نعم، فأمر النبي ﷺ بلالًا١ ينادي في الناس: (صوموا)، ثم قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يومًا، ثم صوموا، ولا تصوموا قبله يومًا" ٢. قال الخصم: وهذا الحديث أولى أن يؤخذ به من حديث ابن عمر، لما فيه من البيان الشافي، واللفظ الواضح الذي لا يحتمل التأويل٣. وقال الدارقطني٤: حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد٥، قال: حدثنا _________ ١ بلال بن رباح، مولى أبي بكر الصديق، وأمه حمامة، مؤذن رسول الله ﷺ، من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله، شهد بدرًا وأحدًا والخندق، والمشاهد كلها، كان شديد السمرة نحيفًا طوالًا، خفيف العارضين، مات بدمشق سنة ٢٠هـ. ترجمته في: حلية الأولياء ١/١٤٧، أسد الغابة ١/٢٤٣، سير أعلام النبلاء ١/٣٤٧، الأعلام ٢/٧٣. ٢ أخرجه أبو داود في كتاب الصوم، باب شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان ٢/٧٥٤، رقم: ٢٣٤٠. والترمذي في أبواب الصوم، باب الصوم بالشهادة ٢/٩٩، رقم: ٦٨٦. وقال: فيه اختلاف. والنسائي في كتاب الصيام ٤/١٣١. وابن ماجه في كتاب الصيام ١/٥٢٩، رقم: ١٦٥٢. والدارمي في كتاب الصوم ١/٣٣٧، رقم: ١٦٩٩. والدارقطني في كتاب الصيام ٢/١٥٧-١٥٨، رقم: ٧، ٨. والحاكم في كتاب الصوم ١/٤٢٤، وقال: هذا الحديث صحيح ولم يخرجاه. والبيهقي في كتاب الصيام، باب الشهادة على رؤية هلال رمضان ٤/٢١١. وابن خزيمة في كتاب الصيام ٣/٢٠٨، رقم: ١٩٢٣. وابن حبان في كتاب الصيام، باب رؤية الهلال ٢٢١، رقم: ٨٧٠. قال ابن حجر وغيره: قال الترمذي: روي مرسلًا. وقال النسائي: إنه أولى بالصواب، وسماك إذا تفرد بأصل لم يكن حجة. وانظر: التلخيص الحبير ٢/١٨٧، نصب الراية ٢/٤٤٣، نيل الأوطار ٤/١٨٧، إرواء الغليل ٤/١٥. ٣ المجموع ٦/٤٢٣. ٤ في السنن، كتاب الصيام ٢/١٥٦، رقم: ٤. وسيأتي الكلام عليه في آخر السياق. ٥ الإمام الحافظ عبد الله بن محمد بن زياد، أبو النيسابوري، الشافعي كان إمام الشافعية في عصره بالعراق، ومن أحفظ الناس للفقه واختلاف الصحابة، وكان من الحفاظ المجودين، وهو أحد الثقات المشهورين. مات سنة ٣٢٤هـ. ترجمته في: تاريخ بغداد ١٠/١٢٠، تذكرة الحفاظ ٣/٨١٩، طبقات الحفاظ ٣٤٣، الشذرات ٢/٣٠٢.