الثاني: العذاب، كقوله: (أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) والثالث: نار تسقط من السماء، كقوله: (ويرسل الصواعق).
وأنتم تنظرون يعني تعاينونه وترونه.
ويقال: لم قرعوا بسؤال أسلافهم الرؤية؟
قلنا: لأنهم رضوا بفعلهم وسلكوا طريقتهم في مخالفة من لزمهم اتباعه، وقيل: فيه ذم لهم وتسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم - في أنهم بمخالفتهم إياه كأسلافهم بمخالفتهم موسى (عليه السلام)، وسؤالهم هذه المحالات.
ويقال: هذا سؤال السفهاء، والذين حضروا الطور مع موسى عدول بني إسرائيل، فكيف جعل الخطاب خطابا واحدا؟
قلنا: هذا خطاب لليهود الذين كانوا في زمن نبينا - صلى الله عليه وسلم - وكان هذا القول وجد من بعض أسلافهم، ولم يفصل القديم سبحانه، وإنما أجمل ذلك وبين ما وجد في أسلافهم من الجرائم.
ويقال: لم قالوا: جهرة، والرؤية لا تكون إلا جهرة؟
قلنا: قد تكون كرؤية القلب، والرؤية في النوم، وقيل: علانية، عن ابن عباس، وقيل: عيانا، عن قتادة.
ويقال: هل سؤال الرؤية وإجازتها كفر؟
قلنا: هذا السؤال كفر بالإجماع؛ لأنه رد على الرسول، فأما إجازة الرؤية على جهة التشبيه فكفر، وإجازتها من غير تشبيه قيل: ليس بكفر، عن أبي علي وأبي هاشم، وقيل: كفر، عن أبي القاسم.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على أن القوم كانوا شاكين في معرفة الله وصفاته، إذ طلبوا منه مرة أن يجعل لهم إلها، ومرة أن يروه جهرة.
Sayfa 392