Tefsirde Terbiye

Hakim Jushami d. 494 AH
23

والصراط: الطريق، وأصله من قولك: سرطت الطعام أسرطته مثل زردته.

والاستقامة والاستواء نظيران، ونقيضه الاعوجاج، يقال: استقام هذا، واعوج ذاك.

* * *

(الإعراب)

الكناية في قوله: (اهدنا) محله نصب؛ لأنه مفعول، والصراط: المفعول الثاني، والمستقيم: نعت للصراط.

* * *

(المعنى)

لما أمر الله تعالى بعبادته بين ما فيه العبادة، فقال: اهدنا الصراط قيل: ثبتنا على الطريق المستقيم والهداية، عن أبي علي وأبي بن كعب، وهذا كما يقال لمن يأكل: كل، أي دم على الأكل، وقيل: أرشدنا إلى طريق الجنة في الآخرة، وقيل: الطف بنا في المستقبل والمستأنف كما لطفت في الماضي؛ لأن العبد وإن كان على طريق الحق فمحتاج إلى ألطاف ربه، ليزيل عنه الشكوك، ووسوسة الشيطان، وشبه المبطلين، وقيل: معناه دلنا إلى الطريق التي تؤدينا إلى الفوز والنجاة، والأحسن هو الأول؛ ليشاكل ما قبله من طلب المعونة.

ومعنى الصراط المشتقيم، قيل: الطريق المستقيم، وهو دين الإسلام وطريقة الحق، عن ابن الحنفية ومقاتل، وقيل: كتاب الله، وقيل: طريق الرسول وصاحبيه أبي بكر وعمر، عن أبي العالية، وقيل: طريق الجنة، عن سعيد بن جبير وأبي مسلم.

ومتى قيل: إذا وجبت الهداية فما معنى السؤال [*]؟

فجوابنا ما تقدم؛ لأن السؤال قد يكون عبادة، ولأنه قد يكون مصلحة عند السؤال، مفسدة عند عدمه، ونقلب عليه فنقول: إذا كان عندك إنما علم كونه فلا بد أن يفعله، فما معنى السؤال؟ فأي جواب أتى به فهو جوابنا.

Sayfa 214