Eserlerin Islahı
تهذيب الآثار
Araştırmacı
محمود محمد شاكر
Yayıncı
مطبعة المدني
Yayın Yeri
القاهرة
وقد ذكرنا قبل فيما مضى قول من أباح الإفطار فى شهر رمضان فى السفر وإن كان غير مخوف عليه بالصوم مكروه ولا أذى ورأى أن الصوم له أفضل
وعلة قائلى ذلك نظيرة قائلى هذه المقالة غير أنهم جعلوا لمطيق الصوم فى السفر الخيار بين الصوم والإفطار
وقالوا أفضل الأمرين له الصوم لأن الله تعالى ذكره إنما أباح له الإفطار فى سفره تيسيرا عليه بقوله
﴿يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾
سورة البقرة 185
قالوا فإذا لم يكن عليه فى الصوم عسر فالفضل له فى الصوم
والصواب من القول فى ذلك عندنا قول من قال الإفطار فى شهر رمضان فى السفر الذى هو غير معصية لله رخصة من الله عز ذكره لعباده المؤمنين وتيسير منه عليهم إذا كانوا للصوم مطيقين وعلى أنفسهم بالصوم غير خائفين عجزا عما هو أولى بهم منه من أداء فرائض الله لقوله تعالى ذكره عقيب قوله
﴿ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾
سورة البقرة 185
فأخبره عز ذكره أنه إنما أطلق الإفطار فى شهر الصوم فى حال السفر والمرض وإبدال عدة ما يفطر من ذلك من الأيام من أيام أخر من غيره إرادة اليسر منه بنا لا العسر
فمن اختار رخصة الله له فأفطر فى حال سفره أو مرضه لم يكن معنفا ومن اختار الصوم وهو يسر غير عسر عليه فهو له أفضل لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صام حين شخص من مدينته متوجها إلى مكة لحرب قريش حتى بلغ عسفان أو الكديد وصام معه أصحابه إذ كان ذلك يسرا عليهم لا عسرا وأنه أفطر وأمر أصحابه بالإفطار لما دنا ودنوا من عدوهم لحربهم
Sayfa 151