و تجري من تحتها الأنهار يعني من تحت أبنيتها وأشجارها، وجاء في الحديث: أنهار الجنة تجري في غير أخدود عن مسروق . كلما رزقوا منها يعني: أعطوا من ثمارها من ثمرة رزقا أي عطاء، وأطعموا منها طعاما قالوا يعني أهل الجنة هذا الذي رزقنا من قبل اختلفوا فيه، فقيل: رزقنا من قبل في الجنة، يعني يؤتى بصحفة فيأكل، فيؤتى بأخرى، فيقول: هذا الذي أوتينا به من قبل، فيقول الملك: كلوا فاللون واحد والطعم مختلف، وهم يعلمون أنه غيره، ولكن شبهوه به في لونه وريحه وطيبه، وقيل: هذا الذي رزقنا من قبل في الجنة، أي كالذي رزقنا، علموا أنه غيره، ولكن شبهوه به في لونه وطعمه ورائحته وطيبه وجودته، عن الحسن وواصل. وقيل: هو الذي رزقنا من قبل في دار الدنيا، عن ابن عباس وابن مسعود. وقيل: هذا الذي وعدنا به في الدنيا. وقيل: إنهم أرادوا الاستمرار على الشكر، فقالوا: (نعم الله كانت علينا متواترة متتابعة في الدارين. وقيل: لما كان ما يستحقونه من الثواب في الوقت الثاني مثل ما يستحقونه في الوقت الأول وأعطاهم الله تعالى ذلك شبهوه به، عن أبي علي.
وقيل: أتوا به مثل ما ألفوا من قبل؛ لأن النفس تميل إلى المألوف وأتوا به متشابها قيل: كلها متشابهة في الجودة خيار لا رذال فيه، عن الحسن وقتادة. وقيل: مشتبها في اللون، مختلفا في الطعم، عن ابن عباس ومجاهد والربيع والسدي.
وقيل: يشبه ثمر الدنيا، غير أن ثمر الجنة أطيب، عن عكرمة. وقيل: متشابها يشبه بعضه بعضا في اللذة وجميع الصفات، عن أبي مسلم. وقيل: متشابها في الاسم، مختلفا في الطعم. وقيل: متشابها من حيث الموافقة، فالخادم يوافق المسكن، والمسكن يوافق الفرش، وكذلك جميع ما يليق به. ولهم لأهل الجنة فيها أزواج يعني نساء، قيل: الحور العين، وقيل: نساء الدنيا، عن الحسن، قيل: هي عجائزكم الرمض العمش طهرن من أقذار الدنيا، (مطهرة) قيل: طهرت في الأبدان والأخلاق والأفعال، فلا يلدن، ولا يحضن، وقيل: مطهرة طهرن من الأقذار والآثام. وهم فيها في الجنة خالدون يعني دائمون باقون في الجنة، وإن الجنة باقية أبدا.
Sayfa 293