Eserlerin Islahı
تهذيب الآثار
Araştırmacı
محمود محمد شاكر
Yayıncı
مطبعة المدني
Yayın Yeri
القاهرة
وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذين شهدوا خطبته ذلك اليوم أن يبلغها الشاهد منهم الغائب ومعلوم أن كل من شهد ذلك من أمره قد لزمه من فرض الإبلاغ عنه على الانفراد ما لزمهم على الاجتماع وأنه لم يأمرهم بإبلاغ الغائب عنهم ذلك إلا والمبلغ عنه لازمه من فرض العمل بما أبلغ عنه من ذلك مثل الذى كان لازم السامع
لولا ذلك لم يكن للأمر بإبلاغه إياه إن كان غير لازمه به فرض العمل مثل الذى لزم المبلغ بسماعه منه عليه وجه معقول
لأن المبلغ ذلك من لم يشهده إن كان بهيئته قبل أن يبلغه فى أنه لم يلزمه من فرض العمل بما أبلغ ما لزم السامع فإنما كلف السامع أن يهذى فى وجه الغائب الذى لم يشهد سماع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من قائله إن قاله وصف منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما يجل عن أن يوصف به بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم
القول فى البيان عما فى هذه الأخبار من الغريب
فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته بمكة حين ذكر الحرم لا يعضد شجره يعنى بقوله عليه السلام لا يعضد شجره لا يفسد ولا يقطع
وإنما ذلك مثل وأصله من عضد الرجل الرجل إذا أصاب عضده بسوء
يقال فى ذلك عضد فلان فلانا فهو يعضده عضدا
وللعضد معنى غير ذلك وهو أن يكون الرجل للرجل عضدا وعونا وهو مصدر من قول القائل عضدت فلانا على أمره فأنا أعضده عضدا إذا أعنته
Sayfa 44