Akılların Tahkimi
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Türler
فإن قالوا: نعم، كابروا ودفعتهم العقول، وإن قالوا: لا.
قلنا: وما الفرق بين لا يقدر وبين العاجز، وكل واحد منهم لا يقدر وإن اختلفا في وجه التعذر؟.
فإن قالوا: الكافر مشغول بالكفر.
قلنا: هذا تفسير لمن لا يقدر، كأنك قلت الكافر خرج من كونه قادرا وتعذر عليه الإيمان لمعنى والعاجز لمعنى آخر فلا يمنع مساواتهما في كل واحد لا يقدر، وبأي علة خرج من كونه قادرا؟ أليس لا يمكنه فعل الإيمان؟ وبعد فمن شغله بالكفر؟
فإن قالوا: الله، قلنا: فمن خلق فيه العجز؟ فإن قالوا: الله، قلنا: فقد استويا في أن كل واحد لم يؤت في تعذر الفعل من جهة نفسه، وإنما أتي من قبل ربه، ففي الموضعين شغله بشيء لأجله لا يقدر على الإيمان.
وبعد فإن العاجز أخف حالا؛ لأنه ليس فيه إلا العجز، والكافر فيه قدرة الكفر التي هي ضد قدرة الإيمان عندكم، وفيه أيضا خلق الكفر وإرادة الكفر بخلاف العاجز، فهو أسوأ حالا من العاجز لما اجتمع فيه من أضداد الإيمان.
ويقال لهم: أيحسن تكليف شيء يحتاج إلى آلة أو علم مع فقد الآلة والعلم؟.
فإن قالوا: يجوز، تركوا أصلهم والعقول تدفعهم، وإن قالوا: لا.
قلنا: فالفعل إلى القدرة أحوج، فوجب أن لا يجوز تكليف مع عدمها.
ويقال: ما تقولون في قوله تعالى: ?لا يكلف الله نفسا إلا وسعها?[البقرة:286]، وقوله: ?لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها?[الطلاق:7]، كيف يجوز مع هذه الآيات أن يقولوا: إن جميع الخلق وأكثرهم كلفوا ما ليس في وسعهم وطاقتهم؟.
ويقال لهم: أيحسن تكليف العاجز؟ فإن قالوا: لا، قلنا: ولم عندكم لا يقبح منه؟ وإن قالوا: يجوز، كفينا مؤونة الفرق بين العاجز والكافر، وتقرر في عقل كل عاقل فساد قولهم.
Sayfa 143