تأثيرها لأن القوة الواحدة إذا فعلت في موضع صغير وموضع كبير كان تأثيرها في الصغير * أقوى (119) وهذا هو PageVW1P020A الذي اختاره الشيخ وأورد عليه ابن القف أنه أيضا يلزم عليه انتقال الأعراض وأجاب عنه بأن الحرارة إنما انتقلت إلى الباطن بانتقال محلها وحينئذ يسخن الباطن فيهما «والنوم فيهما أطول ما يكون» لكثرة الرطوبة الهوائية والبدنية وكثرة الدم في الربيع. وقال جالينوس سببه طول الليل * وواقفه (120) ابن القف فيه مع ضمه لأسباب أخر، وأبطله القرشي * معللا ذلك (121) بأن ليل الخريف أطول من الربيع PageVW0P018B «فينبغي في هذين الوقتين» أعني الشتاء والربيع «أن يكون ما يتناول من الأغذية * أكثر (122) وذلك أن الحار الغريزي» أي الحرارة الغريزية «في الأبدان في هذين الوقتين كثير ولذلك يحتاج إلى غذاء كثير» دليل على وجوب تكثير الغذاء في هذين الوقتين فيندفع بهذا دعوى التكرار «والدليل على ذلك» أي كون الحرارة الغريزية حينئذ تقتضي تكثير الغذاء في هذين الوقتين «أمر الأسنان» كما في الأحداث «والصريعين» أي المكثرين * للصراع (123) وذلك لأن الحرارة في أبدان هؤلاء متزايدة وضعف هذا الدليل بأن المقتضى في هذا * السن (124) ليس هو الحرارة نفسها بل يضاف إليها كثرة التحليل PageVW1P020B والاحتياج إلى زيادة النمو وفي المصارعين هو الحركة * القوية (125) الموجبة لزيادة التحليل. تنبيه: يؤخذ من استعماله الأجواف بدون لفظة كل أن بعض الأجواف لا يكون كذلك في زمن الشتاء وهو كذلك فإن من الحيوانات ما تكون حرارتها ضعيفة * وهذه (126) منها ما لا يحتاج إلى الغذاء أصلا في هذا الزمان لضعف حرارتها ولتوفر الرطوبات في أبدانها بكثرة تناولها للثمار واللحوم قبل الشتاء كالدب فإنه يقيم PageVW0P019A مدة الشتاء لا يأكل شيئا. ومنها ما يستولي البرد على ظاهرها * وباطنها (127) في هذه المدة فيموت أو يبقى ملقى كالميت كالحية، ولذلك صارت هذه الحيوانات تطلب الأماكن الدفيئة من الأرض حينئذ. هذا والغذاء كما ينظر في كميته عند الاحتياج إلى تناوله كما تقدم كذلك ننظر في * كيفيته (128) أيضا.
15
[aphorism]
قال أبقرتط: «الأغذية الرطبة» قال بعضهم المراد بالغذاء الرطب الغذاء الرقيق في القوام كماء الشعير وماء العسل والأول ينفع الحارة والثاني ينفع الباردة . والقرشي * جوز (129) أن يكون المراد به هو الذي إذا ورد على البدن وانفعل * عن (130) الحرارة PageVW1P021A الغريزية أثر فيه رطوبة أزيد مما كان عليه واعترض على هذا التفسير بالحمى البلغمية وبمحموم * مستسق (131) فإنه بهذا التفسير غير موافق لهما ورجح أن المراد به ما يكون سريع الاستحالة إلى الخلط الذي يرطب البدن بالتغذية وهو الغذاء التفه المائي كمرقة اللحم وأمراق الفواريح وماء الشعير * والأغذية (132) بهذا التفسير موافق لجميع المحمومين * هذا ولو ملت الأغذية الرطبة في هذا الفصل على ما هو الظاهر منه لم يمتنع ذلك وذلك لأن الحمى من حيث هي حمى حرارة غريبة وتميل إلى اليبوسة في الصفراوية وإلى الليونة في البلغمية، وهذا لا يخلو من تجفيف. فلو استعمل من الأغذية المذكورة بالمعنى المذكور في الحميات اللينة مقدار بحيث يكون مقاوما ومعدلا للتجفيف الحادث لنفع خصوصا عند الاشتداد ولذلك (133) « * توافق جميع المحمومين» وتوافق أيضا من هو رطب المزاج في حال صحته سواء كان (134) بالطبع كالصبيان أو بالعادة كمن اعتاد PageVW1P021B تناول الأغذية PageVW0P019B الرطبة لأن الصحة تحفظ بالمثل وإلى ذلك أشار بقوله «لا سيما الصبيان وغيرهم ممن قد اعتاد أن يغتذي بالأغذية الرطبة» وذلك لأن الأغذية الرطبة توافقهم من جهة المشاكلة. هذا والأغذية تختلف في تناولها للمريض بحسب المرات.
16
[aphorism]
قال أبقراط: ينبغي أن نقدم قبل الشروع في الكلام على هذا الفصل قانونا تنبني عليه أحكامه وهو معرفة القوة الهاضمة في قوتها وضعفها وتوسطها * ومعرفة حال البدن في امتلائه من المادة وخلوه منها وتوسطه. أما القوة (135) فإن كانت قوية فتقلل المرات وتكثر الكمية لأنها حينئذ تستوفي الواجب * بذلك (136) ، وإن كانت ضعيفة فبالضد، وإن كانت متوسطة فمتوسط في ذلك. وأما حال البدن في مواده فإنه إن كان ممتلئا فتقلل المرات والغذاء أيضا لعدم الاحتياج إليه حينئذ، وإن كان خاليا فبالضد للاحتياج إليه، وإن كان متوسطا فيتوسط في ذلك. هذا بالنظر إلى كل واحدة على حدة. وأما إذا اجتمعا فيراعى كل واحد منهما. مثلا إذا كان PageVW1P022A البدن ممتلئا قوي الهضم * يكثر (137) كمية الغذاء و يقلل العدد والتغذية. إما الأولان فلأن القوة إذا كانت قوية تستوفي الواجب PageVW0P020A * منه (138) في مرة واحدة وتسكن الشهوة * بكثرة (139) كمية الغذاء. وأما تقليل تغذيته فلعدم احتياج البدن إليه ويقاس على ذلك.
[commentary]
«وينبغي أن يعطى بعض المرضى غذاءهم» في اليوم * والليلة (140) «في مرة واحدة وبعضهم في مرتين ويجعل ما يعطونه منه» أي من الغذاء في المرة الواحدة أو المرتين أكثر أو أقل في كميته أو تغذيته أو هما معا. وبهذا يعلم عدم توجه ما ذهب إليه ابن القف حيث جوز رجوع الضمير في «منه» إلى المرات أنفسها أو كل مرة ويعطى «بعضهم» الغذاء في مرضهم «قليلا قليلا» وذلك بحسب ما يقتضيه القانون المتقدم «وينبغي أن يعطى الوقت» أي الفصل «الحاضر من أوقات السنة» وحكم البلد حكم الفصل «حظه من هذا» الحكم المتقدم وذلك بأن يراعى فيه. فالصيف مثلا ينبغي أن يقلل فيه مقدار أغذية المرضى لضعف القوة الهاضمة فيه ويزاد في تغذيته وعدد المرات لقلة المادة فيه لكثرة التحليل PageVW1P022B وقس على هذا وكذلك العادة فإن من اعتاد الوجبة الواحدة في حال صحته لا ينبغي أن يثني في مرضه * ومن اعتاد الثلاثة لا ينبغي أن يوجب ذلك في مرضه (141) «و» كذلك «السن» فإن الشبان مثلا قوتهم الهاضمة قوية PageVW0P020B والمادة التي في أبدانهم قليلة لكثرة التحليل ولاحتياجهم إلى زيادة النمو فلذلك * يغذون (142) في مرضهم بما هو كثرة التغذية والمقدار والعدد وعلى هذا فقس. تنبيه: إنما خص الإمام هذا الحكم بالمرضى وإن كان هو أيضا معتبرا في الأصحاء لأن الأصحاء في غالب الأمر لا يحتاجون إلى تقدير الأطباء للغذاء لأن شهوتهم تفي بالواجب منه هذا وما يذكر الآن تفصيل لقوله وينبغي أن يعطى الوقت الحاضر من أوقات السنة حظه من هذا.
17
[aphorism]
قال أبقراط: «أصعب ما يكون احتمال الطعام على» قوى «الأبدان في» فصل «الصيف و» فصل «الخريف» لضعف الحرارة الغريزية حينئذ في الباطن * ولكن (143) الخريف دونه في الضعف * فلذلك (144) كان دونه في هذا الحكم «وأسهل ما يكون احتماله» أي الطعام «عليها» أي قوى الأبدان «في» فصل «الشتاء» لقوة الحرارة الغريزية حينئذ PageVW1P023A في الباطن «ثم بعده» أي فصل الشتاء في سهولة الاحتمال «الربيع» لأن قوة الحرارة الغريزية في الباطن فيه دون الشتاء. تنبيه: ليس في هذا تكرار للفصل الذي أوله «الأجواف في الشتاء والربيع أسخن ما يكون» لأن ذلك الفصل كان لبيان تقدير الغذاء بحسب PageVW0P021A الفصول وهذا لبيان كيفية استعماله هل هو في مرة أو مرتين. واعلم أن المصنف من عادته إذا أراد أن ينتقل من حكم إلى حكم غيره * ذكر (145) فصلا مشتملا على كل منهما كما فعل في هذا الفصل الذي نذكره الآن فإنه يشتمل على شيء من حكم التغذية وشيء من حكم الاستفراغ.
18
[aphorism]
قال أبقراط: «إذا كانت نوائب الحمى» ذات الأدوار على ما ذهب إليه القرشي. وقال ابن القف إن فهم من الدور الشدة والخفة يكون بها الدائرة والدائمة، وإن فهم منه وقت الأخذ والترك كانت خاصة بالدائرة. واحترز بقوله نوائب الحمى عن الحمى غير ذات النوائب كالمطبقة فإن تناول الغذاء فيها لا يختلف بحسبها بل يجعله وقت الأبرد من النهار والوقت الذي جرت به عادة الأصحاء باستعمال الغذاء فيه واحترز PageVW1P023B بقوله «لازمة لأدوارها» عن غير اللازمة فإنها لا يمكن فيها أن يعرف الوقت الذي ينبغي أن يطعم المريض فيه بخلاف اللازمة فلا ينبغي في أوقاتها أن يعطى المريض شيئا وخصوصا في أول * النوب (146) سواء كان غذاءأو دواء مسهلا * وكذلك الفصد إلا أنه ليس يكون فيه من التحريك العنيف ما يكون في الأدوية المسهلة (147) وبهذا علم اشتمال هذا الفصل على شيء من قوانين الأغذية وشيء من قوانين الاستفراغ PageVW0P021B وعلم أيضا أن أول هذا الفصل ليس فيه تكرار لقول المصنف «وإذا كان للحمى أدوار فامنع من الغذاء في وقت نوبتها» لأن النهي هناك خاص بالغذاء وفي هذا الفصل عام للغذاء والدواء. قال ابن أبي صادق إن لفظ أو في اللغة اليونانية بمعنى إلا أن يضطر الحال إلى تناول شيء من ذلك «لكن ينبغي أن ينقص من الزيادات» أي الأخلاط الزائدة على المجرى الطبيعي «من قبل أوقات الانفصال» أي البحران. قال القرشي البحران في اللغة اليونانية هو الفصل للخطاب ثم نقله الأطباء إلى الانفصال الذي يقع بين الطبيعة والمرض وينبغي أن يراد بالبحران هنا البحران PageVW1P024A الناقص فإنه متى كان كذلك استولت الطبيعة على المرض ودفعته دفعا تاما عند الانفصال ويؤيد هذا ما نذكره الآن.
19
[aphorism]
قال أبقراط: «الأبدان التي يأتيها» بحران بأن يكون متوقعا «أو قد أتاها بحران على * الكمال (148) » بأن ينقضي به المرض. ويعرف كماله بوجوه: الأول القوة المدبرة للبدن فإنها إن كانت قوية مستولية على المادة * الموجبة للمرض (149) كان البحران كاملا، وإن لم يكن كذلك كان البحران ناقصا. الثاني المادة الحادث عنها المرض فإنها إن كانت مطاوعة PageVW0P022A للدفع فالبحران كامل، وإن لم تكن كذلك فالبحران ناقص. الثالث الإنذارات البحرانية فإنها متى كانت جيدة فالبحران الكائن بعدها كامل، وإن لم تكن كذلك فالبحران الواقع بعدها ناقص. الرابع الأيام المتوقع حصوله فيها فإنها متى كانت غير جيدة * فالبحران الواقع فيها ناقص ومتى كانت جيدة (150) فالبحران الكائن فيها كامل وحينئذ «لا ينبغي * لك (151) أن تحرك» فيها مادة المرض * «بشيء (152) » بأن تنقلها من موضع إلى آخر كما يفيده جذب المحاجم «ولا يحدث فيها حادث لا بدواء مسهل ولا بغيره من التهييج» مثل القيء والترعيف PageVW1P024B والإدرار والتغريق لأن مادة المرض تندفع فيه دفعا تاما فينقى * منها (153) البدن ولا يحتاج إلى شيء قبله وبعده لكن يترك لأن فعل الطبيعة أولى من الفعل الصناعي وما نذكر الآن يشتمل على بيان شروط الاستفراغ.
20
[aphorism]
قال أبقراط: «الأشياء» المولدة للأمراض «التي ينبغي أن تستفرغ» من البدن «ينبغي» أن يراعى فيها أمور. قال القرشي والأشياء التي يجب مراعاتها في كل استفراغ عشرة: أحدها الامتلاء فالخلاء مانع، وثانيها القوة فالضعف مانع، وثالثها المزاج فإفراط الحرارة واليبس أو البرد مانع وقلة الدم مانع، ورابعها السحنة فإفراط القضافة * والتخلخل (154) PageVW0P022B * مانع (155) وإفراط السمن مانع، وخامسها الأعراض اللازمة كالاستعداد للذرب وقروح الأمعاء مانع، وسادسها السن فالهرم والطفولية * كل منهما (156) مانع، * وسابعها الوقت فالقائظ وشديد البرد مانع (157) ، وثامنها البلد فالحار والبارد المفرطان مانعان، وتاسعها الصناعة فالشديدة التحليل * كالقميم (158) بالحمام * مانع (159) ، وعاشرها العادة فمن لم يعتد الاستفراغ لا يهجم على استفراغه بدواء قوي. هذا وينبغي أن يقصد في كل استفراغ خمسة أمور أيضا وهي التي PageVW1P025A تعرض لها المصنف هنا الأول «أن يستفرغ من المواضع التي * هي (160) إليها أميل» لأنه أسهل وأقل كلفة على القوى كاستفراغ مادة الغثيان بالقيء ومادة الحصا بالإدرار ومادة المغص بالإسهال. ويعتبر في هذا الأمر شروط: الأول أن لا يلزم ذلك تضرر عضو رئيس * لعبور (161) المادة عليه عند استفراغ المادة منه إذا توجهت إليه كالدماغ مثلا، الثاني أن لا يلزم ذلك تضرر عضو شريف بالاستفراغ منه عند توجه المادة إليه كالرئة، الثالث أن لا يلزم ذلك تضرر عضو ذكي الحس باستفراغ المادة منه عند توجهها إليه كالعين، وربما كان العضو الذي مالت المادة إليه أخس من المنقول عنه المادة لكنه أقل صبرا على ما يرد عليه من PageVW0P023A المواد عند الاستفراغ منه كما إذا مالت * مادة (162) عضو رئيس إلى الأمعاء عند سحجها فلا تستفرغ منه، وربما كان استفراغ المادة من الجهة التي مالت إليها يوجب عبورها على عضو رئيس ولكن في الغالب لا يضر ذلك فيقدم عليه، كاستفراغ مادة الحمى بالإسهال، وإن لزم ذلك عبور المادة على الكبد، «و» الأمر الثاني من الأمور الخمسة أن يكون الاستفراغ PageVW1P025B «من الأعضاء التي تصلح * لاستفراغها (163) » وتتم هذه الصلاحية بأمور أحدها أن يكون العضو المستفرغ منه مشاركا للعضو المستفرغ * عنه (164) مشاركة قريبة، الثاني * أن يكون العضو المجتمع منه (165) محاذيا للمأوف، الثالث أن يكون العضو المخرج منه أخس من العضو المنقول عنه المادة وأصبر على مرور المادة * وخاليا (166) عن مرض يخشي زيادته، الرابع أن لا يكون خروج المادة من هناك منافيا للأمر الطبيعي. هذا والأمر الثالث من الأمور الخمسة يتضمنه للفصل الذي نذكر الآن.
21
[aphorism]
قال أبقراط:« * إنما (167) ينبغي لك أن تستعمل الدواء» المسهل لأن الدواء إذا أطلق فالمراد منه المسهل، والمسهل يكون بالتليين كالترنجبين ويكون * بالإزلاق (168) كالسبستان ويكون بالعصر كالهليلجات ويكون بالجلاء كالبورق ويكون بقوة كالمحمودة وهذا هو PageVW0P023B المسهل الحقيقي «أو التحريك» وهو نقل المادة وميلها من موضع إلى موضع آخر إلا «بعد أن ينضج المرض» أي مادته والنضج هو إحالة الحرارة للجسم ذي الرطوبات إلى موافقة الغاية المقصودة. * «فأما (169) ما دام» الموجب PageVW1P026A للمرض «نيا * وفي (170) أول المرض فلا ينبغي لك أن تستعمل ذلك» أي الدواء المسهل والتحريك «إلا أن يكون المرض مهياجا» وهو الذي تكون مواده شديدة التحريك * من (171) عضو إلى آخر «وليس يكاد * في أكثر الأمر أن يكون المرض (172) مهياجا» وذلك لأنه علم بالتجربة أن * سيلان (173) الكيموسات من عضو إلى عضو قل ما يكون. وأما في أكثر الأمر فتكون الكيموسات ساكنة ثابتة في عضو واحد. تتمة: قال القرشي: المستفرغ قد يقصد به تنقيص المادة فلا يجب فيه انتظار إلا أن تكون المواد شديدة الغلظ واللزوجة وقد يقصد به استئصالها، فإن كان المرض مزمنا وجب انتظار النضج * وإن كان حادا فالأكثون على أن انتظار النضج (174) أولى خصوصا إذا كانت المادة في تجاويف المفاصل أو مداخلة للأعضاء أو بعيدة كما إذا كانت بقرب الجلد، اللهم إلا أن يكون المرض مهياجا فتكون المبادرة إلى الاستفراغ أولى. وقال بعضهم إن المبادرة إلى الاستفراغ في PageVW0P024A جميع الأمراض الحادة أولى وقد رد هذا والأمر الرابع من الأمور الخمسة يرشد إليه هذا الفصل. PageVW1P026B
22
[aphorism]
قال أبقراط: «ليس ينبغي أن يستدل على المقدار الذي يجب أن يستفرغ من البدن من كثرته» فإن ذلك لا يدل عليه دلالة * بينة (175) فإن الامتلاء قد يكون مفرطا فلا يدل الخارج مع كثرته على النقاء «لكنه ينبغي أن يستغنم الاستفراغ ما دام الشيء الذي ينبغي أن يستفرغ هو الذي يستفرغ والمريض محتمل له بسهولة وخفة» أي الذي يدل على النقاء أمران الأول أن الاستفراغ إذا انتهى إلى خروج عن النوع المقصود استفراغه فقد بلغ وحصل نقاء البدن منه، الثاني إذا انتهى حال المريض بالإسهال إلى عدم احتماله له وذلك يكون إذا انتهى المسهل إلى إخراج الصالح * المنتفع (176) به ويدل أيضا على النقاء كثرة العطش والنوم بعد الإسهال وحيث ينبغي الاستفراغ وذلك بأن يكون من النوع الذي ينبغي أن يستفرغ وقوة المريض محتملة له «فليكن الاستفراغ» حينئذ «حتى يعرض الغشي» الكائن عن كثرة الاستفراغ. أما الكائن PageVW0P024B عن خوف المريض أو عن خلط حاد ينصب إلى * فم (177) المعدة فلا يدل على مبالغة الاستفراغ «وإنما ينبغي PageVW1P027A أن يفعل ذلك» بأن تبالغ في الاستفراغ إلى حد الغشي «متى كان المريض * محتملا (178) له» أي للغشي. أما من لم يحتمل الغشي كالجبان أو من قلبه ضعيف فينبغي أن لا يفعل * ذلك معه (179) . مهمة: عبارة جالينوس صريحة في أن حصول الغشي حد لنهاية الاستفراغ وهذه عبارته وقد جربنا هذا الاستفراغ مرارا كثيرة لا تحصى فوجدناه ينفع منفعة قوية وذلك أن استفراغ الدم بالفصد إلى أن يحصل الغشي في الحمى المفرطة الحرارة تحدث للبدن كله على المكان برد ويطفئ الحمى وفي أكثر من يفعل به ذلك تستطلق بطنه ويجري منه عرق كثير وبعضهم ينتفع به منفعة عظيمة وتنكسر به عادية المرض وشدته ولا أعلم في الأوجاع الشديدة المفرطة علاجا أقوى وأبلغ من الاستفراغ إلى أن يعرض الغشي. تنبيه: قال ابن القف معنى قول أبقراط إنه إذا حصل الأمراض فلتستغنم الاستفراغ وتبالغ فيه حتى يعرض الغشي أنه على طريق المبالغة والتأكيد PageVW0P025A وليس معناه أن يجعل الغشي حدا للاستفراغ لأنه يشكل بأمر وهو أنه قد ينقي PageVW1P027B البدن من الشيء الذي يجب أن يستفرغ والغشي لم يحصل، فإن استمر الاستفراغ بعد الفراغ مما يجب استفراغه إلى أن يحصل الغشي تلف البدن، وإن لم يستمر فقد حصل النقاء وإن لم يحصل الغشي، أقول وهذا الإشكال مردود فإن الإمام أمر بالاستفراغ إلى حد الغشي ما دام المستفرغ من النوع الذي ينبغي أن يستفرغ وحال المريض محتمل له فإذا انتفى كون المستفرغ من النوع الذي ينبغي أن يستفرغ * فلا يستمر في الاستفراغ (180) إلى حد الغشي بل يجب القطع حينئذ * وهو مفهوم من عبارة الفصل (181) ومناسبة الفصل الذي سيذكر له من حيث اشتمال كل منهما على ذكر الاستفراغ.
23
[aphorism]
قال أبقراط: «قد يحتاج في الأمراض الحادة في الندرة» * قال جالينوس: إنه ليس يكاد أن تكون الأخلاط المولدة للأمراض في أوله مهياجة وإن اتفق أن يكون كذلك فليس يكاد أن يتفق الاستفراغ لما سيذكر من قوله: فينبغي أن يدبر الأمر على ما ينبغي (182) .«إلى أن يستعمل الدواء المسهل في أولها» لوجوه: الأول أن يكون المرض مهياجا، الثاني أن تكون المادة كثيرة PageVW1P028A فيخاف من استيلائها على الطبيعة في مدة الإنضاج، الثالث أن تكون القوة ضعيفة جدا فلا تفي بالصبر على المرض إلى وقت النضج، الرابع أن تكون المادة رديئة جدا فيخاف افسادها PageVW0P025B للمزاج أو بعض الأعضاء لو أبقيت إلى وقت النضج، الخامس أن تكون المادة دائمة الانصباب إلى العضو المأوف، السادس أن يكون ذلك لغرض التنقيص وبهذا علم أن هذا الحكم أعم مما ذكر في الفصل الذي أوله: إنما ينبغي أن يستعمل الدواء والتحريك «وإنما ينبغي أن يفعل ذلك» أي الاستفراغ المذكور «بعد أن يتقدم فيدبر الأمر على ما ينبغي» وذلك بأن يكون بتوق واحتياط في تهيئة الطرق * والاحتياط (183) من مقارنة مانع أو مؤذ لأن هذا الاستفراغ على خلاف الواجب. هذا والأمر الخامس من الأمور المقصودة في كل استفراغ هو كون المستفرغ من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن. وبتمام الفصل الدال عليه تمم المقالة الأولى.
24
[aphorism]
قال أبقراط: «إن استفراغ البدن من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن نفع ذلك» الاستفراغ PageVW1P028B لإخراجه المؤذي «وسهل احتماله» بعدم تضرر الطبيعة بمفارقته «وإن كان الأمر على ضد ذلك» بأن يكون من النوع الذي لا ينبغي أن ينقى منه كان الأمر عسرا لأنه لا تعقبه خفة ولا راحة ولا يحصل به نفع. تنبيه: قال ابن القف نقلا عن جالينوس أن هذا الفصل PageVW0P026A محصور في الفصل الذي أوله أن كل ما يستفرغ من البدن عند استطلاق البطن والقيء الذين يكونان طوعا من النوع الذي ينبغي أن ينقى منه البدن نفع ذلك وسهل احتماله، وإن لم يكن كذلك كان الأمر على الضد غير أنه لما كان قد تكلم في الإسهال الذي يفعله الأطباء وإنما تجتمع الشروط التي لا بد منها في تحديد ذلك ذكر هذا الفصل على سبيل التذكار ثم قال والحق عندي أن حكم هذا الفصل مغاير لحكم الفصل الأول وذلك لأن الإمام أبقراط اشترط في الأول أن يكون الاستفراغ طوعا وفي هذا الفصل لم يذكر هذا الشرط بل جعله مطلقا فهو أعم منه لأنه شامل للطوعي والصناعي.
المقالة الثانية من المقالات السبع المرتب عليها الكتاب
تشتمل على فصول PageVW1P029A الأول منها في الكلام على النوم واليقظة لأن الغرض من الطب حفظ الصحة وإزالة المرض وذلك موقوف على استعمال الستة الضرورية بحسب الإمكان وهي: الهواء المحيط بأبداننا، وما يؤكل ويشرب، والحركة والسكون، والنوم واليقظة، والاستفراغ والإحتباس، والحركة والسكون النفسانيان وما يتناول. أما PageVW0P026B الاستفراغ والإحتباس فقد تقدم * الكلام (1) عليهما في المقالة الأولى وسيأتي الكلام على بقية الأسباب متفرقا.
1
[aphorism]
قال أبقراط: * النوم وهو عبارة عن رجوع الحرارة الغريزية إلى الباطن طلبا لإنضاج الغذاء ويتبعها الروح النفساني لاضطرار الخلاء واعلم أن النوم (2) ينقسم إلى طبيعي وهو الكائن عن عقيب استعمال الغذاء، وإلى ما ليس بطبيعي وهو الكائن * عقب (3) التعب طلبا للراحة، وإلى خارج عن المجرى الطبيعي وهو السبات. وليس الكلام فيه إن كان في مرض من الأمراض يحدث وجعا أي ضررا فذلك من علامات الموت وذلك وذلك لأن الطبيعة أقوى ما تكون على حال المرض في وقت النوم لاجتماع الحار الغريزي في الباطن PageVW1P029B وإذا كان للمرض من القوة بحيث يغلب الطبيعة في هذه الحالة ويزيد في الضرر فبالحري أن يدل ذلك على غاية المكروه. وجالينوس حمل الوجع على الضرر الخاص وهو الحاصل من النوم في وقت المنتهى والانحطاط وإذا كان النوم ينفع في المرض فليس ذلك من علامات الموت أي أنه لا يدل على الموت وأما دلالته على الصلاح والصحة فإنما * يكونان (4) إذا كان ذلك النفع أكثر من المتوقع منه في العادة ويريد بهذا الحكم ما يذكر الآن.
2
[aphorism]
قال أبقراط: متى سكن النوم اختلاط الذهن PageVW0P027A * الناشئ (5) عن * حرارة (6) أو يبس * أو أبخرة (7) صفراوية فذلك علامة صالحة وهو ظاهر. وفي معنى اختلاط الذهن سكون الوجع ونضج المادة وتحليل الورم هذا والإفراط في النوم مضر.
3
[aphorism]
قال أبقراط: النوم * وقد تقدم معناه في الكلام على صدر المقالة (8) والأرق وهو يقظة مفرطة وخروج عن الأمر الطبيعي فيه * وذلك لأن اليقظة سببها المادي يبوسة معتدلة (9) وهذان إذا جاوز كل منهما المقدار القصد اي المقصود بحسب القوانين الطبية PageVW1P030A وذلك بأن يكون كل منهما مفرطا فتلك علامة رديئة لأن ذلك * يدل (10) على سوء * المزاج المفرط (11) أما النوم فعلى فرط برد مخدر للدماغ أو فرط رطوبة مرخية مانعة من نفود الروح فتغلظ جوهر الدماغ وتكدره وتمنع المواد من التحليل وترخي آلات القوى النفسانية وتحدث أيضا لفرط تحلل الروح وأما الأرق فعلى فرط اشتعال الدماغ أو حدة الأبخرة المتصعدة إليه واشتعال الروح وناريتها لفرط حرارة أو يبس فتجفف جوهر الدماغ وتضعف القوى النفسانية بفرط التحليل. تنبيه: اعلم أن النوم الطويل ليس يتوقف كونه علامة رديئة على كونه ثقيلا كما ظن بعضهم انتهى. ومناسبة ما سيذكر لما قبله ظاهر من حيث أن الأفراط في الشيء ضار. PageVW0P027B
4
[aphorism]
قال أبقراط: لا الشبع أي الامتناع من الطعام ولا الجوع أي الشهوة الكاذبة وأما الصادقة فلا توصف بإفراط. قال القرشي أن الإمام عمم الحكم في جميع الأشياء الطبيعية بقوله ولا غيرهما من جميع الأشياء بجمود إذا كان مجاوزا للمقدار الطبيعي أما الشبع PageVW1P030B فلدلالته على فرط الامتلاء أو فرط حرارة المعدة أو على بطلان حس فم المعدة أو ضعف الكبد أو موت القوة الشهوانية وأما الجوع فلدلالته على شدة برودة المعدة أو فرط احتراقها أو انصباب خلط حامض لذاع إليها وإنما قال ليس بمحمود ولم يقل أن ذلك رديء لأن الشبع والجوع المفرطين قد لا يكونان رديئين كالجوع الذي يكون * في (12) أوائل الحمى لالتفات الطبيعية إلى إنضاج المادة والجوع والذي يكون للناقهين لاشتياق الطبيعة إلى ما يخلف بدل ما تحلل. تنبيه: النافع هو كل ما يجلب خيرا. والضروري هو الذي لا يمكن التخلي عنه سواء كان من أفعال الطبيعة الخاصة بالشيء الذي هو ضروري له أو لا يكون، فيكون أخص من النافع PageVW0P028A والطبيعي هو المنسوب إلى الطبيعة فيكون أخص من الضروري وأعلم أن الإعياء من جملة الأشياء الخارجة عن الاعتدال أيضا.
5
[aphorism]
قال أبقراط: الإعياء وهو كلال يعتري القوة المحركة عند تحريكها للعضو الذي لا يعرف له سبب وذلك * لأن (13) الإعياء إن كان سببه كثرة المواد فهو أردى ويسمى عند الجمهور الإعياء الذي لا سبب له وإن كان له سبب في الحقيقة لأن السبب PageVW1P031A المعروف للإعياء هو الحركة وإن كان سببه الحركة فهو أسلم ويسمى الرياضي والإعياء المذكور في الكتاب ينقسم إلى مفرد ومركب والأول ينقسم إلى أربعة أقسام: الأول القروحي وهو ما يحس منه في البدن بألم كألم القروح. والثاني التمددي وهو ما يحس منه في البدن بتمدد. والثالث الورمي وهو ما يكون معه البدن كالمنتفخ حجما ولونا والرابع القشفي وهو ما يحس صاحبه كأنه أفرط به الجفاف * واليبس (14) والثاني هو المتركب عن هذه بعضها مع بعض. قال القرشي وبالجملة فهو ينذر بمرض وقال ابن القف أن المنذر PageVW0P028B * بالمرض (15) هما القسمان الأولان وذلك لأنه قسم الإعياء إلى قسمين مفرد ومركب ثم قسم المفرد إلى القسمين المذكورين أعني القروحي والتمددي. والمركب سماه بالورمي ثم قال أن الورمي لا ينذر بالمرض لأنه ورم والورم مرض. أقول بعد تسليم أن هذا النوع ورم حقيقة * وإلا فهو ممنوع (16) أن هذه العلة تبطل كون الإعياء مطلقا منذرا بمرض لأنه من حيث هو فهو مرض ولو سلم فيكون * مرضا منذرا (17) بمرض ولا امتناع في ذلك، انتهى. ومناسبة الفصل الذي سيذكر لما قبله من حيث PageVW1P031B أن الأول متعلق بالآفة المتعلقة * بالحركة البدنية والثاني يشتمل على الآفة المتعلقة (18) بالحركة النفسية.
6
[aphorism]
قال أبقراط: من بوجعه شيء من بدنه مراده بالوجع الحالة التي يجب عنها الوجع أعني المرض * كالحمرة مثلا وبهذا (19) يندفع ما قيل أن قوله «يوجعه» * مناف (20) لقوله ولا يحس بوجعه * وهو (21) الإحساس بالمنافي من حيث هو * مناف (22) بغتة في أكثر حالاته فعقله * مختلط (23) وذلك لأنه إذا كان * لاختلاط (24) العقل فإنه قد يحس به في بعض PageVW0P029A الأوقات وهو عندما يصحوا ذهنه. تنبيهان: الأول: يحصل * عدم (25) الإحساس أيضا * بألم (26) أعظم منه، فتشتغل النفس بالأعظم عن الضعيف * ويحصل (27) أيضا بكون العضو المألوم عديم الحس. التنبيه الثاني: قال في الصحاح اختلط فلان أي فسد عقله. ولما ذكر الوجع أعني الإحساس بالمنافي من حيث هو * مناف (28) بغتة فهم منه إن الذي يحدث قليلا قليلا لا يحس به أيد ذلك بما يذكر الأن.
7
[aphorism]
قال أبقراط: الأبدان التي تهزل قال في الصحاح الهزال ضد السمن في زمان طويل وحينئذ يكون على التدريج فلا يكون للطبيعة شعور به ويكون قد ألفته * لطول (29) زمانه ويكون الخصب كالغريب فينبغي أن PageVW1P032A يكون إعادتها بالتغذية إلى الخصب بتمهل لعسر إعادتها إلى الحالة الأولى لما ذكر. قال في الصحاح: المهل بالتحريك التؤدة وتمهل في أمره اتأد. والأبدان التي ضمرت أي هزلت في الزمان يسير وذلك بأن يكون لسبب قوي عارض دفعة فتكون الطبيعة مدركة له ويكون كالقريب من المزاج الطبيعي وهذا علة PageVW0P029B قوله ففي زمان يسير تخصب لسهولة ردها حينئذ إلى الحالة الطبيعية. هذا ومن جملة المهزولين الناقه.
8
[aphorism]
قال أبقراط: الناقه من المرض قال في الصحاح: «نقه من المرض بالكسر نقها» مثل تعب تعبا «وكذلك نقه نقوها» مثل كلح كلوحا «فهو ناقه إذا صح وهو في عقب علته» إذا كان ينال أي يشتهي ويمتلئ من الغذاء وليس يقوى به وذلك إذا لم تتراجع قوته إلى الحالة التي كانت عليها من الصحة فذلك يدل على أنه يحمل على بدنه منه أي من الغذاء أكثر مما يحتمل قال جالينوس: وقصته أن الطعام الذي يتناوله ليس يغتذي به بل هو ثقل يقع على بدنه وإذا كان كذلك أي لا يقوى بالغذاء وهو لا ينال منه مقدارا كافيا دل على أن بدنه أي الناقه يحتاج إلى PageVW1P032B استفراغ. اعلم أن أبقراط يستعمل الاستفراغ في إخراج الكيموسات المتزايدة مع حفط نسبتها، والإسهال فيما إذا غلب واحد منها وأريد إخراجه. هذا وما يذكر الآن يستعمل على بيان ما يحب قبل الاستفراغ. PageVW0P030A
9
[aphorism]
قال أبقراط: كل بدن تريد تنقيته وذلك لأن استفراغ مثل هذه البقايا تسمى تنقية بحسب العادة فينبغي أن تجعل ما تريد إخراجه من الفضلات الرديئة * منه أي من البدن (30) يجري فيه بسهولة وذلك بتفتيح المجاري وتعديل قوام الفضلة وغير ذلك مما يهيئ الفضلات للإخراج فلا يحوج إلى استعمال أدوية قوية مضعفة فلا يحصل للناقه بالاستفراغ المذكور زيادة ضعف على ما ناله من مقاومة المرض المتقدم * فحينئذ (31) يجب الاستفراغ ويؤيد هذا دليلان * الأول (32) :
10
[aphorism]
قال أبقراط: البدن الذي ليس ينقى كلما غذوته بغذاء ولو كان محمودا فإنما تزيده ضررا على الحاصل له من عدم النقاء وذلك لاستحالة الغذاء فيه إلى الكيموس الرديء. تنبيه: اعلم أن الرازي ناقض هذا الحكم بشخص في معدته خلط رديء، يسير المقدار، يمكن ان يصلح بالغذاء الجيد الذي يرد عليه فلا يزداد PageVW1P033A شرا بل * إصلاحا (33) . وأجاب عنه ابن أبي صادق بأن هذا الشخص لا يطلق PageVW0P030B عليه بأن بدنه غير نقي ثم أيد هذا بأنه لو أطلق عليه لكان أكثر الأصحاء ليسوا بنقيي الأبدان، انتهى. وهذه الأغذية تختلف في إحداث الشر بسبب عدم اللطافة أو اللطافة * كالشراب (34) .
11
[aphorism]
قال أبقراط: لأن يملأ البدن الغير النقي من الشراب أي الخمر أسهل عليه وأقل في أحداث الشر من أن يملأ الطعام وذلك لأن الشراب غذاؤه ألطف وتحلله أسرع. واعلم أن تواتر السكر يوقع في فساد مزاج الدماغ فيبلد، ويحدث السكتة والصرع والفالج والرعشة والتشنج الإمتلائي والكزاز والغشي والخفقان والموت فجأة والإسهال الكبدي. هذا وما يذكر الآن يدل على الدليل الثاني:
12
[aphorism]
قال أبقراط: البقايا التي تبقى من الأمراض بعد البحران من عادتها أن تجلب عودة من المرض لأن البقية التي بقيت من مواد الأمراض إنما هو لعجز الطبيعة عن دفعها وهذه إذا ورد عليها غذاء أفسدته فيكثر وحينئذ فتستولي على الطبيعة وتفسد وتوجب المرض. PageVW0P031A تنبيه: إنما قال بعد البحران ولم يقل في الناقه لكون كلامه فيه، ليوصل به في فصل في أحكام البحران.
13
[aphorism]
قال أبقراط: إن من يأتيه البحران قد يصعب عليه مرضه في الليلة التي قبل نوبة الحمى التي يأتي فيها البحران وذلك لأنه فصل بين المتقابلين أعني الطبيعة والمرض فلا بد من مثال يتقدمه وهو موجب لصعوبة المرض، وأكثر ما يكون ذلك في الليل لأن الأمراض كلها تشتد في الليل لاشتغال الطبيعة بها خصوصا في الليلة التي قبل نوبة الحمى التي يأتي فيها البحران ثم في الليلة التي بعدها أي النوبة يكون المرض أخف على الأمر الأكثر وذلك لأن البحران سواء كان تاما أو ناقصا، محمودا أو مذموما فإنه في الأكثر يعقبه خف. أما التام فظاهر، وأما الناقص قد استولت فيه على المرض نوعا من الاستيلاء، وأما المذموم فلأن الطبيعة قد يئست فيه عن المقاومة للمرض فتركت المجاهدة وحينئذ يحصل الخف لعدم العلق والكرب. وأكثر ما يكون ذلك في الليلة التي PageVW0P031B بعد البحران هكذا علله القرشي ثم سأل سؤالا مرتبا على التعليل المذكور وهو أنه يلزم أن تكون الخفة حاصلة عقيب كل بحران وأجاب بأنه لا يلزم ذلك لأن من البحارين ما يعقبه الموت فلا يظهر بعده خف فيكون حاصل كلامه أن قول الإمام على الأكثر راجع إلى حصول الصعوبة في الليلة التي قبل البحران والخف في الليلة التي بعده. وجالينوس علل ذلك بتعليل آخر وهو أن أكثر البحارين تأول إلى السلامة إلا في الوباء فيكون حاصله أن قول الإمام على الأكثر راجع إلى البحارين المحمودة وتبعه ابن أبي صادق وابن القف بل قال إنه الحق معللا ذلك بأن ما يحط عقيب البحارين غير المحمودة لا يسمي خفة في الإصطلاح بل فترة وبأن الطبيعة مقهورة للمرض. وأقول الحق يرجع إلى ما يراد بالخفة فإن كان المراد بها الحالة التي تحصل عند ترك المجاهدة فيكون ما ذهب إليه القرشي متوجها وكفاك شاهدا على هذا ما يشاهد في مدة المرض من صعوبته عند المجاهدة وخفته عند ترك المجاهدة حتى أن كثيرا من المرضى PageVW0P032A تحصل لهم حالة كالراحة وكالقوة حتى ربما تحرك بعضهم حركة قوية بعد العجز عما هو دونها وربما صحي ذهن بعضهم بعد الاختلاط وإن كان المراد بها الحالة التي تحصل عقيب قهر الطبيعة للمرض وذلك في البحارين المحمودة فيكون ما ذهب إليه جالينوس متوجها مع أن هذا المعلل اعترف بما يحصل عقيب استلاء المادة المرضية على الطبيعة خفة، وذلك في البحث الثاني من الكلام على قول الإمام لا ينبغي أن تغتر بخفة يجدها المريض في المقالة الثانية. هذا ومن جملة البحارين المحمودة التي يعقبها الخف استطلاق البطن.
14
[aphorism]
قال أبقراط: استطلاق البطن سواء كان صناعيا أو طوعيا قد ينتفع باختلاف ألوان البراز وذلك بأن يكون مختلطا بالأخلاط الغير الطبيعية الغالبة على البدن وهذا يكون لاستفراغها وحينئذ لا يخفى نفعه بخلاف الكائن لسبب اختلاطه بالأخلاط الطبيعية فإنه لا ينتفع به لأنه من النوع الذي لا ينبغي إخراجه ولذا قال قد ينتفع به بإختلاف ألوان البراز إذا لم يكن تغيره أي البراز إلى أنواع منه رديئة مثل PageVW0P032B الصديدي والعسالي والروياني فإن خروج هذه لا ينتفع بها وإن كانت تدل على أن فساد المواد فيها أكثر لأنها لا يعقبها صلاح. هذا ومناسبة ما سيذكر لما قبله ظاهرة، من حيث أن ما يبرز من البدن يدل على الخلط الغالب.
15
[aphorism]
قال أبقراط: متى اشتكى الحلق أو خرج في البدن بثور أو خراجات سواء كان ذلك ببحران أو بغير بحران، وبالجملة يكون لمادة فاسدة دفعتها الطبيعة إلى هناك فينبغي حينئذ أن تنظر وتتفقد ما يبرز من البدن من العرق والبول والبراز فإن كان الغالب عليه المواد والأخلاط الفاسدة كان البدن مع ذلك * عليلا (35) بدلالة الخارج على عدم النقاء وأن المادة لم تندفع بكليتها إلى الحلق أو إلى الجلد وحينئذ يحتاج إلى الاستفراغ وإن كان ما يبرز من البدن مثل ما يبرز من البدن الصحيح فكن على ثقة من التقدم على أن تغذو البدن. لدلالة ما يبرز على النقاء. هذا وما يذكر الآن مناسب من حيث اشتمال كل منهما على حلم من أحكام الغذاء.
16
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان بإنسان جوع وهو على قسمين: عام لجميع الأعضاء PageVW0P033A خال عن الشعور وهو عبارة عن احتياج الأعضاء إلى الغذاء، أو خاص بالمعدة ويكون معه الشعور وهو عبارة عن الإحساس عند استعمال الغذاء. وهو على نوعين: صادق وهو الذي يكون الإحساس به كذلك، وكاذب وهو الذي يكون الإحساس به كذلك. ومراد أبقراط بالجوع هذا الصادق لأن الكاذب ينبغي أن تستعمل فيه الحركة للتحليل وتخفيف المادة الفاسدة من البدن وأما من كان به الصادق فلا ينبغي أن يتعب حتى يغتذي لأن التعب محلل ومن به هذا الجوع تكون أعضاؤه خالية من الرطوبات فيخف بدنه لذلك. تنبيه: ترك غير التعب أولى كالاستفراغ والفصد لكونه أكثر إخراجا. مهمة: من الناس من ينبغي له أن يتعب على الجوع وهو المفرط في الخصب. تتمة: الجوع منه إرادي كالصوم والحمية، ومنه غير إرادي كالحادث عند الجدب. هذا و ما يذكر الآن يتعلق بالغذاء أيضا.
17
[aphorism]
قال أبقراط: متى ورد على البدن غذاء خارج عن الطبيعة خروجا كثيرا في الكم الكيف قال جالينوس: وهذا PageVW0P033B هو مراد الإمام هنا. قال ابن القف: وهذا وإن كان حق فإنه يرد عليه أن الغذاء إذا أطلق فالمراد به الغذاء الصرف ثم قال والذي صح عندي أن مراده بالغذاء الغذاء الصرف فإن ذلك أي ورود الغذاء الخارج عن الطبيعة في الكم والكيف يحدث مرضا بواسطة الامتلاء بحسب الأوعية وبحسب القوة وبهذا يندفع ما قيل أن ذلك ليس يحدث للمرض بل يحدث الامتلاء ويدل على ذلك برؤه قال القرشي: والمعنى أنه يدل على نوع ذلك المرض برؤه ووجه الدلالة إن برء الأمراض بالضد فالمرض الذي يبرأ بالأشياء الحارة يعلم أنه بارد والذي يبرأ بالأشياء الباردة يعلم أنه حار وعلى هذا مشى ابن أبي صادق وقال ابن القف: المعنى أن الغذاء الخارج عن الطبيعة في الكم، وهو الذي صح عنده، يضر بالبدن بواسطة الامتلاء يدل عليه برؤه بما يقابله أعني الاستفراغ بالفصد مثلا. تنبيهان: الأول قال جالينوس لو قال ومما يدل عليه برؤه لكان أجود لأن البرء بعض ما يدل وبين ذلك بقوله بأنه من أكثر الغذاء أو استعمل من الرياضة التي كان PageVW0P034A يستعملها ثم وجد حمرة في عينيه * وثقلا (36) في بدنه * وانتفاخا (37) في عروقه توهم أن مرضه من كثرة تناول هذا الغذاء فإذا استقر غناه انتفع فصح عندنا أنه من كثرة الغذاء بالعلامات المذكورة والبرء. فيكون البرء * بعضا (38) من الدلالة قال ولعله مراد الإمام لكنه حذفه من لم يفهمه. التنبيه * الأول (39) : اعلم أن ضرر هذا الغذاء بالجيعان شديد لأن الامتلاء عقيب الجوع الشديد المستمر أياما فقال وهذا هو سبب حصول كثرة الوباء بعد سنين الغلاء. التنبيه الثاني: قال جالينوس ويحتمل هذا الفصل * نوعا (40) آخر من التفسير وهو أن معنى قوله خارج عن الطبيعة هو الخروج في الكيفية غير أن مثل هذا الغذاء إذا كان يسيرا لم يحدث مرضا كحال الأدوية المفسدة للبدن مثل البيروج والأفيون والأفربيون فإنها متى تناول منها المقدار اليسير لم تضر البدن فلذلك قال كثير ويشكل عليه أن الغذاء حيث ما أطلق فالمراد به الصرف. انتهى والفصل الذي يذكر الآن يشتمل على بعض أحكام الغذاء أيضا.
18
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأشياء اللطيفة غذاء صرفا PageVW0P034B أو دواء يغذوا سريعا بطبعه وذلك بأن يستحيل ويتشبه بالعضو بسرعة وبهذا يندفع ما قيل أن الغذاء اللطيف يختلف بسرعته بحسب طباع الأشخاص دفعة أي في زمان قصير فخروجه أيضا يكون سريعا قال ابن القف نقلا عن جالينوس أن قوما فهموا من الخروج أن يكون سريع التحلل من البدن. قال جالينوس: «وهذا حق» غير أن الخروج في اللغة اليونانية في الغالب لا يطلق إلا على خروجه من البطن بالبراز وهو الذي اختاره ابن أبي صادق اختار الأول. قال ابن القف أن هذين التفسيرين ليس بينهما منافاة وذلك لأن الغذاء اللطيف ينقسم إلى ما هو كثير التغدية قليل الفضلة وفي مثل هذا يجب أن يكون المراد بخروج التحلل من البدن لعدم اهتمام الطبيعة بخروجه بالبراز لقلة الفضلة، وإلى ما هو قليل التغدية كثير الفضلة وفي مثل هذا يجب أن يكون المراد بالخروج خروجه بالبراز لكثرتها. والذي يظهر، وجوزه جالينوس، وعليه مشي القرشي، أن المراد بالخروج الأمران أي يكون خروجه من البطن سريعا وكذلك تحلله PageVW0P035A من البدن. تنبيه: اعلم أنه يدل على أن الغذاء يغذوا سريعا قوة النبض وعظمة وقوة الحركات الإرادية. تتمة: قال جالينوس في شرح هذا الفصل قولا وحاصله أن المعدة تحظى أولا من الطعام المسمى بالكيلوس فيحدث منه الأوفق وتوزعه بين طبقاتها. فإذا استغنت عنه دفعته عنها. وأورد عليه الرازي شكا * وهو (41) أنه إذا كانت تغتذي على هذا الوجه بمجيء الأوردة إليها لا فائدة فيها. وأجاب ابن القف بأن المعدة لها طبقة داخلة تغتذي من الكيلوس وخارجة تغتذي مما يجيء لها في الأوردة. واعلم أنه قد تقدم علامات تدل على الصلاح وعلامات تدل على الفساد كالنوم مثلا ومع هذا فلا يكون بذلك في غاية الثقة في الأمراض الحادة.
19
[aphorism]
قال أبقراط: إن التقدم بالقضية بأن يحكم على المريض بما يؤول إليه أمره في الأمراض الحادة بالموت كانت أو بالبرء ليست تكون على غاية الثقة لسرعة حركة المواد الكثيرة الفاسدة فيها إلى القلب وعنه إلى الأطراف بخلاف الأمراض المزمنة فإن الحكم فيها بما تقتضيه العلامة يكون PageVW0P035B الثقة به أكثر لبطء حركة موادها مع قلتها. تنبيه: اعلم أن جالينوس مثل للمرض الحاد الخالي عن الحمى بالفالج وهو مشكل. وأجاب عنه ابن القف بأن الفالج له اعتباران أحدهما بالنسبة إلى حدوثه والثاني بالنسبة إلى زواله وبرءه فإن نظرنا إليه بالاعتبار الأول كان مرضا حادا لأن حصوله قصير وهو شديد الخطر ولذلك لا يجوز الإقدام عليه في الابتداء إلا بالعلاج المعتدل الخفيف. مهمة: قال الرازي هذا الكلام من الإمام فيه نظر وذلك لأن لكل مادة علامة تخصها ولكل عضو علامات تخصه فإذا حلت المادة في عضو من الأعضاء ضبطنا علامات كل منهما وحكمنا بالبرء أو بالموت حكما صحيحا. قال ابن القف: «وهذا وإن كان حقا غير أن زمان حلول المادة في العضو في الأمراض الحادة لقصره لا يمكننا أن نضبط جميع علامات كل منهما حتى نحكم بالموت أو بالبرء» ولهذا قال ليس في غاية الثقة وإلا فقد يحكم في الأمراض الحادة بأحكام دالة على الموت أو على البرء. تنبيه: الحكم الذي تقتضيه العلامة في الصحة أقوى وأوثق يؤيد هذا ما نذكر الآن.
20
[aphorism]
قال أبقراط: من PageVW0P036A كانت بطنه في الشباب لينة وذلك يكون لكثرة الصفراء في هذا السن لحرارته فيندفع قسط وافر من الصفراء إلى الأمعاء فيلذعها ويغسلها ولضد ذلك فإنه إذا شاخ يبس بطنه وأشار إلى ما يقابل هذا الحكم بقوله ومن كان في شبابه يابس البطن لإفراط حرارة معدته فتضعف الشهوة للطعام ويقوي الهضم فيكون المتناول من الغذاء قليلا فيقل الفضل المندفقة من بطنه فإنه إذا شاخ لان بطنه لنقص الحرارة حينئذ فتنهض الشهوة للغذاء ويضعف الهضم فيكون الوارد من الغذاء كثيرا فتكثر الفضل المندفعة من البطن. تنبيه: محل هذا الحكم ما إذا كان اليبس واللين المذكورين بسبب السن نفسه انتهى. وما يذكر الآن يؤيد أن برد المعدة يقوي الشهوة وحرها يرخي الشهوة.
21
[aphorism]
قال أبقراط: شرب الشراب يشفي من الجوع الكلبي. قال بذلك جالينوس وتبعه القرشي وأبطل قول من قال أن مراد الإمام به بيليموس بأن هذا المرض سقوط الشهوة لا الجوع وأما الجوع بإنما يكون في ابتدائه، وقال ابن أبي صادق إلى أنه يجوز أن يراد به الجوع الكلبي وبيليموس ويكون PageVW0P036B تبع الشراب لبيليموس تبعه للجوع الذي في ابتدائه واختاره ابن القف أيضا لكن قال أن تبع الشراب في بيليموس هو سرعة نفوذه وسرعة استحالته وتقويته للروح والقلب. تنبيه: مراده بالجوع الكلبي ما كان عن جوع المعدة هذا وما يذكر الآن كالتتمة لما قبله.
22
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأمراض يحدث من الامتلاء فشفاه يكون بالاستفراغ أي خلاء البدن من المدة الفاسدة سواء كان بالإسهال أو بالفصد أو بالإسهال أو بالإدرار أو غير ذلك وما كان منها أي من الأمراض يحدث من الاستفراغ فشفاه يكون بالامتلاء قال ابن أبي صادق أن جالينوس يرى أن مراد أبقراط بقوله بالامتلاء والاستفراغ ما لم يحدثا مرضا بقرينة استعمال الإمام لفظة المضادة عند قوله وشفاء سائر الأمراض يكون بالمضادة فإن هذا هو العلاج البسيط المستعمل في إزالة السبب. ويكون تقدير الكلام ما كان من الأمراض التي من شأنها أن يستفرغ البدن في الأول وفي الثاني وهذا التدبير يسمى التقدم بالحق وأما إذا حدث عن الامتلاء والاستفراغ PageVW0P037A المرض فالعلاج يكون حينئذ مركبا من هذا العلاج ومن تدبير المرض لمن جوز أن يراد بذلك الأمراض أنفسها وحينئذ تكون المعالجة بالضد في الحقيقة مركبة. واعلم أن للأطباء * قاعدتين (42) في العلاج الأولى أشار إليها بقوله وشفاء سائر الأمراض يكون بالمضادة. والقاعدة الثانية هي حفظ الصحة بالمثل وقد أورد على كل منهما شكوك ومن جملتها أن علاج الأمراض إذا كان بالضد يجب أن تبرأ الأمراض كلها في ساعة واحدة وجوابه بأن الأمراض بالطبع تستحق أن تبقى زمانا يأتي بحارينها فيها وإليه يشير الفصل الذي يذكر الآن.
23
[aphorism]
قال أبقراط: إن البحران يأتي في الأمراض الحادة بقول مطلق في أربعة عشر يوما وإنما كانت الأمراض الحادة مضبوطة البحارين لأن الأمراض المزمنة قد تطول حتى يفنى العمر قال ابن أبي صادق مراده بالمرض الحاد ما يكون متصلا، ونقصه ابن القف بالغب الخالصة فإنها تنقضي في المدة المذكورة مع حسن التدبير ومع ذلك فليست متصلة ثم ذكر كلاما حاصله أن الحق أن يراد بالمرض ما ذكر أولا. فائدة: إنما نص PageVW0P037B على هذه الأمراض لأنها أقوى البحارين وأشرفها وأسلمها. هذا و ما يذكر الآن يشتمل على بيان أيام البحران.
24
[aphorism]
قال أبقراط: ينبغي أن نقدم أمام الكلام على هذا مقدمتين. الأولى: في تحقيق القول في الأرابيع والأسابيع المنسوبة إلى تأثير نور القمر بحسب المنازل التي ستذكر وذلك بحسب جري العادة من الله تعالى. فنقول: اعلم أن مدة دور العمر من الاجتماع الأول إلى الاجتماع الثاني تسعة وعشرون يوما وخمس يوم وسدس يوم والسدس والخمس ثلث يوم تقريبا فينقص من هذه المدة مدة الاجتماع وهي التي يكون القمر فيها * خاليا (43) من النور وهي يومان ونصف وثلث. فتبقى مدة الدورة وهي الباقي بعد الإسقاط ستة وعشرون يوما ونصف فيقع البحران في السابع * والعشرين (44) ونصف هذه الدورة ثلاثة عشر يوما وربع، فيقع البحران في الرابع عشر ونصف، نصفها ستة أيام ونصف وثمن، فيقع في السابع ونصف ذلك ثلاثة أيام ونصف وربع ونصف ثمن، فيقع في الرابع وهو أيضا يوم إنذار والدليل على أن لنور القمر * تأثيرا (45) في الرطوبات زيادة البحار والأعين PageVW0P038A وزيادة أدمغة الحيوانات وأخلاط البدن وسرعة إدراك الثمار وزهوها حتى أن المباشرين لها يسمعون لذلك صوتا قويا عند زيادته ونقصانا عند نقصانه. المقدمة الثانية: الأرابيع والأسابيع على نوعين: متصلة ومنفصلة أما الأرابيع فاعلم أن الأول والثاني منها متصلان وذلك لأن الرابع ثلاثة أيام وربع يوم وثمن يوم وهو أقل من نصف يوم فجعل مشتركا بين الأول والثاني للقاعدة. وهي أن الحساب إذا استغرق أكثر من يوم فضلوا بأن تهمل بقيته لعدم تأثير الطبيعة في مادة المرض فيها لقصرها * وابتدأوا (46) من اليوم الذي بعده. وإن لم يستغرق أكثر من يوم وصلوا. والثاني والثالث منفصلان وذلك لأن الرابوعين ستة أيام ونصف يوم وربع يوم وهو أكثر من نصف يوم فترك وابتدأ بالأسبوع الثاني من اليوم الثامن على ما ذكره الإمام أبقراط هنا والثاني والثالث منفصلان وذلك لأن الأسبوعين ثلاثة عشر يوما ونصف وربع فجعل مشتركا وعلى هذا فقس. فائدة: المرض له ابتداء عند الطبيعة فغير مشعور به وأما الكائن عند المريض PageVW0P038B فهو من وقت أن يطرح نفسه على الفراش وفيه نظر. فإن كثيرا من المرضى يتحملون ألم المرض ولا ينامون وأما الكائن عند الطبيب فهو من حين ظهور العقل وهذا هو الحق. إذا تقرر هذا فيقال اليوم الرابع منذر بالسابع لأن يوم الرابع نصف السابع قال القرشي لكنه يتقدم عن ذلك أو يتأخر خصوصا في مثل الغب لأن البحران والإنذار لا يتفقان في الأكثر إلا في يوم النوبة فيقدم إلى الثالث أو يتأخر إلى الخامس هذا والبحارين الشهرية منسوبة إلى حركة الشمس والسنوية إلى حركة زحل بحسب جري العادة من الله تعالى. فائدة: يوم الإنذار هو الذي تتبين فيه آثار ما دالة على مناهضة الطبيعة للمرض أو عدمه لا للفصل بل للنهي. وأيام الإنذارات قد تكون أيام بحرانات أيضا وأول الأسبوع الثاني من الأسابيع اليوم الثامن لأن هذين الأسبوعين منفصلين كما تقدم والمنذر باليوم الرابع عشر الحادي عشر لأنه الرابع من الأسبوع الثاني واليوم السابع عشر أيضا يوم إنذار العشرين أو الحادي والعشرين على الخلاف لأنه PageVW0P039A الرابع من اليوم الرابع عشر فيكون نصف الأسبوع الثالث وقوله واليوم السابع من الحادي عشر تأكيد بأنه يوم إنذار لأنه إذا كان يوما ما يوم بحران فدلالته على الإنذار أولى. تنبيه: اخصاص حركة الطبيعة للإنذار والبحران في هذه الأيام المذكورة بحلول القمر فيها بحسب دورته وذلك لأن المرض إذا حصل والقمر في نقطة ما من فلكه حسب ابتداء المرض من تلك النقطة فإذا أصار إلى مقابل تلك النقطة وهو الرابع عشر من مرضه بعد إسقاط مدة الاجتماع صارت تلك الحالة إلى ضد ما كانت عليه فإن وافق هذه الحركة قوة القوة وطوع المادة للاندفاع والتدابير الطيبة الجارية على النظام الطبيعي بحرن المرض ببحران جيد وإن كان بالعكس بحرن ببحران ناقص أو رديء. ويطرد هذا في جميع الأمراض التي تحدث في أول الشهر أو في وسطه أو في أخره إلا أن ابتداء المرض متى حصل مع استهلال القمر إلى نهاية زيادة نوره كانت قوته قوية جدا وإن حدث من نهاية زيادته إلى انمحاق نوره كانت بعكس ذلك وقيل أن الاختصاص لغير ما ذكر ولما بين أن PageVW0P039B من الأمراض ما تستحق بطبعها أن تبقى مدة معينة فالفصل الذي يذكر الآن يشتمل على بيان أنها تختلف في هذه المدة بحسب ما يعرض.
25
[aphorism]
قال أبقراط: إن الرابع الصيفية أي المبتدأة بالصيف، والربع حمى تحدث عن عفونة السوداء إما داخل العروق وتسمي الربع اللازمة ووجودها نادر، أو خارجها وتسمى الربع الدائرة. ومن السوداوية أيضا الخمس والسدس والسبع والصيفية منها ومن جميع الأمراض، في أكثر الأمر تكون قصيرة إذ تخصيصه الربع بالذكر إنما هو على سبيل المثال وإنما كانت قصيرة لأن حرارة الهواء إن وجدت الطبيعة مستولية على المرض أعانتها بتحليل المادة فيبرأ المرض سريعا وإن وجدت المريض مستوليا أعانته بتحليل القوة فيعطب المريض سريعا. والشتاء تطول الأمراض فيه لضد ذلك. وفهم من قوله الأكثر أن الربع الصيفية قد تطول وذلك إما لخطأ في التدبير أو الاستفراغ إلى غير ذلك و الربع الخريفية أي المبتدئة بالخريف طويلة لميل هواء الخريف إلى البرد في أطراف النهار وفي ليله وكلما حركت الطبيعية مادتها التحليل في وقت ظهائره عارضها برده المكثف PageVW0P040A في غداوته وليلة لا سيما متى اتصلت بالشتاء لأن هواء الشتاء أبلغ في البرد من هواء الخريف فيكون أبلغ في حقن المادة والربيع يقارب الخريف في تطويله حمى الربع. فائدة: إنما سميت هذه الحمى ربعا لأنها تأخذ اليوم ورابعه. تنبيه: حمى الربع كثيرا ما تشفي من الصرع ومن * النقرس (47) ومن أوجاع المفاصل والجرب والحكة والدوالي والمالنخوليا هذا ومناسبة الذي سيذكر لما قبله من حيث أن اشتمال كل منهما على أن بعض الأمراض يقصر تارة ويطول أخرى.
26
[aphorism]
قال أبقراط: لأن تكون الحمى بعد التشنج وهو علة عصبية تمنع انبساط الأعضاء وهذا يحدث عن يبس منقص لطول العصب وثخنه مثل ما يحدث عقيب الحميات المحرقة والاستفراغات المخففة وقد يكون عن مادة لذاعة مثل ما يكون عند القيء الزنجاري ويحدث في الأكثر عن بلغم غليظ مداخل للعصب فيزيد في ثخنه وينقص من طوله وهذا هو المراد هنا إذ هو المفهوم عند الإطلاق وهو الذي ينتفع بحدوث الحمى بعده لتلطيفها مادته فحصوله على هذا الوجه خير من أن يكون التشنج بعد الحمى لأنه رديء لدلالته حينئذ على PageVW0P040B أن الحمى سيلت المادة وملأت الأعصاب بها. وقال جالينوس: المراد به التشنج الذي يكون عن اليبس الحادث عن الحمى المحرقة المجففة للبدن كله وللعصب فإنه لا يكاد ان تبرأ لأن العصب يحتاج في تدبيره إلى مدة طويلة وقوة المريض وشدته لا تهمل لتحليلها القوة سريعا فيجلب موتا وحيا. قال ابن القف وهذا يحتاج إلى تفصيل فإنه إن كان المراد بالحمى المحرقة فإنه يستحيل أن يعرض التشنج الامتلائي وإن كان المراد غير المحرقة فيحتمل أن يحدث الامتلائي. ولما انتهى به الكلام في أن مادة المرض تارة تقصر وتارة تطول أردف ذلك بفصل يدل على أنه إذا حصل قبل انفضاء تلك المدة سيكون لا يوثق به وكذلك عكسه.
27
[aphorism]
قال أبقراط: لا يبنغي أن تغتر الغرور الخطر بخفة يجدها المريض بخلاف القياس وذلك بأن يدل الدليل على أن حمى الغب مثلا تنقضي في الرابع عشر وأن يكون ذلك باستفراغ طبيعي أو صناعي ففارقت الحمى قبل ذلك من غير استفراغ فلا تغتر بهذه الخفة لأنها قد تكون لإنطفاء الحرارة الغريزية فلا تنتشر الحرارة الغريبة وكثيرا ما يعقب ذلك الموت وقد يكون لبرد مادة PageVW0P041A الحمى لبرد الحرارة الغريزية لكثرة الوارد إليها من المبردات وحينئذ تبطل المقاومة فيحصل الخف وفي الأكثر يعود الاشتعال إلى هذه المادة وتعود الحمى أشد ما كانت لمقارنتها لضعف القوة و كذلك لا * تهلك (48) يقال هاله الشيء يهوله إذا أفزعه أمور صعبة مثل ما يحدث في البحران من ضيق النفس واختلاط الذهن والمغص والتمدد في الشراسيف تحدث على غير قياس وذلك بأن يكون حدوث هذه الأمور مع قيام الدليل على الصلاح مثل ظهور النضج واستيلاء القوة فإن أكثر ما يعرض من ذلك أي الذي ورد على غير قياس ليس بثابت ولا يكاد يلبث ولا تطول مدته فيحدث أمرا رديئا. هذا ثم عاد إلى بيان أن المرض يختلف في طول المدة وقصرها لعارض.
28
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به حمى ليست بالضعيفة جدا أي المتوسطة مثل الحمى الصفراوية الغير الخالصة فإن يبقى بدنه على حاله ولا ينقص شيئا وذلك بأن يكون التحلل منه قليلا وإلا فالبدن يستحيل * بقاؤه (49) على ما كان عليه من حال الصحة أو يذوب بأن يتحلل من البدن بأكثر مما ينبغي أن يتحلل منه بحسب PageVW0P041B الحمى وبطول المرض وبالسن وبالوقت الحاضر وبالبلد وبمزاج الهواء في ذلك الوقت وبالاستفراغ المحسوس وبالهم والسهر وبمقدار المطعوم. قال جالينوس المراد بالذوبان هنا الضمور وإن قوله بالأكثر يكون مشتركا بين قوله يبقى البدن الذي يفهم منه قلة التحليل وبين قوله يذوب فذلك رديء لأن الأول ينذر بطول من المرض والثاني يدل على ضعف من القوة بخلاف القوية جدا فإن سرعة التحليل فيها لا تدل على ضعف القوة، والضعيفة جدا بطول التحلل فيها لا تدل على طول المرض. وحاصله أن القوية جدا كالحمى الصفراوية تكون قصيرة المدة والضعيفة جدا كالبلغمية تكون طويلة المدة ولا يحتاج فيهما إلى ما ينذر بهما لأنهما * لازمان (50) بخلاف المتوسطة فإنها يحتاج فيها إلى الإنذار أما بالطول أو بالقصر لأنهما غير حاصلين لها وإذا كان وقت الحمى يختلف فذكر فصل بعد ذلك يدل على وقت PageVW0P042A الاستفراغ مناسب.
29
[aphorism]
قال أبقراط: ما دام المرض في ابتدائه قال جالينوس المراد به أول المرض فإن رأيت أن تحرك شيئا من المواد الرديئة بالاستفراغ أو بالفصد لهيجان المواد أو لكونها كثيرة أو لغير ذلك فحرك فإذا صار المرض إلى منتهاه فينبغي أن يستقر المريض ويسكن عن التحريك المذكور لأنه وقت القتال فلا تستغل الطبيعة بما يحرك المواد عن المقاومة للمرض ودفع مادته وكذلك لا يجوز في وقت الانحطاط لضعف القوة بسبب مقاومة المرض. وأما وقت التزيد فإنه وقت استعمال التحريك. تنبيهان: الأول قال ابن أبي صادق هذا أقوى دليل على أن أبقراط يرى بالاستفراغ قبل النضج لأمر يوجبه، التنبيه الثاني محل المنع من الاستفراغ في المنتهى إذا كنت تقدمت واستفرغت في أول المرض أما إذا لم يقع استفراغ في الأول وكان المريض يحتاج إليه والقوة قوية فلا يمنع من الاستفراغ حينئذ في هذا الوقت. هذا ويؤيد المنع من الاستفراغ ما يذكر الآن.
30
[aphorism]
قال أبقراط: إن جميع الأشياء أي الأعراض PageVW0P042B اللازمة للمرض وذلك لأن الأعراض منها مقومة للمرض كالأعراض الخمسة لذات الجنب ومنها غير مقومة والمقومة يستحيل وجود المرض بدونها في أول المرض وأخره أضعف. أما الأول فلأن الأعراض لم تكمل وأما الثاني فلأنها أخذت في الاضمحلال لأن ذلك وقت الانحطاط وفي منتهاه أقوى لأنه وقت الاشتداد وفيه يكون البحران فلا يجوز الاستفراغ في هذه الأوقات كلها إلا لأمر يوجبه. هذا وربما يجب الاستفراغ بعد غاية الانحطاط كما يفهمه ما ينقله الآن.
31
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الناقه من المرض يحظى قال جالينوس إن أبقراط وضع مكان قوله يحظى هذا في الفصل الماضي ينال من الطعام ولا يتزيد بدنه شيئا فإنه يدل على نقاء بعض المادة لما تقدم من أن الناقه إذا كان ينال من الغذاء وليس يقوى به فهو ممتلئ من غذاء أو خلط فذلك رديء لأن البدن الغير النقي كلما غذيته فإنما تزيده شرا و حينئذ يجب تنقيته. تنبيه: قال القرشي إن أبقراط لم يقل فذلك يحتاج إلى استفراغ لأن وجوب الاستفراغ قد علم فيما تقدم انتهى. وما يذكر الآن فيه تبيين لما يلزم الناقه المذكور بل جميع من حاله رديء.
32
[aphorism]
قال أبقراط: إن في أكثر الحالات أي الأوقات جميع من حاله المراد بذلك الحالة الوسطى بين المرض والصحة والدليل على ذلك قوله رديء لأن الحالة الصحية حالة جيدة والحالة المرضية إذا كان صاحبها ينال من الطعام فهي جيدة أيضا وإلى ذلك أشار بقوله ويحظى من الطعام في أول الأمر ولا يتزيد بدنه شيئا به لعدم صلاحية المنهضم عنه للتغذية بمخالطته للمواد الفاسدة أو لغير ذلك فإنه بأخره يؤول أمره إلى أن لا يحظى من الطعام وذلك لأنه يجتمع في بدنه على طول الأيام فضل ينتقل بها ويكون سببا لسقوط شهوته. وأشار إلى عكس هذا الحكم فقوله فأما من يمتنع عليه في أول أمره النيل من الطعام امتناعا شديدا لامتلاء بدنه من مادة رديئة فلا يكون له شهوة للغذاء ثم يحظى منه بآخره لأن الطبيعة إذا عدمت الوارد من الغذاء أقبلت على تلك المادة فتصلح منها ما يقبل الصلاح ويغذي البدن به ويقوى على الباقي فتدفعه فحاله يكون أجود لقوة الشهوة PageVW0P043B على الهضم وزيادة البدن بما ينهضم. تنبيه اعلم أنه قد يظن من الإمام على أن الشهوة المذكورة للطعام ممن حاله رديئة مذمومة * لأنها (51) تكون أيضا من المرضى مذمومة فدفع هذا الظن بفصل يدل على ذلك ضمنه أيضا ما يدل على صحة القوة النفسانية.
33
[aphorism]
قال أبقراط: صحة الذهن وهو عند الأطباء مجموع القوى الثلاثة التي يعترفون بها أعني الخيالية والفكرية * والذكرية (52) فصحتها في كل مرض علامة جيدة في حد ذاتها، دل على صحة الدماغ وما ينشأ منه والقوة النفسانية ولا تنافي جودتها كون هناك علامة رديئة تقتضي الموت كما في المسهول والمسلول. وأما الحكم على المريض بالصحة أو بالعطب فإنما يكون بعد النظر في العلامات الجيدة والرديئة وتغليب جانب ما يقتضيه أحدهما لقوته وكثرته وكذلك الهشاشة للطعام وهي أن يقبل المريض عليه من غير نفرة ، علامة جيدة لدلاتها على صحة الكبد وآلاته وقوته. وضد ذلك علامة رديئة لضد ما تقدم. تنبيهان: الأول إنما نص على الدلالة المأخوذة من الأعضاء الشريفة لأنها أوثق وأفضل وهي تتفاوت في الأفضلية فإن صحة PageVW0P044A الذهن في الأمراض الدماغية أفضل منه في الأمراض الكبدية والهشاشة في الكبدية أفضل منها في الأمراض الدماغية. التنبيه الثاني: إنما ترك الدلالة على القوة الحيوانية لاحتمال عدم اعتقاده لها كم هو عند جميع الفلاسفة وقال ابن القف إنما تركها لأن صحة القوتين المذكورتين يلزمها صحة القوة الحيوانية وحينئذ تكون الهشاشة وصحة الذهن مناسبا والمناسب أولى ولو كان خارجا عن المجرى الطبيعي ويؤيد هذا ما نذكر الآن.
34
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان المرض ملائما أي مناسبا لطبيعة المريض المراد بالطبيعة هنا المزاج، وسنه وقد تقدم معنى الأسنان عند الكلام على قول الإمام أحمل الناس للصوم المشايخ و معنى قوله سحنته هيأته ولونه والوقت الحاضر من أوقات السنة وهي الفصول الأربعة والمعنى أنه إذا كان المرض مناسبا للمزاج الأصلي والسن والسحنة والوقت الحاضر من أوقات السنة في الحرارة والبرودة مثلا فخطره الخطر الأشراف على الهلاك أقل من خطر المرض إذا كان ليس بملائم لواحدة من هذه الخصال المذكورة وذلك لأن الأول أعني المناسب PageVW0P044B يكون سببه ضعيفا لأن المستعد للشيء يكفيه أضعف أسبابه والثاني لا يحدث إلا عن سبب قوي لاحتياجه إلى إبطال المزاج الأصلي ونقله إلى الضد. وبهذا قال جالينوس وابن أبي صادق وابن القف وقال بعضهم أن المناسب أشد خطرا من غير المناسب لأن الأشياء المناسبة للأمراض وتهيجها وتقويها والأشياء المضادة تضعفها وتوهنها والقرشي حاول الجمع بين المذهبين وفرض ذلك فقال لو فرضنا مرضين حارين بقدر واحد عرض أحدهما لحار المزاج والأخر لبارده فإنه في الحار أشد خطر أو أشد احتياجا إلى شدة لتطفئه وحمل كلام القائل بأن المناسب أشد خطرا على هذا وأيضا إذا عرض لحار المزاج وبارده مرضان حاران بلغا فيهما في الخروج عن الإعتدال الحقيقي إلى حد واحد فالذي في الحار أخف وأقل خطرا وأقل حاجة إلى التبريد لأن خروجه عن المزاج الطبيعي أقل وسببه أضعف. وحمل كلام جالينوس ومن تابعه على هذا انتهى. ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله من حيث أن كلامهما يشتمل على حكم مناسب لمرض.
35
[aphorism]
قال أبقراط: إن الأجود في كل مرض ينهك البدن ويذيبه أن يكون ما PageVW0P045A يلي السرة من فوق والثنة وهي ما يلي السرة إلى الفرج فيكون المراد أن البطن كله له ثخن أي سمن ما لدلالة ذلك على سمن آلات الغذاء وصحتها ولإعانتها على الهضم بحقن الحرارة الغريزية ومتى كان رقيقا جدا منهوكا فذلك رديء لدلالته على ضعف الأعضاء ورقتها * وضعف (53) الهضم وإذا كان كذلك وذلك بأن يكون مهزولا فالإسهال معه خطر لأن أعضاء السفل حينئذ تكون ضعيفة فيعجز عن دفع ما يجد به المسهل إليها فيؤذيها باحتباسه فيها وأيضا لقلة الدم وكثرة التجفيف فيهم اأعلم أن القيء فيهم أخطر من الإسهال لأن حركة الأحشاء في القيء أشتد من حركتها عند الإسهال وربما انشق بعضها للضعف. تنبيه: إذا كان نحافة البدن بالطبع لا يمنع من استعمال المسهل عنه الحاجة إليه. هذا والفصل الذي يذكر الآن يدل على مانع من الإسهال أيضا.
36
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه صحيحا فأسهل أو قيء بدواء قوي أسرع إليه الغشي لأن مثل هذا البدن متى ورد عليه الدواء المسهل أو القيء جذب ما هو يحتاج إليه في التغدية ومثل هذا لا يخرج إلا عند قهره لها واستيلائه عليها PageVW0P045B ومع هذا فإن المستفرغ يصحبه أرواح كثيرة لسبب صلاحيته للتغذية وكل هذا يوجب الغشا وكذلك من كان يغتذي بغذاء رديء فإنه يسرع إليه الغشا وكذلك لأن من لزم الإغتذاء بالغذاء الرديء فإنه يجتمع في بدنه كيموس كثير رديء ويقل معه الكيموس الجيد فإذا استفراغ بدنه من الكيموس الرديء تحلل من أرواحة القليلة موادها ولا تجد عوضا سادا بدل ما تحلل منها عند الاستفراغ فيعرض الغشى مع أن الدواء المسهل يعسر استعماله في الأصحاء يؤيد هذا ما ننقله الآن.
37
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه صحيحا فاستعمال الدواء فيه يعسر لأن الدواء إذا لم يجد فضلة يستفرغها فإنه يحارب الأعضاء ويكرهها على انتزاع ما فيها من المصالح وذلك مما يفسد ويكون معه كرب وأذى شديد وأعراض شديدة هذا وما يذكر الآن كالمستثنى من قوله وكل من يغتذي بعذاء رديء يغشى عليه لفساد أخلاطه.
38
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الطعام والشراب أخس قليلا إلا أنه ألذ فينبغي أن يختار على ما كان منهما أفضل وذلك لأن المعدة تحتوي على اللذيذ ويلزمه فيكون هضمها له أكمل وأفضل من الأفضل الغير اللذيذ إلا PageVW0P046A أنه أكره باعتبار العاقبة فلا ينبغي أن يلازم ويفرط فيه لأن الشيء لا يخرج عن طبيعته بالكلية فالإفراط في متابعة الشهوة مما يوجب كثرة الأمراض والدليل على ذلك اغترار الشبان واقدامهم على ذلك بقوة هضمهم فلذلك تكثر فيهم الأمراض بخلاف الكهول.
39
[aphorism]
قال أبقراط: الكهول في أكثر الأمر يمرضون أقل مما يمرض الشباب لما ذكر ولأن كثرة الأمراض الواقعة حميات أو معها حميات فيكون أكثرها حارة والكهول أقل حرارة من الشبان فيكون استعدادهم لها أقل مع أن قواهم لم تضعف بعد ضعفا تستعد به لقبول أمراض المشايخ إلا أن ما يعرض لهم من الأمراض المزمنة على أكثر الأمر يموتون وهي بهم لأن المرض المزمن تطول مدته وقوى الكهول والحرارة الغريزية فيهم تزداد بطول الزمان ضعفا فلذلك لا تقدران على تحليل الأمراض المزمنة هذا ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله ظاهرة.
40
[aphorism]
قال أبراط ما يعرض من البحوحة أراد بها ما يعرض للشيخ من التنحنح بسبب انحدار الرطوبات من رقبته إلى دماغه والنزلة للشيخ الفاني PageVW0P046B أراد بها ما يعرض له بسبب ما ينحدر من رأسه إلى رئته من الرطوبة ليس يكاد ينضج لضعف الحرارة الغريزية وهي فيه في غاية الضعف فلذلك تعجز عن إنضاج أيسر الأمراض كما ذكر وإذا كان كذلك ففي الأكثر يموت وهي به هذا ومناسبة الفصل الذي نذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على مرض ناشيء عن رطوبة.
41
[aphorism]
قال أبقراط: من يصيبه * مرارا (54) كثيرة غشى وهو تعطل حل القوى عن النفود لضعف يحصل للقلب شديد من غير سبب ظاهر بأن يكون عن سدة تحصل للوريد الشرياني أو في مبدأ الأبهر أو لاسترخاء الأغشية التي على فوهاتهما على قول بعضهم فهو يموت فجأة أي يكون مستعدا له فإنه لا يمتنع أن يموت بسبب أخر. تنبيه: سبب هذا الغشى المذكور رطوبة بلغمية لزجة تسد الشريان الوريدي الذي هو مسلك الهواء إلى القلب أو في مبدأ الأبهر الذي هو مسلك الروح إلى جميع البدن أو ترخي الأغشية التي قد جعلت على فوهات المجاري المتصلة بالقلب على ما اختاره البعض ولما ذكر الغشي وفيه تعطل الأفعال ذكر السكتة PageVW0P047A بعده لمشاركتها له في ذلك.
42
[aphorism]
قال أبقراط: السكتة وهي علة يلزمها تعطل الأعضاء كلها عن الحس والحركة الإرادية إلا ما كان منها ضروريا في الحياة كحركة النفس عن الحس وفي هذه الحالة يقع الاشتباه بين المسكوت والميت إن لم يكن يبرأ صاحبها منها لإضرارها بالقلب والروح لفساد حال النفس فيها سليما لم يسهل أن يبرأ لصعوبة زوال سببها أعني انسداد محل الروح والمتوسطة بينهما هي التي تظهر فيها النفس باستكراه واختلاف نظام. مهمة: يفرق بين المسكوت والميت بأن يقلب على وجهه فإن انقلب الكف وصار باطن الراحة إلى أسفل والأظفار ليس بمشرفة فهو ميت وإلا فهو حي، أو بأن ينظر إلى عينه فإن رأى الناظر شبحه في مقلته فهو حي وإلا فهو ميت ويفرق بين المسكوت والمسبوت بأن المسكوت يمكن أن ينبه ويفهم بخلاف * المسبوت (55) مع أن سحنة المسبوت كسحنة النائم. ويفرق بين المسكوت والمغشى عليه بأن المسكوت يتغير لون وجهه إلى الرصاصية والكمودة ويكون معه غطيط. ويفرق بين السكتة واختناق الرحم بأن اختناق الرحم PageVW0P047B يتقدمه ألم في الرحم. هذا ومناسبة ما سيذكر لما قبله ظاهرة من جهته تعطل الأفعال في كل منهما.
43
[aphorism]
قال أبقراط: الذين يختنقون فيصيرون إلى حد الغشي ولم يبلغوا إلى حد الموت فليس يفيق منهم من ظهر في فيه زبد وهو يحدث عن رطوبة يخالطها جوهر هوائي بحيث لا يقدر أحدهما على الانفصال من الآخر وهذا يحدث في هذه الحالة تارة لسبب سيلان أجزاء تنفصل من الرطوبة على سبيل الذوبان بواسطة الأبخرة الدخانية وتختلط بها وتندفع إلى خارج عند زوال سبب الخنق وتارة لسبب سيلان رطوبة من الدماغ بواسطة تسخنه ويختلط بما يتصعد من النفس المحتبس بالخنق وتندفع وهذا لا يلزمه غشي بخلاف الأول وهو مراد أبقراط بقرينة اعتباره الغشي فيه. قال القرشي في جوابه: مراد الإمام بالزبد ما يحصل من مخالطة الأجزاء المنفصلة من الرئة بالأجزاء الدخانية وحمل الزبد الذي شاهدة جالينوس في بعض المخانيق الذين عاشوا بعد حلهم على ما يكون من الرطوبة السائلة من الدماغ بخلاف الزبد بالمعنى الأول خصوصا إذا كان صاحبه سمينا. PageVW0P048A يؤيد هذا ما يذكر الآن.
44
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بدنه غليظا جدا بالطبع وذلك بأن يكون السمن فيه الشحم غير مكتسب وعلامة ذلك أن تكون العروق فيه ضعيفة مع قلة الدم ويكون لون صاحبه * مائلا (56) إلى بياض مع قلة الحمرة ولا يصبر على الجوع فالموت العارض عن آفات من داخل يكون أسرع إليه من الضعيف أي النحيف والقضيف وبالعكس من ذلك بمعنى أن الموت إذا كان عن سبب من خارج كان أسرع إليه من السمين والسبب في إسراع الموت إلى السمين هو أن الحرارة الغريزية تكون فيه ضعيفة ومجاريه ضيقة ورطوباته متوفرة وقواه مغمورة ويؤخذ من هذا أن أفضل الأبدان هو المعتدل في السمن والقضافة انتهى وما يذكر الآن يشتمل على حكم من أحكام الصرع وذلك لمناسبة بينه وبين الاختناق.
45
[aphorism]
قال أبقراط: صاحب الصرع وهو علة تمنع الأعضاء النفسانية عن أفعال الحس والحركة والانصباب منعا غير تام ومراده أن يكون عن بلغم إذا كان المصروع حدثا فبرؤه يكون خاصة بانتقاله في السن أي أن الحدث إذا PageVW0P048B عرض له الصرع يكون علاجه المختص به بأمور ثلاثة الأول بالانتقال في السن وذلك بأن ينتقل المصروع من سنه الذي حدث له الصرع فيه إلى سن الشباب فتقوى المرارة حينئذ فتخفف الرطوبات وتحللها فيحصل البرء والثاني بإنتقاله في البلد وذلك بأن يكون البلد الذي حدث له الصرع فيها باردة يلزمها هبوب الرياح الشمالية ثم ينتقل منها إلى بلد حارة * تكثر (57) فيها الرياح الشرقية فيحلل مادته فيبرأ و الثالث بانتقاله في التدبير وذلك بأن يكون التدبير الذي حدث له معه الصرع مبرد مرطب ثم ينتقل إلى تدبير مجفف مسخن فيجفف المادة ويحللها فيبرأ. تنبيه: يفهم من قوله فبرؤه بهذه الأسباب أنه إذا حدث في غير هذا السن تخفف وتتباعد نوبه بتخفيف الرطوبات وتحليلها. واعلم أنه يفرق بين الصرع واختناق الرحم بوجود الزبد في الأول والاحساس بشيء يصعد إلى القلب والدماغ من جهة الرحم في الإختناق هذا وعدم الشعور بالألم كما تكون لإمتناع نفوذه قوة الحس كما في الصرع يكون لعظم الألم فتشتغل النفس به.
46
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بإنسان وجعان PageVW0P049A معا وليس هما في موضع واحد فإن أقواهما يخفي الآخر وذلك لأن النفس تنصرف بجملة قواها إلى الأقوى فتشتغل بتدبيره عن إدراك الأضعف منهما يزيد في ألم الآخر. وأما حصول الألمين في موضع واحد بعينه فيستحيل. تنبيه: يؤخذ من قوله يخفي أن موضع الوجع الضعيف لا يخلو عن قوة الحس فحاصل هذا الفصل أن الطبيعة إذا اشتغلت بشيء يكون سببا للخف في شيء أخر وما تضمنه الفصل الذي يذكر الآن على العكس من ذلك.
47
[aphorism]
قال أبقراط: في وقت تولد المدة وهذا وقت منتهي التزيد وحينئذ يعرض الوجع والحمى أكثر مما يعرضان بعد تولدها وذلك لأن الدم المتغير المنصب إلى العضو يستعمل الطبيعة بإحالته فيحدث له حاله شبيهة بالغليان فيزداد فتقوى الحرارة بالغليان والوجع للتمديد ثم يصير بعد الاستحالة بمنزلة الرماد فتسكن الحمى والوجع لزوال السبب. يؤيد هذا ما يذكر الآن.
48
[aphorism]
قال أبقراط: في كل حركة يتحركها البدن فإراحته حين يبتدئ به الإعياء يمنعه من أن يحدث له الإعياء لزوال سببه هذا والبدن PageVW0P049B تختلف في احتماله بحسب العادة وعدمها.
49
[aphorism]
قال أبقراط: من اعتاد تعبا ما فهو وإن كان ضعيف البدن أو شيخا فهو أحمل لذلك التعب الذي اعتاده فمن لم يعتده وإن كان شابا قويا. لأن الأعضاء الذي ترتاض تصير أقوى من غيرها فتكون أحمل لما اعتادت ممن لم يعتده وإن كانت قوية لتضررها بإستعمال ما لم تعتده. هذا ومناسبة ما سيذكر الآن لما قبله بينة من حيث اشتمال كل منهما على ذكر العادة.
50
[aphorism]
قال أبقراط: ما قد اعتاده الإنسان منذ زمان طويل فهو وإن كان أضر مما لم يعتده فأذاه له أقل لقلة انتقال بدنه عنه لإحالته له إلى طبيعته بعض إحالة بدوام وروده عليه فيحصل بينهما نوع مشابهة لكنه قد يضطر إلى الانفعال عنه لأمر وحينئذ لا ينبغي أن يدوم عليه بل ينتقل إلى غيره بتدريج وإلى ذلك أشار بقوله فقد ينبغي أن ينتقل الإنسان إلى ما لم يعتده بالتدريج قليلا قليلا فيحصل بين البدن والمنقول إليه مشاكلة. قال جالينوس: إذا كان الإنسان أجرى نفسه على عادة واحدة وأمره فيها على خطر PageVW0P050A فالأجود لكل واحد من الناس أن يحمل نفسه على تجربة كل شيء لئلا توجب الضرورة استعمال شيء له يعتده فيناله منه ضرر عظيم وإنما يكون ذلك بأن لا يبقى الإنسان على ما قد اعتاده دائما بل يحمل نفسه في بعض الأوقات على ضده ويكون بتدريج. وما نذكر الآن يوجب التدريج في الانتقال.
51
[aphorism]
قال أبقراط: استعمال الكثير بغتة سواء كان مما يملأ البدن أو يستفرغه والحركة فيها حركة في الكم أو يسخنه أو يبرده والحركة فيهما حركة في الكيف أو يحركه بنوع آخر من الحركة * أي (58) نوع كان من أنواع الحركة في الكيف كالترطيب مثلا فهو رديء وذلك لأن استعمال الكثير المذكور مغير للاعتدال مفسد لجوهر البدن، يؤيد ذلك قوله وكلما كان كذلك فهو مقاوم للطبيعة مناف للصحة وإذا كان كذلك فينبغي لمن أراد أن ينتقل إلى تدبير ما أن يكون انتقاله إليه قليلا قليلا وإلى ذلك أشار بقوله فأما ما كان قليلا قليلا فمأمون متى أردت انتقالا من شيء إلى غيره ومتى أردت غير ذلك لان الشيء المخالف إذا ورد على البدن قليلا قليلا مع PageVW0P050B التكرير لم ينفعل البدن منه انفعالا ظاهرا فيألفه بطريق لا يتضرر بها هذا وقد يتخلف أثر التكرير لمانع يؤيده ما ننقله الآن.
52
[aphorism]
قال بقراط: إن أنت فعلت جميع ما ينبغي أن يفعل على جميع ما ينبغي وذلك بأن يكون المرض يقتضي استعمال نوع من الأدوية كالمرض الحاد يقتضي التبريد مثلا فلم يكن ما ينبغي أن يكون من أثر الأدوية المبردة في المرض الحار مثلا فلا ينبغي أن تنتقل إلى غير ما أنت عليه من العلاج الذي اقتضاه القياس خصوصا ما دام ما رأيته منذ أول الأمر ثابتا لأنه يحتمل ان يكون لخلف الأثر أما لضعف الدواء أو لعدم قبول المنفعل وينبغي أن يكون دوامك على نوع العلاج الذي اقتضاه القياس لا على دواء معين فإن ذلك تألفه الطبيعة فيقل انفعالها عنه وهذه المداومة تختلف بحسب الأسنان فإن المداومة على تبريد الشاب ليست كالمداومة عله تبريد الشيخ لأن الحال يختلف بحسب الأسنان يؤيده ما نذكره الآن.
53
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت بطنه لينة فإنه ما دام شابا فهو أحسن حالا لتنقية بدنه بإخراج PageVW0P051A الفضلات * صحبة (59) البراز ممن بطنه يابسة وذلك لاحتباس الفضل عنده ثم تؤول حاله عند الشيخوخة إلى أن تصير أردأ وذلك أن بطنه يجف إذا شاخ على الأمر الأكثر لأن الغالب جفاف البطن في هذا الوقت لاستيلاء اليبس على الأعضاء ولقوة القوة الماسكة. وما نذكر الآن في معنى الفصل الأول فإنه يدل على اختلاف موجب الأسنان.
54
[aphorism]
قال أبقراط: عظم البدن في الشبيبة لا يكره بل يستحب إلا أنه عند الشيخوخة يثقل ويعسر احتماله ويصير أردأ من البدن الذي هو أنقص منه قال القرشي: البدن قد يكون عظيما في أقطاره الثلاثة وقد يكون عظيما في الطول فقط والكل في الشبيبة محمود لدلالته على كثرة المادة وقوة تصرف القوى فيها وأما في الشيخوخة فيكون مذموما لعسر احتماله. وقال جالينوس أن هذا الحكم إنما يصح من الإمام في العظيم بمعنى الزائد في الطول فقط فإن البدن إذا كان كذلك ينحني عند الشيخوخة وينحدب ولا يمكن صاحبه حمله له إلا بكذا وهذا هو المعنى الذي قصده أبقراط بقوله أنه يثقل ويعسر احتماله
PARATEXT|
انتهى.
EDITOR|
Manāwī, Book 3: begins E10 51b, line 1.
وأما المقالة الثالثة من المقالات السبع التي رتب عليها الكتاب
فهي تشتمل أيضا على فصول.
وصدرها بالكلام على التغير في الأهوية بحسب الفصول. وإنما أخر الكلام فيه إلى هذه المقالة وإن كان الاضطرار إليه أشد لأن سؤال الأطباء عنه قليل بالنسبة إلى ما تقدم.
1
[aphorism]
قال أبقراط: إن انقلاب أوقات السنة مما يفعل في توليد الأمراض في الأبدان المتهيئة. لذلك سواء كان التغير المذكور في فصول السنة كلها أو في بعضها. واعلم أن ابن القف أورد هنا سؤالا وهو أن الألف واللام هنا لحقيقة المرض أي التغير الخارجي عن المجرى الطبيعي وحينئذ تتحقق الحقيقة بوجودها في بعض الأفراد ويظهر لي جواب آخر وهو أن الألف واللام للاستغراق العرفي لا الحقيقي فلا يفيد العموم مثل ما يقال جمع الأمير الصاغة أي صاغة البلد هذا وقد فهم جالينوس من الانقلاب هنا خروج الفصول عن طبائعها سواء كان مناسبا أو مضادا معللا ذلك بأن هذا يقتضي الأمراض خاصة بخلاف التغير الفصلي فإنه كما يعمل في توليد الأمراض PageVW0P053A يعمل أيضا في برئها وعارضه الرازي في ذلك بما ذكره من التفسير الفصلي وهو أن التغير الذي أراده يتأتى فيه ما قاله في التغير الفصلي ويلزمه ما ألزم به إذا كان في الوقت الواحد منها التغيير الشديد في البرد أو في الحر لقوة تأثيرهما حينئذ خصوصا وهما فاعلان ومعنى قوله وكذلك في سائر الحالات على هذا القياس أن الحال في المآكل والمشارب والنوم واليقظة كذلك فإنها إذا تغيرت عن مقتضى طبائع الفصول تغيرا شديدا كانت موجبة للأمراض. فحاصله أن التغير المذكور يؤثر في الأبدان المستعدة فإنها لا تتأثر بالتغير المذكور. يؤيد هذا ما نذكره الآن
2
[aphorism]
قال أبقراط: إن من الطبائع أي الأمزجة ما يكون حاصله في الصيف أجود وفي الشتاء أردأ كبارد المزاج. ومنها ما يكون حاله في الشتاء أجود وفي الصيف أردأ كحار المزاج وذلك لأن الحار يزيد البدن الحار حرارة فيزداد خروجا عن الاعتدال فيصير أردأ والبارد يزيده برودة فيرده إلى الاعتدال فيكون حاله أجود وعلى هذا فقس. واعلم أن الرازي ناقض هذا الفصل PageVW0P053B بقولهم أن الصحة تحفظ بالمثل وأجاب ابن القف أن المراد من قولهم المثل الغذاء لا الدواء والهواء حكمه حكم الدواء في التأثير. انتهى.
[commentary]
وما يذكر الآن دليل على أن لأوقات السنة وغيرها تأثير في الأبدان.
3
[aphorism]
قال أبقراط: كل واحد من الأمراض فحاله عند شيء دون شيء أمثل وأردأ وأسنان ما قال جالينوس الأجود أن يقال كل واحد من الأمراض والأسنان فحاله عند أوقات من السنة وبلدان وأصناف من التدبير أمثل وذلك إذا كانت هذه المذكورات مضادة لأنهما حينئذ يعودان إلى الاعتدال وهذا لا ينافي كون المرض إذا حدث في المضاد يكون أخطر وأردأ وذلك يقوي حصول خروجهما عن الاعتدال ولا ينافي هذا كون المرض في المناسب أقل خطرا. واعلم أن بعضهم حمل هذا الفصل على معنى آخر وهو أن كل واحد من الأمراض فحاله عند شيء من أوقات السنة وأسنان ما وبلدان وأصناف من التدبير أمثل وعند شيء من هذه أردأ. انتهى.
[commentary]
وما يذكر الآن يدل على أن لتأثير أوقات PageVW0P052A السنة تأثير في الأبدان.
4
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان في أي وقت من أوقات السنة في يوم واحد مرة حر ومرة برد شديدين وإنما خصهما بالتمثيل لأنهما فاعلتان فيكون تأثيرهما * قويا (1) والمعنى أنه إذا وجه التغير الحادث في الفصل مثلا كفصل الخريف في يوم واحد وتكرر ذلك لأن تقييده باليوم الواحد إنما هو لاجتماع الحر والبرد فيه لا لكونه يقع في يوم واحد فقط لأن ذلك لا يقوى على إيجاب مرض من الأمراض البتة لقصور زمان التأثير، اللهم إلا أن يكون عظيما واحدا فيوقع حدوث أمراض خريفية لأن اليوم المذكور طبيعية مثل طبيعة الخريف فيحدث عنه مثل ما يحدث عن الخريف وإنما مثل باليوم المتشابه بالخريف لأن تأثير ذلك أقوى.
[commentary]
هذا واعلم أن تأثير الأوقات في الحقيقة إنما هو بواسطة تغير الهواء حينئذ فذكر فصل يدل على حكم الريح مناسب.
5
[aphorism]
قال أبقراط: الجنوب أطلق الجنوب وأراد به الريح الجنوبي وجهته هذه الجهة مطلقة وهي ما مال عن خط الاستواء إلى جهة القطب الذي يقرب منه PageVW0P052B سهيل ومضافه وهي كل بقعة تلي القطب الجنوبي. والريح الجنوبية حارة رطبة وذلك لأنها إما أن تهب علينا من بقعة حارة وهي التي بالقرب من بلادنا أعنى التي عرضها زائد على غاية الميل من ناحية الجنوب وإما من بقعة باردة وهي البعيدة عنا جدا من جهة الجنوب إلا أنها لا تصل إلينا إلا بعد أن تمر على تلك البلاد الحارة فتتسخن لا محالة وتترطب من الأبخرة المتصعدة بواسطة الشمس من البخار التي في تلك الجملة وبالجملة فكلا منهما يحدث ثقلا في السمع وغشاوة في البصر وثقلا في الرأس وكسلا واسترخاء وذلك للحرارة المبخرة والرطوبة المكدرة للحواس المرخية غير أن جهة الجنوب يكون تأثيرها دائما بخلاف الريح الجنوبية فعند قوة هذا الريح وغلبتها يعرض للمرضى هذه الأعراض أعني ثقل السمع وغشاوة البصر وثقل الرأس بالكسل والسترخاء. وهذه إذا أعرضت للأبدان الصحيحة فعروضها للمرضى أولى لضعف قواهم ولهذا سميت أعراضا. وقد تحصل هذه الأعراض عن طبيعة المرضى لكن لا تكون عامة بخلاف الحاصلة عن الريح الجنوبية. فائدة: قال أرسطو إن الريح ما تحرك من الهواء فأما الشمال أطلقه وأراد الريح الشمالي وجهته. PageVW0P054A وهذه الجهة مطلقة وهي ما مال عن خط الاستواء إلى جهة القطب الذي يقرب منه الدب الأكبر والأصغر وفيه الأقاليم السبعة ومضافة وهي كل بقعة تلي القطب الشمالي والريح الشمالية باردة يابسة لأن جهة الشمال التي تهب منها كثيرة الثلوج والجبال ولا يخالطها من الأبخرة ما يرطبها لجمود الماء فيها لقوة البرد هناك وبالجملة فتحدث سعالا لأن الحنجرة وقصبة الرئة باردان يابسان فيؤذيهما البرد واليبس خصوصا ووصولهما إليه بواسطة الهواء يكون سريعا ويحدث حينئذ السعال ووجع الحلق لأن البرد واليبس يحبسان المواد في باطن الدماغ فتنحدر إلى جهة الحلق والبطون اليابسة لتكثيف عضل المقعدة وقوة الحرارة الغريزية في الباطن بسبب البرد واليبس فيمتنع لذلك خروج البراز و يحدث الاستغراق أيضا عسر البول للبرد واليبس و يحدث الاقشعرار لهروب الحرارة الغريزية إلى داخل وحبس الأبخرة اللذاعة في العصب بسبب البرد واليبس و يحدث وجعا في الأضلاع والصدر لكثرة العظام والأغشية والأعصاب هناك وهذه باردة يابسة فتكون أسرع في قبول تأثير البرد واليبس وإنما لم يذكر في أحكام PageVW0P054B الشمال ما يقابل أحكام الحنوب وهو القوة وجودة الأفعال الطبيعية وصفاء السمع لأنه في مقام بيان تأثير هذه الأحوال المرضية وما ذكر من الأحوال الصالحة ولما كانت في جهة الشمال لا يختلف في تأثيرها بل هو دائما بخلاف الريح الشمالية فلهذا قال فعند غلبة هذا الريح وقوتها ينبغي أن يتوقع في الأمراض حدوث هذه الأعراض المذكورة. قال ابن القف: فإن قيل لم قال في الرياح الجنوبية فعند قوة هذه وغلبتها يحدث للمرضى هذه الأعراض وفي الرياح الشمالية فعند قوة هذه الريح وغلبتها ينبغي أن يتوقع في الأمراض حدوث هذه الأعراض فجعل ما يحدث عن الجنوبية كذلك بل جزم بحدوثه فنقول إنما كان كذلك لأن تأثير الجنوبية بالحرارة والشمالية بالبرودة. والحرارة أقوى الفاعلين فكان تأثيرها أسرع وأمكن في الوجود من تأثير البرودة.
[commentary]
تنبيه: إنما لم يذكر المشرقية والمغربية لأنهما معتدلان فلا يؤثران في الأبدان أمورا غريبة تسمى أعراضا.
هذا وقد تقدم أنه إذا كان يوم شبه فصل في كيفياته أحدث مثل ما يحدث ذلك الفصل من الأمراض والآن نبين أن الفصل نفسه إذا اشتبه فصلا غيره أحدث في الأمراض مثل ما PageVW0P055A يحدث الفصل المشبه به.
6
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الصيف مشبها بالبربيع وذلك بأن يكون حره ويبسه قليلين فيوقع في الحميات عرق كثير لتوفر الرطوبات بسببب برد الشتاء ولقلة التحلل وهذان موجبان لكثرة العرق في الحميات.
[commentary]
هذا والفصل الذي ننقله الآن مقابل لما قبله فإن الأول يشتمل على كثرة الرطوبات والثاني على قلتها.
7
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان احتبس المطر أي يقل عروضه وحينئذ تقل الرطوبة المبخرة فتقل رطوبة الهواء أو تنشف الرطوبة المائية من البدن فيصير ما فيها من الرطوبات الخلطية وغيرها حادا حدثت حميات حادة وإن كثر ذلك الاحتباس في السنة احترز بذلك عن الكائن في الفصل وذلك لأن الحادث في السنة يكون الحدة الحادثة عنه أكثر لدوام المؤثر بخلاف الحادث في الفصل ثم حدث بعد حبس المطر في الهواء حال يبس وذلك لعلة ما يخالطه من الأبخرة المائية فيستحيل إلى مشابه طبيعة النار فينبغي أن يتوقع في أكثر الحالات هذه الأمراض وأشباهها من الأمراض وذلك لأن الاحتباس إذا كان قويا ولم يتقدمه مطر كما يشير إليه PageVW0P056B الفصل المذكور حينئذ يكون إحداثه للحمى العتيقة * قليلا (2) ولهذا قال فينبغي أن يتوقع إلى آخره.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن أعم في حدوث الأمراض.
8
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت أوقات السنة لازمة لنظامها أي يكون كل وقت منها على طبيعته ومعنى قوله وكان في كل وقت منها ما ينبغي أن يكون فيه أن الفصل لا يكون مفرطا في طبيعته وحينئذ تندفع دعوى التكرار كان ما يحدث فيها من الأمراض حسن الثبات وذلك بأن يبقى المدة التي يقتضيها القياس و حسن النظام وذلك بأن لا يكون في هذه المدة اختلاط في الأعراض حسن البحران وذلك بأن يأتي في * وقته (3) لأنه لم يعرض للأخلاط ما يخرجها عن المعتاد فإذا عرض مرض كان ذلك المرض على ما هو المعتاد وإذا كانت أوقات السنة غير لازمة لنطامها كان ما يحدث فيها من الأعراض غير منتظم سمج البحران لضد ما قيل في تعليل الحكم المذكور قبله. انتهى. وما يذكر الآن يدل على أن الفصول إذا كانت حافظة لنظامها يكون أصلحها الربيع.
9
[aphorism]
قال أبقراط: في الخريف تكون الأمراض أحد أي أردأ ما يكون وأقتل في الأمر الأكثر PageVW0P056A وذلك لأن الخريف يتعاقب الهواء فيه في اليوم الواحد مرة برد ومرة حر ولتلوه الصيف المحرق للأخلاط المضعف للقوى ولحركة المادة فيه تارة إلى داخل وتارة إلى خارج باختلاف هوائه. وأما الربيع فأصح الأوقات وأقلها موتا لاعتدال هوائه خاصة واعتداله المناسب ولكونه بعد برد قد حصر القوى، وجود الهضم وحينئذ يكثر الدم والروح. ولا ينافي هذا أكثر الأمراض فيه لأن ذلك بالغرض.
[commentary]
تنبيهان: الأول إنما قال في الأكثر لأنه يحتمل أن يقع في الخريف أمطار تصلح يبوسته فيقل ضرره. الثاني يجوز أن يفهم من الحدة قصر المدة ويكون السبب حينئذ قلة المادة في الخريف وضعف القوى أيضا. انتهى.
والفصل الذي يذكر الآن يشتمل على رداءة الخريف أيضا لكن بالنسبة إلى بعض الأمراض.
10
[aphorism]
قال أبقراط: الخريف لأصحاب السل رديء قال القرشي: يقال سل لحمى الدق، ولدق الشيخوخة، ولقرحة الرئة وفي الكلى يحدث انسلال البدن والخريف رديء في الكل. أما قرحة الرئة فلكثرة النزلات العارضة فيه ولتضرر آلات النفس بالهواء المختلف خصوصا PageVW0P056B الوارد عقيب حر الصيف. وأما الثاني فليبوسة هوائه وبذلك يضر السل بالمعنى الأول لأنه يلزمه حمى دقية وهذا الحكم محله إذا كان التغير * حادثا (4) في فصل واحد.
[commentary]
وما يذكر الآن يشتمل على حكم تغير فصلين معا.
11
[aphorism]
قال أبقراط: فأما أوقات السنة فأقول إنه متى كان الشتاء قليل المرض شماليها كان باردا قليل الرطوبة وكان الربيع مطيرا جنوبيا كان دفيئا رطبا فيجب ضرورة للقياس لا للتجربة أن يحدث في الصيف حميات حادة وذلك لأن الصيف إذا ورد عقيب الربيع وجد الأبدان مترطبة والأرض ندية فتكون الأبدان مستعدة للعفن لوجود الرطوبة فيها وهي القابل والصيف يشتمل على الفاعل أعنى الحرارة فيحدث الحميات حينئذ و يحدث رمد يابس وذلك لأن هذه المادة تكون في الصيف موارية فإذا سالت من الدماغ إلى جهة العين حدث الرمد المذكور و يحدث اختلاف دم أي إسهاله وذلك لأن هذه المادة إذا سالت إلى السبل حدث سحج الأمعاء أكثر ما يعرض اختلاط الدم للنساء والصبيان ولأصحاب الطبائع الرطبة وذلك لكثرة الرطوبة في أبدان هؤلاء فيكون استعدادهم PageVW0P057A للعفونة أكثر.
[commentary]
تنبيه: المراد بحصول الحميات في الصيف أن يكون ذلك في أوله، وذلك لأنه إذا طالت حرارته زمانا طويلا حللت رطوبات الأمراض والأبدان فيزول المستعد للعفونة.
هذا والحكم الذي يشتمل عليه الفصل الذي يذكر الآن مقابل لحكم الفصل المتقدم.
12
[aphorism]
قال أبقراط: ومتى كان الشتاء جنوبيا مطيرا دفيئا وحينئذ تكون رطوبات الأبدان زائدة على المقدار الكائن في الشتاء الطبيعي ويكون سببا لحرارة الهواء وكان الربيع قليل المطر شماليا وحينئذ يكون باردا يابسا فيوجب حبس المواد الرطبة السيالة فتحرك إلى أسفل بالطبع فإن النساء اللواتي تتفق ولادتهن نحو الربيع يسقطن من أدنى سبب لتوجه المادة الفاسدة إلى الرحم لضعفه بالحمل وإن لم يعرض لهن سبب فيه وولدت فإن ولدها يكون ضعيف الحركة لكثرة الرطوبة ولهذا قال: واللاتي يلدن منهن يلدن أطفالا ضعيفة الحركة مستقامة حتى أنها إما أن تموت على المكان وذلك بأن تكون ضعيفة ولمقارنتها للفصل على غير واجبة وإن لم تكن كذلك بقيت منهوكة وإلى ذلك أشار بقوله وأما أن تبقى منهوكة مستقامة طول حياتها لغلبة الرطوبة PageVW0P057B المستعدة للعفن عليها وأما سائر الناس فيعرض لهم اختلاف الدم أي إسهال، وذلك لأن الرطوبة الكثيرة المتوفرة في الشتاء إذا احتبست في الربيع تضعف القوى عن مسكها أو تعجز فلا تستقر في أوعيتها فتنحدر إلى أسفل وهي لا تخلو عن نور فيه لحرارة الجنوب ويبس الشمال فإذا مرت بالأمعاء سحجتها وأوجبت خروج الدم و يعرض لهم أيضا الرمد اليابس لكثرة المادة وسيلانها من الدماغ إلى العين ويكون هذا الرمد يابسا لمنع برد الهواء ويبسه سيلان الدموع فأما الكهول فيعرض لهم من النزلات ما يفني سريعا أي يقتل سريعا وذلك لأجل نفوذها في مجاري أرواحهم بسبب كثرتها ويجوز أن يقرأ «ما يفنى» بفتح الياء أي يتحلل سريعا وذلك لأن هذه النزلات يعقبها الصيف فيحللها وفي بعض النسخ ما لا يفنى سريعا. قال ابن القف والكل حق. واعلم أن المراد بالكهل هنا ما يكون في آخر عمره.
[commentary]
هذا والفصل الذي يذكر الآن يشتمل على حكم الصيف إذا كان شماليا وحينئذ يكون بينه وبين المتقدم مناسبة.
13
[aphorism]
قال أبقراط: فإن كان الصيف قليل المطر شماليا وحينئذ يكون قليل الحرارة كثير PageVW0P059A اليبوسة وكان الخريف مطيرا جنوبيا وحينئذ يكون دفيئا رطبا ولا شك أن هذين الفصلين إذا كانا كذلك لم يكونا مؤلمين للأبدان غير أن الخريف لما كان جنوبيا * كثرت (5) الرطوبة فيه في الأبدان ولذلك قال عرض في الشتاء صداع لأن الشتاء يزيد الأبدان رطوبة على ما فيها من الرطوبة الحاصلة ويحبسها بالبرد عن التحليل فإن بقيت محتبسة في الرأس حدث صداع شديد لكثرة هذه المادة مع أنها لا تخلو عن حدة بسبب الخريف والصيف المتقدمين و إن مالت هذه المادة إلى الحلق عرض سعال وبحوحة فيها وزكام إن مالت إلى جهة الأنف وعرض لبعض الناس السل وذلك إذا مالت هذه المادة إلى الرئة وقرحتها.
[commentary]
تنبيه: إنما لم يحصل اختلاف الدم من هذه المادة إذا توجهت إلى الأمعاء لأن الشتاء يكسر حدتها فلا يحدث عنها سحج هناك.
والمناسبة بين ما تقدم وما يذكر الآن ظاهرة.
14
[aphorism]
قال أبقراط: فإن كان الخريف شماليا يابسا تاليا لصيف شمالي أيضا كان موافقا لمن كانت طبيعته رطبة إما بالعوض كالمستسقين أو أصلية وإلى ذلك أشار بقوله وللنساء والصبيان PageVW0P059B فأما سائر الناس فمن كان منهم معتدل المزاج فيعرض لهم رمد يابس ليبوسة الهواء حينئذ و يعرض لهم حميات حادة لاحتداد موادهم بسبب يبوسة الهواء و زكام مزمن وذلك لغلظ هذه المادة لذهاب لطيفها بواسطة يبوسته ومن كان منهم يابس المزاج عرض لهم الوسواس وإلى ذلك أشار يقوله ومنهم من يعرض لهم الوسواس العارض من السوداء لاستعدادها * أولا (6) له مع حصول السبب.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن بالنظر إلى السنة نفسها.
15
[aphorism]
قال أبقراط: إن من حالات الهواء في السنة بالجملة قلة المطر أصح من كثرته وأقل موتا أي أن الموت الذي يكون فيه من السنة قلة المطر أصح من الذي يكون فيه كثرة المطر وذلك لأن أكثر الأمراض يحدث عن العفونة وكثرة المطر يلزمها كثرة العفونات * المستعدة (7) للعفن. قال جالينوس اللهم إلا أن ينقي الإنسان بدنه منها كل يوم بالرياضة فقط وقلة المطر على العكس من ذلك. انتهى.
[commentary]
وما يذكر الآن تفصيل لما يذكر.
16
[aphorism]
قال أبقراط: فأما الأمراض التي تحدث عند كثرة المطر في أكثر الحالات فهي حميات طويلة وذلك PageVW0P058A لأن الرطوبات الحاصلة من كثرة المطر الحادث عنها هذه الحميات كثيرة واستطلاق البطن أي إسهاله وذلك لكثرة ما ينزل من تلك الرطوبات إلى البطن غير أن هذه غير ساحجة ولهذا لم يعرض عنها اختلاف الدم و لكثرة هذه الرطوبة يحدث أيضا عفن وصرع وسكات. قال القرشي ولذلك لأن ما يحتبس من هذه الرطوبات في الرأس يحدث عنها الصداع والسكتة وإنما لم يلزم ذلك في الصورة التي كان الخريف فيها جنوبيا بعد صيف شمالي لأن الرطوبات تكون هناك قليلة المقدار حارة فيكون إحداثها للصرع أولى و يحدث أيضا ذبحة إن مالت الرطوبة إلى الحلق فأما الأمراض التي تحدث عند قلة المطر فهي رمد يابس لحدة هذه المادة ليبوسة الهواء حينئذ وسل. قال القرشي إذا قلت المطر قلت الرطوبات من البدن واجتدب ليبوسة الهواء حينئذ فيحدث عنها قرحة الرئة إذا نزلت إلى هناك ويحدث أيضا حمى الدق في الأبدان الشديدة الحرارة ويحدث دق الشيخوخة وهزال العين وبالجملة يحدث عن يبس الهواء الحاصل من قلة المطر السل بالمعنى المذكور في الأبدان القابلة PageVW0P058B لذلك وارتضى هذا أيضا ابن القف، وجالينوس استبعد حصول السل هنا وحكى أن قوما فهموا من السل سد العين ووجع المفاصل والنفوس وذلك لأن هذه الرطوبات وإن قلت فهي حادة كريهة وحينئذ تكرهها الطبيعة فما دفعته منها إلى الأطراف حدث عنها ما ذكر وتقطير البول لشدة إيلامه بما يخالطه من المواد الحارة واختلاف الدم أي إسهاله وذلك لأن هذه المادة إذا نزلت إلى الأمعاء أسحجتها وحينئذ يحدث ما يذكر. كذا قرره القرشي وتبعه ابن القف وجالينوس استبعد حصول هذه الأمراض الثلاثة عن يبوسة الهواء بواسطة قلة المطر.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن يدل على التأثر بالتغير اليومي.
17
[aphorism]
قال أبقراط: فأما تغير حالات الهواء في يوم يوم فما كان منها شماليا وذلك بأن يكون باردا يابسا فإنه يجمع الأبدان لأن البرد واليبس يوجب تجمع الأبدان و لذلك أيضا يشدها و لمنعه لتحليل الحار الغريزي يقويها وقال جالينوس معنى قوله يجود حركاتها يقوي الحركة النفسانية وقال بعضهم إنه يقوي القوة الطبيعية ويحسن ألوانها لقوة الهضم حينئذ ويصفي السمع منها PageVW0P060A لقلة الرطوبة المكدرة المرخية ويجفف البطن لجودة الهضم حينئذ فيقل البراز ويحدث في الأعين لدغا للبرد واليبس وإن كان في نواحي الصدر وجع متقدم هيجه وزاد فيه برده ويبسه وذلك لأن الصدر ونواحيه كثيرة العظام وهي باردة يابسة وما كان منها أي من الأيام جنوبيا وذلك بأن يكون دفيئا رطبا فإنه يحلل الأبدان ويرخيها لحرارته ورطوبته ويحدث ثقلا في الرأس لكثرة الأبخرة المتصعدة إليه حينئذ و لهذا أيضا يحدث ثقلا في السمع ويحدث سدرا أي ظلمة في العينين عند القيام و يحدث في البدن كله عسر الحركة وذلك لاسترخاء العصب بالرطوبة وتلين البطن لضد ما قيل في اليوم الشمالي.
[commentary]
تنبيه: قال جالينوس إن الجنوب لا يفعل شيئا صالحا إلا لين البطن.
هذا والمناسبة بين ما تقدم وما يذكر الآن ظاهرة.
18
[aphorism]
قال أبقراط: فأما في أوقات السنة ففي الربيع وأوائل الصيف يكون الصبيان أعني غير البالغين والذين يتلونهم في السن وهم الفتيان على أفضل أحوالهم وأكمل في الصحة وذلك للمناسبة بينهما حينئذ في الحرارة والرطوبة. تنبيه: PageVW0P060B إنما كان في أوائل الصيف نافع لهؤلاء دون أواخر الشتاء وإن كان * كل (8) منهما غير مناسب لهم لأن أوائل الصيف تحلل فضلاتهم وفي باقي الصيف وطرف من الخريف أي أوله يكون المشايخ أحسن حالا لتعديل أمزجتهم بالحرارة وفي باقي الخريف وفي الشتاء يكون المتوسطون أعني الشباب والكهول بينهما أي بين الصبيان والفتيان وبين المشايخ في السن أحسن حالا أما الشباب وهو الذي يلي الفتى فلتعديل مزاجه بالبرد وأما الكهل فلقوة الهضم فيه حينئذ فيكثر لذلك الدم وإنما لم يتضرر ببرد هذا الوقت لأن البرد لم يستحكم فيهم بعد. قال القرشي: فإن قيل ينبغي أن يكون الربيع أوفق للكهول. وأجيب بأن الأمر ليس كذلك لأن الشتاء أقوى ترطيبا وهم يحتاجون إلى ذلك. انتهى.
[commentary]
وما يذكر الآن يدل على تأثير جميع أوقات السنة في الأبدان بحسب الاستعداد.
19
[aphorism]
قال أبقراط: والأمراض كلها تحدث في أوقات السنة كلها لأن ذلك ممكن إلا أن بعضها أي الأمراض في بعض الأوقات المناسبة لها أحرى بأن تحدث وذلك إذا كانت مادتها متولدة في الوقت المذكور وتهيج PageVW0P061A وذلك إذا كانت حاصلة قبل هذا الوقت.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين الذي ينقله الآن التأثير الحادث للأبدان.
20
[aphorism]
قال أبقراط: قد يعرض في الربيع إنما قال «قد يعرض» لأن عروض الأمراض فيه ليس بالنظر إلى تقدم الشتاء عليه المجمد للمواد فإذا قارنها حرارتها سالت وزاد حجمها فيحدث عنها الوسواس السوداوي إذا كانت هذه المادة سوداوية والجنون إن كانت حادة محترقة والسكتة والصرع إن كانت بلغما وقد يعرضان عن الدم وانبعاث الدم أي خروجه وذلك إذا كانت المادة دموية كثيرة خصوصا إن كانت حادة وقارنها موضع سهل الانتفاخ والذبحة والزكام إن مالت المادة إلى محل المرضين المذكورين والبحوحة والسعال إن مالت إلى الصدر ونواحيه والعلة التي يتقشر عنها الجلد إن كانت المادة حادة واندفعت إلى الجلد. والقوابي إذا لم تكن هذه المادة شديدة الاحتراق والبهق إن كانت المادة المندفعة إلى الجلد سوداوية حدث الأسود وإن كانت بلغما حدث الأبيض والبثور أي الأورام الصغيرة الكثيرة التي تتقرح وذلك لحدة المادة المندفعة إلى الجلد والخراجات أعني الأورام PageVW0P061B الحادة إذا جمعت وذلك لكثرة المادة الدموية المندفعة إلى الجلد ووجع المفاصل إن مالت المادة إلى الأطراف والمفاصل تقبلها حينئذ لضعفها.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين ما ننقله الآن ظاهرة.
21
[aphorism]
قال أبقراط: فأما في الصيف فيعرض بعض هذه الأمراض كانبعاث الدم والجنون والوسواس * والقوابي (9) والذبحة لغليان الدم ومرارته وثفل فيه مثل السكتة والصرع و أما الأمراض التي تحدث في الصيف فهي حميات دائمة عن مادة دموية و حمى محرقة وهي التي يكون سببها مادة صفراوية داخل العروق قرب القلب وحمى غب أعني الصفراوية مطلقا كثير وذلك لما يحدث في الدم من الغليان لكثرة تناول الفاكهة ولحرارة الوقت وقيء إن مالت المادة إلى المعدة وذرب إن مالت المادة إلى المعدة، وإن مالت إلى الدماغ عرض رمد ووجع الأذن ويعرض قروح في الفم لكثرة ما يتصعد إليه من الأبخرة الصفراوية وعفن في القروح للحرارة.
[commentary]
تنبيه: قال القرشي فأما أوائل الصيف فيعرض فيه جميع أمراض الربيع لمشابهته له لكنها تكون سريعة التحليل.
هذا والمناسبة PageVW0P062A بين ما تقدم وما ننقله الآن ظاهرة.
22
[aphorism]
قال أبقراط: وأما في الخريف فيعرض أكثر أمراض الصيف أعني الحادثة عن مادته مثل الحميات والذرب وذلك لحبسه المادة عن التحليل ويقل فيه من أمراضه مثل الحادث عن الصفراء الرقيقة و أما الأمراض التي تحدث فيه فهي حميات ربع مطلقا لكثرة ترميد السوداء خصوصا مع تقدم الصيف المحرق للأخلاط و حميات مختلطة أي ليس لها نظام وذلك لأن الأبدان حينئذ يكون فيها مواد مختلفة بعضها متولد فيه نفسه وبعضها متولد في الصيف والبعض الآخر متولد في الربيع * وأطحلة (10) أي أنه يعرض فيه أيضا عظم * الأطحلة (11) وذلك لكثرة السوداء فيه وميلها إلى الباطن و لذلك يعرض فيه استسقاء لسوء الهضم حينئذ * وسل (12) لتأذي الرئة بوصول هوائه المختلف في الحر والبرد إليها ولحبسه لمواد الصيف فينحدر منها شيء إليها يتقرحها وتقطير البول لتضرر المثانة بهوائه المختلف مع حدة البول بما يخالطه من المواد المختلفة واختلاف الدم أي إسهاله لميل المادة الحادة إلى الأمعاء فيتسحجها وزلق PageVW0P062B الأمعاء والمعدة قال جالينوس المراد بزلق الأمعاء خروج الطعام بسرعة من غير أن يكون قد تغير البتة وذلك إما لقروح في سطح المعدة أو لضعف الماسكة وذلك لكثرة انحدار المواد إلى هناك في هذا الفصل ووجع الورك لتضرر العصب بهوائه ولتوجه المادة فيه إلى جهة السفل. والذبحة لكثرة ما ينحدر إلى الحلق من الرأس بسبب تكاثفه للمسام غير أن أكثر هذه الذبحة صفراوية دموية والربيعية دموية أو بلغمية والربو لما ينحدر من المواد إلى الرئة والقولنج الشديد الذي يسميه اليونانيون أيلادوس وتفسيره «يا رب ارحم» وهو مغص شديد في الأمعاء الدقاق وسمي * قولنجا (13) تجوزا و يكثر في الخريف لتخفيفه بيبوسة هوائه فضلات الغذاء قبل انحدارها إلى الأمعاء الغلاظ قال جالينوس: وأكثر ما يحدث عن حصول ورم هناك و يعرض الصرع لحبس المواد فيه في الدماغ والجنون والوسواس السوداوي لكثرة السوداء حينئذ.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم والذي يذكر الآن ظاهرة.
23
[aphorism]
قال أبقراط: فأما في الشتاء فيعرض عنه أمراض وذلك لأضرار البرد بالأعصاب وعصره للمواد وتحريكها PageVW0P063A إلى أسفل فإن انحدرت إلى غشاء الصدر الخارج أو الداخل واحتبست هناك حدث عن ذلك ذات الجنب واستبعد ابن القف حصولها في هذه الوقت وذلك لقلة المواد الحادة فيه ثم قال إن المراد بها هاهنا وجع في الجنب و إن انحدرت إلى الرئة واحتبست فيها حدث عنها ذات الرئة وإن نزلت إلى الأنف واحتبست فيه حدث الزكام وإن نزلت إلى الحنجرة ونواحيها حدث السعال ويعرض أوجاع الجنبين والقطن إن انحدرت المادة إلى هناك والصداع والسدر والسكات إن احتبست هذه المواد في الدماغ.
[commentary]
تنبيه: إنما لم يقل في الشتاء مثل ما قال في الفصول المتقدمة قال جالينوس وكان يجب لأن أول الشتاء يشبه الخريف وأجاب ابن القف بأن الشتاء لما كان يحتمل أن يحصل فيه أمراض خريفية وذلك إذا كان برده قليلا أو لا يحصل فيه وذلك إذا كان برده كثيرا جعله مطلقا.
انتهى الكلام في التأثير الفصلي وما يذكر الآن يدل على التأثير بحسب الأسنان والمناسبة بين الأسنان وبين الفصول بحسب المزاج.
24
[aphorism]
قال أبقراط: فأما في الأسنان فتعرض هذه الأمراض PageVW0P063B المناسبة لسن سن كما تعرض الأمراض المناسبة لفصل فصل أما الأطفال الصغار حين يولدون فيعرض لهم * القلاع (14) وهو قروح تعرض في الفم وسبب ذلك كلا مائية اللبن وبورقيتها لسطح * فمهم (15) مع أنه في غاية اللين والقيء لوصول اللبن إلى معدتهم وهي غير معتادة فتنفر عنه وتضعف عن مسكه والسهر أي كثرة الانتباه من النوم لفساد اللبن في معدتهم فترتقي الحزينة (؟) إلى الدماغ ولألم التقميط والربط والسعال لكثرة نزلاتهم والتفرغ لضعف أدمغتهم فينفعلون من أدنى سبب خصوصا في النوم لما يتصعد إلى الدماغ من الأبخرة الفاسدة وورم السرة لقرب * قطعها (16) ورطوبة الأذنين لإفراط رطوبة أدمغتهم مع قلة اندفاعها من المنخرين لأن أكثر نومهم على الظهر.
[commentary]
هذا والمناسبة ما سيذكر الآن لما قبله ظاهرة.
25
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا قرب الصبي من أن ينبت له الأسنان عرض له مضيض وهو وجع يحصل في اللثة مع حكاك يسير سببه تفرق اتصال اللثة لبروز الأسنان منها وحميات لتألمهم بذلك وتشنج لتضرر أعصاب اللثة بتفريق السن خصوصا والأعصاب ضعيفة PageVW0P064A فيهم وابن أبي صادق خصه بالتشنج الالتوائي الحاصل من كثرة اضطرابهم واختلاف أي إسهال لكثرة ما يمضونه من فتح لثتهم لاشتغال الطبيعة عن هضم ما يتناولونه من اللبن الكثير لكثرة آلامهم لا سيما إذا نبت له الأنياب وذلك لأنها أبلغ في حصول هذه الأمراض لأنها أشد وجعا. و قال القرشي موافقا لجالينوس يعرض الاختلاف والتشنج الامتلائي للعبل من الصبيان لكثرة رطوباتهم ولمن كانت بطنه معتقلة لاحتباس فضلهم وظاهر كلام ابن القف أن حصول الإسهال للمعتقل البطن أولى من التشنج وهو مأخوذ من كلام ابن أبي صادق حيث قال والأولى عندي أن تضاف العبولة والاعتقال إلى الاختلاف.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن مناسبته لما قبله ظاهرة.
26
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا تجاوز الصبي هذا السن عرض له ورم الحلق لانحدار الرطوبات من الدماغ إليها بواسطة قوة الحرارة فيهم.
[commentary]
مهمة: قال جالينوس: اعلم أن أبقراط ذكر أولا حال الصبي المولود ثم ذكر بعده حال الذي ينبت أسنانه ثم ذكر الآن حالا ثالثا في سن بين انقضاء نبات الأسنان وبين القرب من PageVW0P064B نبات الشعر في * العانة (17) من بعد ذكره صاحب هذا السن جعل صاحب تلك السن رابعا في الفصل الذي يأتي بعد هذا و يعرض له أيضا دخول خرزة القفاء * لانزلاقها (18) بكثرة الرطوبات المنحدرة عليها من الدماغ ولانحدار الأعصاب بسبب ورم الحلق والربو لكثرة ما ينحدر إلى رئتهم من الرطوبات والحصى الحادث في المثانة لكثرة الرطوبات والبلغم في أبدانهم وقوتهم قوية فتدفعها إلى الأطراف وأكثر ما يكون ذلك إلى المثانة لاتساع المجاري التي بين الكلى والمثانة فيهم والحيات والدود لكثرة مادته فيهم وحصولها في الأمعاء ويفارق الدود والحيات بأنها قصار والثآليل المتعلقة وهي زوائد تنبت في سطح البدن عن مادة غليظة وأسبابها ثلاثة مستقيمة وتخص باسم الثآليل ومستديرة الرأس وتخص بالقرون وسبب ذلك كثرة الرطوبة في أبدانهم وهو * لأن حرارتهم (19) قوية وقوتهم الطبيعية أيضا قوية فتدفعان هذه المادة إلى الجلد فيحدث ما ذكر وإنما كانت متعلقة لكثرة المادة الممدة لها والخنازير هي زوائد تظهر في الرقبة في اللحم الغددي مغشية بغشاء غير متبرئة من اللحم وذلك PageVW0P065A لما ينحدر إلى هذا الموضع من المواد لضعفه وسائر الخراجات وذلك لأن أقواهم يقوى على دفع فضولهم الكثيرة عن باطن البدن. انتهى.
والمناسبة بين الذي ذكر وبين الذي يذكر الآن ظاهرة.
27
[aphorism]
قال أبقراط: فأما من جاوز هذا السن وقرب من أن ينبت له الشعر في العانة قال جالينوس إن الغلام ينبت له الشعر في العانة بعد أن يأتي عليه أربعة عشر (كذا!) سنة والقريب منه من أتى عليه اثنا عشر (كذا!) سنة أو ثلاثة عشر سنة (كذا!) ويختلف العلماء في إنبات الشعر بحسب نقاوة الحرارة الغريزية في هذا السن بحسب الأشخاص ومن دخل في هذه المدة فيعرض له كثير من هذه الأمراض المذكورة كالحميات والاختلاف وتخصه حميات أزيد طولا من الحميات العارضة لمن قبل هذا السن وذلك لتوفر المواد في هذا السن ورعاف وذلك لتوجه المادة فيهم إلى العلو بسبب الإسخان خصوصا مع كثرتها.
[commentary]
ولما كان بعض الأمراض التي تعتري الصبيان تتأخر بحارينها فذكر فصل حينئذ يدل على ذلك مناسب.
28
[aphorism]
قال أبقراط: وأكثر ما يعرض للصبيان هذه الأمراض PageVW0P065B تأتي في بعضها البحران في أربعين يوما وهو أول بحارين الأمراض المزمنة وآخر بحارين الأمراض الحادة وذلك لأنه من البحارين المشتركة و إن تأخرت عن ذلك وطال زمانها فيأتي بحرانها في بعضها في سبعة أشهر وذلك لأنهم جعلوا الشهر في الأمراض التي تتأخر إلى هذه المدة كاليوم في الأمراض الحادة وفي بعضها سبع سنين وذلك لأنها جعلوا السنة ههنا بمثابة اليوم في الأمراض الحادة وفي بعضها تأتي في ضعف هذه المدة أعنى * أربع عشرة (20) سنة وإلى ذلك أشار بقوله إذا شارفوا نبات الشعر في العانة فتكون السنة هنا كاليوم في المرض الحاد الذي ينقضي في أربعة عشر يوما. فأما ما يبقى من الأمراض العارضة للصبي فلا يتحلل في وقت الإنبات المعانة في الذكور و لا يتحلل في الإناث في وقت ما يجري منهن الطمث أي الحيض فمن شأنها أن تطول وتبقى مع الإنسان ما بقي وذلك لأن الحرارة الغريزية إذا لم تقو على الدفع هذا الوقت لم تقو في غيره في مدة يسيرة. هذا واعلم أن الإمام ترك سن الفتى لم يتعرض للكلام عليه. قال القرشي PageVW0P066A لأنه أعدل الأسنان وأصحها وغلبة سن الأسنان الشباب.
29
[aphorism]
قال أبقراط: فأما الشباب فيعرض لهم نفث الدم ذلك لكثرته فيهم لوقوف النمو مع غلبة المرار عليه ولكثرة الصياح الشديد والسل أي قرحة الرئة تبعا لنفث الدم خصوصا إذا احتبس فيها والدق أيضا لحرارة مزاجهم وغلبة اليبوسة عليهم والحميات الحادة كالغب والمحرقة لغلبة المرارة عليهم ويعرض لهم الصرع وسائر الأمراض لسوء تدبيرهم وإلا فالقوة فيهم متوفرة والحرارة الغريزية قوية وجالينوس أنكر حصول الصرع لهؤلاء ويمكن حمله على ما تقدم من التعليل أو بما يكون * ناشئا (21) عن مادة محترقة إلا أن أكثر ما يعرض لهم ما ذكرنا من نفث الدم والسل والحميات.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن يشتمل على كلام على سن الكهول.
30
[aphorism]
قال أبقراط: فأما من جاوز هذا السن وانتقل إلى سن الكهول فيعرض لهم الربو لكثرة نزلاتهم لتوفر الحرارة فيهم لنقصان النمو مع القصور عن إنضاج فضلاتهم وعن دفعها إلى خارج البدن وذلك لضعف حرارتهم وذات الجنب وذات الرئة لما ذكر من التعليل غير أن ذات الجنب يكون في أول هذا السن أكثر لكثرة الصفراء PageVW0P066B حينئذ وذات الرئة في آخره أكثر لغلظ المواد حينئذ والحمى الذي يكون معها السهر لحرافة موادها بسبب الصفراء المتوفرة عندهم من سن الشباب ولغلبة اليبوسة على أمزجتهم والحمى التي يكون معها اختلاط العقل للسهر وضعف الدماغ ببرد هذا السن وجالينوس خصه بما كان عن ورم الدماغ والحمى المحرقة وذلك بأن تكون مادتها قريبة القلب إلا أن هذه الأمراض الثلاثة تكون في أول هذا السن أكثر لتوفر الصفراء حينئذ لاغترارهم بهضم القوى التي كانت في أول الشبوبة فيتناولون أغذية كثيرة فتفسد فتكثر الفضلات فيهم فيعرض لهم الهيضة والاختلاف الطويل قال ابن القف: والمراد بذلك الذرب و يعرض لهم سحج الأمعاء وزلق الأمعاء لما ينحدر إلى هناك من المواد الحادة. قال ابن القف: ومراد بما ذكرخ الدوسنطاريا المعوية وانتفاخ أفواه العروق من أسفل لسوداوية أخلاطهم وحدتها وميلها إلى أسفل ويعرض لهم أيضا الوسواس السوداوي. قال ابن القف: وإنما حذفه الإمام لأنه خاص بهذا السن وفيه نظر لأنه يشكل بذكر انفتاخ أفواه العروق. قال ابن القف: PageVW0P067A نقلا عن جالينوس أن انفتاخ أفواه العروق خاص بهذا السن كالوسواس السوداوي. انتهى.
[commentary]
والمناسبة بين ما تقدم وما يذكر الآن ظاهرة.
31
[aphorism]
قال أبقراط: فأما المشايخ فيعرض لهم رداءة النفس والربو والنزلة التي يعرض معها السعال لكثرة النوازل فيهم لكثرة فضلاتهم وضعف أدمغتهم، وتقطير البول لضعف المثانة فيهم بسبب برد مزاجهم وكثرة فضلاتهم، وعسره لضعف دافعة البول وربما تولد سدة في مجاريه لغلظ موادهم وأوجاع المفاصل لكثرة الفضول فيهم فتقبلها المفاصل لضعفها وأوجاع الكلى وتوليد الحصى وذلك لكثرة موادهم الغليظة والدوار والسكات وذلك لكثرة الأبخرة المتصعدة فيهم وأدمغتهم ضعيفة فتقبلها والقروح الرديئة العسرة البول وذلك لكثرة البورقية في فضولتهم ولضعف الدافعة فيهم وحكة البدن وذلك إذا اندفعت هذه المادة إلى الجلد وقارن ذلك تكاثفه والسهر لما ذكر ولكثرة همومهم وأفكارهم في عواقب الأمور لكن يغشاهم نعاس كثير لسهرهم فإذا طرحوا أنفسهم زال عنهم النوم ولين البطن وليس المراد PageVW0P067B بذلك ما يعرض لهم في حال الصحة لأن ذلك لا يستقيم وذلك لأن الشيخ إذا كان في صغره يابس البطن فإن بطنه تلين إذا شاخ بل المراد ما يعرض في حال مرضهم وذلك كثرة فضولهم مع قصور الهضم ورطوبة العينين والمنخرين لاستيلاء الرطوبة فيهم على الدماغ وظلمة البصر لضعف القوة الباصرة وكثرة الفضول المكدرة والزرقة في العين لغلبة اليبس فيقل سواد العينية كما يعرض للزرع إذا عطش وغلب عليه اليبس فإنه ييبس وتنحط خضرته ويقل السمع لامتلاء عصبه من الفضل ولضعف الدماغ.
انتهى الكلام على المقالة الثالثة.
EDITOR|
Manāwī, book iv -begins E10 67b, line 11.
وأما المقالة الرابعة من المقالات السبع التي رتب عليه الكتاب،
فهي تشتمل أيضا على فصول. الأول منها في الاستفراغ وذلك لأنه لما انتهى به الكلام في آخر المقالة الثالثة في الأمراض، فذكر هذا الفصل حينئذ مناسب.
1
[aphorism]
قال أبقراط: ينبغي أن تسقى الحامل الدواء المسهل أو المتقيئ إذا كانت الأخلاط في بدنها هائجة أي متحركة منذ أن يأتي عليه سبعة أشهر. وذلك لأن الجنين يكون في هذا الوقت أعني الثلاثة PageVW0P068A الوسطى من مدة الحمل متعلقا بالرحم تعلقا صحيحا قويا بخلاف الوقت الذي قبله والذي بعده. ويكون التقدم على هذا الوقت في استعمال الدواء أقل. وذلك لأنه كما تنهض القوة الدافعة التي في الأمعاء على دفع ما فيها كذلك قد يتعرض حينئذ للقوة الدافعة التي في الرحم أن يدفع ما فيه. فأما ما كان أصغر من ذلك أو أكبر منه بقليل فينبغي أن يتوقى عليه. وبالجملة فهذا الحكم من الإمام أنما هو شفقة على الجنين. وإلا فمتى خيف هلاك الحبلى فإنا نبادر إلى استعمال الدواء. فإن في هلاك الحامل هلاك الجنين ولا عكس. وينبغي أن يراعي غير الدواء المذكور أيضا كالقفذة والوتبة مثلا. والذي يخرج بهذا الدواء أو ينبغي أن يكون من النوع الذي ينبغي إخراجه.
2
[aphorism]
قال أبقراط: إنما ينبغي أن يسقى من الدواء ما يستفرغ من البدن النوع المؤذي له ويعرف ذلك لقلته علامة الخلظ الغالب عليه بدن المريض والفصل والبلد مثلا ويوضح هذا ويحققه قوله النوع الذي إذا استفرغ من تلقاء نفسه أي الذي لا يكون يتناول مخرج نفع استفراغه لكونه من النوع الذي ينبغي إخراجه. فأما ما كان PageVW0P068B استفراغه على خلاف ذلك، فينبغي أن يقطعه ولا يناوله دواء. وذلك لأن استفراغ النافع ضارة. قال جالينوس: إن الإمام ذكر هذا الحكم في الفصل الذي قال فيه وكذلك خلاء العروق لكنه عاما هناك وهنا خاص بالدواء المسهل. هذا وما يذكر الآن يدل على بيان الجهة التي ينبغي أن يستفرغ منها.
3
[aphorism]
قال أبقراط: ينبغي أن يكون ما يستعمل من الاستفراغ بالدواء في الصيف من فوق وذلك بأن يكون بالقيء لأن المادة في هذا الوقت تطغو وتطلب العلو اليبس (؟) وإنما كان كذلك لأنه قد يمنع من ذلك مانع كتهيئة المريض للسل وفي الشتاء يكون الاستفراغ من أسفل لتسفل المادة حينئذ إلي جهة السفل لغلظها. وهذا الحكم أكثري لأن المادة قد تكون في هذا الوقت رقيقة جدا فيخرج بغير ذلك. هذا وما يذكر الآن يدل على تخصيص بعض وقت الصيف باستعمال الاستفراغ بالدواء.
4
[aphorism]
قال أبقراط: بعد طلوع الشعرى العبور وفي وقت طلوعها وهي تطلع في يوم السادس والعشرين أو ليلة السابع والعشرين من تنبيه وقبله بزمان يسير، يعسر الاستفراغ بالأدوية PageVW0P069A المسهلة والمقيئة القوية. وذلك لأن القوى تضعف بالحر والدواء يزيد في ضعفها ولحدث هواء الصيف الحار المؤذي إلى ظاهر البدن وهو مناف لفعل الدواء.
[commentary]
بنبيه: إذا لين الباطن بمثل بعض المزلقات أو الملينات أو قيء بالماء الحار مثلا في مثل هذا الوقت فإنه يجوز لأن مثل هذا لا يختص بوقت، انتهى
والفصل الذي يذكر الآن يدل على أن جهة إخراج المادة تختلف باختلاف البدن بانحافة كاختلافها بحسب الفصول.
5
[aphorism]
قال أبقراط: من كان قضيف البدن وكان القيء يسهل عليه فاجعل استفراغك إياه بالدواء من فوق. وذلك لأن الغالب في مثل هذه الأبدان المرة الصفراء وهي تطلب إلى فوق وتوق أن يفعل ذلك في الشتاء وذلك لأن المواد حينئذ يكون جامة وآلات الصدر غير مطاوعة للقيء.
[commentary]
تنبيه: إذا كان قضيف البدن لا يسهل عليه القيء لمانع فلا يجوز استعماله هذا والفصل الذي يذكر الآن مقابل لما قبله.
6
[aphorism]
قال أبقراط: فأما من كان يعسر عليه القيء لمانع بدني أو من المادة وكان من حسن اللحم على حاله متوسطة وذلك بأن يكون بدنه PageVW0P069B معتدلا في اللحم فاجعل استفراغك إياه بالدواء من أسفل وتوق أن تفعل ذلك في الصيف. وأما المفرط في اللحم والمتوسط في الشحم فلا يجوز له استعمال ذلك لتوفر الرطوبات فيهما وضعف القوة الحرارة الغريزية انتهى وما نذكر الآن يدل على المانع البدني من القيء.
7
[aphorism]
قال أبقراط: وأما أصحاب السل والمستعدين له فإذا استفرغتهم بالدواء وذلك عند احتياجهم إليه كمقارنة الحمى العفينة للسل فاحذر أن تستفرغهم من فوق. وذلك لأن حركة القيء تزيد في الواقع في السل في تفرق اتصال الرئة وفي المستعد له يخشى منه انصداع بعض عروق الرئة. هذا ومن جملة الذين يستفرغون من جهة السفل من يغلب عليه المواد السوداوية.
8
[aphorism]
قال أبقراط: وأما من كان الغالب عليه المرة السوداء، فينبغي أن تستفرغه إياها من أسفل وذلك لأن السوداء بطبعها يميل إلى جهة السفل بدواء أغلظ أي أقوى ويكون في دفعات. ثم بين علة الاستفراغ بقوله إذ يضيف الضدين أعني الاستفراغ من فوق والاستفراغ من PageVW0P070A تحت إلى قياس واحد، وهو استفراغ السوداء من جهة السفل كما ذكر انتهى والمناسبة بين المتقدم وما يذكر الآن ظاهر.
9
[aphorism]
قال أبقراط: ينبغي أن يستعمل دواء الاستفراغ مسهلا كان أو مقيئا في الأمراض الحادة جدا و قد تقدم معنى ذلك في المقالة الأولى إذا كانت الأخلاط هائجة أي متحركة واحترز بذلك عن الأمراض الحادة الساكنة المادة فإنه يجوز فيها تأخير الاستفراغ بخلاف ما ذكر الآن فإنه يجب فيه منذ أول يوم فإن تأخيره في مثل هذه الأمراض الحادة المهائجة رديء. وذلك لأنه إذا تأخر الاستفراغ في هذه تضعف القوة وتزداد الحمى المتحيرة إلى إلى عضو من الأعضاء الشريفة فيتمكن فيه ولا يتمكن في إعطاء الدواء. هذا وإنما أعاد هذا الحكم للاهتمام بالاستفراغ في الأمراض الحادة المهائجة. واعلم أنه لا يلزم من استعمال الدواء زوال المرض لأنه قد يتخلف لمانع.
10
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به مغص وهو وجع يحصل في المعاء من غير أن يحتبس معه البراز وأوجاع حول السرة ووجع في القطن. قال بعض الشراح القطن بالتحريك PageVW0P070B ما بين الرجلين دائمة لا ينحل بدواء مسهل ولا بغيره من العلاج فإنه يدل على أن الأعضاء التي هناك غلب عليها مزاج رديء وتمكن فيها بحيث أنه يحيل ما ورد إليها جوهر الريح أو أن هناك رطوبة محتبسة فانتها (؟) حرارة لينة متبخرة ويستحيل إلى جوهر الريح وتطول مدته وحينئذ فإن أمره يؤول إلى الاستسقاء اليابس أي الطبلى. ومناسبة ما سيذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على مرض في الأمعاء.
11
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به زلق الأمعاء وهو خروج الطعام سريعا من غير أن يكون قد انقلب في جوهره شيء يعتد به وذلك إما لضعف ماسكة الغذاء وإما لقروح في وسطها وإما لرطوبات مزلقة مستولية على حملها وبالجملة لا يجوز الاستفراغ خصوصا في الشتاء وحينئذ فاستفراغه بالدواء من فوق أعنى بالقيء رديء لأن القيء يزيد في قروح المعدة ويزيد في ضعف ماسكتها مثل المادة الغليظة المتسفلة. هذا وما يذكر الآن يدل على الدواء المقيئ وكيفية استعماله.
12
[aphorism]
قال أبقراط: من احتاج أن يسقى الخربق PageVW0P071A لإخراج المادة البلغمية بالقيء وكان استفراغه من فوق لا يؤاتيه بسهولة لعسر خروج المادة فينبغي أن يرطب بدنه من قبل إسقائه إياه بغذاء كثير خال عن الدواء به إلا أن يكون لتقيح (؟) السدد وبراحة. ومتى ترك الحركة والفكر أصلا ويحصل الترطيب هنا بالغرض وحينئذ تكثر الرطوبات فلا يتخلل الطبيعة لما يخرج هنا.
[commentary]
تنبيه: أجود الخربق هو الأبيض السريعة النقيت (؟) وهو حار يابس في وسط الدرجة الثالثة ويينبغي أن ينقع في ماء المطر ثلاثة أيام ويصفى ويشرب ذلك الماء ويطبخ هذا الماء ويضاف إليه عسل ويشرب ليؤمن ضرره. ولا ينبغي أن يشرب والمعدة خالية.
هذا والمناسبة بين ما مضى وما يذكر الآن ظاهرة.
13
[aphorism]
قال أبقراط: إذا أسقيت إنسانا خربقا وكان غرضك إخراج مادة كثيرة فليكن قصدك لتحريك بدنه بالحركة المعتدلة أكثر لأن منثل هذا يعين على تثوير الأخلاط وتحريكها إلى العلو ولا يقدر على حدتها إلى خارج البدن ويحصل ما يعاكس الدواء تلاف الحركة القوية ولتنويمه وتسكينه أقل قال ابن القف لأن لا يجب أن تكون الحركة مستمرة خوفا من أن يحدر PageVW0P071B الخربق ويخرجه بالإسهال أو بالقيء عند ثوران المادة وهيجانه. ثم استدل على أن الحركة تثور الأخلاط بقوله: وقد يدل ركوب السفن على أن الحركة وهي الحاصلة لراكب السفينة بالعرض من حركة السفينة تثور الأخلاط في الأبدان وذلك لأن راكب السفينة يتخيل له أن العالم قد انقلب عليه فعند ذلك تحول (؟) نفسه ويتحرك الأخلاط ويحصل الغشيان والقيء. ويؤخذ من قوله قد يدل أن بعض الركبان لا يعرض لهم ذلك.
[commentary]
هذا والمناسبة بين الفصل المتقدم وبين الآتي ظاهرة.
14
[aphorism]
قال أبقراط: إذا أردت أن يكون استفراغ الخربق أكثر فحرك البدن حركة معتدلة بخلاف المفرطة فإنها تعاكس الدواء في الجذب. وإن أردت أن تسكنه فنوم الشارب له. وذلك لأن ؟؟؟ ويسكن الأخلاط ويمنعها من الجريان ويغلظها والنوم أبلغ في ذلك لأن كثيرا من الانفعالات النفسانية يسكن معه.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن يدل على أنه يمنع شرب الخربق في بعض الأحوال.
15
[aphorism]
قال أبقراط: الخربق خطر لمن كان بدنه صحيحا. وذلك لأن استفراغه مطلقا رديء خصوصا بالخربق. وذلك أنه يحدث PageVW0P072A له تشنجا لتخفيفه العصب وربما ولد التشنج الرطب أيضا لتحريكه المواد وإحدارها إلى العصب.
[commentary]
ولما تقدم ذكر القيء فذكر فصل يدل على علامة من هو محتاج إليه مناسب.
16
[aphorism]
قال أبقراط: من لم يكن به حمى وكان به امتناغ من الطعام وذلك بأن تضعف شهوته عن تناوله ونخس في الفؤاد أي لذع في فم المعدة وخفقان وسدد أي غشاوة يعرض للبصر لا سيما عند القيام ومرارة في الفم لغلبة المرة الصفراء في المعدة فذلك يدل على أنه يحتاج إلى الاستفراغ بالدواء من فوق أي بالقيء وذلك لميل المادة في مثل هذا إلى فوق. وأما إذا كانت هذه العلامات مع الحمى فإنها يحتمل أن تكون لذات الحمى لا لغلبة المرة الصفراء على المعدة وحينئذ فلا يحتاج إلى الاستفراغ من فوق.
[commentary]
هذا والفصل الذي يذكر الآن يدل على أن الاستفراغ مطلقا من فوق إذا كانت فوق المعدة أجود.
17
[aphorism]
قال أبقراط: الأوجاع أي العلل التي من فوق الحجاب القاسم المجرى لفم المعدة يدل على أن الاستفراغ بالدواء من فوق سواء كان بالقيء PageVW0P072B أو النفث أو التسعط أو الرعاف أجود. وذلك كاستفراغ المادة من الجهة التي هي إليها أميل. والأوجاع التي من أسفل الحجاب تدل على أن الاستفراغ بالدواء من أسفل أجود وذلك لميل المادة إلى جهته السفلى. وقال ابن أبي صادق مراد الإمام من هذا الفصل العلل التي فوق فم المعدة فقط والعلل التي تحتها فقط وحينئذ فلا يرد ما ذكره الرازي من أن الأنفع في الخوانيق الإسهال وفي وجع الركبة القيء. ولما ذكر الاستفراغ ناسب أن يذكر بعد ذلك فصل يدل على الحد الذي يجب عنده قطعه.
18
[aphorism]
قال أبقراط: من شرب دواء الاستفراغ فاستفرغ ولم يعطش، اعلم أن العطش يحصل لشارب الدواء تارة لحرارة المعدة وتارة للحرة التي منصب إلى المعدة وتارة لحرارة المعدة نفسها وتارة بأخراج الدواء بجميع الفضلات. وأخذ يعد ذلك في إخراج الفضلات التي يحتاج إليها البدن وهذا هو الذي أراد الإمام بقوله فليس ينقطع عن الاستفراغ حتى تعطش وحينئذ يجب العطع. وأما إذا لم يحصل هذا العطش، فلا تخف من الإسهال. هذا والفصل PageVW0P073A الذي يذكر الآن يدل على علامات من يحتاج إلى الاستفراغ من جهة السفل.
19
[aphorism]
قال أبقراط: من لم يكن به حمى وأصابه مغص وثقل في الركيتين ووجع في البطن، فذلك يدل على أنه يحتاج إلى الاستفراغ بالدواء من أسفل. وذلك لميل المادة إلى هذه الجهة وإذا كان الاستفراغ واجب في مثل هذه الصورة فلا يكون في مقارنته هذه الأعراض للحمى أولى بالوجوب. ولما ذكر الاستفراغات الجيدة أعقب ذلك بما يدل على الاستفراغات الرديئة.
20
[aphorism]
قال أقراط: البراز الأسود أي الحتراقي الشبيه بالدم الجامد الأتي من تلقاء نفسه إما لضعف الأعضاء عن مسكه لثقله عليها أو لأنه يؤدي إلى الطبيعة وينكيها لحدثه فتحرك لدفعه وحينئذ تكون هي الموجبة للإخراج كان من حمى أو غير حمى وحينئذيكون الاحتراق بسبب غير الحمى كتناول دواء حاد مثلا فهو أردأ العلامات خصوصا إذا كان في أول المرض لدلالته على قوة سبب للاختراق لا ينافي هذا كونه من النوع الذي ينبغي أن يستفراغ وكلما كانت تلك الألوان في البراز أقوى كالأخضر والكمد والذوباني والغشائي كانت PageVW0P073B تلك علامة أردأ لدلالتها على حالات رديئة في البدن زائدة في الخروج عن المجرى الطبيعي فإذا كان كذلك أي البراز الأسود مع شرب دواء مخرج كانت تلك علامة أحمد لدلالته على قلة المحترق إذ لو كان كثير الحوج من تلقاء نفسه كما تقدم وعلى جود فعل الدواء وكلما كانت تلك الألوان في البراز أكثر وذلك بأن يكون الدواء المشارك يستفراغ أشياء مختلفة كان ذلك أبعد عن الرداءة لزيادة دلالته على جودة فعل الدواء أو على قلته الاختراق هذا أو الحكم الذي بين الآن تختص بخروج المرة الاحتراقية وحدها.
21
[aphorism]
قال أبقراط: أي مرض خرجت في ابتدائه المرة السوداء أعنى المحترقة من أسفل أو من فوق. قال جالينوس ما دام المرض في ابتدائه فليس شيء مما يبرز من بدن المريض يكون خروجه لحركة من الطبيعة لكن جميع ما يخرج إنما يخرج بحالة خارجة عن الطبيعة لا سيما له حينئذ بأسباب المرض فذلك منه علامة دالة على الموت في الأكثر لدلالتها على قوة السبب القاهر للطبيعة وبالجملة فخروجها علامة رديئة انتهى
[commentary]
ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله PageVW0P074A من حيث أنه يشتمل على خروج المرة السوداء أيضا.
22
[aphorism]
قال أبقراط: من كان قد أنهكه أي أثر فيه هزالا وضعفا مفرطين مرض حاد أو مزمن أو إسقاط الجنين أو غير ذلك كالهم المفرط ثم خرجت منه مرة سوداء أي احتراقية وكان خروجها من ذاتها وهذه يكون في الأمراض الحادة أو شيء بمنزلة الدم الأسود هي السوداء الجمودية وخروج هذه يكون في الأمراض المزمنة وفي الأسقاط وما في حكمه وذلك لضعف الحرارة الغريزية في مثل هذه الأمراض وقلة البرد فإنه يموت من غداء ذلك اليوم. والعمدة في ذلك الاستفراغ. والفرق بين هذا وبين الدم الخارج أن الدم يجمد وهذا *** والاحتراقية ظاهرة من حدثها.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين الذي يذكر الآن من حيث اشتمال كل منهما على خروج المادة السوداوية لكنها في الأول مرض وفي ثاني سبب.
23
[aphorism]
قال أبقراط: اختلاف الدم والمراد بذلك الدوسطاريا المقوية إذا كان ابتداؤه من المرة السوداء أي الاحتراقية فتلك من علامات الموت. لخروج المرة السوداء في ابتداء المرض ولضعف القوة بسبب الإسهال ولعسر PageVW0P074B برؤ الأمراض السوداوية.
[commentary]
هذا ولما أنجز كلامه في هذا الفصل إلى إسهال الدم، فذكر فصل يدل على أحكام له حكم (؟) مناسب.
24
[aphorism]
قال أبقراط: خروج الدم من فوق كيف كان وذلك بأن يكون بالقيء من المعدة أو النفث من الرئة لا تجاوز خروجه هناك أو انتباق عرق بالجملة هو علامة رديئة. أما الأول فلأن المعدة وعاء ومجرى فتكون ممتلئة دائما هذا مما يوجب تمديد الأجزاء المتفرقة. وأما الثاني، فلأن الرئة كثيرة الحركة بعيدة من الدواء رقيقة الدم ولا يخفى ضرر ذلك لتفرق الاتصال والدم خروجه من أسفل وذلك بأن يكون من أفواه العروق علامة جيدة لدلالته على الخلاص من أمراض رديئة خصوصا إذا خرج معه شيء أسود وذلك لأنه يكون أكثر نفعا لخروج حينئذ ما هو أضر حينئذ.
[commentary]
هذا والفصل الذي يذكر الآن يدل على علامة رديئة.
25
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به اختلاف دم أي إسهاله فخرج منه شيء شبيه بقطع اللحم وذلك بأن ينفصل أجزاء من الكبد بسبب مقطع لها وينحدر بالإسهال فتلك من علامات الموت لدلالة ذلك على عظم الآفة في الكبد.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم PageVW0P075A وما يذكر الآن ظاهرة.
26
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به حمى فانفجر منه دم كثير والمعنى أنه يخرج كثيرا من أي موضع كان انفجاره أي الدم فإنه عند ما ينقيه أي يتخلص فيتغتذي يلين بطنه بأكثر من المقدار المعتدل وذلك لأن كثرة خروج الدم يضعف القوى كلها خاصة المتصرفة في الغذاء لما يلزم ه الإسهال من برد المزاج وخروج أرواح كثيرة وحينئذ إذا أورد الغذاء، تعجز القوة عن التصرف فيه. فلا ينتشر في البدن فتنحدر بالإسهال ويستمر ذلك حتى تعود الطبيعة إلى ما كانت علىه من القوة. انتهى.
[commentary]
والناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن ظاهرة، والله أعلم.
27
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به اختلاف مراري أي إسهال مراري فأصابه صمم وهو أن يكون باطن الأذن عديم التجويف والوقر بطلان السمع والطرش نقصانه والمراد بالصمم هنا ثقل (؟) السمع فإنه إذا عرض لصاحب هذا الإسهال انقطع عنه ذلك الاختلاف لتوجه مادته إلى جهة الأعالي خصوصا إلى الأذن لأن شأن الطبيعة أن تدفع الوارد مع الغذاء من الصفراء إلى الدماغ إلى الأذن. فكيف إذا توجته المواد الصفراوية إلى هناك ومن PageVW0P075B كان به صمم قصير المدة فحدث له اختلاف مرار أي إسهال مراري ويكون حصوله بعد الصمم على الفور ذهب عنه الصمم لتوجه مادته إلى جهة السفل. وبالجملة فذا بحراني انتقالي.
[commentary]
وحينئذ فذكر فصل يدل على حكم البحران مناسب.
28
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه في الحمى أعني الدائمة في البوم السادس من مرضه نافض وذلك بأن يتقدم بحران السابع عليه إلى هذا اليوم لشدة رداءة المادة فتحتاج الطبيعة إلى المبارزة لدفعها قبل يوم البحران فإن بحرانه يكون نكدا لحصوله في يوم غير محمود والمادة غير تامة النضج. قال ابن أبي صادق: إن اليوم السادس من الأيام التي يكون فيها بحران محمود والشاهد بصحة ذلك التجربة. قال جالينوس: البحران في السادس كالسلطان الجارئ وفي السابع كالسلطان العادل.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن ظاهرة.
29
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به بحماه نوائب ففي أي ساعة كان تركها له إذا كان أخذها له في غد (؟) في تلك الساعة بعينها. قال القرشي: فهم قوم من الأقدمين من هذا أن النوبة إذا كانت في أي ساعة تفارق فيها PageVW0P076A تبتدئ في البوم الذي بعد ذلك في تلك الساعة بعينها. وفهم جالينوس أن النوائب إذا كانت كلها تبتدئ في وقت واحد وأما تركها فتكون في أي وقت كان، وكلاهما جائز والأول أوفق لكلام الإمام. انتهى. واعلم أن جالينوس رد الأول وابن القف حمل هذا على الحميات المركبة تركيب مبادلة. وذلك لأن نوبة كل واحدة تأخذ عند انفصال الأخرى فإن بحران هذه يكون طويلا لاشتغال الطبيعة بالمجاهدة ولذلك فإن بحرانه يكون سريعا عسرا. أي طويل المدة (!!). وذلك لتمكن سببه.
[commentary]
وأما الكلام الذي يذكر الآن فإنه يدل على حكم من أحكام البحران الناقص.
30
[aphorism]
قال أبقراط: صاحب الأعياء وهو كلال يعرض للقوة المحركة ويكون في الحمى إذا توجهت المادة إلى جهة الفضل والمفاصل وحينئذ أكثر ما يخرج به الخراج في مفاصله وذلك إن كانت المادة المرضية مستولية على ما دون الرأس وإن كانت المادة المرضية غالبة على الرأس تخرج الخراج إلى جانت اللحيين. وهما عظما الحنك الأسفل ويعين على خروج الخراج في هذا الحالة ضعفها. وهذا الأمر أكثري لأنه قد يندفع مادة الحمى إلى الجلد PageVW0P076B نفسه فيحصل اليرقان مثلا فحاصل هذا الفصل أن الأعياء إذا كان في المرض أنذر بخراج. وما يذكر الآن يدل على أن الكلال إذا حصل قرب الخلوص من المرض أنذر بخروج خراج أيضا.
31
[aphorism]
قال أبقراط: من انتشل من مرض يقال انتشل من مرضه إذا خفت أعراضه وقارب أن يفارق فكل منه موضع من بدنه الكلال حالة من الأعياء والكلال والكسل حدث، في ذلك الموضع خراج. وذلك لأن الكلال يدل على يقاء المادة وموضعه قابل لاجتماعها فيه. والقوة عاجزة عن دفعها بالتحليل وحينئذ يحدث الخراج.
[commentary]
هذا والفصل الذي يذكر الآن يدل على أن المنذر في المرض بالخراج يتقدم قبله.
32
[aphorism]
قال أبقراط: وإن كان أيضا المريض قد تقدم قبل مرضه فأتعب عضوا من الأعضاء من قبل أن يمرض صاحبه ثم كان بحران مرضه الذي حصل له بخراج، ففي ذلك العضو يتمكن المرض ويحدث فيه الخراج وبالجملة فالخراج بحران انتقالي.
[commentary]
هذا وما نذكر الآن منه أيضا.
33
[aphorism]
قال أبقراط: من اعتراه حمى وليس في حلقه انفتاخ قال ابن القف مراده بالحلق هنا مجرى الهواء والشراب فتعرض PageVW0P077A له انفتاخ بغتة وإنما يكون ذلك لدفع الطبيعة للمادة الكثيرة بالبحران دفعة إلى نواحي الحنجرة ويكون القوة ضعيفة فذلك من علامات الموت وذلك لأن القلب شديد الاحتياج إلى استنشاق الهواء وهذا العارض مانع منه.
[commentary]
تنبيه: إنما شرض أن لا يكون قد تقدمه انفتاخ لأنه إذا تقدم ذلك جاز أن يكون الاختناق لمزاحمة الورم للأعضاء بسبب نضج المادة لأنها حينئذ يتحلل فتطلب مكانا واسعا وهذا يعقبه الخف في الأكثر عند انفجاره. انتهى.
والكلام الذي يذكر الآن يدل على نوع من الحناق.
34
[aphorism]
قال أبقراط: من اعترته حمى شديد فاعوجت منها رقبته ليبس شديد مشنج للعصب أو لزوال فقرة إلى داخل إما لرطوبة أو لورم تمدد عليه الازدراد أي الابتلاع حتى لا يقدر أن يزدرد إلا بكد من غير أن يظهر به انفتاخ أما إذا كان سببه يبس فظاهر. وأما إذا كان سببه ورم، * فذلك (1) أن مثل هذا الورم يكون في داخل فلا يظهر للحس. وبالجلمة فذلك من علامات الموت لما تقدم من احتياج القلب غلى استنشاق. ومقارنة ذلك PageVW0P077B بما يمنع منه ولما ذكر البحران أن احتيج إلى بيان الأيام المحمودة.
35
[aphorism]
قال أبقراط: العرق وسائر الاستفراغات البحرانية يحمد في المحموم حمى حادة مطلقة ذلك إذا وقعت في الأيام البحرانية أو المنذرة والشاهد بصحة ذلك التجربة ثم شرع في تعداد هذه الأيام. وابتدأ بالثالث لأنه منذر بالرابع فقال إن ابتدأ أي العرق في اليوم الثالث وترك الرابع قال جالينوس لأن أكثر الأمراض الحادة جدا التي يكون بحرانه بالعرق فبحرانها يكون في الثالث والخامس أكثر ما يكون في الرابع أو في الخامس أو في السابع أو في التاسع أو في الحادي عشر أو في الرابع والعشرين أو في السابع والعشرين أو الثلاثين أو الرابع والثلاثين أو في سابع والثلاثين. قال جالينوس وجد في بعض النسخ الواحد والثلاثون وفي بعضها الرابع والثلاثون والكل حق اير أن الرابع والثلاثون أقوى ويدل على ذلك التجربة. وترك الأربعين لأنه أول بحارين الأمراض المزمنة وهي لا يكاد يكوفي هذه الأيام المذكورة وذلك بأن يكون PageVW0P078A عن دفع طبيعي وذلك يكون به بحران الأمراض المحمودة البحارين. وأما العرق الذي لا يكون في هذه الأيام المذكورة وذلك بأن لا يكون عن دفع الطبيعة فهو يدل على آفة وذلك إذا كان خروجه لضعف القوة وعجزها عن مسك الرطوبات أو على طول المرض وذلك إذا كان خروجه على سبيل الرشح لدلالة ذلك على كثرة الرطوبات.
[commentary]
هذا والفصل الذي يذكر الآن يشتمل على الكلام على العرق البارد بخلاف الحادث في الأيام المحمودة المتقدمة.
36
[aphorism]
قال أبقراط: العرق البارد إذا كان مع حمى حادة وذلك إذا كانت الحرارة المشتعلة داخل العروق لقرب القلب وحينئذ تبرد الرطوبات الأصلية التي في الأعضاء الأخر وسيل ويخرج عرقا من الجلد أو لغلية رطوبات كثيرة غريبة على هذه الأعضاء مع عجز الحرارة عن تسخينها وحينئذ يندفع منها أجزاء من الجلد لكثرتها وتسيل عرقا. وهذا إذا حدث، دل على الموت لدلالة ذلك على عجز الطبيعة وضعف الحرارة الغريزية والعرق إذا كان مع حمى هادئة، دل على طول المرض وذلك لأنه يدل على أن مادة هذه الحمى باردة PageVW0P078B لأنه بعض منها والمادة إذا كانت كذلك يكون بطيئة الإنضاج فيطول.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن يدل على ما إذا اختص العروق بنوع من البدن دل على أن المادة فيه.
37
[aphorism]
قال أبقراط: حيث كان العرق من البدن مع أن نسبته إلى الأشياء الخارجة واحدة فهو يدل على أن المرض أي مادته في ذلك الموضع أعني الذي تسال منه العرق.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن يدل على ما إذا اختص العروق بنوع البدن دل على أن المادة فيه.
38
[aphorism]
قال أبقراط: وأي موضع من البدن كان حارا أو باردا مع أن نسبته إلى الأشياء الخارجة على السواء ففيه المرض وذلك لحرارة الحر والبرد على خروجه عن المجرى الطبيعي.
[commentary]
والمناسبة بين الذي تقدم وبين الذي سيذكر الآن من حيث أنه أعم في الدلالة.
39
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا كان يحدث في البدن كله تغايير مختلفة ومثل لذلك بقوله وكان البدن يبرد مرة ويسخن أخرى أو يتلون بلون ما ثم يتلون بعده بغيره من الألوان، دل على طول من المرض لدلالة ما ذكر على أن في البدن مواد مختلفة فتختار PageVW0P079A الطبيعة في الإنضاج فيطول لذلك.
[commentary]
تنبيه: إنما اللون في الدلالة لضعفه فيها. انتهى.
وما يذكر الآن أعم مما قبله لأنه خاص بالمرض بخلاف ما يذكر الآن.
40
[aphorism]
قال أبقراط: العرق الكثير سواء كان في المرض أو الصحة واحترز بذلك عن الذي يخرج قليلا قليلا فإنه لا يحتاج إلى ما سيذكره من الاستفراغ وإنما قال الذي في النوم لقوة استيلاء الطبيعة على الرطوبات بالإنضاج والدفع حينئذ من غير سبب بين أي خارجي. وهذا يكون لتوفر الرطوبات في البدن يدل على أن صاحبه يحمل على بدنه من الغذاء أكثر مما يحتمل. قال القرشي: ومعنى قوله وإن كان كذلك وهو لا ينال منه أنه لا ينال من الغذاء قدرا يلزمه كثرة القوى. فاعلم أن بدنه يحتاج إلى الاستفراغ وذلك إذا كان الاستكثار من الأغذية بعيد العهد وإلى تحقيق الغذاء إن كان الاستكثار من الأغذية قريب العهد.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن من العرق خاص بالمرض.
41
[aphorism]
قال أبقراط: العرق الكثير الذي يجري في المرض دائما وذلك لتوفر مادته حارا كان العرق وذلك إذا كانت المادة PageVW0P079B المرض حادة أو باردا وذلك إذا كانت المادة باردة فالحار منه يدل على أن المرض أخف أي أقصر مدة وذلك لحرارة المادة والباردة منه يدل على أن المرض أعظم أي أطول مدة لبرد مادته.
[commentary]
هذا ويستدل على المرض أيضا بما يتبين الآن من خطر المرض وعدمه.
42
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا كانت الحمى غير مفارقة وذلك إذا كانت المادة المتعفنة داخل العروق ثم كانت يشتد غبا وذلك إذا كانت سببها مادة صفراوية فهي أعظم خطرا وذلك لعدم إراحة الطبيعة فيها بخلاف المفارقة منها وإذا كانت الحمى تفارق وهي التي يكون مادتها المتعفنة خارج العروق على أي وجه كان قال جالينوس معناه سواء كانت القوة ضعيفة أو قوية وسواء كانت المدة طولية أو قصيرة. وقال ابن القف معناه من أي نوع كان من الحميات وكلاهما جائزان. وبالجلمة فالمفارقة من كل نوع أخف من غير المفارقة خصوصا إذا كانت في وقت الراحة فهي تدل على أنه لا خطر فيها لا راحة الطبيعة في الجلمة.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن ظاهرة.
43
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه PageVW0P080A حمى * غليظة (2) طويلة وذلك بأن يكون مادتها باردة غليظة وهذا مضعف للطبيعة مكثر للمواد الفجة ولهذا فإنه يعرض له إما خراجات وإما كلال في مفاصله لضعفها وذلك لأنه إن اندفع إليها مواد كثيرة حدث الأمر الأول. وإن كان المندفع قليل حدث الأمر الثاني. انتهى.
[commentary]
والمناسبة هنا ظاهرة أيضا.
44
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه خراج أو كلال في المفاصل بعد الحمى أي بعد إقلاعها ونقاء البدن من مادتها فإنه يتناول من الطعام أكثر مما يحتمل وذلك بأن يكون أكثر مما ينبغي وحينئذ يكون الخراج أو الكلال حادثين عن الزيادة في الغذاء.
[commentary]
هذا والمناسبة بين الفصل المتقدم وبين الذي يذكر الآن ظاهرة.
45
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان يعرض نافض مرارا في حمى غير مفارقة وذلك بأن يكون لازمة مع حدوث النافض الحادث من غير بحران لمن قد ضعفت قوته فذلك من علامات الموت لأن ذلك يدل على ضعف القوة وعدم مطاوعة المادة للدفع.
[commentary]
هذا والمناسبة هنا أيضا ظاهرة.
46
[aphorism]
قال أبقراط: في الحمى * التي (3) لا تفارق النخاعة والمراد بالحمى هنا ما كان PageVW0P080B تابعا لذات الجنب أو الرئة أو السل فالمائل من النخاعة إلى السوداء مع عدم الإشراف أعني الكمدة وتكون إما لانطفاء الحرارة الغريزية أو المادة جامدة سوداوية والشبيه بالدم الأسود وذلك إذا كان هناك احتراق أو الأحمر أعني الطبيعي وهذا لا يكون رديئا إلا بعد طول مدة المرض والمنتنة وذلك إذا كانت العفونة قوية التي هن من جنس المرار سواء كانت حمراء ناصبة أو كراتية أو زنجارية. بالجملة فهذه كلها رديئة لدلالتها على حالات رديئة في البدن فإن انقضت انقضاء جيدا يكون خروجها سهلا ويعقبه خف فهي محمودة لدلالتها على استيلاء الطبيعة على المادة فكذلك الحال في البراز والبول قال بن أبي صادق: وذلك سائر ما يخرج من البدن من الفضلات فإنها إن كانت رديئة أي غير نضجت فإنها تدل على حالات رديئة وإن كانت محمودة أي نضجت فإنها تدل على حالات محمودة في البدن. قال القرشي ومعنى قوله فإن خرج ما لا ينفع به من أحد هذه المواضع فذلك رديء هو أن الخارج إذا كانت خروجه بغير سهولة ولا يعقبه نفع فهو مذموم PageVW0P081A وإن قوامه أو لونه أو غير ذلك من صفاته فهو غير مذموم.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وما يذكر الآن ظاهرة.
47
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان في حمى لا تفارق ظاهر البدن بارد وظاهره وباطنه يحترق ويصاحب ذلك عطش قال القرشي يمكن أن يكون ذلك لأحد أمر من إما لأن الحرارة الغريزية ضعيفة جدا بحيث أنها لا تقدر على دفع الحرارة الغريبة إلى خارج البدن فيبرد الظاهر ويتوفر التسخين في الباطن أو لأن الأحشاء فيها ورم حار فتجتمع المادة الحادة إليه وجالينوس علل بهذا أو علل الرازي ذلك بضعف الحرارة الغريزية عن الانتشار وأعرض عليه ابن القف بأن الحرارة إذا كانت بهذه الصفة كيف توجب ما ذكر ويمكن الجواب عن ذلك يحتمل كلام الرازي على الأمر الأول الذي ذكره القرشي فنجتمع الحرارة الغريزية والحرارة الغريبية في الباطن فيحصل ما ذكر فذلك من علامات الموت لدالالة ذلك على ضعف القوة الحرارة الغريزية وعلى شدة عصيان المادة عن التحليل.
[commentary]
هذا والمناسبة هنا أيضا ظاهرة.
48
[aphorism]
قال أبقراط: متى التوت في حمى غير مفارقة مجففة PageVW0P081B لرطوبات الدماغ الشفة أو العين قال بن أبي صادق والمراد بالتواء العين تشنج الأجفان والمقلة معا أو الأنف أو * الحجاب (4) وخصص هذا الأعضاء بهذا الحكم لقربها من الدماغ مع صغرها وسهولة انجدابها أو لم ير المرض أو لم يسمع وذلك لتحلل الروح التي تكون بها الإدراك أي هذه كان وقد ضعفت قوته فالموت منه قريب لدلالة ذلك على قهر الطبيعة.
[commentary]
والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يأتي ذكره ظاهرة.
49
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث حمى غير مفارقة رداءة في التنفس واختلاط في العقل قال القرشي موافقا للرازي سبب ذلك اشتغال الدماغ بقوة حرارة الحمى وخفافه فيفسد مزاجه ويقصر الأعضاء المحركة للصدر وقال ابن القف موافقا لما قبله بن أبي صادق سبب ذلك حصول ورم في الدماغ أو في حجابه أو ورم في الحجاب المسمى افرعها فذلك من * علامات (5) الموت لدلالة ذلك على ضعف الطبيعة وقهرها.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن ظاهرة.
50
[aphorism]
قال أبقراط: الخراج الذي يحدث في الحمى ولا ينحل قال جالينوس الضمير في ينحل يرجع إلى الخراج PageVW0P082A وقال بن أبي صادق وتبعه القرشي أنه يرجع إلى الحمى وقال بن القف وكل منهما جائز. وبالجملة إذا لم يحصل خلاص مما ذكر في أوقات البحرانات الأول التي حدث فيها الخراج فإنه ينذر بطول المرض والقرشي علل ذلك بأنه إذا لم ينحل الحمى بالخراج، دل ذلك على أن المنصب إلى الخراج بعض مادة الحمى. انتهى.
[commentary]
ومناسبة الفصل الذي يذكر سنذكر لما قبله ظاهرة.
51
[aphorism]
قال أبقراط: الدموع التي تجري في الحمى أو في غيرها من الأمراض لا لسبب في العين إن كان ذلك على إرادة من المرض لكاتبه (؟) وخزنه بسبب انتشاره بالموت (؟) فهو وإن كان رديئا فليس ذلك بمنكر لحصوله حالة مرضية وإن كان عن غير إرادة فهو رديء لدلالة ته على عظم الآفة خصوصا إذا كان من غير واحدة لدلالة ذلك على أنه لم يبق من الرطوبات ما بقي بالعينين.
[commentary]
هذا والمناسبة أيضا هنا ظاهرة.
52
[aphorism]
قال أبقراط: من * غشت (6) أسنانه ولسانه وفمه في الحمى لزوجات فحماه تكون قوية وذلك لأن الرطوبات ما لبست هذه الأعضاء إلا بسبب ؟؟؟ لطيفة وإفادة كيفتها (؟) لزوجة وهذا لا يكون إلا PageVW0P082B لحرارة قوية. انتهى.
[commentary]
وما يذكر الآن مناسبته لما قبله ظاهرة.
53
[aphorism]
قال أبقراط: من عرض له في الحمى المحرقة سعال كثير يابس وذلك بأن لا ؟؟؟ العليل شيئا ثم كان تهيجه أي إقلقه (؟) له أي للعليل يسيرا فإنه لا يكاد يعطش قال القرشي أي يكون عطشه قليلا حتى يقارب أن لا يوجد وسبب ذلك تسيل حركة السعال الرطوبات من الدماغ وأعلى الحنجرة والمري وانحدارها.
[commentary]
تنبيه : احترز باليابس عن الذي يكون فيه النفث فإنه يوجب العطش لأنه حينئذ يكون صفراويا في الأغلب. انتهى.
والمناسبة بين ما تقدم وما يذرك الآن ظاهرة.
54
[aphorism]
قال أبقراط: كل حمى تكون مع ورم بأن يكون ناشئة عن تعفن مادة الورم في اللحم الرخو الذي في الحالبين وغيره من اللحم العدد به وما أشبهه فهي رديئة وذلك لأن مواضع هذه الأعضاء الرئيسة فإذا نادت (؟) هذه بعفونة المادة فيها، وصل آداؤها إلى الأعضاء الرئيسة خصوصا والمادة تستحيل في هذه المواضع إلى كيفية سمية وكثير إما تصير طاعونا. ولا شك في رداءة الحمى حينئذ إلا أن تكون حمى يوم لفقد تعفن المادة فيها.
[commentary]
هذا والمناسبة أيضا هنا ظاهرة.
55
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان PageVW0P083A بإنسان حمى محرقة فعرض له نافض ناشئ عن قهر الطبيعة للمرض انحلت به حماه وذلك لأن مادة هذه الحمى في قعر البطن فإذا إلى اشتعلت (؟) الظاهر عرض النافض وحينئذ يفارق بالعرق.
[commentary]
هذا والمناسبة هنا ظاهرة.
56
[aphorism]
قال أبقراط: الغب الخالصة أعني الحادثة عن الصفراء الصرفة وهي على نوعين دائرة ولازمة والمراد به ههنا الدائرة. فإنها أطول ما ينقضي في سبعة أدوار لأنها من الأمراض الحادة واللازمة منها تنقضي في سبعة أيام لأنها من الأمراض الحادة جدا.
[commentary]
تنبيه: اليوم في اللازمة بمنزلة الدور في الدائرة والدور زمان الأخذ والترك وهو عبارة عن يومين.
ومناسبة الفصل الذي سيذكر لما قبله ظاهرة.
57
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه في حمى حادة في أذنيه صمم أي ثقل في السمع وذلك لتوجه مادة الحمى إلى الدماغ يجري من مجريه دم واستطلق بطنه لدفع طبيعي انحل بذلك مرضه لزوال سببه وأنما خص ذلك بالرعاف والإسهال لقرب الأول من الدماغ وخروج المواد الغليظة والرقيقة في الثاني. انتهى.
[commentary]
والمناسبة هنا أيضا ظاهرة.
58
[aphorism]
قال أبقراط: إذا لم يكن إقلاع PageVW0P083B الحمى عن المحموم في يوم من أيام الأفراد والمراد بأيام الأفراد أيام بحارين الأمراض الحادة وقد وجد في بعض النسخ بدل الأفراض البحران والمعنى واحد فمن عادتها أن تعاود ذلك لأن الحمى إذا لم تقلع في يوم بحران ففي الغالب لا يكون ذلك عن اندفاع مادتها فيبقى مادتها موجودة في البدن ومن شأنها أن تعود إلى حالها فيقوي الحمى.
[commentary]
هذا والمناسبة هنا ظاهرة أيضا.
59
[aphorism]
قال أبقراط: إذا عرض اليرقان في الحمى أعني الصفراوية قبل يوم السابع وذلك بأن يكون لغلظ المادة فهو علامة رديئة. لدلالة ذلك على قلة اندفاع الصفراء عن البدن وحينئذ يزداد التسخين فتقوي الحمى وقال جالينوس حصول هذا قيل السابع إنما كان لورم صلب أو حار أو سدة في الكبد.
[commentary]
تنبيه: اعلم أنه وجد في بعض النسخ زيادة في آخر هذا الفصل وهي هذه إلا أن تنبعث رطوبات من البدن. قال جالينوس وأراد صاحب هذه الزيادة بها أن تستفراغ بالمواد مع انبثاثه في البدن من البطن. انتهى.
والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن ظاهرة.
60
[aphorism]
قال أبقراط: متى عرض اليرقان في الحمى PageVW0P084A الصفراوية لدفع بحراني وذلك بأن يكون في اليوم السابع أو في اليوم التاسع أو في اليوم الرابع عشر، فذلك محمود لكونه في يوم بحراني إلا أن يكون الجانب الأيمن مما دون الشراسيف صلبا ويكون ذلك لورم حدث في الكبد فإن كان كذلك فليس أمره محمودا لأن الحمى الأولى وإن فارقت فإنه يحدث حمى أخرى بسبب الورم.
[commentary]
تنبيه: إنما اقتصر أبقراط على هذه الأيام ولم يذكر ما بعدها من أيام البحران لأن مادة الحمى الصفراوية لا يتأخر بحرانها في الأكثر عن هذه المدة. والظاهر أن الناسخ أسقط اليوم الحادي عشر لأنه من الأيام التي يحدث فيها هذا البحران.
ومناسبة ما سيذكر الآن لما قبله ظاهرة.
61
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان في الحمى التهاب شديد في المعدة وخفقان في الفؤاد يجوز أن يراد به فم المعدة ويجوز أن يراد به القلب.
[commentary]
هذا والمناسبة بين الفصل الماضي والذي يذكر الآن ظاهرة.
62
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج الحادث عن ريح ناشئ عن رطوبة بواسبطة حرارة الحمى أو عن لذع الصفراء المتعفنة للفصل والعصب أو لتجفيف الحمى لهذه الأعضاء المذكورة لميل المادة إليها والقرشي خص التشنج في كلام الإمام بالمعنى الأول وقال إنه إذا كان بغير هذا المعنى لا يناسب كلام الإمام لأنه حينئذ يكون مهلكا فكيف إذا قارن التشنج الحمى والأوجاع العارضة في الأحشاء في الحميات الحادة لورم هناك أو سدة أو لذع المادة وبالجلمة فذلك علامة رديئة لدلالة ذلك على ضعف الأعضاء حشا وقبولها للضرر.
[commentary]
هذا والمناسبة أيضا ظاهرة.
63
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج أي ضرر الإنسان والتصرع أي الانتباه من النوم لا بسبب خارجي العارضان في الحمى لتوجه المادة إلى الدماغ في النوم فإن كانت مائلة إلى السواد أحدث الأمر الثاني وإلا حدث الأمر الأول. وبالجملة فذلك من العلامات الرديئة لدلالته ذلك على رداءة المادة شدة عفونتها.
[commentary]
هذا والمناسبة هنا أيضا ظاهرة.
64
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الهواء أي هوى النفس يتعثر وذلك بأن يعرض للمريض ضيق في نفسه يلجئه إلى الوقوف ثم تزول سواء كان ذلك في حركته إلى داخل أو إلى خارج في مجاريه من البدن فذلك رديء لأنه يدل على تشنج وقد يحدث في الأمراض الحادة لغير ذلك.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن يشتمل على صفة قول يحدث في التشنج وفي غيره.
65
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بوله غليظا PageVW0P085A شبيها بالغبيظ قال جالينوس يجوز أن يكون المراد بالغبيط شدة الغلظ ويجوز أن يكون المراد به اختلاف القوام. وقال بن أبي صادق هو الدم الجامد قال بن القف الكل حق لإمكان ظهور البول في هذا المرض على ما ذكر من الأقاويل يسيرا أي قليلا وليس بدنه ينقى من الحمى وإنما كان كذلك لأن مادة المرض إذا لم ينضج لا ينفد إلى الكلى إلا بكد وتعب. فلهذا كان البول غليظا قليلا بخلاف ما إذا انضجت المادة فإنه إذا بال بولا كثيرا رقيقا أي معتدلا في القوام انفع به لخروج مادة المرض بالإنضاج. قال بن القف معنى قوله وأكثر من يبول هذا البول من كان يرسب في بوله منذ أول مرضه أو بعده بقليل ثفل أن البول الغليظ الشبيه بالدم بالغبيط اليسير المقدار أكثر من يبوله من كان يرسب في بوله في ابتداء مرضه أو بعده بقليل ثفل لأن ظهور الثفل في ابتداء المرض ليس هو للنضج بل لغلظ المادة وأرضيها وتوجهها إلى جهة السفل. واعلم أن الغلظ على نوعين حسن (؟) وهو أن تكون الأجزاء الأرضية المخالطة للبول لا يتميز عنه في الحس ولا ينفذه البصر وقد مضى الكلام فيه؛ وكدر وهو أن يتميز عنه PageVW0P085B لا على وجه الرسوب والكلام الأن فيه.
66
[aphorism]
قال أبقراط: من بال في الحمى بولا منثورا أي كدرا شبيها ببول الدواب ولما كان هذا البول إنما يحدث إذا عرض غليان في مادة غليظا بسبب حرارة الحمى. وهذا يلزمه تصعد أبخرة كثيرة فلهذه قال فيه صداع حاصرا وسيحدث به عن قريب ومن أحكام البول الكلام على الرسوب وهو عبارة عن تميز الأجزاء المخالطة ولزومنها موضعا معينا إما فوق البول (؟) أو بوسطه أو تحته والكلام فيه الآت.
67
[aphorism]
قال أبقراط: من يأتيه البحران في السابع فإنه قد يظهر في بوله في الرابع وهو أول يوم الإنذارات غمامة حمراء وذلك لأن النضج لم يكمل والغمامة البيضاء أدل على النضج وسائر العلامات الدالة على النضج المأخوذة من البول والبراز والعرق تكون على هذا القياس مثلا إذا وجدت في الرابع أنذرت بالبحران في السابع.
[commentary]
انتهى الكلام على قوام البول وما يذكر الآن يدل على لونه.
68
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان البول لون مستشف وذلك إذا لم يخالط أجزاء غريبة أبيض أطلق ذلك مجازا لأن الأشياء الشفافة لا توصف بلون وإذا كان البول PageVW0P086A كذلك وما تم إسهال فهو رديء لدلالته على عجز الطبيعة وعجم النضج وخاصة في الحمى التي مع ورم الدماغ وذلك لتوجه المادة المرارية إلى الدماغ خصوصا مع حصول الورم حينئذ يكون أردأ.
[commentary]
وما يذكر الآن كالمقابل لما تقدم من حيث توجه المادة.
69
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت المواضع التي فيما دون الشراسيف والمراد بالشراسيف أطراف أضلاع الحلق منه عالية ويعرف ذلك بأن ينام العليل على ظهره قيل تناول الغذاء أو يثني رجليه ويقمها ويحس هذه المواضع حينئذ باليد وكان فيها قرقرة وهو أن يحس بشيء هنا كالحركة الريح، ثم حدث له وجع في أسفل ظهره وذلك إن كان سبب علوه والقرقرة مادة ريحية أو رطوبة متحركة إلى جهة السفل وحينئذ إن كانت غليظة واندفعت إلى الأمعاء فإن بطنه يلين إلا إن نبعت منه رياح كثيرة. وذلك بأن تكون المادة المندفعة ريحا هو لا يوجب الإسهال أو يبول بولا كثيرا أو ذلك إن كانت المادة رقيقة واندفعت من جهة البول وذلك أي البحران بالبول والبراز يكون في الحميات وفي غيرها. وأما الريح فإنه لا يكون PageVW0P086B في الحمى.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وما يذكر الآن من حيث استعمال كل منهما على حكم من أحكام البول.
70
[aphorism]
قال أبقراط: من يتوقع له أي يخرج به خراج في شيء من مفاصله قال جالينوس من يتوقع ذلك لمن أتعب مفاصله قبل المرض ولمن أصابه الأعياء في نفس مرضه على أي وجه كان وفيمن يطول به المرض من قبل كثرة الأخلاط الغليظة فقد يتخلص من ذلك المزاج ببول كثيرة غليظ أبيض ببوله ويكون ذلك إن كانت القوة قوية المادة مطاوعة لاعتدال قوامها لأن ذلك مناف البحران الناقض الموجب للخراج فلهذا قال قد يتخلص قال جالينوس واكتفى في قوله كما قد يبتدئ في اليوم الرابع في بعض من به جمى أعياء بمثله بالحمى التي معها أعياء لما ذكره في صدر هذا الفصل لقياس عليه غيره من الأمراض التي يتوقع فيها حدوث الخراج وإنما ذكر اليوم الرابع وهو أول المنذرات لأن هذه الحمى من مثالها أن يحدث الخراج فيها ؟؟؟ ؟؟؟ لقياس عليه بقية * الأيام (7) المنذرة فإن رعف كانت انقضاء مرض مع ذلك سريعا جدا وذلك لخراج غليظ المادة ورقيقها في يوم PageVW0P087A واحد بخلاف خروجها بالبول فإنه يخرج قليلا قليلا.
[commentary]
تنبيه: ظاهر عبارة جالينوس أن هذا المريض يكون خلاص من الخراج.
هذا وما يذكر الآن كالمقابل للأول.
71
[aphorism]
قال أبقراط: من كان يبول دما وقيحا وتكرر ذلك منه مرارا كثيرة فذلك يدل على أن به قرحة في كلاه أومثانته ويفرق بين الدم الخارج من الكلى وبين الخارج من المثانة أن الخارج من المثانة أقل وأرق وأقل سوادا وأيضا بمحل الوجع فإنه إذا كان مما يلي الظهر من أسفل يكون من الكلى ولا ينافي هذا خروج ما ذكر أو بعضه من غير هذه الأعضاء إلا أن الذي يخرج من الأعضاء التي من فوق الكلى لا يستمر كثيرا لأنه بحراني والذي يخرج من الحالبين يجرد حصاة مثلا يكون نادرا والذي يخرج من قرحة في نفس مجرى القضيب يخرج أو البول وفي أثنائه.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يأتي ظاهرة.
72
[aphorism]
قال أبقراط: من كان في بوله وهو غليظ قطع لحم صغار أو بمنزلة الشعر الأبيض فذلك يخرج من كلاه أما الأول فمن جرمها وأما الثاني فمتولد فيها. قال جالينوس وقد رأيت من PageVW0P087B بال هذا الشعر وله طول لا يكاد أن يصدق ذلك من يسمعه وهو أن بعضه قريبا من نصف ذراع وكان من قصته أنه مكث نحو من سنة قبل أن يبول هذا البول يأكل باقلا مطبوخا وجبنا رطبا ويابسا هذا والسبب في نزول هذا الشعر أن الخلط الغليظ المتولد عن هذا إذا علمت فيه الحرارة الغريبة في الكلى تولد عنها ما ذكر. فحاصل هذا الفصل أن البول يكون غليظا إذا وجد فيه ما ذكره ويكون غليظا أيضا إذا صحبه الرسوب النخالي.
73
[aphorism]
قال أبقراط: من خرج في بوله وهو غليظ شيء بمنزلة النخالة وهذا هو الرسوب النخالي بمثانته يكون جربة وهذا الرسوب أيضا تخرج من جوف العروق إذا علمت فيها حرارة قوية وقد يكون لبلغم لزج غليظ تعقده حرارة غريبة ويفرق بين المثاني وبين ما ذكر بأن الرسوب المثاني يكون البول فيه غليظا كما ذكره الإمام وبالوجع في العانة وأصل القضيب ويفرق بين العروقي وبين المنعقد من البلغم بأن العروق يظهر منه نحافة البدن.
[commentary]
هذا والمناسبة هنا ظاهرة.
74
[aphorism]
قال أبقراط: من PageVW0P088A بال دما كثيرا دفعة من غير سبب متقدم يتوقع منه خروج هذا الدم الكثير دل ذلك على أن عرقا في كلاه قد انصدع وذلك لكثرة الدم في الكلى بخلاف المثانة.
[commentary]
هذا والمناسبة أيضا هنا ظاهرة.
75
[aphorism]
قال أبقراط: من كان يرسب في بوله شيء شبيه بالرمل رمادي اللون فالحاصة تتولد في مثانته بخلاف الخارج من الكلى فإنه يكون أحمى أو أصفر.
[commentary]
هذا ومناسبة ما يذكر الآن لمقابله ظاهرة.
76
[aphorism]
قال أبقراط: من بال دما غليظا وكان به تقطير البول وأصابه وجع في أسفل بطنه وعانته وذلك لكثرة المادة المنصبة إلى المثانة فإن ما يلي مثانته وجع أي أن القرحة التي يسيل منها هذا الدم يكون في عضو يلي المثانة وأما الدم الخارج من المثانة فإنه يكون قليلا رقيقا.
[commentary]
والمناسبة بين الفصل المتقدم والآتي ظاهرة.
77
[aphorism]
قال أبقراط: من كان يبول دما وقيحا وقشورا وكان لبوله * رائحة (8) منكرة فذلك يدل على أن به قرحة في كلاه أو في مثانته وذلك لأن القرحة في المثانة يقاربها نتن البول لأنه يجتمع فيها فتغير رائحة من القيح ويقاربها أيضا خروج قشور مع البول وذلك لأن المثانة جوهره عصبي PageVW0P088B .
[commentary]
هذا وما يذكر الآن يدل على زوال العلة والمتقدم على بقاء العلة.
78
[aphorism]
قال أبقراط: من خرجت به بثرة في إحليله أي في مجراه نقية (؟) من البول فإنها إن تقيحت وانفجرت انقضت عليه وهي منع البول لزوال سببها.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن أيضا من أحكام البول.
79
[aphorism]
قال ابقراط: من بال في الليل بولا كثيرا وذلك لأن البول لفضلة الهضم الكبدي وهو في الليل أكثر دل ذلك على أن برازه يقل لانصراف مادة البراز إلى جهة البول.
[commentary]
هذا وأما المقالة الخامسة من المقالات السبع التي رتب عليها الكتاب فهي يشتمل ايضا على فصول. الأول منها في الكلام على الاستفراغ الصناعي موافقة لما بدأ به في المقالة التي قبلها.
وأما * المقالة (1) الخامسة من المقالات السبع التي رتب عليها الكتاب
فهي تشتمل أيضا على فصول. الأول منها في الكلام على الاستفراغ الصناعي موافقة لما بدأ به في المقالة التي قبلها.
1
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج الذي يكون من شرب الخربق الأبيض قال بن القف بتعا لابن أبي صادق إن مراده بالتشنج هنا ما يحدث عن شدة استفراغ الخربق لأنه هو المهلك وفي الأكثر لا يبرؤ فلذلك هو من علامات الموت. وقال القرشي إن التشنج يحدث أيضا عن الخربق بواسطة الامتلاء وذلك بأن تميل رطوبات البدن إلى العصب فيحدث التشنج الامتلائي وهو من علامات الموت أيضا. انتهى.
[commentary]
والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن ظاهرة.
2
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج الذي يحدث من خراجه قال جالينوس حدوث ذلك بسبب ما تتبع (؟) الجراحة من الورم إذا نال الأعضاء العصبانية وربما تراقى الألم إلى الدماغ فيعم التشنج البدن كله. وقال بن القف إنه يحصل عنها أيضا بكثرة استفراغ الرطوبات بالجملة فذلك من علامات الموت. قال الإسرائيلي وكلما يقول أبقراط عن شيء أنه من علامات الموت يريد به أنه عظيم الخطر وأنه تهلك في الأكثر.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن أعم مما قبله.
3
[aphorism]
قال أبقراط: إذا جرى من البدن دم كثير من أي طريق كان من البدن فيحدث به فواق وهو حركة مختلفة في فم المعدة لشدة حبسه أو في جميع جرمها مركبة من انقباض وانبساط ويشحج وهو علة عصبانية بتحرك لها العضل إلى مادتها فتعصي (؟) في الانبساط وسبب ذلك الخفاف العوي (؟) العارض للمعدة والأعصاب بسبب خروج الدم الكثير فتلك علامات رديئة. قال القرشي والمعدة في مثل هذه الأحكام على الاتقراء.
[commentary]
تنبيه: قال جالينوس عادة أبقراط أن يسمي العلامة PageVW0P089B التي يتبعها الموت كثيرا بأنها من علامات الموت وبالعلامة الرديئة ايضا لكن الخطر في الثانية أقل.
هذا والمناسبة هنا ظاهرة.
4
[aphorism]
قال أبقراط: إذا عرض للسكران سكات بغتة وذلك لامتلاء دماغه من أبخرة الشراب فإنه إن لم يحدث له حمى وكانت الأبخرة كثيرة والدماغ ضعيف فهو يتشنج وذلك لأن هذه الأبخرة تنفذ من الدماغ إلى العصب للطافتها فإن كان الغالب عليها الأجزاء المائية حدث عنها التشنج الامتلائي وإن استحالت هناك إلى الحلية (؟) أحدث التشنج الدماغي وهذا من باب المجاز وذلك لأنها تنكي العصب ببردها وإن كانت هذه الأبخرة ناشئة عن شراب صرف حدث عنها تشنج لذعي لحرارتها ويموت إلا أن يحدث به حمى من سخونة الشراب أو لمجاهدة الطبيعة للمؤذي فإنه يتخلص لتحليل مادة التشنج حينئذ أويتكلم (؟) إذا حضرت الساعة التي تنحل فيها خمارة، وهذا الوقت يتخلف في السكارى بحسب قوى أدمغتهم. قال بن القف ولما كان التمدد تشنجا مضاعفا أي من جهتين متقابلتين فذكره بعد التشنج مناسب.
5
[aphorism]
قال أبقراط: من اعترته التمدد وهو علة عصبانية PageVW0P090A تمنع انقباض الأعضاء والمراد به هنا التشنج الذي يكون إلى قدام والذي يكون إلى خلف فإنه يهلك في أربعة أيام وذلك لأنه من الأمراض الحادة جدا فيكون بحرانه في الرابع لأنه لا يمكن الطبيعة الصبر على مثل هذا المرض أكثر من هذه المدة فإن جاوزها فإنه يبرؤ وذلك لأنه إذا نهضت الطبيعة في هذا البحران تخلص العليل.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن مشتمل على الصرع لأنه يلزمه تشنج عام.
6
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه الصرع قبل نبات الشعر في العانة فإنه يحدث له انتقال. قال جالينوس المقصود بالانتقال هنا انقضاء المرض ما لم يمنع مانع وحصول هذا الانقضاء يكون بقوة الحرارة وذلك لأن الصرع في الأكثر يكون عن مواد بلغمية فإذا انتقل صاحبه في السن ونبت له شعر العانة فإن الحرارة حينئذ تقوي فتناقض الرطوبات فتأخذ في الجفاف ويقاس على ذلك البدل والعادة والتدبير وقد تقدم هذا في المقالة الثانية وزاد في هذا الفصل قوله فأما من عرض له وقد أتى عليه من السنين خمس وعشرون سنة فإنه يموت وهو به وذلك لأن الحرارة الغريزية لا يمكن بعد هذا السن أن تزداد PageVW0P090B القوة.
[commentary]
والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن أن كلامه من المرضين يكون فيهما النفس على غير ما ينبغي.
7
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه ذات الجنب فلم يبق في أربعة عشر يوما وذلك لأنها من الأمراض الحادة بقول مطلق فإن حاله يؤول إلى التقيح والمراد بذلك انفجار المادة ودفعها إلى فضاء الصدر ويعرف الموضع الذي انصب فيه المادة بأن توضع خرقة مبلولة على الصدر فأي موضع أسرع إليه الجفاف فالمادة فيه.
[commentary]
والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن لما قبله من جهة تصرف النفس أيضا.
8
[aphorism]
قال أبقراط: أكثر ما يكون السل في السنين التي بين ثماني عشر سنة وبين خمس وثلاثين سنة قال جالينوس إنه تقدم للإمام أن السل يعرض كثيرا للشباب وأما هنا فزاد على ما تقدم وذلك لأن الإمام لا يرى أن ما بين هذين الحدين سن واحد بل مراده به سن الفتى والشباب وسبب حصول السل الأول توفر الدم وقلة انصرافه إلى التغذية والثاني كثرة المواد الصفراوية فتشتد لذلك الحرارة.
[commentary]
هذا والفصل الذي يذكر الآن يشتمل على سبب من أسباب السل.
9
[aphorism]
قال أبقراط: من PageVW0P091A أصابته ذبحة فتخلص منها فمال الفضل المندفع منها إلى رئته وعرض فيها ورم حار يسمى ذات الرئة فإن يموت في سبعة أيام لقرب هذا الورم من القلب ولشدة المجاهدة (؟) فلا تصبر الطبيعة أكثر من هذه المدة فإن جاوزها وذلك بأن تقوي القوة وتنضج المادة صار إلى القيح أي فتستحيل المادة إلى قيح ويوقع (؟) في السل لتقريحها (؟) الرئة.
[commentary]
وما يذكر الآن يشتمل على علامة من علامات السل.
10
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بإنسان السل وكان ما نيقذفه بالسعال من البصاق أي ما يتبعه منكر الرائحة أي منتن الريحة لعفن جرم الرئة إذا ألقي على الجمر وذلك للت؟؟؟ وهذا يكون في أول الأمر وأما في الآخر فإنه تحتاج في ظهور الرائحة إلى الإلقاء على الجمر وكان شعر رأسه ينتشر وذلك لعلة المادة وتخلخل الجلد وبالجملة فذلك من علامات الموت أي يكون الموت قريبا وإلا فالسل نفسه من علامات الموت.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن ظاهرة.
11
[aphorism]
قال أبقراط: من تساقط شعر رأسه من أصحاب السل ثم حدث له اختلاف أي إسهال لضعف القوة عن إمساك الرطوبات أو و لذوبان الأعضاء (؟؟) ولهذا إنما PageVW0P091B ذكر تساقط شعر الرأس ليفيد أن من حدث له الإسهال من المسلولين عن أحد الأمرين اللازمين لتساقط الشعر فإنه يموت عن قرب.
[commentary]
وما يذكر الآن يشتمل على مرض من أمراض الرئة التي هي في محل مرض السل.
12
[aphorism]
قال أبقراط: من قذف أي نفث دما زبديا وذلك لاختلاطه بجرم الرئة فقذفه إياه إنما يكون من رئته وذلك لأن حصول هذا لا يكمكن إلا في الرئة.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن يدل على علامة رديئة لبعض أمراض الرئة.
13
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بمن به سل اختلات (اختلاف؟ اختلاط) أي إسهال وهذا أعم مما قبله لأن الأول خاص بمن كان عن ضعف القوة أو ذوبان الأعضاء وهو أردأ ولهذا قال هناك فإنه يموت وقال هنا دال على الموت.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن مناسب لما قبله من حيث أن في كل منهما انتقال من مرض إلى ما هو أردأ.
14
[aphorism]
قال أبقراط: من آلت به الحال من أصحاب ذات الجنب إلى التقيح وهو امتلاء الصدر من المدة (المادة؟) قال بن القف ويقارن المادة القيحية عند ملئها في ذات الجنب إلى فضاء الصدر سعال وضيق نفس وحمى دقية إلى وقت الاستسقاء فإنه إن استلقى من تلك المادة في أربعين يوما من PageVW0P092A من اليوم الذي انفجرت فيه المادة فإن علته ينقضي، وإن لم يستسقي في هذه المدة فإنه يقع في السل في الأكثر وذلك لأن هذه المدة إذا لم ينق منها الصدر في هذه المدة فالظاهر أن جرم الرئة لا يحتمل لدغ (؟) المادة أزيد (؟) من ذلك فيتقرح ويكون من ذلك السل.
[commentary]
هذا وما يذكر الأن من الكلام على الحار بالعقل وهو مناسب لما قبله من حيث أن الكلام منهما يصدر عنه سيلان الدم مثلا.
15
[aphorism]
قال أبقراط: الحار اعلم أن مراد الإمام هنا بالحار والبارد الحار بالفعل والبارد بالفعل وهو الذي يحس منه ذلك باللمس يضر أكثر من استعماله من خارج هذه المضار التي يذكرها الأن وهي أنه يؤنث اللحم أي تجعله كلحم الأنثى في الخلخل ويفتح العصب أي يرخيه ولذلك يحذر الذهن أيضا ويجلب سيلان الدم وذلك لأن الحار يفتح مسام الجلد ويرقق الدم وذلك موجب لسهولة نفوذه وتجلب الغشى لتحلله الأرواح ويلحق أصحاب ذلك أي الأمراض المذكورة الموت لكنه يكون في بعضها سريعا وفي البعض الآخر لا يكون كذلك.
[commentary]
والمناسبة هنا ظاهرة.
16
[aphorism]
قال أبقراط: وأما البارد إن أكثر من استعماله أيضا فيحدث التشنج والتمدد للينه (؟) وجمعه للعصب والفضلات PageVW0P092B والأسوداد وذلك لتجميده للدم وإجماد الحرارة الغريزية الموجبة للإشراف (؟) ويحدث النافض الذي يكون معه الحمى. قال بن القف ومراده بالحمى هنا حمى يوم فإن الغالب على من أطال اللبث في الماء البارد وأكثر من استعماله في الخارج أن جلده يتكاثف ومسامه ينسد فتحتقن (؟) الحرارة وأما حدوث الحميات الأخر في مثل هذه الصور فقليل جدا.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن ظاهرة لما قلبه.
17
[aphorism]
قال أبقراط: البارد ضار بالعظام والأسنان وهي مغايرة للعظام من جهة وجود الحس فيها والعصب والدماغ والنخاع اعلم أن الدماغ أصل للنخاع والأعصاب ووجه ضرر البارد لهذه الأعضاء أنها قليلة الدم باردة المزاج فتشتد انحرافها بوروده عليها. وأما الحار فموافق نافع لأنه معدل لمزاجها ولمزاج ما يشتمل عليه الفصل الذي تنقله الآن.
[commentary]
قال أبقراط: كل موضع قد برد وذلك بأن يكون البرد قد عرض له وأما ما كان فيه ذلك بالإصالة فقد تقدم حكمه في العضل الذي قبل هذا الفصل. فنبغي أن يسخن لأن المعالجة بالضد إلا أن يخاف عليه أي على العضو الذي عرض له البرد انفجار الدم وذلك بأن يكون PageVW0P093A هذا العضو سهل الانصداع كاللثة أو قريب العهد بالالتحام وحينئذ فينبغي أن لا يسخن.
وما يذكر الآن شتمل على تأثير البرد بواسطة.
18
[aphorism]
قال أبقراط: البارد لذاع للقروح وإطلاق اللذع عليه مجاز القروح بأن يحدث فيها وجعا لسخافتها ولينها. قال بن القف البارد بالفعل سواء كان هواء أو ماء باردا يصلب الجلد إذا لاقاه لجمعه له ويحدث من الوجع ما لم يكن معه تقيح أما الأول فبدأ به وأما عدم التقيح فلإطفائه الحرارة المنضحة (؟) ويسود الجلد وذلك لأنه يجمد الحرارة الغريزية الموجبة للإشراف ويجمد المواد القريبة من الجلد ويحدث النافض الذي يكون معه حمى وذلك لحبسه الأبخرة اللذاعة للأعداء (للأعضاء!) الحساسة ويحدث أيضا التمدد والتشنج لجمعه وحبسه للمواد. قال جالينوس إن أبقراط لما قد ينتفع به الندرة من البارد والحار قال أبقراط وربما صب على من به تمدد وذلك مع هذه الشروط المشار إليها يقول من غير قرحة وهو شباب حسن اللحم أي متوسطة في وسك الصيف ومعنى قوله ما بارد كثير أن الماء يكون مع برده كثير الخبث (؟) PageVW0P093B يعم ظاهر البدن كله فأحدث له انعطافا من حرارة كثيرة أي الحرارة الغريزية ينعطف فعلها إلى الباطن فتتقوي وكان يتخلص بتلك الحرارة وذلك لتمكن الطبيعة من تحليل مادة التمدد التي هي البلغم في الأكثر والتشنج أولى بذلك لأنه أخف من التمدد وكذلك الفالج قال بن أبي صادق قد رأينا مفلوجا من أصحاب السلطان عوقب في مطالبة المال فدفن في الثلج فلما أخرج منه وجد استرخائه قد زال ثم عاد إلى تمام صحته بعد ذلك بمعالجة يسيرة.
[commentary]
هذا ومناسبة ما سيذكر لما قبله ظاهرة.
19
[aphorism]
قال أبقراط: الحار مقيح وذلك بأن تنضج مادة الأورام فتستحيل قيحا سواء كان استعماله من داخل أو من خارج قال القرشي وأما قوله لكنه ليس في كل قرحة فمعناه أن الحار ليس يولد القيح في كل قرحة فإن مادة الورم قد يكون مقبه أو متحركة إلى موضع الورم فلا يجوز الحار حينئذ وذلك من أعظم العلامات دالة على الثقة والأمن ومن الورم وذلك لأنه يدل على استيلاء القوة ومطاوعة المادة والحار يلين الجلد ويرققه لإزالة (؟) نكائفه ويسكن الوجع لإرخائه وتليينه العضو حينئذ PageVW0P094A يقل انفعال العضو عن تأثير تمديد المادة ويكسر عادية النافض والتشنج والتمدد أما الأول فلتحليل مادته من المسام بواسطة تخلخله للجلد وأما الثاني والثالث فلتسخينه للعصب ولتحليله ويحل الثقل العارض في الرأس عن أبخرة غليظة رطبة لتحليله له وهو من أوفق الأشياء لكسر العظام وذلك لأن مزاجها بارد والكسر يضعفها وبها (؟) للتضرر والحار يدفع ذلك عنها خاصة المعري (؟) وذلك لأن نفوذها بالهواء البارد مثلا أكثر من العظام وخاصة لعظام الرأس لزيادة بردها بمجاورة الدماغ وهو من أوفق الأشياء لكلما أما به (؟) البرد أي أضعف حسه وصيره في طريق الموت أقرحه وذلك كالشقوق العارضة في الأطراف في أيام الشتاء وهو من أوفق الأشياء للقروح التي تسعى وتآكل أعنى النملة (؟) وذلك لتحليله لمادتها وللمعدة ولقروح الرحم والمثانة وذلك لبرد هذه الأعضاء كما تقدم من العليل والبارد ضار لهم قاتل لما تقدم أيضا.
[commentary]
هذا والمناسبة بين ما تقدم وما يذكر الآن ظاهرة.
20
[aphorism]
قال أبقراط: فأما البارد فإنما ينبغي أن تستعمله في هذه المواضع وهي التي بينها بقوله أعني المواضع PageVW0P094B التي يجري منها الدم كالأنف وأفواه العروق أو هو مزمع بأن يجري منها كحال هذه الأعضاء إذا كانت شديدة الاستعداد لجريان الدم ونفعه بتكثيفه العضو وتغليظه الدم وليس ينبغي أن يستعمل في نفس المواضع التي تجري منها الدم. أما إذا كان هناك قرحة فظاهر. وأما إذا لم يكن هناك قرحة فلأن البارد حينئذ لا يحبس (؟) الدم عن هذا الموضع بل تجمد في لكن ينبغي أن يستعمل حوله ومن حيث يجري الدم إليه وفي ما كان من الأورام الحارة وذلك لابتداء الردع المادة حينئذ ويستعمل أيضا في التلكع وهو الورم الذي يعلوه.
[commentary]
تنبيه: حرق النار ولا يجوز لك إلا بشرطين أشار إلى الأول بقوله الصافية والثاني أن يكون في الابتداء لأنه إن استعمل فيما قد عفق (؟) في الدم سودة وذلك لأن الدم يكون قد استعد للتجميد فإذا أورد عليه البارد سوده بالتجميد وينبغي أن يستعمل أيضا في الورم الذي يدعي الحمرة بالحاء. وأما الجمرة بالجيم فإنها داخلة تحت الورم المسمى بالتلكيع ونفعه له إذا لم يكن معه قرحة لأن ما كانت معه قرحة فهو يضره لأن البارد لذاع PageVW0P095A للتروح للقروح كما تقدم ولا بد أيضا أن يكون في الابتداء أو ذلك لأن المقصود منه الردع.
هذا والمناسبة بين ما تقدم وما يذكر الآن ظاهرة.
21
[aphorism]
قال أبقراط: إن الأشياء الباردة مثل الثلج والجليد ضارة للصدر لكثرة العظام والأعصاب فيه مهيجة للسعال بسبب التكاثف الذي يحدث في فضية الرئة بقوة بردها خالية لانفجار الدم من الصردر وذلك لما يلزم من إيلامها للصدر وتكثيفها للعروق حتى يخرج الدم وحالبة البول لأضرارها بالرأس يبردها حتى أنه يحل ما يصعد إليه من الأبخرة مائية لزيادة برده.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن بينه على أن البارد ينفع بالتحذير في بعض الأحوال.
22
[aphorism]
قال أبقراط: الأورام التي تكون في المفاصل والأوجاع التي تكون من غير قرحة احترز بذلك عن الذي يكون معها قرحة فإنها يضرها البارد باللذع كما بقدم وهو وجع في مفاصل القدمين وأصحاب ال؟؟ والتشنج الحادث في المواضع العصبية إذا لم يكن معها قروح أيضا وأكثر ما أشبه هذه الأشياء أي الأمراض المذكورة وذلك إما بتسكين PageVW0P095B الألم فبالتحذير وأما صغر الحجم فلأن هذه الأشياء في الغالب لا يخلو عن ورم والصغر هنا يكون بالتكييف ومع هذا فإن البارد يضر هذه الأشياء من جهة تغليظه للمادة وإنكائه للعصب.
[commentary]
هذا والمناسبة هذا الفصل لما قبله ظاهرة من حيث اشتمال الأول على ذكر الماء.
23
[aphorism]
قال أبقراط: الماء الذي يسخن سريعا ويبرد سريعا لتخلخل جوهره ولطافته وخلوه عن الأجزاء الأرضية ولذلك فهو أجف المياه في الورن وعلى المعدة.
[commentary]
هذا والمناسبة ما سيذكر لما قبله ظاهرة.
24
[aphorism]
قال أبقراط: من دعته شهوته غلى الشرب بالليل وكان عطشه شديدا فإنه إن نام بعد ذلك فهو محمود قال بن القف الذي صح عندي أن أبقراط لم يأذن لمن دعته شهوته إلى شرب بالليل أن يشرب أو لا يشرب لكنه أن شرب ونام بعد شربه فإنه أجود من عدم النوم وذلك لأن النوم يتدارك ضرر الشرب وهو يهيج (؟) الغذاء بقوة الهضم في النوم.
[commentary]
هذا والمناسبة بين الكلام المتقدم وبين ما يذكر الآن النفع لكنه في الأول بالأشياء الباردة وفي الثاني بالأشياء الحارة.
25
[aphorism]
قال أبقراط: التكميد في العانة PageVW0P096A ما الأفاويه أي الأدوية العطرة المسخنة الرائحة كالسنبل يجلب الدم أعني دم الحيض والنفاس الذي يجري من النساء إذا احتبس لغلظ الدم أو تكاثف المسام لبرد قوى أو سدة في المجرى فإن الأفاويه بحرارتها يزيل ذلك وأما إذا كان احتباسه لورم في الرحم فإنها يزيده قال جالينوس ومعنى قوله وقد كان ينتفع في مواضع أخر كثيرة لو لا أنه يحدث في الرأس ثقلا لأنه لو لا أنه يحدث الثقل في الرأس بالتبخير لكان ينتفع في مواضع أخر كثيرة لأنه يمكن أن يسخن البدن كله بتكميد الرحم في جميع الأمراض الرطبة.
[commentary]
هذا ومناسبة ما يذكر الآن لما قبله ظاهرة.
26
[aphorism]
قال أبقراط: المرأة الحليل؟؟؟ إن قصدت في أي وقت كان من أوقات الحمل بخلاف الإسهال أسقطت, وذلك لأن القصد يخرج الدم الذي هو المعدة في تغذية الجنين, وهذا الأمر أكثري وخاصة إن كان طفلها قد عظم, وذلك لشدة احتياجه إلى كثرة الغذاء. وما يذكر الآن ظاهر المناسبة لما قبله.
27
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة حاملا فاعتراها بعض الأمراض الحادة, سواء قارنها حمى أو لم يقارنها كالتشنج, فذلك من علامات الموت. PageVW0P096B للجنين أو لهما, وذلك لأن الحامل يحتاج إلى التنفس لحقا؟؟؟ ولجنينها والقسم الأول من الأمراض يوجب الزيادة في طلب التقسيم؟؟؟ مع تسخينه؟؟؟ له, فلا يكون ما يصل إلى القلب كافيا. وأما الثاني, فلأنه يمنع حركة التنفس, وحينئذ فلا يجري التنفس على ما ينبغي PageVW0P000 ويلزم ذلك بغير مزاج الروح هذا ومناسبة الفضل الذي يتذكر؟؟؟ لما قبله من حيث أن بحران المرض الحار العارض للحبلى في الأكثر يكون بالقيء.
28
[aphorism]
قال أبقراط: المرأة إذا كانت تتقيأ دما, أي يكون الذي يتقاياه الغالب عليه الدم, وانبعث طمثها انقطع عنها ذلك القيء لتوجه مادة القيء إلى جهة السفل هذا والمناسبة بين ما يقدم وبين ما يذكر الآن ظاهرة.
29
[aphorism]
قال أبقراط: إذا انقطع الطمث فالرعاف محمود لأن الرعاف يمنع ما يوجبه احتباس الحيض من الأمراض ويقوم مقام الحيض في تنقية البدن, وهو أيضا أبعد عن المكروه في الاستفراغ من بقية الأعضاء, فلهذا خصه بالذكر هذا والمناسبة هنا ظاهرة.
30
[aphorism]
قال أبقراط: إن المرأة الحامل إن ألح عليها, قال بن القف أراد طول زمان تأثير الإسهال لأن المراد بقوله استطلاق البطن الإسهال الضعيف PageVW0P097A الحادث في الصحة عن الأغذية المزلقة أو عن سوء التدبير, وهذا إذا طال "لم يؤمن عليها أن تسقط", وذلك لأن هذا لا يؤمن أن يقل معه ما يصل إلى الجنين. وأما الإسهال القوي بالإسقاط معه أكثر سواء كان ملحا أم لا, هذا وما يذكر الآن يشتمل أيضا على حكم من أحكام الحبلى.
31
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بالمرأة علة الأرحام, أي اختناق الرحم, وعسر ولادتها, فأصابها عطاس, وحصوله بأن يجتذب الدماغ هواء كثير, ثم يدفعه إلى أسفل بقوة, وحينئذ إذا كان في البدن مادة متعلقة به أمكن للطبيعة دفعها, فذلك محمود, فيما ذكر لما تقدم هذا أو قد اشتمل الفصل المذكور على امتناع الطمث, وما يذكر الآن يشتمل على ما يلزم دم الطمث في بعض الحالا.
32
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان طمث المرأة متغير اللون عن اللون الطبيعي وهو ميلانه إلى الحمرة وتغيره عن هذا اللون لغلبته مادة عليه وتعرف ذلك بأن تأخذ المرأة خرقة كتان لطيغة؟؟؟ في الغاية بعد تسخنها بالنار وتحمل بها ليلة حتى ينتفع؟؟؟ بالدم, ثم يغسل ثاني يوم وتجفف في الظل, فأي لون مالت إليه فمادة ذلك اللون مستوليه على ذلك الطمث, ولم يكن تحته؟؟؟ في وقته PageVW0P097B دائما دل ذلك على أن بدنها يحتاج إلى التنقية لدلالة هذه الحالة على بقاياء متبقية في البدن بخلاف ما إذا جاء في وقته, فإنه يدل على أن الاستفراغ مستاصل للمادة لأنه يدل على أنه لم يخلف في البدن بقية غليظة موجبة لتأخير مجية ولا لطيفة حارة موجبة لسرعة مجيه. قال جالينوس, وهذا الفصل الذي سيذكر مثل الفصول الماضية التي تدل على ما يعرض للطفل في البطن بسبب نقصان غذاية.
33
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة حاملا فضمر أحدث ثدييها بغتة أي دفعة واحترز بذلك عن الحادث على التدريج, فإنه لا يلزمه ما أشار إليه بقوله فإنها تسقط, وذلك لأن الجنين إذا تهيأ للإسقاط لسبب من الأسباب تكون الطبيعة دافعة لما في الرحم, فيتبعه أيضا ما في الثدي لما بينهما من المشاركة فائدة دم الحيض ينقسم في الحبلى إلى ثلالة أقسام: قسم يغتذي به الجنين وهو أفضلها, وقسم يندفع إلى الثدي ليدحر غذاء له, وقسم يتأخر في الرحم ويندفع عند الولادة على سبيل الفضلة. هذا وما نذكر الآن يتعلق بالإسقاط أيضا.
34
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة حاملا فضمر أحد ثدييها PageVW0P098A بغتة وكان حملها قواما, قال بن القف وسبب تعداد الأولاد في الرحم يقو؟؟؟ أن الرحم حيوان يشتاق بالطبع إلى المني, فإذا بعد عنده بوقوعه فيه ثم انفق وقوعة فيه فلشدة اشتياقه له يتدارك إلى إمساكه رزقة ويحتوي كل جانب منه على الرزقة, ويكون منها جنين. فإنها تسقط أحد طفليها, أعني المحادي للثدي الذي ضمر, فإن كان الضامر هو الثدي الأيمن أستقطت الذكر, وإن كان الضامر هو الأيسر أسقطت الأنثى, وذلك لأن تولد الذكر يكون في الجانب الأيمن والأنثى في الجانب الأيسر. والفصل الذي نذكر الآن مقابل لما وسله؟؟؟ من حيث أن الأول يشتمل على توجيه مادة اللبن إلى الرحم, وهذا يشتمل على توجيه مادة الطمث إلى الثدي.
35
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة ليست بحامل ولم تكن ولدت ثم كان لها لبن لحمل أو سدة في مجاري الحيض فتتوجه المادة إلى الثدي وهو من شأنه أن يحبل؟؟؟ الدم الذي يرد إليه زائد على غذائه ليناول هذا قد يحصل لبعض الرجال لبن في الندرة. وإذا كان الأمر كذلك فطمثها قد ارتفع, وذلك بأن ينقطع أو يقل. قال جالينوس: الدم الصائر إلى PageVW0P098B الثدي تارة يستحيل لبنا كما ذكر وتارة يستحيل لغير ذلك كما سنذكر الآن.
36
[aphorism]
قال أبقراط: إذا انعقد للمرأة في ثديها دم وسبب ذلك أنه يحدث للدم غليان مفرط يصعد إلى فوق يتقبل الثدي ما توجه فيه إليه لرخاوته وتتحلل لطيفة لقوة الحرارة وتبقي كيفية, ولهذا قال دل ذلك من حالها على جنون لدلالته على أن المادة المتوجهة إلى الدماغ رديئة, فاستفدنا؟؟؟ من هذا أن الدم تارة يكون علامة للحبل وتارة يكون لغيره, والفصل الذي نذكر الآن يدل على علامة الحبل.
37
[aphorism]
قال أبقراط: إذا أحببت أن تعلم أن المرأة حامل أم لا فأسقها إذا أرادت النوم ماء العسل الذي لم يطبخ, فإن أصابها مغص في بطنها فهي حامل, وذلك لأن الحامل تضيق أمعائها لمزاحمة الجنين, وماء العسل يولد ريحا قليلة لا تقوي على أحداث المغض إلا إذا كانت الأمعاء مزاحمة كما في الحبلى. وشرط لحصول ذلك النوم لأن النفظة؟؟؟ تحلله, وإن لم يصبها مغص فليست بحامل. والاعتماد في ذلك على التجربة. هذا ومناسبة ما سنذكر لما قبله ظاهرة.
38
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المراة حبلى بذكر كان لونها حسنا, وإن كانت PageVW0P099A حبلى بأنثى, كان لونها حائلا. قال القرشي, إذا تشاورت المرأتان في السحنة والتدبير وغير ذلك وحملتا, فإن الحبلى بذكر يكون أحسن لونا وأكثر نشاطا وأنقى بشرة وأصح شهوة وأسكن أعراضا لأن تولد الذكر من مني أسخن, فيكون استعماله للغذاء أكثر, فنقل الفضلات حينئذ بخلاف الأنثى هذا. وتعلق الكلام الذي سنذكر لما قبله ظاهرة.
39
[aphorism]
قال أبقراط: إن حدث بالمرأة الحبلى الورم الذي يدعى الحمرة, أعني الورم الصفراوي في رحمها, فذلك من علامات الموت. للحنين لما ذكر من أن المرض الحاد إذا عرض لها يكون علامة لموت الجنين, فكيف إذا كانت الحدة في الرحم نفسه؟ ومناسبة ما سنذكر لما قبله ظاهرة.
40
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حملت المرأة وهي من الهزال على حال خارجة عن الطبيعة, وذلك بأن تهزل هزالا شديدا من مرض متقدم, فإنها تسقط قبل أن تسمن, أي قبل أن تعود إلى حالتها الطبيعية, وذلك أن السخنة إذا حدث في الصلاح فإن الدم ينصرف إليها فيقل غذاء الجنين حينئذ. هذا وما نذكر الآن ظاهر المناسبة لما قبله.
41
[aphorism]
قال أبقراط: متى كانت المرأة حاملا وبدنها PageVW0P099B معتدلا, فهي تسقط في الشهر الثاني أو الثالث من غير سبب بين, وذلك بأن لا يكون الإسقاط عن سبب خارجي ولا عن سبب بدني عاما, و حينئذ فحصوله في هذا الوقت المعين إنما هو لأمر يخص الرحم, وإذا ذلك أشار بقوله فنقر الرحم, وهي المواضع التي يتعلق بها الحجاب المشيمي ويأتي منها الدم إلى الجنين بواسطة الأوردة والشرايين التي هناك منها مملوؤة مخاطا, أي بلغما غليظا , لأنه لو كان رقيقا لسال, وحينئذ لا يقدر على ضبط الطفل لنقله؟؟؟ لكنه ينهتك منها بخلاف ما إذا كان قبل الشهر الثاني, فإنه يكون صغيرا, فيمكن المشيمة حمله وإمساكه فائدة إذا كان الإسقاط لغير السبب المذكور, فلا يختص بهذا الوقت. هذا و مناسبته الفصل الذي سنذكر الآن لما قبله ظاهرة.
42
[aphorism]
قال أبقراط: "إذا كانت المرأة على حال خارجة عن الطبيعة من السمن, قال بل القف مراده به ما كان عن الشحم, فلم تحبل, فإن الغشاء الباطن من غشائي البطن, أعني الذي تلى الأعضاء الباطنة تحيط بها الذي يسمي الثرب, والغشاء الثاني يسمي الصفاق, وحينئذ فالأول يزحم فم الرحم PageVW0P100A أي الموضع الذي ينتهي عنده بطن الرحم وفيه يبتديء عنقه, وذلك لأن القرب حينئذ يضغط هذا الرحم, فلا يصل إليه زرق المني أو يصل, ولكن يكون مع فساد للموضع, ولما يخالطه من الرطوبة فليس تحبل دون أن تهزل لاننغا؟؟؟ المانع فائدة الحبلة في احيال السمينة أن تجامع وهي على هيئة المبالغة في الركوع, وقد يكن منع احيال السمينة لغير ما ذكر. هذا والمناسبة هنا ظاهرة.
43
[aphorism]
قال أبقراط: متى يقيح الرحم حيث يستبطن الورك, اعلم أنه أراد بالرحم عنقه, أي مدخل الذكر, وجب ضرورة أن يحتاج إلى الفتل وذلك لأن الأدوية الرضيعة فيه أولى من المشروية لبعد المسافة فيها, والفتل أولاها لأنها أنبت وأبطى تحللا. هذا والمناسبة أيضا هنا ظاهرة
44
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الأطفال ذكرا فأحرى أن يكون تولده في الجانب الأيمن من الرحم لحرارته بمجاورة الكبد, ولأن المني الذي يأتي من بيضته المرأة اليمين أحد (أحر?) والقرشي علل ذلك بأن المني الذي يأتي من بيضة (del. الرجل) اليمني اليسري أحدها كان من الأنثى ففي الجانب الأيسر من الرحم لضد (del. ذلك) ما قيل هذا وقد تخلف PageVW0P100B المشيمة عند خروج الولد من الرحم, وحينئذ فذكر شيء يعين على إخارجها مناسب.
45
[aphorism]
قال أبقراط: فإذا أردت أن تسقط المشيمة فادخل في الأنف دواء معطسا, كالكندس, وامسك المنخرين والفم, وذلك ليقوي دفع العطاس على ما تعلق بالبدن. هذا وما نذكر الآن كالمقابل لما قبله.
46
[aphorism]
قال أبقراط: إذا أردت أن تحبس طمث المرأة فألق عند كل واحد من ثديها وذلك بأن تضع تحت كل واحدة منها محجمة من أعظم ما يكون لتأخذ من هذا الموضع المشتمل على الأوردة المشتركة بين الرحم والثدي موضعا كثيرا, فيكون الجذب لدم الطمث إلى جهة الثدي أقوى وأبلغ. هذا والفصل الذي نذكر الآن يشتمل على علامات للحبل لأنه قد يقدم ذكره.
47
[aphorism]
قال أبقراط: إن فم الرحم, أي ابتداء عنقه من داخل من المرأة الحامل يكون منضها؟؟؟ (منضما؟) مع عدم صلابة, ويعرف ذلك بأن تحبس باصابع فدخل في عنق الرحم, والعلة في ذلك حفظ الجنين. وما نذكر الآن يدل على حال الجنين.
48
[aphorism]
قال أبقراط: إذا جري اللبن من ثدى المرأة الحبلى إذا لم يكن غريزة الدم فيما بين PageVW0P101A الشهر الأول والشهر الثامن والتاسع دل ذلك على ضعف طفلها لأنه لم يجذب من الدم الواصل إليه قدرا يغتذ به فيتوفر الدم ويتوجه منه جزء؟؟؟ إلى الثدي زائدا على ما يغتذ؟؟؟ به فيستحيل فيه لبنا. وأما خلاة؟؟؟ الذي يلزمه قلة اللبن إلي الغاية فيلزمه أيضا ضعف الجنين, وذلك لقلة المادة التي يغتذي منها, والمحمود من ذلك هو المتوسط في الحال بينن الامتلاء والخلاء, وإلى ذلك أشار بقوله ومتى كان الثديان مكتنزين من غير صلابة دل ذلك على أن الطفل أصح وأقوى, وإذا طال أمر ما يدل على الضعف آل إلى السقوط. هذا و ما نذكر الآن يشتمل على علامة ذلك.
49
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان حال المرأة يؤول إلى أن تتوجه المادة حينئذ إلى الرحم, وإن كان الأمر على خلاف ذلك, أي لم يضمر, وإلى ذلك أشار بقوله أعني إن كان ثديها صلبين. قال القرشي وصلابتهما إنما يكون لدم رديء يصعد إليها لأنه لو كان محمود الاستحال لبنا. وحينئذ فإنه يصيبها وجع في الثديين للتمديد الحادث فيهما من كثرة الدم أو وجع في الوركين أن اندفعت المادة الرديئة إلى جهة السفل والمفاصل أقبل لها والأقرب منها إلى PageVW0P101B الرحم الذي هو أصل هذه المادة الفاسدة مفصل الوركين, أو وجع في العينين إن اندفعت المادة إلى جهة العلو, والعينين في الأكثر أكثر قبولا لما يتصعد إلى الدماغ, أو وجع في الركبين إن اندفعت هذه المادة إلى هناك, وحينئذ لا تسقط هذه المرأة لما يقدم أن انضمام الرحم يكون هناك علامة للحبل. فالفصل الذي نذكر الآن يخصصه.
50
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان فم الرحم صلبا, ويعرف ذلك من الكيفية التي ذكرناها في الكلام على قوله إن فم الرحم من المرأة الحبلى يكون منضما, فيجب ضرورة أن يكون منضما لمزاحمة الورم لا للحبل. ما نذكر الآن يدل على بعض أحكام الحبلى لأنها قد يقدم لها ذكر.
51
[aphorism]
قال أبقراط: إذا عرض حمى لإمرأة حامل وسخنت سخونة قوية من غير سبب ظاهر, أي بادي؟؟؟, وذلك بأن يكون الحمى العارضة غير الحمى اليبوسة, وهذه الحمى المذكورة تطول مدتها لعدم التمكن من علاجها حينئذ على ما ينبغي فيضعف قواها ويضعف الجنين أيضا, ولذلك فإن ولادتها يكون بعسر وخطر, وإم لم يستمر الجنين إلى الولادة وإلا ذلك أشار بقوله أو تسقط, فيكون على خطر لمصادفة الإسقاط قوى ضعيفة. هذا PageVW0P102A والمناسبة بين ما يقدم وما يذكر الآن بين ما يقدم وما نذكر الآن (sic)اشتمال كل منهما على ذكر الخطر.
52
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بعد سيلان الطمث تشنج, وذلك بأن يحدث عند سيلان الحيض عقال لاستحالة بعض الرطوبات بالحركة رياحا واهتزازا لا لانقباض الأعضاء لحدة المادة الخارجة, وإن انفق مع ذلك غشي فذلك رديء لدلالته على شدة رداءة الدم, وحدثه بينة؟؟؟. جوز القرشي هنا؟؟؟ حصول التشنج الحادث عن الكثرة الاستفراغ أيضا ومنعه ابن القف. هذا ومناسبة ما سنذكر لما قبله ظاهرة.
53
[aphorism]
قال أ بقراط: إذا كان الطمث أزيد مما ينبغي أن يكون خروجه عرضت من ذلك أمراض كثيريد؟؟؟ البدن أو تجفيفه, ذلك لقلة الدم. ومثل هذه لا يخص الرحم بل يعم البدن, وإذا لم ينحدر الطمث على ما ينبغي وذلك أن يكون خروجه قليلا قليلا حدث من ذلك أمراض من قبل الرحم. قال القرشي, وذلك لأن كل عضو يتحرك إليه مواد لا مندفع عنه, فلا شك أنه يحدث فيه أورام وامتلات رديئة, ويلزم ذلك مثل الحميات من قبل الرحم. فاعلم أن الورم كما يكون سببا الاحتباس الحيض كذلك يكون PageVW0P102B سببا الاحتباس البول أو لقلته. وما نذكر الآن يدل على ذلك.
54
[aphorism]
قال أبقراط: إذا عرض في طرف الدبر, أي المقعدة, أو في الرحم ورم يتبعه تقطير البول, وهو خروجه قليلا قليلا, في مرات كثيرة, قال بن القف, وهذا الورم لا يوجب ما ذكر إلا إذا كان عظيما, وكذلك إن تقيحت؟؟؟ الكليتان, تبع ذلك تقطير البول أيضا لما يلزم البول حينئذ من الأجزاء اللذاعة للمثانة, وإذا حدث في الكبد ورم في مقعدة, كان عاما تبع ذلك فواق للأبدأ؟؟؟ الحاصل للمعدة. هذا وما ذكر الآن مناسب لما قبله من حيث اشتمال الأول على ذكر الرحم, وهذا يدل على أن بين الرحم والمنخرين والغم منافذ خفية.
55
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة لا تحبل لمانع وأكبر ما يكون من الرحم, فأردت أن تعلم هل تحبل أم لا تحبل, فغطها بثياب ليلا يخرج رائحة البخور عند تناولها, فيصل إلى المنخرين من خارج, ثم بخر تحتها البخور,مثل الكندر والميعة والمرفان رليق؟؟؟؟ رائحة البخور ينفذ في بدنها حتى تصل إلى منخريها وفمها, وذلك بأن تدرك طعم البخور في فمها, فاعلم أن ليس سبب تعذر الحمل من قبلها لدلالة ذلك على نقاء الرحم ونقره PageVW0P103A ويحصل معرفة ذلك أيضا بأن تتحمل المرأة بتومة, فإن أدركت رائحتها وطعمها فهي تحبل, وإلا فلا. هذا والمناسبة بين ما يقدم وما نذكر الآن أن الأول متعلق بالمرأة قبل الحبل وهذا يتعلق بها بعد الحمل.
56
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كانت المرأة الحامل يجري طمثها في أوقاته, ومراده بذلك أن يتكرر خروجه, فليس يمكن أن يكون طفلها صحيحا لدلالة ذلك على عدم استعمال الجنين للغذاء. هذا وما نذكر الآن كالمقابل لما قبله.
57
[aphorism]
قال أبقراط: إذا لم يجر طمث المرأة في أوقاته, وذلك بأن ينقطع حيضها للحبل بقرينة قوله ولم يحدث بها قشعريرة ولا حمى لكن عرض لها كرب أي قلق معدي, وغشي وخبث نفس, اي تهوع, فاعلم أنها قد علقت, وذلك لأن الدم الواصل إلى الرحم في أوال العلوق ينقي (يبقي في؟) البدن منه فضلات زائدة عما يحتاج إليه الجنين للتغذية لصغره, فتندفع إلى المعدة, وحينئذ ينفر عن الغذاء, وهذه الأعراض مستجرة بالحبلى إلى الشهر ؟؟؟ حتى الثالث, وقيل إلى الرابع. واعلم أن هذا الفصل يوخذ منه علامات عدم الحبل بالالتزام. وما نذكر الآن يدل على شيء منه.
58
[aphorism]
قال أبقراط: متى كان رحم المرأة مزاجه باردا جدا بحيث يكون متكاثفا PageVW0P103B أي أن الرحم يكون متكاثفا الأجزاء البرد مزاجه, لم تحبل لمنافاة هذا البرد للتوليد. ومتى كان مزاج الرحم أيضا رطبا جدا لم تحبل, ويكون هذه الرطوبة مائية بدليل قوله لأن رطوبته تغمر المني وتجمده وتطفيه فيفسد لذلك ولا يحصل منه توليد. ومتى كان أيضا أجف مما ينبغي, وإنما قلنا أجف مما ينبغي لأن جفاف الرحم مناف للتكوين, وإن قل أو كان حار محرقا, وذلك لأن الحرارة منافية للتوليد بخلاف القليلة, لم تحبل لأن المني يعدم الغذاء فيفسد حينئذ. ومعنى قوله ومتى كان مزاج الرحم معتدلا بين الحالين كانت المرأة كثيرة الولادة, اعلم أن الرحم المعتدل هو الذي مزاجه على الحال الذي ينبغي أن يكون له وإذا كان كذلك كان على الحالة الموافقة للحبل لأن الرحم مخلوق لذلك, ويريد بالحالين هاهنا المضادتين, أحدهما المضادة بين الحار والبارد وثانيهما المضادة بين الرطب واليابس. وإنما قال كثير الولد ليدل على أن هذا مع كثرة حملها يكون ولدها سليما إلى وقت الوضع. ولما اشتمل هذا الفصل على الموضع, فذكر فصل بعده يدل على اللبن مناسب.
59
[aphorism]
قال أبقراط: اللبن وهو دم قد تعدل وازداد PageVW0P104A نضجا في الثدي ولذلك هو سريع الاستحالة للخلط الغالب الفاسد ولذلك هو لأصحاب الصداع رديء ومع سرعة استحالته هو أيضا مولد للصداع وهو أيضا للمحمومين مطلقا رديء وذلك لسرعة استحالته للمادة الموجبة للحمى وأيضا رديء لمن كانت المواضع التي فيما دون الشراسيف وهو أطراف أضلاع الخلف منه مشرفة عالية لنفحة أو ورم هناك أما ضرره للورم بتغليظ المادة والتسديد وأما للنفحة فلأنه يزيد فيها قال بن القف الواو في قوله وفيها قراقر بمعنى أو والمعنى أنه رديء لمن يكون فيه قراقر في هذه المواضع وذلك لأن الكبد يجذبه قبل انهضامه في المعدة حينئذ يفعل فيه بحرارتها فتولد منه رياح فإن كانت سكانة أحدثت النفحة وإن كانت متحركة أحدثت القراقر وإذا كان كذلك فضرره بأصحاب هذه الأمراض من باب أولى هو أيضا رديء لمن به عطش سواء كان ذاتي أو عرضي أما الأول فلاستحالته إلى الدخانية لما فيه من الزبدية وللطافة قوامه وأما العرضي فلاستحالته إلى الحموضة والبرودة بسبب ما فيه من الأجزاء الحيثية (؟) الغليظة وللطف قوامه وهو رديء لمن الغالب PageVW0P104B على برازه المرار الأصفر لسرعة استحالته إلى المرة الصفراء سواء كانت في المعدة أو في الأمعاء بخلاف ما إذا كانت داخل العروق فإنه لا يصل إلى هناك إلا بعد تمام نضجه وهو رديء لمن هو في حمى حادة لسرعة استحالته إلى الصفراء وهو رديء لمن اختلف دما كثيرا والمعنى أنه يضر لمن عرض له إسهال دم كثير وذلك لأن الهضم يكون قد ضعف لخروج هذا الدم فيكون جذب اللبن حينئذ شديدا أو هو موجب لنفوذه قبل كمال الهضم فيتولد عنه أخلاط نيئة وسدد اللبن ينفع أصحاب السل بتعريته للقرحة وكسره حدة الدم وترطيبه البدن إذا لم يكن بهم حمى شديدة جدا أو ينفع أيضا لأصحاب الحمى الطويلة الضعيفة والمراد بها حمى الدق وذلك لترطيبه لها وعدم استحالته للصفراء الضعف الحمى إذا لم يكن معها شيء بما تقدم يوصفه كالصداع وعلو تحت الشراسيف قال القرشي وإنما عبر بالذوبان في قوله وكانت أبدانهم تذوب على غير ما توجه العلة لينة على غلبة النحافة العارضة في هذه الحمى لتعلق الحرارة بالأعضاء الأصلية.
[commentary]
ومناسبة الفصل الذي سيذكر لما قبله من حيث أن الأول شتمل على النفخة (؟النفحة) وهذا يشتمل PageVW0P105A على الانتفاخ.
60
[aphorism]
قال أبقراط: من حدث به قرحة أراد بذلك انصباب المادة التي من شأنها التوريم فأصابه بسببه انتفاخ في المواضع المتصفة (؟) إليه فليس يكاد يصيبه في الأكثر تشنج ولا جنون أي اختلاط غفل لميل المادة حينئذ غلى ظاهر البدن وبعدها عن مسافة الدماغ فإن غالب ذلك الانتفاخ إلى داخل دفعة وذلك بأن يكون على سبيل الانتقال فإن كان الانتقال من خلف أي من ظاهر الظهر مما يحاذي الصدر إلى حرزه زما يجاوزها حدث من ذلك تشنج أو تمدد لكثرة الأعضاء (؟) هناك وإن كان الانتقال من ظاهر الصدر إلى الغشاء المحلل له ركة أو الحاجز وكانت المادة رديئة حدث جنون لقوة المشاء حينئذ الدماغ وإن كانت المادة كثيرة المقدار قليلة الرداءة حدث هناك وجع فإن انتقلت إلى تجويف الصدر وحصل التقيح وهذا المعنى هو الرداءة بالتقيح هنا خلف عرض له تشنج أو تمدد وإن كانت القرحة من قدام عرض له جنون أو وجع حار في الجنب أو تقيح أو اختلاف دم إن كان ذلك الانتفاخ أحمر وذلك بأن يكون الانتقال منه إلى العرق العظام الأجوف المم؟؟ PageVW0P105B على الصلب من داخل فتندفع المادة إلى الأمعاء فيعرض الإسهال.
[commentary]
وما يذكر الآن كالمؤيد لما قبله.
61
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدثت خراجات عظيمة خبيثة قال جالينوس ينبغي أن يغهم من الخراجات الكثيرة التي تكون على أطراف العضل وخاصة ما كان من العضل كثير العصب ثم لم يظهر معها ورم فالبلية عظيمة لميل المادة إلى داخل البدن.
[commentary]
تنبيه: الورم عبارة عن انصباب المادة العقبة أو القابلة للعفن إلى بعض الأعضاء بحيث أنها تحدث لها مكانا يستقر فيه والخراج عبارة عما أخذ من ذلك في الجمع وتوليد المدة بعضهم خصه بالحارة منها.
وما يذكر الآن يتعلق بالورم.
62
[aphorism]
قال أبقراط: الأورام البلغمية إما الرخوة منها هي التي تكون المادة فيها مداخلة لجوهر العضو محمودة لأن مادتها أقبل للتحتليل وإما اللينة منها وهي التي تكون مادتها متميزة عن العضو والمراد بها السلع فهي مذمومة لعسر تحللها ولما تضمن الكلام السابق أن ميل المادة إلى الباطن رديء لمرور المادة بالأعضاء وكذلك الجذب إلا أنه إذا لم يتوقع منه ضرر يجوز كما أشار إليه هنا.
63
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه وجع في مؤخر رأسه فقطع له أي فصد العرق المنتصب الذي في جهته انتفع بقطعه وذلك PageVW0P106A لميل المادة إلى جهة الخلاف فدام أكثر تخلخل فيكون الجذب والاستفراغ عنها أكثر.
64
[aphorism]
قال أبقراط: إن النافض أكثر ما يبتدئ في النساء من أسفل الصلب ثم يتراقي في الظهر إلى الرأس وهو أيضا يبتدئ في الرجال من خلف أكثر ما يبتدئ من قدام وإنما كان ابتداء النافض من الموخر أكثر من المقدم لأن المقدم أشد تكاثفا وذلك لأنه أبرد لكثرة العظام ولوجود النخاع هناك ولأعصاب هناك أيضا كثيرة واللحم قليل فيكون أقبل (؟) المبرد ويشتد لذلك تكاثفه خصوصا من جهة سفله فيكون حبسه للمادة أسفل الصلب لأن التفاوت بين أسفل الظهر وأعلاه في ذلك فيهن أظهر بسبب مجاورة الرحم له ولكثرة الأغصاب الحساسة فهن هناك. قال القرشي وقد يبتدئ النافض من قدام إذا كانت المادة العفنة بالقرب مثل ما يبتدئ في الساعة الفخذين.
[commentary]
تنبيه: الذي يظن أنه مؤخر الساعد هو في الحقيقة وإن PageVW0P106B كان يظن به غير ذلك فإن الأكثر شعرا في هذه الحالة هو المقدم يدل على ذلك قوله الجلد أيضا في مقدم البدن متخلخل يدل على ذلك الشعر وذلك لأن الشعر في الظهر قليل دقيق وفي الصدر كثير.
تنبيه: قال بن القف: الذي لاح لنا من كلام أبقراط أن النافض يبتدئ بالنساء والرجال من خلف في الأكثر غير أن النساء بهذه الأكثرية أولى الزيادة برد مزاجهن على الذكور.
ومناسبة الفصل الذي سيذكر لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على النافض.
65
[aphorism]
قال أبقراط: من اعترته الربع فليس يكاد يعتريه التشنج الامتلائي وذلك لكثرة العرق في الربع وقوة نافضها وطول مدتها وهذه الأعراض تحلل مادتها التشنج وتنقى الأعصاب منها وإن اعتراه التشنج قبل الربع ثم حدث الربع له يعد ذلك سكن التشنج أي إبراؤه (؟) لما قلناه.
[commentary]
تنبيه : اعلم أن هذه الأمور المؤيدة (؟) في إزالة التشنج لا يجتمع في غيرها.
هذا وما يذكر الآن كالذي قبله من حيث اشتمال كل منهما على البدن إذا كان على حالة واحدة من الأحوال تتبعه حالة أخرى في الجلمة.
66
[aphorism]
قال أبقراط: من كان جلده متمدد قحلا صلبا قرب الموت فهو يموت من غير عرق وذلك لقلة PageVW0P107A الرطوبة وتكاثف مسامه ومن كان جلده قرب الموت رخوا متخلخلا فإنه يموت مع عرق لدلالة ذلك على كثرة الرطوبة فإذا أسقطت القوة سالت عرقا.
[commentary]
ومناسبة هذا لما قبله ظاهرة من حيث أنه إذا كان البدن على حالة تتبعه حالة أخرى كما تقدم.
67
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به يرقان فليس يكاد يتولد فيه الرياح أما في العروق فظاهر وأما في المعدة والأمعاء فإنما يمتنع ذلك إذا كانت الصفراء عامة.
[commentary]
هذا وأما المقالة السادسة من المقالات السبع التي رتب عليه الكتاب فهي أيضا يشتمل على فصول.
المقالة السادسة من المقالات السبع التي رتب عليها الكتاب,
فهي أيضا اشتمل على فصول الأول منها يدل على أنه إذا عرض للبدن حاله تتبعه حالة أخرى كالفضل الذي انتهت به المقالة الخامسة.
1
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث الجشاء الحامض في العلة التي يقال لها زلق الامعاء وهذه العلة عبارة عن خروج الطعام والشراب بحالهما لبطلان الهضم المعدي ويلزمها زلق الامعاء. فالامام أطلق اللازم وأراد الملزوم. والمعنى أنه إذا حدث الجشاء الدال على ضعف الهضم لم يمكن حيث أنه أوجب بطلان الهضم وزال الجشاء فإن حصل أيضا بعد تطاولها ولم يكن كان قبل ذلك فهو علامة محمودة لدلالته حينئذ على نهوض القوة PageVW0P107B بعد بطلانها بخلاف الحادث في الابتداء. فإنه غير محمود لدلالته على الضعف هذا وما نذكر الآن كالمقابل لما قبله من حيث المنذر به.
2
[aphorism]
قال أبقراط: من كا ن بالطبع في منخريه رطوبة أزيد مما يقتضيه الحاجة وكان منيه أرق مما ينبغي أن يكون عليه فإن صحته أقرب إلى السقم, وذلك لأن رطوبة منخريه ورقة المني المذكور يدلان على كثرة الرطوبة الطبيعية وأيضا الرطوبة المنخرية يدل على ضعف الدماغ ورقة المني على ضعف الكبد. وحينئذ لا يخفي قرب صاحب هذه الحالة إلى السقم تبينها والأول إذا كانت الرطوبة كثيرة بحيث يظهر في الأعضاء كما في الترهل؟؟؟ وبياض لون الجلد فإنها حينئذ يكون موجبة للامراض لا منذرة الثاني لا يكفي في الدلالة على الرطوبة المنذرة بالسقم أحد الربطوبتين المذكورتين تجاواز أن يكون ذلك لمزاج خاص بالعضو الذي فيه الربطولة فلا يكون ذلك البدن كله وتبعا مستعدا لما ذكره من كان الامر فيه على الضد من ذلك فإنه أصح بدنا مما يقدم هذا وما يذكر الان مناسب لما قبله من حيث أن كلا منهما يدل على أنه إذا كان في البدن حالة ما فإنها ينذر بحالة غيرها.
3
[aphorism]
قال أبقراط: الامتناع من PageVW0P108A من الطعام لموت القوة الشهوانية في اختلاف الدم أي باسهاله مطلقا المزمن وهو الذي طالت مدته واحترز بذلك عن غير المزمن فإنه لا يكون رديا فيه بخلاف الأول فإنه ذليل رديء فيه وذلك لأن الغذاء الذي يصل إلى الأعضاء حينيذ يقل أو يعدم ولدلالته على موت القوة الشهوانية لفرط خروج الدم وانتهاء فسا المادة الموجبة للاختلاف إلى فم المعدة وظاهر الفصل أن الضمير في قوله وهو مع الحمى أردى راجع إلى الامتناع من الغذاء المقارن لاسهال الدم والمعنى أنه إذا كان مع إسهال الدم وقارنت الحمى ذلك أيضا فإنه أردى مما إذا لم يقارن الحمى لهما ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على أمر رديء نافع لأمر أخر.
4
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من القروح ينتثر ويتساقط ما حوله من الشعر لرداة المادة المنصبة إلى ذلك الموضع وافسادها له فهو خبيثة لدلالة ذلك على ردأة القرحة خصوصا إذا تساقط جلد ذلك المكان وأردى من ذلك تساقط لحمه. فحاصل هذا الفصل أنه يستدل بوجود شيء على ردأة القرحة فقط وما نذكر الآن يدل على أعم من ذلك.
5
[aphorism]
قال أبقراط: ينبغي أن PageVW0P108B يتفقد من الأوجاع أي الأمراض والأعراض العارضة في الاضلاع ومقدم الصدر وخص ما ذكر بذلك لأنها محل القلب الذي هو أشرف الأعضاء ويتفقد أيضا غير ذلك من سائر الأعضاء فتعرف بذلك هل هو سهل العلاج أم لا. ثم شرح في بيان ما يعرف به ذلك ومن جملته ما اشار إليه بقوله عظم اختلافها أي يقدار ما به يختلف بوضح ذلك ما ينقله الآن.
6
[aphorism]
قال أبقراط: العلل التي تكون في الكلى والمثانة يعسر برؤها في المشائخ لبعدها عن المعدة فيضعف لذلك قوة الادوية الواصلة إليها مع ذلك فالبول دائم المرور بهما فلا ينزل الدواء بفعل فعله التام وبسببه يكثر انتصاب الفضلات إليها خصوصا إذا كانت في المشايخ لمقارنة ما ذكر الآن يدل على أن اختلاف اماكن الأمراض يختلف بسببه العلاج كما في الفصل الذي قبله.
7
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الاوجاع أي الأمراض كالاورام التي تعرض في البطن أي في الأعضاء المحوية للجوف الاسفل في اعلى موضعا فهو أخف وما كان منها ليس كذلك فهو أشد خطرا وكيفية معرفة ذلك هو أن تأمر العليل بالنوم على ظهره وتهضم رجليه PageVW0P109A منشتين؟؟؟ مجتمعين ثم تأمر تمر؟؟؟ يدل على جوفه فما كان منها من الامراض ثابتا ظاهرا فهو أخف لبعد مادته عن الأعضاء الباطنة وللتمكن من علاجة وهلا ما أراد بقوله في أعلى موضع وما كان منها ليس كذلك وذلك بأن يكون غائرا فهو أشد خطرا لضد ما يقدم وإنما خص هذه الأعضاء بهذا الحكم لظهوره فيها هذا ومن جملة الأمور التي يعرف بها حال الأمراض أيضا اختلاف الأمزجة.
8
[aphorism]
قال أبقراط: ما يعرض من القروح في أبدان أصحاب الاستسقاء ليس يسهل برؤة لغلبة الرطوبة على امزجتهم وهي أضر شيء بالقروح هذا ومن جملة الأمور التي يعرف بها حال المرض أيضا في السلامة والردأة ما يقيده؟؟؟ الآن.
9
[aphorism]
قال أبقراط: البثور العراض أعني المنبسطة لا يكاد يكون معها حكة لبرد المادة وغلظها بخلاف الرقيقة الروس؟؟؟ هذا و ما يذكر الآن يشتمل على أن الامراض يختلف في السلامة والردأة بحسب كثرة منافد العضو وقلتها.
10
[aphorism]
قال أبقراط : من كان به صداع أو وجع في رأسه مزمن فانحدر من منخريه أو من أذنيه قيح وذلك غير ورم فإن مرضه ينحل بذلك لزوال سببه بما PageVW0P109B ذكر ومناسبة ما سيذكر لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على أن بعض امراض الدماغ يعقبه السلامة.
11
[aphorism]
قال أبقراط: أصحاب الوسواس السوداوي وأصحاب البرسام وهو المسمي باليونانية قرانيطس إذا حدث بهم البواسير كان ذلك دليل محمودا فيهم لعكس المادة حينئذ إلى جهة الخلاف مع استفراغها هذا وما يذكر الآن يدل على حكم من أحكام البواسير.
12
[aphorism]
قال أبقراط: من عولج من بواسير مزمنة وذلك بأن يكون مدتها قد طالت واحترز بذلك من غير المزمنة فإن المزمنة إذا طالت عولجت حتى تبرأ وذلك بأن ينقطع السيلان منها واحترز بذلك عن العلاج الذي يراد به التسكين ثم لم يترك منا واحدا تسيل منه المادة الفاسدة التي اعتادت الطبيعة دفعها فلا يؤمن عليه أن يحدث به استسقاء إن توجهت المادة الفاسدة إلى الكبد أوسل أن توجهت المادة المذكورة إلى الوية؟؟؟ بحيث أنها توجب النفث بنبيه قال من الفق؟؟؟ الذي لاح؟؟؟ لنأمن هذا الفصل أن استمرار دم البواسير رديء لا حجابة؟؟؟ بالقوة ومنعه بالكلية أيضا رديء لما ذكر والنافع من ذلك المتوسط هذا والمناسبة بين ما يقدم وما يذكر الآن PageVW0P110A ان كلا منها يشتمل على نفع مرض لمرض.
13
[aphorism]
قال أبقراط: إذا أعترى انسانا فواق امتلائي فحدث به عطاس ملح سكن فواقه لنهوض الطبيعة على دفع المادة بسبب حركة العطاس هذا والمناسبة هنا ظاهرة.
14
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بانسان استسقاء فجرى الجامنة؟؟؟ من عروقه إلى بطنه. قال القرشي وذلك بان تنقل المادة من الاعضاء الظاهرة إلى داخل الأمعاء كما في الحمى وهو الاكثر ومن تجويف البطن إلى الامعاء ويخرج ذلك بالاسهال. وإبن القف خص الاستسقاء هنا باللحمي فقط فإنه إذا عرض فيه ما ذكر كان بذلك انقضاء مرضه لزوال سببه بذلك. هذا وما يذكر الآن كالمقابل لما قبله.
15
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بانسان اختلاف أ ي اسهال قد طال فحدث به قيء من تلقاء نفسه وذلك بأن لا يكون صناعيا انقطع بذلك اختلافه لزوال سببه وإخراجه من جهة الخلاف والنفع بالمعنى المذكور في الاخراج من هذه الجهة يشترط فيه شرطان والفصل الذي يذكر الآن بدل على ذلك.
16
[aphorism]
قال أبقراط: من اعتريه ذات الجنب أو ذات الرئه من قريب فحدث به اختلاف فذلك دليل سوء وذلك لأن اساتفراغ من جهة PageVW0P110B الخلاف إنما ينفع بشرطين: الأول أن يكون بعد الانضاج. الثاني أن يكون بين العضوين مشاركة ولفقدهما هنا كان ذلك دليل سوء. هذا وما يذكر الآن يدل على أن الاستفراغ بعد الانضاج أبلغ نافع.
17
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان بانسان رمد طويل المدة فاعتراه اختلاف فذلك محمود لهوله بعد النضاج بطول المدة هذا وأعلم أن الأمراض المذكورة يلزمها تفرق الاتصال, والفصل الذي يذكر الآن يدل على خطره في بعض الاعضاء.
18
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث في المثانة خرق أو في الدماغ أو في الحجاب أو في الكلى أو في بعض الامعاء أو في المعدة فذلك قتال. قال جالينوس إن الموت نازل بصاحب جراحة القلب مطلقا لأنه أشرف الأعضاء, وأما غيره من الأعضاء المذكورة فليس يجب ضرورة شيء نالتها؟؟؟ جراحة أن يتبعها الموت لا محالة إلا إذا كانت غائرة عميقة ولذلك فحقيق أن يكون الامام عنى بقوله الخرق في هذه ما ذكر وحينئذ فحصول القلب ظاهر. أما تعليل ما حصل في القلب فقد تقدم وأما الدماغ والكبد فلكثرة تحليل الارواح والقوى منهما حينئذ ولأنهما من الأعضاء الرئيسة, وأما الكلى فلعسر النخامة فيها لصلابتها ولكثرة المائية فيها ومرور بها الفضول PageVW0P111A بها. وأما الأعضاء الأخر فلأنها عصبانية وأبعدها قبولا عن ذلك الحجاب لكثرة حركته والمعاء الصائم لرقته ولذلك خصه بالذكر بنيهان؟؟؟ الأول أعلم ان الامعاء الغلاظ وإن لم يبرأ تفرق اتصالها فإنه لا يلزمه الموت وذلك لأنه عاش جماعة عرض لهم ذلك التنبيه الباني. قال جالينوس قد رأيت ورجلا مرة واحدة أصابه في دماغه جراحة عظيمة غائرة وبرأ منها لكنه نادر انتهى وما يذكر الآن يدل على حكم من احكامه تفرق الاتصال.
19
[aphorism]
قال أبقراط: متى أقطع يقال انقطع العضو إذا أبين منه جزء وانقطع ايضا إذا لم بين الجزء وبقي متعلقا بالعضو عظم أو غطروف وهو مالان من العظم أو عصبية أو الموضع الرقيق من اللحي أو * القلفة (1) أعني جلدة التمرة؟؟؟ التي تقطع عند الظهور. وقوله لم ينبت راجع إلى القطع إذا كان بالمعنى الأول ولم يلتحم راجع إلى قوله بالمعنى الثاني, وذلك لأن هذه الأعضاء متكونة من المني. فإذا عدم منها جزء لا يخلفه بدله لفقدان مادته حينئذ. وأما قبوله للالتحام فيختلف. قال جالينوس قد اتفق الناس على أن العظم والغضروف لا يتولد بدل ما ذهب منهما شيء. وأما التجامهما فقد PageVW0P111B اختلفوا فيه. وقال بن القف أن قول الامام لم يلتحم غير صحيح لفقده في القلفة والموضع المذكور من اللحي بالجملة جميع اجزاء الجلد وذلك أنه إذا انقطع منه قطعة ولم تنفصل وأعيدت إلى مكانها في الوقت والتضعت؟؟؟ بما انفصلت عنه وربطت فإنها تلتحم وذلك فغن الحكم المذكور لا يصح في الاعضاء الصلبة إلا في غير سي الصبى, وذلك لأن العظم إذا حصل له تفرق الاتصال في هذا السن فإنه إذا اتصلت اجزاء بعضها ببعض فإنها يلتحم التحاما حقيقيا. وأما في غير سي الصبى فإنه يلتحم؟؟؟ بواسطة الدسبد؟؟؟ الذي يتشهج ويحيط به تبنيه إنما امكن عود الاسنان بعد سقوطها لأنها متكونة من دم قريب لاستحالته إلى المني هذا وما يذكر الآن يستمل على حكم من احكام تفرق الاتصال أيضا.
20
[aphorism]
قال أبقراط: إذا انصبب دم إلى فضاء يحدثه ذلك الدم بانصبابه في ذلك الموضع ولذلك وضعه بقوله على خلاف الأمر الطبيعي وحينئذ يتوجه الطبيعة إلى اخراجه فلا بد لذلك من أن يتقيح في الأكثر لسهولة اخراجه ودفعه تنبيه احترز بالفضاء الغير الطبيعي عن الطبيعي فإنه لا يحصل فيه ما ذكر ويويد؟؟؟ هذا أما يذكر الآن.
21
[aphorism]
قال PageVW0P112A أبقراط: من أصابه جنون قريب العهد فحدث به بعد ذلك اتساع العروق التي في الساقين والقدم لانحدار المواد الغليظة إليها , وهذه المادة لا تستحيل هناك قيحا لكون الفضاء الذي حصلت فيه طبيعي, وهذه العلة تعرف بالدوالي والبواسير وهذه من أمراض المقعدة, انحل به جنونه لتحركة المادة حينئذ إلى جهة الخلاف. هذا والمناسبة بين ما يقدم وبين ما يأتي ذكره في اشتمال كل منهما على أن انتقال المادة نافع لكنه في الأول طبيعي وفي الثاني صناعي.
22
[aphorism]
قال أبقراط: الأوجاع أي مادة الامراض التي تنحدر أن تنتقل من الظنر أي من أعلاه إلى المرفقين وقال بعضهم معنى ينحدر تمتد وذهذ العلة تكون في الأكثر للدم ولذلك يجلبها فصد العروق التي هناك خصوصا والاتسفراغ حينئذ من جهة ميل المادة هذا والفصل الذي يذكر الآن مناسب لما قبله من حيث أن كلا منهما يشتمل على علة في أعالي البدن.
23
[aphorism]
قال أبقراط: من دام به التفزع وخبث النفس أي الكاينة [الكآبة] بلا سبب من خارج زمانا طويلا فعلته سوداوية أي ناشتة عن مادة سوداوية لأن الأعراض المذكورة من لوازمنها فحاصل هذا الفصل أن الأمر الظاهر يدل على أمر باطن وما يذكر الآن كذلك PageVW0P112B في الجملة.
24
[aphorism]
not found
[commentary]
not found
25
[aphorism]
قال أبقراط: انتقال الورم الذي يدعى الحمرة قال جالينوس وكذلك كل علة من خارج إلى داخل ليس هو بمحمود وذلك لانتقال المادة الفاسدة حينئذ إلى الاعضاء الباطنة. وأما انتقاله من داخل إلا خارج فهو محمود لضد ما تقدم من التعليل هذا ومناسبته الفصل الذي يذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على مرض صفراوي.
26
[aphorism]
قال أبقراط: من عرض له في الحمى المحترقة وعشة بأن يكون سيرها؟؟؟ دفع الطبيعة لمادة المرض إلى العصب فإن شارك الدماغ العصب في المادة حدث اختلاط ذهن أيضا وحينئذ فإن اختلاط الذهن يحلها أي الحمى لدلالته على أن مادة الحمى قد اندفعت إلى هذه الأعضاء تنبيه. قال بعضهم أن الضمير في تحلها راجع إلى الرعشة وما قلناه أولا هو ظاهر الفصل وأعلم أن الشفاء يكون بالانتقال كما ذكر وبالاستفراغ أيضا كما نذكر الآن لكن بشرط أن لا يكون دفعة.
27
[aphorism]
قال أبقراط: من كوى أو بط أي يزل من المستسقيين استسقاء رقيا فجرى منه من المدة وذلك بأن تخرج المدة منه من صدره بواسطة الكي PageVW0P113A أو من الماء وخروجه من البطن بواسطة البزل شيء كثير دفعة فإنه يهلك لا محالة وذلك لخروج الأرواح الكثيرة حينئذ دفعة فالواجب أن يخرج مثل هذه المادة قليلا قليلا. هذا و ما يذكر الآن كالمقابل لما قبله من حيث اشتمال الأول على استفراغ المادة وما يذكر على جنسها.
28
[aphorism]
قال أبقراط: الخصيان لا يعرض لهم الصلع وهو خلو مقدم الرأس من الشعر وعلة عدم الصلع لهم رطوبة امزجتهم ولا النقرس وذلك أنه في الأكثر يحدث عن مادة حادة تنحدر إلى القدمين ومادة هو لا قليلة الحدة لرطوبة امزجتهم خصوصا وقد قارن ذلك الكي الذي حدث عند خصنيهم فإنه يمنع نزول المادة إلى نهاك وما يذكر الآن مناسبة لما قبله ظاهرة.
29
[aphorism]
قال أبقراط: المرأة لا يصيبها النقرس لرطوبة مزاجها إلا أن ينقطع طمثها ولم يحدث ما يقوم مقامه طالرعاف فإنه حينئذ يصيبها النقرس بحدة مادتها مع توفرها هذا والمناسبة ظاهرة.
30
[aphorism]
قال أبقراط: الغلام لا يصيبه النقرس لرطوبة مزاجه بسبب سنه قبل أن يبتدي في مباضعة بالجماع لأن مادته تحدث في هذا الوقت والجماع يعين على انحدارها تنبيه PageVW0P113B عروض النقرس للصبى ابعد كثيرا من عروضه للخصي فإنه قد يعرض للخصي في الندرة. وأما صلة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله فهي أن الأول اشتمل على ما توجبه الرطوبة الصالحة والثاني يشتمل على ما توجبه الرطوبة الرديئة.
31
[aphorism]
قال أبقراط: اوجاع العينين يحلها شرب الشراب الصرف أعني الذي لم يمزج وذلك إذا كان سبب الوجع مادة غليظة لا حجة في عروقها فإن الشراب يحللها ويلطفها أو الحمام وذلك إذا كانت مادة الوجع في العين وكانت مع ذلك رقيقة فإنه إذا وضع عليها القطن أو السفنج المسريان ماء حارا تحللت أو فصد العروق وذلك إذا كانت المادة الموجبة لوجع العين عامة دموية ولا يخفي نفع الفصد حينئذ فإن كانت مع عمومها غليظة فيحلها ما أشار إليه بقوله أو شرب الدواء قال القرشي والمراد بالدواء هنا اليابس كالجب؟؟؟. هذا والمناسبة بين ما يقدم وما يذكر الآن من حيث اشتمال كل منهما على ما يحدث عن رطوبة في الجملة.
32
[aphorism]
قال أبقراط: التثغ قال أبن القف الالثغ هو الذي لا يفصح عن الحروف لغلبة الرطوبة على دماغه وعصبه ولذلك يعتريهم خاصة اختلاف طويلة لكثرة الرطوبات والنزلات فيهم هذا PageVW0P114A ومناسبة ما سيذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال الأول على كثرة الرطوبة في الدماغ وهذا اشتمل على كرتها في المعدة.
33
[aphorism]
قال أبقراط: أصحاب الجشاء الحامض ويكون ذلك لكثرة الرطوبة في معدتهم وضعف هضمهم ولذلك لا يكاد يصيبهم ذات الجنب لقلة المادة الحادة فيهم مع كثرة اسهالهم بتنبيه لو عرض للبلغم فيهم عفونة لامكن عروض ذات الجنب لهم حينئذ هذا أو ما يذكر الآن يشتمل على حكم من احكام الرطوبة أيضا.
34
[aphorism]
قال أبقراط: الصلع والمعنى أن اصحاب الصلع الحادث لمادة فاسدة يفسد المنبت لا يعرض لهم من العروق التي تتسع في الساق وتمتلي مدة وهي التي تعرف بالدوالي وذلك لقلة المادة مع قلة رطوبتها ويفهم من قوله شيء كثير أن الصلع والدوالي قد يجتمعان في الندرة وذلك إذا كثرت المادة بحيث أنها تعم الجهتين ومن حدث به من الصلع والدوالي عاد شعر رأسه لتوجه المادة إلى جهة الخلاف مع الدلالة على رطوبتها هذا ومناسبة ما يذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على حالة يندر بحالة اخرى.
35
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بصاحب الاستسقاء سعال كان دليلا رديئا PageVW0P114B لدلالته على كثرة مادة الاستسقاء. هذا ومناسبة ما يذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال الأول على انتشار المادة الفاسدة وهذا على اختصاصها بعضو ما.
36
[aphorism]
قال أبقراط: قصد العروق يحل عسر البول إذا كان عن ورم دموي في الكلى أو في المثانة وينبغي أن يقعطع العروق الداخلة وهي التي في الجانب الايسر من الركبة كالصافين لقوة المشاركة للعضو المحدوب [المجذوب] منه. هذا والمناسبة بين الفصل المتقدم وما يذكر الآن من حيث اشتمال كل منهما على حكم ورم.
37
[aphorism]
قال أبقراط: إذا ظهر الورم في الحلقوم أي الحنجرة من خارج وذلك بأن يكون ظاهرا فيمن اعترته الذبحة كان دليلا محمودا. البعد؟؟؟ المادة حينئذ عن الأعضاء الباطنة. هذا وما ذكر الآن يشتمل على حكم من احكتم الأورام الباطنة.
38
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بانسان سرطان خفي وذلك بأن يكون في عضو باطني فالأصلح له أن لا يعالج لا بالحديد ولا بالكي وهذا هو العلاج الخاص بالسرطان في الزمن القديم فإن عولج بهذا العلاج هلك سريعا لأن علاج هذا السرطان بما ذكر لا يمنكن استيصاله بالكلية خصوصا والمادة فيه فاسدة فلا يقبل الالتحام وهذا مود PageVW0P115A إلى الموت بسرعة وإن لم يعالج عاش زمانا طويلا. قال القرشي وذلك لأن الجدام الذي هو سرطان عام يمكن أن يبقي معه صاحبه معه زمانا طويلا. هذا وما نذكر الآن يشتمل على مرض في عضو باطني أيضا.
39
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج يكون من المتلاء من العصب فيقصر لزيادة عرضه ومن الاستفراغ فيخف العصب لذلك فيقصر وكذلك الفواق يكون من الامتلاء ومن الاستفراغ لأنه في الحقيقة نوع منه انتهي. وما نذكر الآن يشتمل على حكم مرض من الامراض الباطنة انتهي.
40
[aphorism]
قال أبقراط: من عرض له وجع فيما دون الشراسيف من عند ورم وحينئذ يكون الوجع هناك لرياح أو سدد فإنه إذا كان في ابتدائه لم حدثت به بعد ذلك حمى حلت ذلك الوجع عنه ما فيها من التحليل والتلطيف. هذا وما يذكر الآن يشتمل على حكم ورم باطني أيضا.
41
[aphorism]
not found
[commentary]
not found
42
[aphorism]
not found
[commentary]
not found
43
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بالمطحول أي الذي في طحاله صلابة اختلاف دم فطال به وحينئذ لا يكون دفدا؟؟؟ من الطحال والا لبرأ وهذا يلزمه ضعف الأعضاء الباطنة فإن كان الضعف في الكبد أكثر حدث به استسقاء أو زلق الأمعاء إن كان في المعدة وهلك PageVW0P115B لأن كلامهما على غاية الخطر.
44
[aphorism]
قال جالينوس إن الفصل الذي نصه "قال أبقراط من حديث به تقطير البول من القولنج المعروف باليلاوس وتقسيره المستعاذ منه فإنه يموت في سبعة أيام إلا أن يحدث به حمى أو يجري منه بول كثير" لا أدري هل هو لالامام أم لغيره لأن القياس لا يصححه والتجربة فالاجود أن يجعل السبب في هذه الاعراض التي ذكرت كثرة اخلاط غليظة مع برد شديد فإن الأمر إذا كان كذلك كان الير؟؟؟ من هذه العلة ياتحمي وكان البول على ما وصف. وأما القرشي فإنه قرره على وجه ممكن. وقال بن القف الحق عندي أن هذا مدلس على الامام تنبيه إعلم أن تقطير البول يكون لورم وهو إذا انفجر وطال صار قرحة والفصل الذي سيذكر الآن يدل على حكم من احكامها.
45
[aphorism]
قال أبقراط: إذا مضى بالقرحة حول أو مدة أطول من ذلك مع حسن التدبير بالمعالجة فإن ذلك يكون لأفة في العظم يلزمها فساد اللحم وحينئذ لو الحمت بحسن التدبير فإنها يتقضي وذلك بعد مدة ولذلك وجب ضرورة أن يلين منها عظم بأن يقطع الفاسد منه PageVW0P116A ويخرج أو يحك بحسب ما يقتضيه الحال ووجب أن يكون موضع الأشد؟؟؟ بعد اندمالها غائرا وذلك لأن المكان يضعف حينئذ فلا يكون استعماله للغذاء كما في باقي الاعضاء. هذا ومناسبة الفصل الذي سيذكر لما قبله من حيث أن كلامهما يشتمل على مرض نافع لأمر يحدث للعظم.
46
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابته حدبة وهي زوال نقرة ما عن موضعها الخاص بها فإن كان إلى قدام سمي حدبة المقدم والتقصع؟؟؟ أضا أن ارتفع مع ذلك عظام الفص. وإن كان إلى خلف سمي حدبة المؤخر. وإن كان إلى أحد الجانبين سمي الالتواء. وهذه إن حدثت من ربوا وسعال قبل أن ينبت له الشعر في العانة بمدة يسيرة. قال القرشي دائما يمكن ذلك في هذا السن إذا حدث عن تلك المادة ورم عظيم حتى يقوى على تمديد الاربطة بحيث يزيل الفقرة عن مكانها في هذا السن فإنه مهلكة؟؟؟ فذلك لزيادة تضرر القلب بضيق الصدر حينئذ خصوصا وهو فيهم في زيادة النمو وأعلم أن هذا البدن يحتاج إلا الستفراغ. والفصل الذي نذكر الآن يدل على حكم من أحكامه.
47
[aphorism]
قال أبقراط : من احتاج إلى الفصد أو شرب PageVW0P116B الدواء وذلك بأن يكون استعمال الدواء له أصلح من تركه بخلاف الضروري ولهذا قال فينبغي أن يستعمل ذلك بحسب ما يقتضيه حال الاخلاط في الربيع لأنه أولى الاوقات بالاستفراغ ومناسبة الفصل الذي يذكر لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على ذكر الاستفراغ.
48
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بالمطحول أي الذي في طحاله ورم قريب العهد اختلاف ورم سوداوي بحيث تجد بعده خفة فهو محمود لدلالته حينئذ على أنه من مادة المرض. هذا والمناسبة بين ما يقدم وبين ما يذكر الآن اشتمال كل منهما على ذكر ورم.
49
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من الامراض من طريق النقرس وذلك بأن يكون حصولها لاجله كالوجع الحاصل في الأعضاء المحيطة بالمفاصل وسوء مزاج العضو وتغير شكله فإذا انفدت مادة النقرس في الرطوبات التي هناك حدث عن ذلك ألم وكان معه ورم حار فإن ورمه يسكن في اربعين يوما وذلك لأنه قد اجتمع في هذا الورم ما يوجب وضر مدته وهو حدة مادته وما يوجب طول مدته وهو صلابة العضو الحادث به فوجب أن يكون انقضائه في يوم مشترك بين مجارين الأمراض الحادة والمزمنة وهو PageVW0P117A الاربعون انتهي. والمناسبة بين ما يقدم وما يذكر الآن يدل على حصول المرض بالمجاوزة وهذا بالمشاركة.
50
[aphorism]
قال أبقراط: من حدث في دماغه قطع فلا بد من أن يحدث به حمى, وذلك لأن مثل هذا القطع يلزمه الحمى من حيث استتباعه لورم حار وضررة لهذا العضو الشريق وقيء مراري وذلك لأن المعدة بينها وبين الدماغ مشاركة قد يضر من حرارته ويلزم ذلك ضعفها وتهيها لقبول المادة والصفراء أقوى تحركا وأسرع نفودا. فإذا كثرت فيها اندفعت بالقيء. هذا ومناسبته الفصل لما قبله اشتمال كل منهما على مرض دماغي.
51
[aphorism]
قال أبقراط: من حدث به وهو صحيح وجع أي صداع في رأسه بغتة لصعود مواد كثيرة إلى الدماغ دفعة لم أسكت على المكان وذلك بأن يحصل له المرض المعروف بالسكتة عقب ما ذكر وعرض له مع ذلك غطيط وسبب ذلك ضعف حركة النفس وذلك مثل ما يعرض للسمين عند النوم فإنه يهلك في سبعة أيام لأنها من الأمراض الحادة إن لم يحدث به حمى وذلك لأنه إذا حدث به حمى خلصته من المرض المذكور بما فيها من التحليل والتلطيف تنبيه PageVW0P117B احترز بالصحيح عن المريض لأنه إذا عرض له ما ذكر مات فيما دون هذه المدة لضعف قوته. هذا ومناسبة هذا الفصل لما قبله من حيث أن كلامهما يشتمل على مرض ناشي؟؟؟ عن حالة دماغيه.
52
[aphorism]
قال أبقراط: قد ينبغي أن يتفقد باطن العين في وقت النوم فإن يبين شيء من بياض العين والجفن منطبق وليس ذلك تعقيب اختلاف دم ولا شرب دواء ولا قصر من الجفن. فتلك علامة رديئة مهلكة لدلالة ما ذكر على قوة تجفيف المرض للدماغ ويلزم ذلك فنى؟؟؟ الارواح وسقوط القوة. تنبيه إنما اختص الجفن بذلك لأنه قريب من الدماغ. هذا ومناسبة بين ويقدم وما يذكر الآن من حيث اشتمال كل منهما على ما يضعف الدماغ.
53
[aphorism]
قال أبقراط: ما كان من اختلاط العقل مع ضحك فهو أسلم أي أقل خطرا لدلالة ذلك على أن المادة الموجبة له في ألاصل دموية والدم أقل نكاية للأعضاء وما كان منه مع هم وحزن فهو أشد خطرا لدلالة ذلك على أن الموجب له حيئذ مادة سوداوية وهي أشد نكاية للأعضاء. هذا ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله ظاهرة.
54
[aphorism]
قال أبقراط: نفس البكاء PageVW0P118A وهو الذي لا ينقطع في وسطه مثل ما يعرض للصبى عند بكائه في الأمراض الحادة التي يكون معها الحمى دليل رديء لدلالته حينئذ على قوة الاحتراق. تنبيه مثلوا للمرض الحاد الذي لك يكون معه حمى بالسكتة وذلك لأن المفهوم من المرض الحاد هو القصير المدة مع عظم الخطر. هذا وما ذكر الآن يشتمل على ما يكون من الأمراض تارة حاد أو تارة مزمنا والذي بقله يشتمل على المرض الحاد.
55
[aphorism]
قال أبقراط: علل النفوس تتحرك في الربيع وذلك لتسبيله للمادة وترقيقه لها, وفي الخريف لافسادة المواد مع حيسه؟؟؟ لها والمفاصل أقبل من غيرها للمواد والفاسدة خصوصا ما كان في أطراف البدن وحصول هذه الأمراض تكون على الأمر الأكثر. هذا وما يذكر الآن يتعلق بالأمراض المزمنة وحينئذ فالمناسبة هنا ظاهرة.
56
[aphorism]
قال أبقراط: الأمراض السوداوية أي المواد السوداوية يخاف منها أن تؤول إلى السكتة وذلك إذا ارتفع فد؟؟؟ منها أجزاء دخانية إلى الدماغ بحيث أنها تسد منا؟؟؟ الروح كلها أو إلى الفالج وذلك إذا اندفعت المادة إلى أحد جانبي الدماغ أو إلى التشنج إن اندفعت إلى العصب أو إلى الجنون إن اندفعت إلى الدماغ واحتبست فيه أو إلى العمى إن اندفعت من الدماغ إلى العصب النوري. هذا والمناسبة هنا ظاهرة.
57
[aphorism]
قال أبقراط: السكتة والفالج الحادثان عن السوداء محدثان خاصة لمن كان سنه فيما بين الأربعين إلى الستيت والمراد بذلك سن الكهولة وإنما اختص بما ذكر لأن توليد السوداء فيه أكثر. ومن هذا يؤخذ جواب ما أورده الإمام الرازي حيث أوجب أن المراد فيهما ههنا الحادثان عن البلغم. هذا وما ذكر الآن يشتمل على بيان حالة يلزمها في بعض حالاتها مرض مزمن.
58
[aphorism]
قال أبقراط: إذ أبدأ الثوب أي ظهر لتفرق اتصال الجلد والصفاق ولم يعد سريعا وكان في زمان بارد فهو لا محالة يعفن وذلك لأنه حينئذ يبرد فيتضعف لذلك حرارته الغريزية فإذا اعيد إلى مكانه لم يعد إلى مزاجه الأصلي ويتعفن لحصوله في موضع حار رطب وتولد في الجراحة بعد ختمها تنقا اللهم؟؟؟ إلى أن يكون برورة مما يحادي زوائد الكبد أو الأمعاء وذلك لغلظه في هذه المواضع. هذا والمرض الذي يدل على الفصل الذي يذكر الأىن تارة يكون مزمنا وتارة PageVW0P119A يكون حارا.
59
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به وجع النسى أي الموهق؟؟؟ المسمي يعرق النسى وكان وركه ينخلع ثم يعود وذلك بأن يخرج الطرف الأعلى من عظم الورك من مكانه تارة ويعود أخرى فإنه قد حدثت به رطوبة مخاطية أي بلغم غليظ وذلك لتحلل رقيقه بطول اقامته في المفاصل. قال جالينوس لا ينبغي أن يعد هذا الفصل الذي انقله الآن.
60
[aphorism]
قال أبقراط: من اتعراه وجع في الورك مزمن وكان وركه ينخلع فإن رجله كلها يضمر ويعرج إن لم يكوى... فصلا واحدا بل يوصل بما قبله حتى يكون المجموع فصلا واحدا ويفهم على هذا الوجه الذي أصف وهو أنه يريد أن يقول أن صاحب وجع النسى الذي يعرض له من كثرة الرطوبة البلغمية في الورك إن انخلع فخذه ثم يعود إلى موضعه فرجله كلها على طول المدة تضمر وتنقص إن لم يبادر فيخفف تلك الرطوبة بالكي.
انتهى.
وأما المقالة * السابعة (1) أعني المقالة الأخيرة من السبعة التي ديت؟ عليها الكتاب
فهي تشتمل أيضا على حكم من أحكام الأمراض الحادة لأن الذي انتهت به المقالة السادسة يدل على PageVW0P119B حكم مرض من الأمراض في الجملة.
1
[aphorism]
قال أبقراط: برد الأطراف من البدن كالأشيين؟ والرأس الأنف والكتقين والقدمين في الأمراض الحادة دليل رديء لدلالة ذلك على ضعف القوة والحرارة الغريزية حتى لا ينتشر في البدن هذا ومناسبة ما سيذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على دلالة أمر ظاهر على أمر باطن.
2
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان في العظم علة والمراد بها هنا ريح الشركة وكان لون الجلد عنها كمدا وذلك بأن يتعدى الفاسد بسبب العل’ المذكورة إلى الجلد الذي على العظم فذلك دليل رديء لدلالة فساد الجلد على تمكن العلة من العظم وما ذكر الآن كالذي قبله من جهة الدلالة أيضا.
3
[aphorism]
قال أبقراط: حدوث الفواق وحمرة العينين بعد القيء دليل رديء وذلك لأن الفواق إذا قارنه حمرة العينين يدل على ورم إما في الدماغ أو في المعدة وتكون الحمرة فيه أقل هذا وما ذكر الآن كالذي قبله من جهة الدلالة أيضا.
4
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بعد العرق إقشعرار لتخلف نقية من المادة المنندفعة إلى الجلد غير مطاوعة للخروج بالعرق PageVW0P120A فليس ذلك بدليل محمود إنما قال ليس بمحمود ولم يقل دليل رديء لأن فيه نوع من الاستفراغ والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن هي الدلالة بحالة محسوسة على حالة به نية.
5
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث عن الجنون اختلاف دم أو استسقاء أو حيرة وهي بطلان الفكر فذلك دليل محمود وذلك لأن الأول يدل على انتقال المادة الفاسدة عن الدماغ إلى جهة الخلاف مع الاستفراغ والثاني يدل على كسر حدة المادة الفاسدة والثالث يدل على غلبة البرد على الدماغ هذا والفصل الذي يذكر الآن كالمقابل لما قبله.
6
[aphorism]
قال أبقراط: ذهاب الشهوة لمادة رديئة أوليموت القوة الشهوانية في المرض المزمن والبراز الصرف أي الذي يكون من جنس المرار دليل رديء. أما الأول فلأن الحاجة في الأمراض المزمنة إلى الأغذية أكثر، وأما الثاني فلأنه يزيد القوة الضغيفة ضعفا. قال بن أبي صادق: والأولى عندي أن يكون مراد الإمام أن ضعف الشهوة مع البراز دليل رديء في المرض المذكور وما يذكر الآن كالذي قبله من جهة الدلالة على الرداءة.
7
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث من كثرة PageVW0P120B الشرب إقشعرار لتوجه المادة الصفراوية إلى ظاهر البدن أو لكون الشراب استحال إلى المادة الصفراوية أو اختلاط الذهن أي يكون مع السكر حدة وتشوش؟ لأفعال الدماغ فذلك دليل رديء لدلالة ذلك على كثرة المادة الصفراوية مع قبول الأعضاء لها هذا ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله من حيث أن مرور مادة الخراج بالأعضاء الحساسة يحدث عنه الإقشعرار.
8
[aphorism]
قال أبقراط: إذا انفجر خراج إلى داخل وانصب مادته في المعدة
[commentary]
حدث عن ذلك سقوط قوة وقيء وذبول نفس أي رخاوة؟ الجسم وذلك لحصول المادة في المعدة التي هي عضو كرين هذا والمناسبة بين مت يقد؟ صررين؟ ما يذكر الآن هوو حصول أحوال عقيب سيلان مادة.
9
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث عن سيلان الدم اختلاط ذهن أو تشنج فذلك دليل رديء لدلالة الأول على ضعف القوة يخلا؟ العروق التي في السكتة من الدم الذي يرد منها إلى الدماغ والثاني على غلبة اليبس على الدماغ لكثرة الاستفراغ PageVW0P121A هذا والفصل الذي يذكر الآن يشتمل على أن اختلاط الذهن والتشنج يحدثان عن الاختباس والذي قبله يدل على حدوث ذلك عن الاستفراغ.
10
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث عن القولنج المستعاذ منه وهو إيلادوس قيء وفواق واختلاط ذهن وتشنج فذلك دليل سوء لدلالة ذلك على تمكن سببه أعني السدة خصوصا وهو قريب من القلب هذا والمناسبة بين الفصل الذي يذكر والذي قبله ظاهرة من جهة الدلالة على الرداءة.
11
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث عن ذات الجنب ذات الرئة فذلك دليل رديء لدلالة ذلك على قرب المادة الفاسدة من
[commentary]
القلب هذا والمناسبة هنا ظاهرة.
12
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا حدث عن ذات الرئة السرسام وذلك إذا كان سببها خلط حاد فإنه يرتفع عنه أبخرة كثيرة للمقدار إلى الدماغ فتورمه ويحدث ما ذكر وذلك دليل رديء لحصول المادة حيننئذ في رئيس انتهى والمناسبة بين الذي يذكر الآن والذي قبله ظاهرة.
13
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا حدث عن الاحتراق الشديد التشنج والتمدد فهو رديء لدلالة ذلك على قوة التجفيف انتهى والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن ظاهرة.
14
[aphorism]
قال أبقراط: PageVW0P121B وإذا حدث عن الضربة الواقعة على الرأس البهتة واختلاط الذهن فهو دليل رديء.
[commentary]
قال بن القف: لأن ذلك يدل على قوة الضربة حتى أوجبت اختلاط العقل والحيرة هذا والمناسبة هنا ظاهرة.
15
[aphorism]
قال أسبقراط: وإذا حدث عن نفث الدم نفث المدة فهو دليل رديء لدلالة على تفريج الرئة والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر ظاهرة أيضا من حيث الدلالة على الرداءة.
16
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا حدث عن نفث المدة السل أي هزال الأعضاء وذنوبها والسيلان أي الإسهال الذي يكون في آخر السل كان دليلا رديئا لدلالة ذلك على (قرب الموت فإذا احتبس البصاق مات صاحب العلة في الوقت من غير مهلة؟ لدلالة ذلك على: ها مع صح) سقوط القوة هذا والمناسبة هنا أيضا ظاهرة لما تقدم.
17
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا حدث عن ورم الكبد الفواق دليل رديء لدلالة ذلك على أن الورم عظيما في الكبد ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله ظاهرة.
18
[aphorism]
not found
[commentary]
not found
19
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا حدث عن انكشاف العظم الحادث عن الجراحة الورم الذي يدعى الحمرة أعني الورم الصفراوي فهو دليل رديء. وذلك لأن علاج انكشاف العظم بالتسخين والورم بالتبريد هذا ومايذكر الآن يشتمل على حكم من أحكام الحمرة.
20
[aphorism]
قال أأبقراط: وإذا حدث عن الورم الذي يدعى الحمرة العفونة PageVW0P122A والتقيح. فهو رديء لدلالة ذلك على خبث مادتها هذا والمناسبة هنا ظاهرة.
21
[aphorism]
not found
[commentary]
not found
22
[aphorism]
قال أبقراط: وإذا حدث عن الوجع المزمن أعني التشنج الكائن في الأمعاء الدقاق فيما يلي المعدة التقيح فهو رديء لدلالة ذلك على المادة السوداوية هذا والمناسبة هنا أيضا ظاهرة.
23
[aphorism]
قال أأبقراط: وإذا حدث عن البراز الصرف اختلاف الدم فهو رديء لدلالته على حدة البراز المذكور هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن ظاهرة من حيث الدلالة على الرداءة..
24
[aphorism]
قال أأبقراط: وإذا حدث عن قطع العظم أي عن تفرق اتصال عظم الرأس اختلاط الذهن فهو شديد الرداءة إن نال قطع العظم الموضع الخالي من الدماغ، وذلك لأنه حينئذ يكون نافدا؟ من العظم ويقرب من الدماغ هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكر الآن من حيث اشتمال كل منهما على أمر رديء تابع لسبب من الأسباب.
25
[aphorism]
قال أبقراط: التشنج الحادث من شرب الدواء نفسه مميت. وذلك لأن هذه المواد التي تحركت في هذا الوقت إلى العصب في الغالب سشتد تأثيرها جتى تقتل هذا والمناسبة هنا أيضا ظاهرة.
26
[aphorism]
قال أبقراط: برد الأطراف PageVW0P122B عن الوجع الشديد فيما يلي المعدة رديء. وذلك بأن يكون الوجع في فم المعدة أو في الأمعاء الدقاق وحصول البرد في الأطراف حينئذ يكون لعظم هذا الوجع وهو مع ذلك قريب من القلب هذا والمناسبة هنا أيضا ظاهرة لما تقدم.
27
[aphorism]
قال أأبقراط: إذا حدث بالحامل زحير كان سببا لأن تسقط. وذلك لتضر{ الرحم بالمجاورة مع كثرة العصر. قال بعض السراح؟ ولما كان مقصود الإمام في هذا الموضع ذكر ماا يكون رديئا ذكر ما تضمنه الفصل الذي ننقله؟ الآن، وإن كان قد تقدم له ذلك.
28
[aphorism]
قال أبقراط: (إذا: ناقص) انقطع شيء من العظم أو من الغضروف لم ينبت لأنه من بعد ذلك مناسب.
29
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بمن غلب عليه البلغم الأبيض والمراد به صاحب الاستسقاء اللحمي اختلاف قوي وذلك بأن يكون لدفع الطبيعة لمادة المرض انحل به عنه مرضه لزوال سبب الاستسقاء حينئذ هذا والمناسبة أيضا ظاهرة.
30
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به اختلاف قوي وكان ما يختلف زبديا والزبد يحدث من اختلاط إجزاء ريحية بأجزاء؟ سيالة وهذا يكون لبعد المسافة مثل ما إذا كان سبب الإسهال مواد تنحدر من الرأس PageVW0P123A وإلى ذلك أشار بقوله فقد يكون سبب اختلافه شيء ينحدر من رأسه وقد يكون للغليان ويكون أيضا لفساد الهضم والمناسبة بين الفصل الذي ننقله الآن والذي قبله الاستدلال بأمر خارجي على أمر آخر.
31
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت به حمى وكان يرسب في بوله ثفل شبيه بالسويق الجريش إذا لم يكن عن نفثت؟ الأعضاء الأصلية فذلك يدل على أن مرضه يطول لدلالته على غلظ المادة جدا هذا وما يذكر الآن كالمقابل لما قبله في الحكم.
32
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان الغالب على الثفل الذي فى البول المرار الأصفر وكان أعلاه أي الثفل رقيقا وذلك بأن يكون على هيئة شكل مخروط قاعدته إلى أسفل دل على أن المرض حاد لأنه إن/ا يكون كذلك إلا إذا كانت المادة حقيقية لطيفة ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما قبله ظاهرة.
33
[aphorism]
قال أبقراط: من كان بوله متشتتا وذلك بأن يكون مختلف الأجزاء فذلك يدل على أن في بدنه اضطراب قويا؟ وذلك لأن حصول مثل هذا البول يكون لمقاومة المرض الطبيعية وحينئذ لا يفعل فعلها التام هذا والمناسبة هنا أيضا ظاهرة.
34
[aphorism]
قال أبقراط: من كان فوق بوله عبب ولم يتناول ما يولد PageVW0P123B الريح دل على أن علته في الكلى وأزيد منها بطول. وذلك لأن العبب إنما يحدث عن اختلاط مادة غليظة بمادة ريحية غليظة حتى يجتمع من ذلك هذه الأجزاء الكبار وهذا لا يكون من عضو أعلى من الكلى وإلا لتصغر؟ وأجزاءه؟ ولا من عضو دونها البرد مادة الأعضاء التي هنا كتنبيه؟ العبب الزبد الكبار هو بضم؟ الباء؟ جمع عباب والمناسبة أيضا ظاهرة.
35
[aphorism]
قال أبقراط: من رأى؟ فوق بوله دسم حمله؟ وذلك بأن يكون خروجه دفعة كثيرا دل ذلك على أن في كلاه علة حادة مديبه؟ لشحمها الذي عليها ويصل ذلك إلى الكلى من طريق وصول غذائه ويكون خروجه على ما وصف وبهذا يفارق الخارج من الأعضاء التي هي أعلى منها ومناسبة الفصل الذي يذكر لما قبله ظاهرة.
36
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به علة حادة في كلاه وله مدة طويلة وعرضت له هذه الأعراض التي تقدم ذكرها وهي الريوب والعبب وحدث به مع ذلك وجع في صلبه أعني الموضع المحادي؟ لموضع الكلى فإنه إذا كان ذلك الوجع في المواضع الخارجة أعني العضل الخارج عن عضل صلبه وما يحويه فتوقع خراجا يخرج به من خارج لدلالة ذلك على أن المادة حادة لنفوذها PageVW0P124A إلى خارج وفي الغالب يكون سببا لخراج هناك، وإن كان ذلك الوجع في المواضع الداخلة من عضل صلبه وما يجاوزه فأحرى أن تكون الدبيلة من داخل لبرد المادة وغلظها ولما انتهى هذا الفصل بالكلام على انتقال المادة إلى داخل فذكر فصل بعد ذلك يدل على انتقالها إلى خارج مناسب.
37
[aphorism]
قال أبقراط: الدم الذي يتقيأ من غير حمى وذلك بأن يكون اندفاعه لكثرته سليم وإنما قال سليم ولم يقل نافع لأنه يخشي؟ منه الإضرار بالمعدة فإذا أريد قطعه فينبغي أن يعالج صاحبه بالأشياء القابضة لحبسها الدم وتقويتها للعضو والدم الذي يتقيأ مع حمى رديء لدلالة الحمى على العفونة هذا وما يذكر الآن كالمقابل لما قبله في انتقال المادة.
38
[aphorism]
قال أبقراط: النزلة التي تنحدر إلى الجوف الأعلى
[commentary]
وهو فضاء الصدر ونزول المادة يكون في الرئة وحينئذ يتقيح في عشرين يوما لأن جرم الرئة لا يصبر على ضرر هذه المادة أكثر من هذه المدة انتهى ومناسبة الفصل الذي ننقله الآن لما قبله ظاهرة.
39
[aphorism]
not found
[commentary]
not found
40
[aphorism]
قال أبقراط: متى عدم اللسان قوته بغتة قال بن القف الأولى أن يفهم من القوة القوة الدافعة وقال بعضهم قوة الحس والحركة أو استرخى عضو PageVW0P124B من الأعضاء فالعلة سوداوية وذلك لأن كل واحد من الحس والحركة يتبع مزاجا يميل إلى الحرارة أو الرطوبة باعتدال والسوداء مضادة لهذا المزاج بالكيفيتين معا. وقال القرشي: الظاهر أن لفظة سوداوئة وقعت سهوا؟ من الناسخ والواجب أن يكون بدلها بلغمية لأن حدوث ما ذكر يكون عنها في الأكثر هذا ومناسبة ما يذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على مرض عصباني.
41
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث التشنج بسبب استفراغ (أو عسى: ناقص) أو قيء أو فواق فليس ذلك بدليل محمود. قال جالينوس: وذلك لأن الفواق في جميع من يفرط عليه الاستفراغ بالمشي؟ أو القيء غير محمود وهو في المشائخ أولى بذلك. واعلم أن الفواق المذكور قد يلزمه حمى يوم فذكر فصل حينئذ في الحمى مناسب.
42
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابته حمى من زمان قصير ليست من مرار وذلك بأن يكون؟ حمى يومية فصب على رأسه وبدنه ماء حار في الحمام كثير في المقدار أنقضت بذلك حماه لما فيه من التحليل وتقيح المسام والترطيب ولما تقدم له ذكر بعض أحوال العصب فذكر شيء يدل على ذلك مناسب.
43
[aphorism]
قال أبقراط: المرأة لا تكون ذات يمينين. وذلك بأن لا يككون أعمال اليد اليسرى كاليمنى في قوة الأفعال بخلاف PageVW0P125A الرجال فإنه يكون لبعضهم ذلك وذلك لتوفر الحرارة الغريزية في الجانبين من الذكور هذا والمناسبة بين ما تقدم وما يأتي ذكره الدلالة على قوة القوة وضعفها.
44
[aphorism]
قال أبقراط: من كوي أو بط من المتقيحين أي الذين قد اجتمع في فضاء صدورهم القيح فخرجت منه مدة بواسطة البط أو الكي نقية بيضاء ولا يكون؟ رائحنها كريهة فإنه يسلم لدلالة ذلك على أن المادة محمودة، وإن خرجت منه مدة حمائية قال في الصحاحح الحماء الطين الأسود منتنة فإنه يهلك لدلالة؟ (لدلالته؟) على تمكن العفن والفساد هذا ومناسبة ما سيذكر لما قبله ظاهرة.
45
[aphorism]
قال أبقراط: من كانت في كبده
[commentary]
أو غشائه
مدة فكوي فخرجت منه مدة نقية بيضاء فإنه يسلم وذلك أن المدة منه في غشاء الكبد، فإن خرج منه شيء شبيه بثفل الزيت هلك لدلالة ذلك على أن المادة في جوهر الكبد والمناسبة بين الفصل الذي انتهى والفصل الذي يذكر الآن أن كلامهما يشتمل على نوع من العلاج.
46
[aphorism]
قال أبقراط: إذا كان في العينين وجع
[commentary]
مزمن وذلك بأن يكون سببه مادة غليظة لزججه؟ لاججه؟ فيهما ويكون البدن مع ذلك نقيا وحينئذ إذا أردت إخراجها فلا بد قبل ذلك من التلطيف ولذلك قال فاسق صاحبه PageVW0P125B شرابا صرفا ليكون فعله أبلغ ثم أدخله الحمام وصب علي رأسه ماء حارا كثيرا ليدخل في مسام الرأس وينفذ تأثيره إلى العينين وأفصده في عرق المافين؟ والأرينة؟ ومناسبة ما يذكر الآن لما قبله من حيث اشتمال كل منهما على مرض حادث عن مادة غليظة.
47
[aphorism]
قال أبقراط: إذا حدث بصاحب الاستسقاء اللحمي سعال فليس يرجى.
[commentary]
قال جالينوس: قد مر هذا الفصل فيما تقدم من قوله إذا حدث بصاحب الاستسقاء سعال كان ذلك دليلا رديئا. واعلم أن لفظة ليس يرجى أبلغ في الدلالة على الهلاك من لفظة رديء ومناسبة الفصل الذي يذكر الآن لما تقدم هو الاشتمال على ذكر الشراب.
48
[aphorism]
قال أبقراط: تقطير البول وعسره يحلهما شرب الشراب لما فيه من الأدوار؟ مع العطرية؟ المقوية والفصد إن كان السبب امتلاء أو ورم وينبغي أن يقطع العورق الداخلة كالصافن من الرجل لقرب المشاركة هذا والمناسبة بين ما ذكر وما يذكر الآن اشتمال كل منهما على الورم في الجملة.
49
[aphorism]
قال أبقراط: إذا ظهر الورم والحمرة في مقدم الصدر أي في أعلاه لدفع من الطبيعة فيمن اعترته الذبحة أي الحتاق كان ذلك دليلا محمودا PageVW0P126A وعلة ذلك أشار إليها بقوله لأن المرض يكون قد مال إلى خارج والمناسبة هنا أيضا ظاهرة من جهة الورم.
50
[aphorism]
قال أبقراط: من أصابه في دماغه العلة التي يقال لها سقالفلس
[commentary]
قال القرشي: سقافلس يقال حقيقة على فساد العضو زغانر؟ غانا؟ مقدمته ويقال عارا؟ على ورم من دم عفن في جوهر الدماغ وهذا هو المراد هنا فإنه يهلك في ثلاثة أيام لأن الدماغ لشرفه لا يحتمل هذا الورم أكثر من هذه المدة فإن جاوزها فإنه يبرأ لدلالة ذلك على قوة القوة ومقاومتها للمرض .
قال جالينوس: ويجوز أن يحمل سقافلس على المعنى الحقيقي إذا كان في ابتدائه وحاصله أنه يطلق ةيراد به هائر غانا هذا. ومناسبة ما سيذكر لما قبله ظاهرة.
51
[aphorism]
قال أبقراط: العطاس يكون من الرأس وذلك إذا كانت داعيته من الرأس واحترز بذلك عن ما يكون حتدثا عن إدخال رئيسه؟ في الأنف إذا سخن الدماغ مثل ما يعرض عند العرض للشمس الحارة مثلا ورطب الموضع الخالي الذي في الرأس وحينئذ يكون تأدى الدماغ يهذه الرطوبة تارة بما فيها من الأجزاء الحارة وتارة باستحالتها إلى الهواء بواسطة الحرارة الغريزية فيدفعها الدماغ باستعانته PageVW0P126B بالهواء المستنشق من الأنف ولذلك يسمع له صوت وإلى ذلك أشار بقوله فانحدر الهواء الذي فيه فسمع له صوت لأن نفوذه وخروجه يكون في موضع ضيق هذا وما يذكر الآن كالمقابل لما قبله من حيث أن حركة الدفع محسوسة في الأول دون الثاني.
52
[aphorism]
قال أبقراط: من كان به وجع شديد في كبده من مدة طويلة فحدثت به حمى حلت ذلك الوجع عنه بالتحليل والمناسبة بين هذا الفصل وبين الذي قبله من حيث اشتمال كل منهما على حكم مادة محضرة؟ في غضو.
53
[aphorism]
قال أبقراط: من احتاج إلى أن يخرج من عروقه دم والمراد بذلك إخراج الدم من عروق الدوالي فينبغي أن يقطع له العرق في الربيع لسهولة إخراج المادة حينئذ وقوة القوة هذا والمناسبة بين ما تقدم وبين ما يذكره؟ (تى ذكره: نص) من حيث أن كلامهما يشتمل على إخراج مادة.
54
[aphorism]
قال أبقراط: من تخير فيه بلغم فيما بين المعدة والحجاب قال جالينوس الأولى أن يفهم من ذلك الفضاء الذي هو دون الحجاب المعروف بالصفاق وبين الترب؟ فأحدث به وجع وعلة ذلك أشار إليها بقوله إذا كان لا منفذ له ولا إلى واحد من الفضائين أعني فضاء المعدة والفضاء الخارج عنها PageVW0P127A فإن ذلك البلغم إذا جرى منه في العروق التي في الترب إلى المثانة بواسطة ترقيق الطبيعة انحلت به علته لزوال سببه هذا والمناسبة هنا أيضا ظاهرة.
55
[aphorism]
قال أبقراط: من امتلأت كبده ماء
[commentary]
وذلك بأن تحدث في غشائه نفاطات؟ مائه كثيرة ثم يتفجر إلى خارجها فتحصل حينئذ تلك المادة في فضاء البطن وإلى ذلك أشار بقوله
ثم انفجر ذلك الماء إلى الغشاء الباطن
أي ماليه؟
امتلأ بطنه ماء ثم مات
لأن هذه المادة تطول إقامته في غشاء الكبد تحته فتلذع؟ الأمعاء والغشاء وتقرحها فتوجب ما ذكر هذا ومناسبة الذي؟ سيذكر الآن لما قبله من حيث تضمن كل منهما الانحصار؟ مادة في عضو.
56
[aphorism]
قال أبقراط: القلق وهو سرعة حالة للإنسان توجب له سرعة الانتقال من هيئة إلى هيئة أخرى بسبب الملل؟ والتثاوب وهو حركة من عضل الفكير لدفع موته والقشعريرة وهو حالة يحصل للإنسان يحس معها ببرد وبالجملة فهذا يبرئها شرب الشراب الصرف إذا مزج واحد بواحد سواء والمعنى أنه يكون المقدار من الماء بمقدار الشراب ونفع هذا للتثاوب بالتحليل والتلطيف. وأمأ الإقسعرار فلكسرته لعادية الخلط الفاعل PageVW0P127B له. وأما القلق فبالتحليل للمادة التي في فم المعدة الموجبة له انتهى. ومناسبة ما يذكر لما قبله ظاهرة من حيث اشتمال كل منهما على ما يؤذي الدماغ في الجملة.
57
[aphorism]
not found
[commentary]
not found
58
[aphorism]
قال أبقراط: من تزعزع دماغه وهو تحريك شديد خارج عن الطبيعة يعرض للدماغ لضربة تضيبه أو سقطة فإنه يصيبه من وقته سكتة وذلك لتوجه المادة حينئذ إلى الدماغ مع ضعفه ولما كان سبب السكتة كثرة الرطوبة ناسب أن يرد في ذلك بفصل يشتمل على كيفية تجفيف الرطوبات.
59
[aphorism]
قال أبقراط: من كان لحم بدنه رطبا
[commentary]
أي رهلا
فينبغي أن يجوع فإن الجوع يجفف الأبدان.
قال جالينوس: وذلك لأنه متى كان يتحلل من البدن شيء من الغذاء فإنه يجب ضرورة أن يصير أخف مما كان هذا. والمناسبة بين ما تقدم وما يذكر الآن اشتمال كل منهما على مادة رطبة.
60
[aphorism]
قال أبقراط: الصرف الذي يجري دائما حارا كان أو باردا يدل على أنه ينبغي أن تخرج من البدن رطوبة
[commentary]
قال جالينوس: لأن حال البدن إذا كان كذلك يدل على كثرة رطوبة مجتمعة فيه وحينئذ فلا بد من إخراجها
إما في القوي فمن فوق PageVW0P128A وإما في الضعيف فمن أسفل.
قال جالينوس: قد مر في هذا الفصل أن تستخرج الرطوبة الفضلية متى كان البدن قويا من فوق بالقيء ومتى كان البدن ضعيفا من أسفل بالإسهال. والله أعلم بالصواب وإليه خالمرجع والماب؟ وهو حسنا ونعم الوكيل.
تم الكتاب المبارك بحمد لله وعونه وحسن توفيقه والحمد لله وحده وصلى الله هلى سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم سلما كثيرا.
ووافق الفراغ من كتابه هذا الكتاب المبارك
Bilinmeyen sayfa